عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية محمد الشرع
محمد الشرع
عضو فضي
رقم العضوية : 28390
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,309
بمعدل : 0.41 يوميا

محمد الشرع غير متصل

 عرض البوم صور محمد الشرع

  مشاركة رقم : 87  
كاتب الموضوع : الرجل الحر المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-01-2012 الساعة : 01:42 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرجل الحر [ مشاهدة المشاركة ]
تحية ملؤها الود والاحترام لشخصكم سيدنا العزيز محمد الشرع ...

النقطة الاولى موقف امير المؤمنين ..
الغريب ان شخصاً بمستوى عقلك الراجح يحتج بهذا الاحتجاج وكأنما هو ادعاء ( وعذرا عن ذلك القول ) بأن الامام امير المؤمنين لم يكن يعتز بهويته ( طبعا على اعتبار ان صلب موضوعي هو ضرورة الاعتزاز بالهوية الشيعية في العراق فأيرادك لموقف امير المؤمنين يبين العكس كما يمكن ان يفهم ) .. لكنني اعرف مستواك العلمي الكبير منذ زمن ليس بالقصير لذلك فأعلم انك لم تكن تقصد ذلك .. وان شاء الله سوف اشرع بالرد على تلكم النقاط الثلاث ..

اولا: موقف الامام امير المؤمنين من الاعتزاز بالهوية الشيعية او هوية الاسلام الحقة .

المعروف ان الامامة هي حق مفروض على الامة للأمام امير المؤمنين اي لايوجد ما يفرض ويوجب عليه اعلان القتال لفرض امامته بحد السيف .. ومع ذلك فأن القول انه صلوات الله عليه قد سكت عن حقه اراه اجحافا بحقه عليه الصلاة والسلام ...

حيث ان رفض الامام امير المؤمنين لبيعة ابن ابي قحافة هو اول بذرة في زرع الهوية والشخصية الشيعية وتجذير اساسها في رحم الارضية الاسلامية بعد وفاة الرسول الاعظم واعلان الامة للانقلاب على ارادة السماء ,,
والرفض العلوي المقدس لأمامة الجبت والطاغوت كان بمثابة الحد الفاصل بين المدرسة الشيعية بهويتها الالهية الخالصة المرتبطة بالسماء بثقليها القرآن المقترن اندماجاً بالعترة الطاهرة وبين مدرسة الخط المخالف لتلك الهوية ..

ثم جاءت نهضة الزهراء ( روحي فداها ) وثورتها الاعلامية بوجه صنمي قريش وجموع المنقلبين على ثقل الله الاكبر واعلانها الواضح لمظلوميتها وسلب حق بعلها لتؤكد بكل وضوح على النمط الاخر من انماط الدفاع عن الهوية بحسب ما يتطلبه الظرف المحيط بأصحاب الهوية ..

وجاء الامام امير المؤمنين ليؤكد على هذا التزيل الواضح بين هوية التشيع الحقة وبين هوية الخلاف والنصب لما دفن الصديقة الزهراء ( روحي فداها ) سراً دون ان يشعر قادة الانقلاب الشيطاني ولا حتى جموع المنقلبين بموعد دفنها او موقع قبرها ولم يسمح لهم بالصلاة عليها..

ولعل قائل يقول اليس الظلم الذي تعرض له امير المؤمنين كافٍ بأن يدفعه للقتال للمطالبة بحقوقه المغتصبة ,,,

الجواب يقينا نجده في قول علي عليه الصلاة والسلام في الخطبة الشقشقية اذ يقول ( وطفقت ارتأي بين ان اصول بيد جذاء او اصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فوجدت ان الصبر على هاتا احجى فصبرت وفي العين قذىً وفي الحلق شجىً ارى تراثي نهباً ) ..

الامام امير المؤمنين هنا يلخص الموضوع برمته بهذين السطرين ,, هو لم يجعل الصبر خياراً بل لجأ اليه اضطراراً حيث عبر عن ذلك الاضطرار بقوله (في العين قذىً ) (وفي الحلق شجاً ) وعبر بموقفه هذا بأنه (صبر على طخية عمياء ) فكان هو صلوات الله عليه في قمة الاضطرار لقبول الصبر على ذلك الامر لأنه لم يكن له من ناصر ينصره حيث يحدثنا التأريخ ان من وقف في صف علي عليه السلام لم يكونوا يتجاوزون عدد اصابع الكف او الكفين فعبر عن عددهم باليد الجذاء ...

وهذا الموقف للأمام امير المؤمنين يوضح تماما ان الامام صلوات الله وسلامه عليه قد استنفد كافة السبل في الدفاع عن الهوية حتى ان بضعة رسول الله الصديقة الطاهرة صلوات الله عليهما كانت على رأس الحرب الاعلامية في تثبيت جذور الهوية الشيعية الرافضة للذل والامتهان والرضوخ لأوامر الطواغيت ..

وموقف امير المؤمنين والصديقة الطاهرة لهو كافٍ في تعليمنا كيفية الحفاظ على الهوية بكل السبل المتاحة ,, وهذا ما اشرت اليه في بداية الموضوع وفي مجمل ردي عليكم سيدنا الكريم ,,,

حيث تجد اهل بيت النبوة صلوات الله عليهم يستنفذون كل ما بأستطاعتهم للدفاع عن القيم الالهية التي تتسم بها هوية التشيع ,, حتى الدفاع المسلح لو لم تكن اليد الجذاء مع علي عليه السلام وكان له انصار بعدد يسمح بالقتال بهم لما تردد عن القتال ليس خوفاً من ان يقاتل وحده بل اقامة الحجة على الامة التي ترفض امامته وهذا ما تصدح به الخطبة الشقشقية ...

