عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عبدالله الجزائري
عبدالله الجزائري
عضو برونزي
رقم العضوية : 50999
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 514
بمعدل : 0.10 يوميا

عبدالله الجزائري غير متصل

 عرض البوم صور عبدالله الجزائري

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : عبدالله الجزائري المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-08-2013 الساعة : 03:32 AM


المحور الثاني

التطور في الفكر السياسي الشيعي ودوره التمهيدي


المرحلة الأولى : الغيبة الفكرية

واجه فكر مدرسة أهل البيت بعد انقلاب السقيفة هجمة شرسة قمعية وحملة تعتيمية وخطة لاجتثاثه من خارطة الفكر العقائدي الإنساني وابتدأت الحملة بمنع تدوين أحاديث أهل البيت والتضييق وملاحقة رواته وحفظته من أصحاب الأئمة عليهم السلام ومحاربة الحواريين منهم .
وإزاء هكذا ظرف ووضع يهدد ضياع أصول حديثيه كثيرة تحوي معارف دينية متنوعة , كان لابد من إيجاد سياسة وآلية مستمرة للحفاظ على هذا الموروث العلمي الذي يمثل الدين الحق وتأمين قناة لإيصاله إلى الأجيال المتعاقبة مستندين إلى الدعم والوعد الإلهي المتمثل بآية الحفظ للذكر {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
وتطبيقا لهذا الوعد والهدف من وراءه سعت السلطات التنفيذية المعصومة المتمثلة بأهل البيت عليهم السلام إلى وضع إستراتيجية لتحقيقه متمثلة بتهيئة حفاظ ورواة حديث على مستويات مختلفة من القرب منهم ووفرت وسائل الحماية لهم وصلت إلى حد البراءة منهم حفظا لدمائهم .

كانت هذه هي المرحلة الأولى وهي مرحلة الغيبة الفكرية أو المرحلة السرية لعملية الإيصال والدفع للمحتوى الروائي إلى أقصى مدى زمني يضمن انتهاء الحملة المضادة له أو زوال المناخ التعتيمي إلى مناخ العولمة والانفتاح حتى إذا وصل إلى هذا الوقت بدأت المرحلة الثانية .


المرحلة الثانية : الظهور الفكري

تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة الظهور الفكري لمنهج وفكر ومعارف وعلوم أهل البيت أو المرحلة العلنية والتي شهدت الحوارات والمناظرات العقائدية في موضوعات اصول الدين أو المتعلقة ببيان ظلامه أهل البيت وأحقيتهم في المرجعية والقيادة للأمة الإسلامية .
وضع أهل البيت شروطا للمرحلة الثانية تتمثل بالتقية والصبر والادخار للنفوس وعدم التعجل في أمر الله والقيام بالتكليف المحدد لتلك المرحلة فكانت نظرية الانتظار وعدم التصدي لأي عمل سياسي تأسيسي أو عمل عسكري ابتدائي وتبني سياسة المرحلية والتدرج والإصلاح المتعقل للأمر الواقع حسب الظروف الموضوعية آنذاك .

ولم تكن الظروف السياسية ولا موازين القوى العسكرية تساعد على تأسيس رؤية سياسية أو إيجاد تحرك عسكري , ولا وجود حينئذ لعوامل سياسية أو اقتصادية عالمية أو إقليمية كما هي ألان تستطيع التأثير والتغيير في حركة الصراع , فكان كل تحرك سياسي أو عسكري محكوم بالفشل بسبب اختلاف الموازين , فكانت الأولوية في هذه المرحلة للمواجهة والمكاشفة الفكرية والعقائدية .




