[الباحث الطائي]

بسمه تعالى

- حجم معركة قرقيسيا في الروايات-

نضع اولا اهم الروايات المتعلقة بهذا البحث:

الكافي:8/295: عن الإمام الباقر عليه السلام قال لميسر: ( يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا ؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير . تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء ، يهلك فيها قيس ولايدعى لها داعية ) قال: وروي غير واحد وزاد فيه وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين.


وفي غيبة النعماني ص278: عن حذيفة بن المنصور، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: ( إن لله مائدة-وفي غير هذه الرواية مأدبة- بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين )


في غيبة النعماني ص303: عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ( إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء، يشيب فيها الغلام الحزور، يرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض اشبعي من لحوم الجبارين ، ثم يخرج السفياني

الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: ....... فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين ، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً .

**********

اقول: عبارة المعصوم ع بانه لم يخلق مثل معركة قرقيسيا منذ آدم ع والى يوم القيامة. لهو توصيف عظيم لشأنها بلا شك.
ويؤيد ذالك قول المعصوم ايضا في عبارة " يشيب فيها الغلام الحزور" اي الشديد .

هنا يدفعنا عظيم الوصف هذا لان نقول هل انه ما ذكر من عدد القتلى المذكور " مائة الف من الجبارين" هو عينه او للتقريب.
الجواب: ظاهر التوصيف لا يناسب كثيرا عدد القتلى ، وقد شهد تاريخ البشرية قتل اعداد اكثر في معارك سابقة ولا ندري باللاحقة وكذا شدة الفتك وقوة السلاح وسرعة القتل ايضا شهدها العصر الحديث.

لذالك نحمّل هذا الوصف من باب التقريب او لعله في واحدة من وقعات هذه المنازلة العظمى التي لم ولن يشهد تاريخ حروب البشرية مثله .

وستكون حسب توصيف الرواية الشريفة مأدبة للطير والسباع لتشبع منها.

وهذا يقتضي بطبيعة المنطق ان يكون امرين

الاول : اعداد جيوش الاطراف المتحاربة كبيرة جدا بالقياس
الثاني : السلاح المستخدم في زمن المعركة شديد الفتك ، ولعل سرعة احداث حركة راية السفياني في المنطقة تؤيد ذالك. لذالك ينتج منه:

الثالث : زمن المعركة في ظل الاسباب اعلاه ليس بالطويل( اي قد لا يتجاوز الشهر ) .

ولعل هناك امور يمكن اضافتها كسبب يزيد في كبر الخسائر هو الموقع الجغرافي لمحل المعركة اذا كان اسقاطنا دقيقا ، ( انظر الى خارطة محل موقع قرقيسيا/ مدينة البصيرة) .

حيث ان معركة قرقيسيا ستكون شدتها في المثلث الذي راسه للاسفل ، على يمينه نهر الخابور وعلى شماله نهر الفرات وقاعدته في الاعلى هي مفتوحة باتجاه الشمال من حيث نزول الترك ،
وبطبيعة الحال وجود نهرين على يمين وشمال الجيش التركي هو فاصل دفاعي طبيعي له. وهذا يساعد في تحشيد القوات والتمركز والاستعداد لصد قوات السفياني القادمة . والله اعلم.

بقي بعد ما وصلنا به من بحث في هذه المعركة العظيمة في تاريخ البشرية في احداث الظهور ، انه يمكن استنتاج امر مهم لعله لم يلتفت اليه احد من الباحثين من قبل نستخرجه من منطق فهم معركة قرقيسيا ، وهو تقييم قوة السفياني من خلال فهم معركة قرقيسيا.

وهذا ما سوف يكون بالمبحث اللاحق اذا وفقنا الله له

والسلام عليكم