[Amar Ali]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وال سيدنا محمد.
أخي الكريم صاحب الموضوع البغدادي المشرف على منتدى الاخبار السياسية
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وعظم الله لكم ولنا الاجر بمصابنا الجلل في عاشوراء الامام الحسين عليه السلام واله واصحابه الميامين، وبعد:
أود في البداية ان اشكرك على هذا الموضوع وأصحح لك بعض الاخطاء الواردة الراجعة الى التحاليل الصحافية البعيدة كل البعد عن الموضوعية والمنطق بشكل ملخص ومختصر...أخبرك بأني من الولاية التي كانت تعرف بالتشيع قبل انتشاره في الجزائر بصورة عامة حديثا وهذه الولاية هي ولاية الاعاجم أي سكانها جزائرين أصليين أمازيغ او بربر كما يسميهم العرب سامحهم الله، وهي ولاية باتنة التي يسميها الجزائريين بمعقل الشيعة...منذ اواخر السبعينيات، وأنا انذاك صغير في السن وكان من اهلي من تشيع بفضل ايران ودورها في نشر المذهب.
ومن بين ما أوردتم قلتم: أن التشيع يزداد انتشارا على يد عراقييين وسوريين ووو... والذي يجب أن تعلمه أخي أن هذه الفكرة خاطئة في أساسها.. وقد كان منذ القدم في الجزائر عراقيين وسوريين وغيرهم وما كان لهم أي دور في تشييع الجزائريين...وبكل صراحة فالتشيع في الجزائريعود بالدرجة الاولى الى نجاح الثورة الاسلامية الايرانية والتي كان لها الفضل والسبق في بداية تعرف الجزائريين على التشيع ومعنى التشيع...هذا أولا...وثانيا، فمما أوردتم أخي قلتم: والعامل الثاني الذي أصبح يمثل كابحا في وجه الاستقطاب التنظيمي لهذا المحفل السري هوالظاهرة الإيرانية السياسية التي كانت تمثل محل جذب واستقطاب ولم تعد كذلك بل بالعكس في ظل الموازنات الدولية الأخيرة والدور الإيراني المشبوه في الساحة العراقية جعل القراءات التي تنطلق من هذه التجربة تعود إلى الوراء وتراجع حساباتها.
فأقول لك: أنا هذه الفكرة ايضا خرافية وخاطئة تماما وبعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة فلا يزال الجزائريين ولا تزال بالاحرى ايران محل جذب واستقطاب للجزائريين نحو التشيع أكثر من اية جهة في العالم وخاصة حديثا مع تزايد انجازاتها في الميدان العلمي ودورها في دعم حزب الله في لبنان الذي دحض الصهاينة والاعراب.
وأضيف لك فكرة أخيرة وهي: أن ظاهرة التشيع الحديثة في الجزائر وتزايدها تعود الى دور الانترنيت التي مكنت الجزائريين من تحميل الكتب وقرائتها والتي كانت من قبل هذه الكتب من الصعب عليهم تحصيلها هذا الى جانب انتشار القنوات الفضائية بكثافة مثل المنار، الانوار، الكوثر، السلام،قناة أهل البيت عليهم السلام، والمعارف وغيرها وغيرها والتي كان لها دورا حاسما في تمكين الجزائرين من معرفة الحقائق المخفية عليهم من قبل ...المستقبل يبشر بمزيد من التشيع في الجزائر بعد أن كسرت كل الحواجز والعراقيل....وهذه هي الحقيقة...ولا حقيقة أخرى غيرها...أقولها لكن وانا جزائري امازيغي عارف بتطور التشيع في الجزائر منذ أن بدء.