عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية علاء ناصر حسين
علاء ناصر حسين
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 2764
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 2,518
بمعدل : 0.40 يوميا

علاء ناصر حسين غير متصل

 عرض البوم صور علاء ناصر حسين

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : علاء ناصر حسين المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
Lightbulb جغرافية التشيع في العالم / 5 - القسم الاول
قديم بتاريخ : 17-03-2007 الساعة : 09:51 AM


الإسماعيليّة وإرساء قواعد الوجود الشيعيّ



الجزء الخامس


ويرجع الفضل في إرساء أوّل وجود منظّم للشيعة في بلاد الهند إلى الإسماعيليّين، وكان أوّل دعاتهم يُدعى « ابن حَوشَب » الذي سافر إلى بلاد السند سنة 270 هـ. وقد تمكّن الإسماعيليّون في بداية أمرهم من السيطرة على مدينة « ملتان »، وكانوا في عصر العزيز حاكم مصر الفاطميّ ( 365 ـ 396 هـ ) يخطبون باسمه(3).
وذكر المقدسيّ في كتابه « أحسن التقاسم » أنّ غالبيّة سكّان هذه المدينة كانوا من العرب، وأنّ حكّامهم كانوا حكّاماً عادلين،وأنّ نساءهم ملتزمات برعاية الحجاب الإسلاميّ، فلم يكن المارّ في أسواقهم ليشاهد امرأة واحدة متبرجّة، وذكر أنّ أهالي مدينة ملتان كانوا من الشيعة، وأنّهم كانوا يؤذّنون بـ « حيّ على خير العمل »، ويذكرون فقرات الإقامة لصلاتهم مَثْنى مَثْنى،وأنّهم كانوا يخطبون باسم الحاكم الفاطميّ، ولا يَصدُرون إلاّ عن أمره وحُكمه، وأنّ الحاكم الفاطميّ كان يعمل فيهم بالقسط والإنصاف(4).
وقد هاجم السلطان محمود الغزنويّ ـ وكان مشهوراً بتعصّبه الشديد للمذهب السنّيّ ـ مدينة « ملتان » وضمّها إلى نفوذه، وقد تمكن الإسماعيليون بعد ذلك من استعادتها(5)،ثمّ إنّ هؤلاء الفاطميين انضموا بالتدريج إلى طائفة صوفيّة تنتمي إلى الشيخ بهاء زكريّا ( ت 661 هـ )، والتحق بعضهم بالمذهب الإمامي(6).
وقد بقيت هذه المدينة في عداد المناطق الشيعيّة الهنديّة، جاء في بعض التقارير أنّ نسبة السكّان الشيعة في مدينة ملتان في حدود 30 في المائة من مجموع سكانها، وأنّ نسبة الشيعة في عموم تلك المناطق تقرب من 20 في المائة من مجموع السكّان، وذُكر أنّ سكّان « شيعة مياني » التي تبعد عن مدينةملتان أربعة أميال ينتمون بأجمعهم إلى المذهب الشيعيّ(7).
وقد أفضى وجود الشيعة الإسماعيليّة في مدينةملتان إلى امتداد هذا المذهب إلى « المنصورة »، و « كجرات »، و « دَهلي » أيضاً.
ومن العوامل التي ساهمت في انتشار المذهب الشيعيّ في شبه القارّةالهنديّة: نشوء الفرق الصوفيّة، كالفرقة السَّهْرَوَرديّة والفرقة الجشتيّة، وهمافرقتان لهما ميول إلى مذهب أهل السنّة، لكنّهما ـ في الوقت نفسه ـ تحملان محبّةكبيرة لأئمّة الشيعة، أيّ ان أفراد هاتين الفرقتين كانوا يعتقدون بمشروعية الخلفاء،ويوالون ـ في الوقت نفسه ـ الأئمّة الاثني عشر عليهم السّلام، ثمّ إنّ هؤلاءالأفراد انتمَوا بعد فترة طويلة إلى مذهب أهل البيت عليهم السّلام، فأضحوا في عدادالشيعة الاثني عشريّة(8).
وقد حمل أفرادهاتين الفرقتين منذ القرن السابع الهجريّ فصاعداً مودّة شديدة للنبيّ صلّى الله عليه وآله ولأمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهم السّلام،وكانوا يشيرون إليهم بوصفهم « الخمسة »(9).
وفي القرن السابع الهجريّ انتشرت الطرق الصوفية متأثرّةً برجال الشيعة؛ لِما كانوا يتمتعون به من تقوى وتهذيب خلقيّ، فكان رجال الصوفيّة يعتبرون رجال الشيعة الكبار من نسل رسول الله صلّى الله عليه وآله رأساً لسلسلتهم، ومن هنا غَلَبت صبغة التشيّع على هؤلاء الصوفيّة وفق المثل المشهور « أرني شيعيّاً صغيراً أُرِكَ رافضيّاً كبيراً »(10)، إثر تنامي مودّة أهل البيت عليهم السّلام بينهم. ومن جملة هؤلاء: علاء الدولة السَّمنانيّ ( ت 739 هـ )، وشاه نعمة الله وليّ ( ت 834 هـ )، والسيّد علي الهَمَدانيّ، والسيد محمد نور بخش ( ت 869 هـ ) وابنه شاه قاسم فيض بخش ( ت 928 هـ )(11)، فقد كان هؤلاء المذكورون ينشرون محبّة أهل البيت عليهم السّلام على الرغم من اتّجاهاتهم الصوفيّة واتّباعهم للمذهب السنيّ في الظاهر. وقد انتشر تلامذة هؤلاء الأعلام في بلاد الشرق، ثمّ غدوا من الإماميّة خلال حكم الدولة الصفويّة، ودعوا أتباعهم إلى هذا الاتجاه.
وأورد القاضي نور الله الشُّوشتري الشهيد ( ت 1109 هـ ) في خصوص منطقة كشمير: ومنذ أن أقام السيّد الأجلّ العارف السيّد محمد الخلف الصالح لسيّد المتألّهين السيّد علي الهمداني قُدّس سرّهما في تلك الديار ( كشمير )، انتمى بعض أهالي تلك الديار إلى المذهب الشيعيّ، ثمّ إنّ المير شمسي العراقيّ ـ من خلفاء شاه قاسم نور بخش ـ قَدِم إلى كشمير فتوطّن فيها، فلمّا أضحى الحكم في كشمير في يد طائفة حك تره كام ( قرية من قرى كشمير ) ودعم رجالها السيّد المذكور، أدّى ذلك إلى رواج المذهب الشيعيّ أكثر من السابق.
ثمّ ذكر القاضيّ الشهيد نور الله أسماء المناطق الكشميريّة التي ينتمي سكّانها إلى المذهب الشيعيّ(12).





smilies/48_asmilies-


توقيع : علاء ناصر حسين
قال الحبيب محمّد ( ص ) :

إنّ الله أرتضى لكم الإسلام ديناً فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق .
من مواضيع : علاء ناصر حسين 0 صورة وعِــبرة ... 1
0 من حكايات العبرة
0 إلى جنّــــة الخُلد
0 صورة وعِــبرة ...
0 فوائد الصلاة على محمد وال محمد
التعديل الأخير تم بواسطة علاء ناصر حسين ; 18-03-2007 الساعة 10:47 PM.

رد مع اقتباس