[القناص الاول]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
من الاولين والاخرين

الجزء الخامس من الكذبة الثانية

وبما ان في هذا الجزء يحتج ابن عبد الوهاب بجملة من الاحاديث المزورة والمكذوبة لذلك ارتايت ان اجعل هذا الجزء اقسام في كل قسم ساتناول حديثا من احاديثه الساقطة :

الحديث الاول
ـــــــــــــــــــــ

وقد حاول في هذه الكذبة ان يقوّي من مكانة ابي بكر ويجعل منه خليفة شرعي مقبول ومعترف به ، ولمّا كان ابن عبد الوهاب يعرف ان هذا الامر يحتاج الى شهادة ممن هو افضل من ابي بكر ومن الذين اذا قالوا فان قولهم حجة ، لذلك اعتمد لذلك هذا الكذّاب اقوال كاذبة موضوعه منسوبة زورا للامام علي عليه السلام .

يقول ابن عبد الوهاب :

0عن علي رضي الله عنه قال: دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله استخلف علينا 0 قال : إن يعلم الله فيكم خيراً يول عليكم خيركم 0 فقال علي رضي الله عنه : فعلم الله فينا خيراً فولّى علينا خيرنا أبا بكر رضي الله عنه 0 رواه الدار قطني 0 وهذا أقوى حجة على من يدّعي موالاة علي رضي الله عنه

وهنا ايها القاريء الكريم
اطالب اتباع ابن عبد الوهاب في باديء كلامي ان يضعوا لنا ما ذكره الدارقطني مع الدليل . هذا ان كان لديهم ذرة من غيرة على دينهم والا فهم اتباع كذاب مفتري مزور ضال ومضل وعليهم من الله ما يستحقون عن هذا الاتباع .
ثم اتوكل على الله تعالى واقول :
ان هذا الحديث ذكره النيسابوري في المستدرك وابن عساكر في تاريخه ، وسنقدم تحقيقا بسيطا عنهما :

اولا : حديث النيسابوري :

رقم الحديث: 4652

(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَطِيرٍ ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ ، قَالَ : خَطَبَنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ ، فَقُلْنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : أَتْرُكُكُمْ كَمَا تَرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : " إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِيكُمْ خَيْرًا يُوَلِّ عَلَيْكُمْ خِيَارَكُمْ " . قَالَ عَلِيٌّ : فَعَلِمَ اللَّهُ فِينَا خَيْرًا فَوَلَّى عَلَيْنَا أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

ثانيا : حديث ابن عساكر

رقم الحديث: 11993
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّه السَّلَمِيُّ ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، إِمْلاءً ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَاسٍ النَّخَعِيُّ ، نا يَعْقُوبُ بْنُ تَوَّابٍ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ ، نا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ ، فَقُلْنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا ، قَالَ : لا ، وَلَكِنْ أَتْرُكُكُمْ كَمَا تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّه اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : لا إِنْ يَعْلَمِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فِيكُمْ خَيْرًا يُوَلِّ عَلَيْكُمْ خِيَارَكُمْ ، قَالَ عَلِيٌّ : فَعَلِمَ اللَّهُ فِينَا خَيْرًا فَوَلَّى عَلَيْنَا أَبَا بَكْرٍ " .

التحقيق في الحديثين :

وفي سندهما :

1-محمد بن بشر وهو مجهول الحال

2-موسى بن مطير وخلاصته متروك الحديث ، قال فيه الجرجاني عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه ، وقال فيه ابو حاتم الرازي متروك الحديث ، وابو حاتم ابن حبان البستي قال فيه صاحب اعاجيب ومناكير لا يشك سامعها انها موضوعه ، وابو زرعه الرازي قال فيه ضعيف الحديث ، وقال عنه احمد بن حنبل ضعيف ترك الناس حديثه ، وقال عنه ابو نعيم الاصبهاني روى عن ابيه عن ابي هريرة احاديث منكرة ، وقال فيه احمد بن شعيب النسائي منكر الحديث و متروك الحديث ، وقال احمد بن صالح الجليلي انه ضعيف الحديث ليس بثقة ، وقال فيه الجوزجاني ابراهيم بن يعقوب غير مقنع ، والدارقطني قال فيه ضعيف ، والذهبي قال واه ، ويحيى بن معين قال كذاب ، وقال عبد الرحمن بن الحكم زغبة قال فيه ضعيف ترك الناس حديثه

وفي الثاني ( حديث ابن عساكر ) :ابو العز احمد بن عبد الله السلمي :

وقال عنه الذهبي في الميزان (ج1/118)

قال ابن النجار : كان ضعيفا في الرواية ، مخلطا كذابا ، لا يحتج به ، وللأئمة فيه مقال .

قال السمعاني : كان ابن ناصر يسيء القول فيه .

وقال عبد الوهاب الأنماطي : كان مخلطا .

ثم قال السمعاني : سمعت ابن ناصر يقول : سمعت إبراهيم بن سليمان يقول : سمعت أبا العز ابن كادش يقول : وضعت حديثا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقر عندي بذلك .

قال عمر بن علي القرشي : سمعت أبا القاسم علي بن الحسن الحافظ يقول : قال لي ابن كادش : وضع فلان حديثا في حق علي ، ووضعت أنا في حق أبي بكر حديثا ، بالله أليس فعلت جيدا ؟ قلت (اي الذهبي): هذا يدل على جهله ، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وبعد كل هذا يقول فيه ابن عبد الوهاب ان هذا الحديث حجة على من يدعي موالاة علي بن ابي طالب ، أي حجة هذه يا كذاب ؟ بل انه حجة على اتباعك اثبتنا بها تمسكك بالموضوعات والمكذوبات . الا لعنة الله على الكاذبين .