عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية كفاية الأصول
كفاية الأصول
عضو جديد
رقم العضوية : 17252
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 37
بمعدل : 0.01 يوميا

كفاية الأصول غير متصل

 عرض البوم صور كفاية الأصول

  مشاركة رقم : 28  
كاتب الموضوع : افتخر بعقيدتي المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-05-2011 الساعة : 02:48 PM


بسمه تعالى
وجهة النظر تكتسب القيمة بما هي نتيجة لبحث علمي منهجي ، ولا تكتسب القيمة إن كانت خاضعة لاستحسانات وأهواء وعواطف ، فهذه لا قيمة علمية لها أختي العزيزة مع احترامنا لجميع وجهات النظر ، ولكن الحق يُقال ، ومادمنا في مقام البحث العلمي ، فينبغي التخلي عن العاطفة ، والتركيز على المطلب وفروعه .

ويرد على ما أفدتموه ـ وإن كان خالياً من الدليل العلمي ـ :

أولاً : تواترت الروايات باستحباب البكاء على سيد الشهداء (ع) وعلى أهل البيت (ع) . وقد بوّب شيخنا المحدث الفقيه محمد بن الحسن الحر العاملي باباً كاملاً في كتابه العظيم وسائل الشيعة سمّاه [ باب استحباب البكاء لقتل الحسين وما أصاب أهل البيت عليهم السلام وخصوصاً يوم عاشوراء واتخاذه يوم مصيبة وتحريم التبرك به ] ، وأورد فيه 20 رواية . وهذا تواتر كما هو معلوم لمن كان له أدنى قراءة في علم الدراية ، وهذا فقط في الوسائل ! فكيف لو جمعنا الروايات من كامل الزيارات والبحار وغيرها من الكتب الشريفة ، بل ومن كتب المخالفين ـ قبّحهم الله ـ أيضاً . ولا بأس بأن أنقل مجموعة روايات للتبرّك بها :

ـ في الصحيح عن فضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر .
ـ وفي الصحيح عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان علي بن الحسين عليه السلام يقول : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام حتى تسيل على خديه بوأه الله بها غرفا يسكنها أحقابا ، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله مبوأ صدق ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار .
ـ و قال الرضا عليه السلام : من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم يموت القلوب.

قلتُ : ولا حاجة لتحقيق أسانيد هذه الروايات ( وإن كانت في الأعم الأغلب صحيحةً ) لتواترها والقطع بصدورها ، وعلى هذا القطع أفتى فقهاؤنا بالإستحباب .

وأما روايات المخالفين فلا بأس بنقل بعضها أيضاً :

ـ ما رواه أحمد بن حنبل بسند رجاله ثقات [ كما قال نور الدين الهيثمي ] : حدثنا عبدالله بن نجي، عن أبيه: أنه سار مع علي عليه السلام وكان صاحب مطرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي عليه السلام: اصبر أبا عبدالله، اصبر أبا عبدالله بشط الفرات، قلت: وماذا؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه واله ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يانبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بلى، قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، قال: فقال: هل لك إلى أن أشمّك من تربته، قال: قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا .
ـ ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسند صحيح : قالت أم سلمة: كان النبي صلى الله عليه واله نائماً في بيتي فجاء حسين يدرج، قالت: فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه، قالت: ثم غفلت في بيتي فدب فدخل فقعد على بطنه، قالت: فسمعت نحيب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجئت فقلت: والله يارسول الله ما علمت به، فقال: إنما جاءني جبرئيل (عليه السلام) وهو على بطني قاعد، فقال لي: أتحبه؟ فقلت: نعم، قال: إن أمتك ستقتله، ألا أريك التربة التي يقتل بها؟ قال: فقلت: بلى، قال: فضرب بجناحه فأتاني بهذه التبربة، قالت: وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي، ويقول: ياليت شعري من يقتلك بعدي .
إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة .

