عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية ابو غدير الساعدي
ابو غدير الساعدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 64616
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 324
بمعدل : 0.07 يوميا

ابو غدير الساعدي غير متصل

 عرض البوم صور ابو غدير الساعدي

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : ابو غدير الساعدي المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-11-2011 الساعة : 01:25 AM


المبحث الرابع : سماع الموتى في القبور
و ايضاً سيكون بأربع محاور و لا ارى ضير في طرح المقدمة البسية ادناه حول اصل المبحث
اختلف جميع فرق المسلمين مع الوهابية في سماع الموتى وذهب المسلمين من سائر الفرق الإسلامية إلى أن الميت يسمع وخالفهم في ذلك الوهابية وسنعرض الأدلة على تحقق سماع الموتى وان الحياة البرزخية هي استكمال لهذه الحياة وان الموتى يسمعوننا ولكن الحي في غفلة بهذه الدنيا ولا يستطيع أن يسمع الموتى .
********
أ- الأدلة القرآنية على حياة الموتى :

قال تعالى :
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }[1]
أي واضح من هذه الآية أن الأموات أحياء بشكل يرفع اللبس ولكن عدم شعورنا بحياتهم لا يغير من حياتهم حيث إننا نحن نغفل ولا نشعر بكثير من الأمور وهذا لا يمنع تحقق الشيء على سبيل المثال نبي الله عيسى حي ولكن نحن لا نشعر بحياته وهذا لا يمنع أن يكون حي حيث أن الأدلة القرآنية القطعية دالة على حياته وكذلك كثير من الوجودات الكونية كالعناصر الطبيعية التي تحيطنا لا نشعر بها ولكن لا نستطيع أن ننكرها لثبوتها بالأدلة القطعية ومثال على ذلك لا نستطيع أن نشعر بالذرة ووجودها قطعي وكذلك حركة دوران الأرض لا نشعر به وهذا لا يلغي دورانية الأرض حول الشمس فعدم شعورنا بحياة الموتى لا ينفي حياتيتهم .
ولو قلنا أن الأموات لا يشعرون لا يحسون فما فائدة الحديث المشهور (( القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار )) فكيف الميت يحس بالجنة ويحس بالنار وهو ميت فان قالوا نحن لا نعلم ما هي الحياة البرزخية فيقال لهم كيف إذن ادعيتم أن الأموات في الدنيا في قبورهم أموات والأدلة القاطعة دلت على حياتهم ولكن نحن لا نعلم الآلية التي يعيشونها ولكن نعلم أنهم أحياء ويسمعون كما سنبين لا حقا .

وقال تعالى :
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }[2]
أي ان الأموات الشهداء عند ربهم يرزقون وهذا دليل قطعي أن الذي يرزق حي ولكن قد قائل يقول أنهم عند ربهم نحن نقول نعم عند ربهم أي بفضل من ربهم ولا يوجد موجود ليس عند الله وكلنا عند الله ولكن عندية الشهداء لها مكانة خاصة والعندية هي القرب المقامي وليس الوجود المكاني وإلا الكل يعرف أن الشهيد يدفن بالقبر ووجود القبر المكاني في الأرض بجوار قبور سائر الموتى وقد يكون قبر الشهيد بجوار قبر الفاسق والفاجر والكافر وقد لا يكون له قبر ولكن العندية هنا القرب الإلهي في المقامات .

وقال تعالى :
{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }[3]
ولو كانوا أموات كيف يفرحون بما آتاهم الله عز وجل وكيف الميت يفرح وكيف الله عز وجل يأتي النعم للميت وهو لا يحس فهذا لغو منه عز وجل وهو باطل بالضرورة أن يصدر من الحكيم المطلق اللغو .