المرحلة الثالثة : مرحلة التمثيل والتقارب السياسي

وبعد مرور فترة من الزمن على هذه المرحلة الدعوية العلنية استطاع الفكر الشيعي أن يستقطب الكثير من الناس واستطاع أن يتغلغل إلى الأوساط السياسية والى قمة الهرم السياسي ليطرح نفسه ويستعرض إمكاناته ورؤاه التجديدية والاجتهادية والتي أبهرت الحكام فاستشعروا أهمية هذا الفكر وقربوه نجيا واعدوا له متكأ وجعلوا له تمثيلا وسلطانا مؤثرا في مراكز صنع القرار للدولة (كما حصل للطوسي والمحقق الكركي وابن طاووس ) هذه مرحلة ثالثة وهي مرحلة التمثيل والتقارب السياسي للفكر الشيعي

وتعتبر مرحلة التقارب والتمثيل السياسي للفكر الشيعي هي مرحلة التحول والظهور للفكر السياسي الشيعي بعد تهيئ الأرضية والظرف المناسب وبداية تشكيل الرؤية السياسية التأسيسية ودخول المعترك السياسي فشهدت هذه المرحلة مجموعة من المنظرين للنظرية السياسية كالكركي والنراقي والأفغاني وصولا إلى منظر النظرية الدستورية والبرلمانية في الحكم وهو الشيخ النائيني والتي انطلقت في إيران سنة 1906 كحركة شعبية مطالبة بنظام برلماني ودستوري لشكل الحكم بالبلاد بديلا لدكتاتورية الحاكم المستبد الذي استعبد العباد وباع البلاد لقوى الاستعمار والاستكبار .


المرحلة الرابعة : إقامة حكومة إسلامية

ولم يتوقف تطور الفكر السياسي الشيعي عند هذا الحد بل تعداه ليشهد تحولا باتجاه إمكانية إقامة حكومة إسلامية على أساس مبدأ الشورى إلا أن هذا الرأي لم يلبث أن نسخ بنظرية ولاية الفقيه لمجددها الإمام الخميني (قدس سره) الذي حققها في الواقع الخارجي وقدم لها نموذجا معاصرا ناجحا فل ظل حصار كوني سبقته حرب شاملة لكنه يأبى إلا أن يتم ويكمل دور ايران الترويجي لمعارف أهل البيت والتمهيدي للتغيير المنتظر ببركة بقية الله الأعظم الإمام الحجة المنتظر عليه السلام .


إن مراحل تطور الفكر السياسي الشيعي الآنفة الذكر والتي تأتي في سياق مفهوم المرحلية في الإصلاح والتمهيد المتدرج إنما تنسجم مع مرحلة الانتظار الايجابي والتفاعلي لا الانتظار السلبي المتعجل والانفعالي .

إن هذا التحول والتطور في الفكر السياسي الشيعي وما نتج عنه من نظريات ونماذج معاصرة كان له أثرا واضحا ومهما في لفت أنظار العالم أن الشيعة أصحاب نظريات ناهضة ورائدة ممكنة التطبيق وذات أهداف ونتائج قابلة للتحقق وواقعية ومن أهدافها تحقيق العدل والإحسان للرعية ورفض الظلم والاستبداد والاستعباد للشعوب من قبل الحكومات , ففهم الناس حقيقة ثورة الحسين وأهدافها فأصبح الذين يخطئون الحسين عليه السلام على خروجه على الطاغية يزيد بالأمس يقولون اليوم انه لم يخرج أشرا ولا بطرا إنما خرج للإصلاح وتحقيق مطالب المظلومين وتطبيق شريعة سيد المرسلين .

فسقطت نظرية القوم القائلة أن الحكام هم أولو الأمر المقصودين في آية الولاية , أسقطتها الشعوب المضطهدة والمظلومة صارخة لا للظلم نعم للعدل وان العقل الجمعي العالمي لما ينضج للمطالبة بوجود نظام عالمي موحد تحت قائد واحد وصلح رباني يملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .


انتهى المحور الثاني





توقيع : عبدالله الجزائري
من مواضيع : عبدالله الجزائري 0 بيان حول الاعتداء على طلبة العلوم الدينية في النجف
0 نداء للسياسيين : الخطأ تجربة خصبة
0 تهنئة بمناسبة الذكرى التاسعة للمنتدى
0 اسئلة سياسية
0 نقطة نظام