[السيد محمد بحرالعلوم]

بسم الله الرحمن الرحيم
أتذكر في الخمسينات والستينات من القرن الماضي كان السعي من خلال ثلة مخلصة من أبناء البلد إلى إعداد نظام خاص للعتبات المقدسة من أجل أن تكون لهذه العتبات نظامها الخاص الذي يبتعد عن سيطرة الدولة وعن سيطرة غير القادرين عليها، ولكن لم يكتب النجاح لتلك المحاولات نتيجة تسلط الحزب البعثي، وبعد التغيير وإبان مجلس الحكم وعندما صار من الضروري أن يتولى العتبات المقدسة ومزارات الأولياء والصالحين بل حتى المساجد في مناطقنا هيئة تؤمن بهذه المقدسات وتعمل على تطويرها، لذا كانت الفكرة التي طبقناها هي فصل ديوان الوقف الشيعي عن الوقف السني وذلك لاختلاف طريقة عمل كل منهما والأهداف وبالتالي نتلافى التقاطعات التي قد تحدث بين الحين والآخر، ولذا كان كلا الوقفين له ميزانية من الدولة تصرف في ما يقدمه رؤساء الديوان من مشاريع تخدم الواقع الديني وتطويره، ولذا ليس الأمر يخضع للتساوي لأن العدالة ليست بالتساوي بل بإعطاء كل ديوان ما يحتاجه تبعا للمسؤوليات الملقاة على عاتقه.