ثانياً : رداً على سؤالكم القائل : هل أن أهلَ البيت عليهم السلام محتاجون لبكائنا ولطمنا ؟فجوابه :

أما نقضاً : فنقول : هل أن اللهَ تبارك وتعالى محتاجٌ لبكائنا وخشيتنا وخوفناً منه ؟
بتعبير آخر : عندما يقف المؤمن بين يدي ربه في الصلاة ويبكي بكاء خاشع خائف متذلل ، فهل أن الله تبارك وتعالى محتاجٌ لهذا البكاء وهذا التذلل وهذا الخشوع ؟!

وأما حلاً : فالإجابة على السؤال الذي طرحناه : كلا ، فالله تبارك وتعالى هو الغني المطلق ، ونحن الفقراء إليه ، فإذن نحن المحتاجون لهذا البكاء حتى نرتقي في سلم الخضوع والتذلل لله تبارك وتعالى ونصل إلى كمالنا الذي نكتسبه من خشيتنا وبكائنا وخشوعنا للواحد القهار .
وأما الجواب الحلي على سؤالكم : فأهل البيت عليهم السلام ليسوا بمحتاجين لبكائنا ولطمنا وجزعنا وهلعنا عليهم ـ صلوات ربي وسلامه عليهم ـ ، فهم سادة عالم الوجود وأقطاب دائرة الإمكان ، بهم فتح الله وبهم يختم ، وبهم ينزل البركات ويفيض الوجود على الموجودات ، فليسوا بحاجة لنا ، بل نحن بحاجةٍ ماسةٍ للبكاء عليهم ، لِما عرفنا من أن ذلك يقربنا إلى الله تبارك وتعالى ويقربنا منهم ، وفيه الأجر والثواب الذي لا يحصيه إلا رب العالمين ، فنحن بحاجة إلى هذا الأجر وإلى هذا الثواب ، ونحن بحاجة لأن نغسل ذنوبنا وخطايانا بهذه الدموع الصادقة على مصابهم الذي ليس كمثله مصاب . هذا أولاً
ثانياً : لا بد أن نحيي أمرهم ونؤدي حقهم ، ومن صور إحياء أمرهم وأداء حقهم الجزع على مصابهم بشتى أنواع الجزع ابتداءً من البكاء انتهاء بغيره من الجزع المشروع الذي نص عليه فقهاؤنا .

وما زال قول أستاذ الفقهاء والمجتهدين وزعيم الحوزة العلمية آية الله العظمى المرجع الولائي المعظّم الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله الشريف يرن بأسماعي حين يقول : لو احترقت قلوبنا بل لو احترقت الدنيا على مصابهم لم يكن ذلك كافٍ لأداء حقهم .

والحمد لله رب العالمين

توقيع : كفاية الأصول
من كلمات آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني لطلبة بحث الخارج 12\جمادي الثاني\1418 في المسجد الأعظم في قم المقدّسـة :
"منشأ المشكلات السفاهة! .. وعلاج أمراضنا الفقاهة !!..إن أوجب الواجبات عليكم فردا فردا أن تعملوا بكل طاقاتكم الفكرية لكي تكونوا علماء فقهاء ، في الدين ، في أصول الدين ، في معرفة النبي وأهل بيته الطاهرين صلى الله عليه وآله ".

من مواضيع : كفاية الأصول 0 مناقشة الدكتور المحترم ( محمد بن عبدالغفار الشريف ) بخصوص استدلاله بحرمة سب الصحابة
0 رواية: وارتداد أكثر الشيعة عن دينهم !!! دفعاً لما يتوهم ( البحث فيها سندا ودلالة )
0 شيخنا الجندي .. هل بإمكانكم ترجمة ماورد من اعمال ؟
0 القفاري : الشيعة يدّعون أن القزويني هو الإمام الثالث عشر !! [ وثيقة ] .
0 الحوار بين الفقهاء ...
رد مع اقتباس