فلننظر الى انفسنا كشيعة العراق هل نحن نستنفد كل السبل التي استنفدها امير المؤمنين والصديقة الطاهرة في الدفاع عن الهوية الشيعية الحقة ام اننا نعطي من التنازلات عن الهوية والسكوت على الظلم والامتهان ما احال هويتنا الى هوية مليئة بالتشوهات بفعل توالي الامزجة والافكار الهوائية التي نصبغها بها يوميا ومع كل حدث

يتبع

السلام عليكم اخي الرجل الحر ...
اشكرك على الاطراء و حقيقة لست املك معشار ثقافتك التي هي اوضح من الشمس , و ابين من الامس ...
فمنك استفيد قطعا , و لكل متابع لما يخطه يمينك , فهي بالتاكيد ذات فائدة لمن اراد التزود ..

سيدي الكريم ..
اتمنى اني لا احرف مسار الموضوع , و لا اجعله في غير مساره ..
لكن الحديث في هذا الموضوع الفكري , يجعلنا نركن اليه لنناقش القضية من جذورها و شواهدها و اسقاطاتها ...

ولا بأس بالجنوح للتفصيل و السرد التاريخي , اذا كان ذلك يجعلنا نقف على مسافة مرتفعة لرؤية جميع الزوايا ..

اوردت لك ثلاث شواهد و هي غيض من فيض من سيرة ائمتنا عليهم السلام في زمن المصائب و المصاعب و القهر و التنكيل و التحريف للسنة و المسخ للهوية ..
و هم عليهم السلام واجهوا تلك الفتن باشكال شتى كلا بحسب ظرفه و طوي الوسادة له .

ايرادي لمثال امير المؤمنين و مولى الموحدين عليه السلام , ليس قد يوحي بانه ربما لم يعتز بهويته , حاشاه و الف حاشاه .. و من رمز الهوية غيره صلوات ربي و سلامه عليه .

انما ايرادي لمثاله و امثلة اهل بيته , هو للتنويه الى ان الاعتزاز بالهوية الشيعية يأخذ اشكالا كثيرة و شتى , اهمها الصبر و التصبر حين الفتنة ...

ففي الفتنة , يجب الخوض فيها بحسب طبيعة الظروف المحيطة و مدى نجاعة التحرك الصريح او العمل بعيدا عن الاضواء ...

نعم انني بايرادي هذه الامثلة اقول , لو فعلنا اليوم كما فعل ائمتنا عليهم السلام ..
بالحفاظ على الهوية مع تحصين الدم و عدم المواجهة ...
خصوصا اذا كانت المعركة غير متكافئة و العدو ليس بواحد بل هي جهات مفتوحة مشرعة و متعددة ... و ايضا مع تفرقنا داخليا و تشتتنا ...

هذا مع التسليم بان من يقود الامة هم مراجعنا الذين نؤمن بانهم مسددون وانهم الاعرف بحال الائمة و سيرتهم و كيف يتصرفون ..

و هم احوط الناس بالحرمات الثلاث , و بالدماء و غيرها ..
و هم ايضا يواجهون كافة التحديات بالاضافة لتحمل اعباء العلم و نشره و الحفاظ عليه و رعايته و تسليمه من يد ليد لحفظ التراث ...

اضافة الى ذلك علينا ايضا ان ننظر الى المدارس الفكرية التي يتقيد بها فقهاء الاسلام , و تفاصيل حدود ولاية الفقهاء فيها اختلاف في الفهم و الانطلاقات و التوجهات ..
هذه ايضا لها دور في تقييد حركة الفقيه ضمن مبانيه الفقهية و رؤاه الفكرية ..

و من ثم بعد ذلك علينا ان نسلط الضوء بالاساس على الحد الفاصل بين الحفاظ على الهوية الشيعية , و انمحائها ..
ما هي تفاصيلها و حدودها , و متى نقول ان الهوية الشيعية معرضة للاندراس , او هي لا بحالة تدعو للتطمين و عدم الخوف ؟

فالهوية الشيعية في العراق و تعامل الفقهاء , و تبعية الناس للفقهاء بالحفاظ عليها , ليست خاضعة لنظرة عوام الناس , و تحديدها بحسب رؤاهم ..

بل هي حالة يجب علينا دراستها عبر اسقاطات تاريخية عليها بلحاظ ارتباط فقهائنا ارتباطا وثيقا بسيرتهم عليهم السلام و معرفتهم الدقيقة بتفاصيل حياتهم ..

يتبع .


توقيع : محمد الشرع
يا علي بن موسى الرضا
اجذبني اليك جذبة , تدخلني في ظلكم , و لا تسقطني من عيونكم
من مواضيع : محمد الشرع 0 اعوام مرت ... والذكريات تتجدد
0 "تويتات" ادبية
0 لمحبي التحليلات ، العراق ، تحليلات !
0 خطاب السيد نصر الله الغريب ، تحليل لبعض فقراته
0 الشيخ الصغير يدعو المالكي لفتح صفحة الكذب في الملف الامني بعد ان اكتشف الكذب في الكهر
رد مع اقتباس