عرض مشاركة واحدة

الرجل الحر
مــوقوف
رقم العضوية : 67974
الإنتساب : Sep 2011
المشاركات : 2,555
بمعدل : 0.55 يوميا

الرجل الحر غير متصل

 عرض البوم صور الرجل الحر

  مشاركة رقم : 75  
كاتب الموضوع : الرجل الحر المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-01-2012 الساعة : 04:27 PM


على بركة الله اكمل مع السيد محمد الشرع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سيدنا الكريم الشرع
افهم من كلامكم المتقدم اعلاه انك تشير الى مبدأ الصبر والتصبر في منهج اهل البيت عليهم السلام .. والذي يشيرون اليه ( روحي فداهم ) كأحد الحلول الواجب اتباعها للحفاظ على كيان الامة ,,
وانا اتفق معك تماما ,, غير اننا يجب علينا التمييز بين الصبر كمنهج الهي تنزل به الكتاب الكريم و نطق به اهل بيت الوحي بأعتباره احدى القيم القرآنية التي وضعها لنا الله سبحانه كمنهج تربوي تقويمي لقولبة سلوك الامة وفق المنظور السماوي وتعديل حركتها في الحياة و تهذيب مسارات سلوكها على اساس التوجيه الرسالي الذي جاءت به رسالات النبيين وجاهد في سبيله اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ,,
وبين الصبر كمفهوم ارضي يتقنع خلفه صفحات من وجوه الوهن والضعف والانهزام والمذلة والاستكانة والاتكالية والرهاب المرضي والتكاسل ..
ولكي نعطي الموضوع حقه من البحث وجب ان نحدد ملامح المفهومين متوخيا اقصى درجات الاختصار .
ففي المفهوم السماوي الالهي للصبر ,, يعتبر الصبر من القيم القرآنية السامية التي تنزل بها الكتاب الكريم و حث عليها اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ,, حيث وردت ايات في تبشير الصابرين ( وبشر الصابرين ) ( وتواصوا بالصبر ) وغيرها .. ومنها ما اقترن بالعبادات كالصلاة مثلاً ( واصطبر عليها ) .. ومنها ما تعلق بالقتال وجهاد العدو كقوله سبحانه ( ان يكن منكم مئة صابرون يغلبوا الفاً ) ( والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس ) والصبر الرسالي الالهي يعتمد المرحلية في مسألة تطبيقه على الواقع اعتماداً على الظرف المحيط بالامة ,,
فالصبر في شعب ابي طالب كان يعتبر مرحلة اعداد مهمة في تهيئة النفسية المتعالية عن الذل والهوان الذي يتوعد به كفار قريش من آمن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو لم يكن صبراً هداما تخاذلياً بل هو صبر بنائي متقدم ومنهج تربوي نفسي وعقائدي يقدم دعماً نوعيا في شخصية الامة ,,
كذلك الصبر على الهجرة الى ديار الغربة حينما امر النبي الاكرم اصحابه بالهجرة الى الحبشة ,, كلها كانت مراحل من الصبر تتضمن عمليات اعداد جوهرية في شخصية المسلم المعتنق للدين الذي من المؤمل ان يفرض اطنابه على عموم العالم في يوم من الايام,,
وبعد الهجرة المباركة وظهور الدولة الاسلامية الوليدة و بزوغ فجر الامة الاسلامية التي شاء الله سبحانه لها ان تثخن في الارض ,, اخذ القرآن الكريم يزج قيمة الصبر في موارد القتال والثبات في مواجهة العدو والدفاع عن حياض الامة ,, وهذا طبعا يأتي ايضا في سياق العمل البنائي للشخصية الاسلامية والمجتمع الاسلامي ولا يتقاطع اطلاقا مع مورد اللاقتال ..وقد حث اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم على مبدأ الصبر بصورة ملفتة للأنتباه حيث يقول الامام زين العابدين صلوات الله عليه ( خصلتان في العبد لو شئت لأطعمتهما من لحم ساعدي " الصبر وكتمان السر " )



واما في المفهوم الارضي للصبر ,,هنالك من يحاول حرف مفهوم الصبر لما يلائم امزجته المتقلبة والمتمايلة مع مصالحه وامكاناته الذاتية والبيئية وامراضه النفسية ومخاوفه الشخصية ,, فيتعاطى مع الصبر تعاطيا اما براكماتيا او انتهازيا لا ان يجعل المعيار في التعاطي مع الصبر هو القرآن الكريم والسنة المعصومة ..


سيدنا الكريم ..

الاعتزاز بالهوية الشيعية لايكون بالضرورة بالتحزب العسكري المسلح فقط كما يحاول البعض ان يحرف مسار الموضوع ,, بل موارد الدفاع عن الهوية الشيعية كثيرة ومتعددة ,, غير انها يجب ان تلائم الحدث ,, فعندما يكون مورد الدفاع عن الهوية الشيعية ضد اي هجوم عقائدي وجب ان يكون الدفاع من جنس الهجوم ( فمن اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) وكذا الامر عندما يكون الهجوم اعلاميا او عسكرياً ..

اما ان يذبح الشيعي في عقر داره وينتهك عرضه ويسلب ماله دون ان يدافع عن نفسه مع امكانية ان يدافع بحجة الصبر والتصبر فهذا والله ابعد ما يكون عن المفهوم الالهي عن الصبر وهو الذل والهوان وهو اختيار للأستضعاف ( الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيمَ كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها ) الله سبحانه يستنكر على المسلم ان يختار جانب الضعف والاستكانة حتى ولو هاجر من ارضه وبلده ..

كذلك ان مسألة الاستسلام والتنازل عن الحقوق والتغاضي عن الانتهاكات وعدم رفع الصوت بالاعلان عن الذات والوجود والتخفي خلف الف ستار وستار خوف المواجهة بحجة الصبر على المكاره لهو متعارض ومتناقض مع قيمة الصبر التي اقرها القرآن الكريم و نادى بها اهل البيت والتي لاتجلب الانهزام و الخضوع والذل والهوان للمجتمع ,,

كما استسلمت الملايين من الشيعة للمجرم صدام واطاعت اوامره في قتال اخوانهم في التشيع والاعتداء على الاخرين و تدمير القرى الآمنة ,,

اذ لايمكن ان يقارن صبر الذين جاهدوا اجرام البعث المجرم وقاتلوه وصمدوا امامه معلنين العداء له متبعين القيم القرآنية والمفهوم الالهي للصبر ,, مع اولئك الذين يدعون انهم صبروا على الظلم وحقيقة الامر انهم انما كانوا ادوات للأجرام البعثي الكافر في عمليات القتل والذبح والظلم التي لم يشهد لها التأريخ مثيلا ...

ولكم جزيل الشكر سيدنا الكريم


من مواضيع : الرجل الحر 0 حلمٌ يائس
0 أعداؤنا وقطع الرؤوس
0 صلت بدماك الصلاة
0 عرش الجلالة في سجود
0 تلعفر ،، بأي ذنب قتلت
رد مع اقتباس