وقال تعالى :
{لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }[4]
يقول الطبري :
{ فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } قال : فانكشف الغطاء عن البر والفاجر فرأى كل ما يصير إليه[5]

وقال عز وجل :
{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ }[6]
وهنا الآية قطعية الدلالة على حياتهم بعد الموت ينادونَ ربهم أن يرجعهم حتى يعملوا صالحا ولو كانوا ميتين كيف يطلبون من ربهم الرجوع ؟
ويحتج أتباع محمد بن عبد الوهاب أن الله عز وجل يقول :
{وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }[7]
هذه الآية المباركة عبارة عن تمثيل أن تأثير الكلام كالميت في الدنيا لا يسمع قول الحق لأنه مات على الباطل وهو في مقام عدم قبولهم للحق بعد الموت وليس بصدد نفي الحياة بعد الموت.
وهذا ما ذهب إليه ابن كثير في تفسيره قال :
{ وما أنت بمسمع من في القبور } أي كما لا ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم وهم كفار بالهداية والدعوة إليها كذلك هؤلاء المشركون الذين كتب عليهم الشقاوة لا حيلة لك فيهم ولا تستطيع هدايتهم[8]
وهذا ما ذهبت إليه السيدة عائشة وهو ما نقله عنها البخاري قال :
حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال: ذكر عند عائشة رضي الله عنها أن ابن عمر رفع إلى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ( أن الميت ليعذب في قبره ببكاء أهله ) . فقالت وهل ابن عمر رحمه الله إنما قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ( أنه ليعذب بخطيئته وذنبه وان أهله ليبكون عليه الآن ) . قالت وذاك مثل قوله إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قام على القليب وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم مثل ما قال أنهم ليسمعون ما أقول ) . أنما قال ( إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق ) . ثم قرأت { إنك لا تسمع الموتى } { وما أنت بمسمع من في القبور } . تقول حين تبوؤوا مقاعدهم من النار[9]
ويستفاد من الآية على سماع الموتى من جهتين :
· الجهة الأولى : أن ابن عمر يصرح أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وإقرار من ابن عمر بحياة الميت في القبر .
· الجهة الثانية : أن عائشة تبين أن معنى عدم السماع ليس بمعنى الميت في الدنيا إنما لا يفيد بهم الكلام حين يبوؤون مقاعدهم من النار وفي النار الإنسان يكون حيا سواء كان في القبر أو في الآخرة .
وقد صرح بذلك ابن قيم الجوزية في كتاب الروح :
وقد قال تعالى وما أنت بمسمع من في القبور فنفي السمع عمن في القبور وهي الأجساد بلا شك ولا يشك مسلم أن الذي نفي الله عز وجل عنه السمع هو غير الذي أثبت له رسول الله قال ولم يأت قط عن رسول الله في خبر صحيح أن أرواح الموتى ترد إلى أجسادهم عند المساءلة ولو صح ذلك عنه لقلنا به[10]
وقال الآلوسي في ذيل هذه الآية :
{ وما أنت بمسمع من في القبور } فنفى عز وجل السمع عمن في القبور وهي الأجساد بلا شك . ولا يشك مسلم في أن الذي نفى الله عز وجل عنه السمع هو غير الذي أثبت له رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم السمع فهذا هو الحق وأما ما خالف هذا فخلاف لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه (وآله) وسلم مكابرة للعقل وللمشاهدة ][11]
الفهرست
[1] البقرة154 .
[2] آل عمران 169 .
[3] آل عمران170
[4] ق22.
[5] تفسير الطبري ج11 ص 418 .
[6] المؤمنون99 .
[7] فاطر22 .
[8] تفسير ابن كثير ج3 ص728 .
[9] صحيح البخاري ج4 ص1462 ح3759 .
[10] كتاب الروح ص56 طبعة المكتبة العصرية بيروت سنة 2004 م .
[11] الآيات البينات ج1 ص83 .



يتبع


توقيع : ابو غدير الساعدي
اللهم عجل لوليك الفرج
من مواضيع : ابو غدير الساعدي 0 عجيبة غريبة !!!!؟؟
0 هل أسم الأمام علي "ع" ثقيل على عائشة ؟؟
0 المخالفة الجلية في نصرة سبط خير البرية
0 الأثبات الكبير لظلامة السبط البشير "ع"
0 أين ذهبت ( حي على خير العمل ) من الآذان ؟؟
رد مع اقتباس