عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية د.ابراهيم الجعفري
د.ابراهيم الجعفري
ضيف الشبكة
رقم العضوية : 74183
الإنتساب : Sep 2012
المشاركات : 48
بمعدل : 0.01 يوميا

د.ابراهيم الجعفري غير متصل

 عرض البوم صور د.ابراهيم الجعفري

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الرجل الحر المنتدى : استضافة الدكتور السيد ابراهيم الجعفري
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-10-2012 الساعة : 02:14 PM


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر لترحيبكم الطيب
عزيزي :
الشعائر الحسينية كجزء مهم من الشعائر الإسلامية عامة هي تعبير عن خزين القيم والفكر الذي أودعه الله - تعالى - في مكنون الإنسان.
هذه الشعائر لا يمكن لها أن تُحيى من دون وعي من حيث تنطلق إلى حيث تستهدف، ولا نستطيع أن نتصور أمة بلا مشاعر، كما لا نتصور إنساناً بلا مشاعر كذلك. مستوى المشاعر يتناسب مع عمق وعي الأمة والإنسان، فكلما زاد وعيه ارتفع مستوى مشاعره.
الذين يحيون الشعائر الحسينية يعكسون بذلك ما يحملون من طاقة ورع في قلوبهم، وهذا الرصيد من التقوى في القلب تتجلى ثماره بالشعائر.
قال الله - تعالى -:
((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب))
وهي، أي الشعائر بصورتها المثلى سليمة المنطلق، سليمة الأهداف، سليمة الأدوات في التعبير..
- يبقى: هل إن كل من يمارسون الشعائر بمستوى واحد من هذا الثالوث (المنطلق، الهدف، والوسيلة)؟
هم يختلفون في الدرجة، بل قد يصل التفاوت إلى حد التناقض! حين يناقض سلوكه ما يريده الإمام الحسين - عليه السلام -.
ولي هنا أن أشير إلى حقيقة: إن البعض ممن لا يرتقون إلى مستوى المشاعر لا نفترض أنهم في صف أعداء الإمام الحسين - عليه السلام -، بل إن ذلك مدعاة لتعميق الوعي في صفوفهم، واستثمار حبهم له - عليه السلام -.
ربما يبدأ البعض منهم بحبه - عليه السلام - وهو لم يكن ملتزماً بسيرته، ثم يرحل به ذلك من شاطئ اللاالتزام إلى شاطئ الالتزام، وهو ما يقع على عاتق الهادفين من أصحاب الوعي، والشعور بالمسؤولية.
إن تحويل الطاقة الكامنة في الأمة من حيث الفكر والمشاعر جدير بأن يبعث فيها عوامل النهوض، والتقدّم.. الأمة بلا مشاعر تموت، والموت المشاعريّ لا يؤهّلها لأن تتسنم موقعها بين الأمم.
إن تناوُل المشاعر الحسينية كجزء حيّ من المشاعر الإسلامية في طريقة مبرمجة تستوفي عناصر الفكر، والقيم، والتجسيد، وتعتمد منهجية التطبيق، والتكافل، وتنفتح على أمم العالم؛ للإثراء، والاستفادة منها بما لا يتعارض مع الفكر، والقيم الإسلامية يوفر لها إطلالة إنسانية واسعة لا تختنق بالذات خصوصاً أننا نعيش عصر العولمات التي تعبر للآخر عندما تأنسن؛ لتلقى استجابات بنّاءة.



من مواضيع : د.ابراهيم الجعفري 0 شكري وتقديري للأخ نجف الخير