النتيجة
(المنعرج)
بعد هذا البحث المعمق لم اجد بدا ان اذعن للحقائق و البراهين التي اخذت بعنقي للاعتراف باحقية مذهب اهل البيت عليهم السلام .
فهم من امر الله و رسوله اتباعهم و اخذ ديننا عنهم وهم السادة و هم الائمة - قاموا او قعدوا – فالخلافة السياسية لا تقدم و لا تؤخر شيئا من محوريتهم و وجوب الاعتقاد بامامتهم .
فلو لم يكن الا حديث " الثقلين " لكان كافيا للاعتقاد بهم فالقرآن والعترة هما مع بعضهما عصمة من الضلال ...
اما و قد تاكد لي كيف ان الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله من يوم الدار الى غدير خم وهو يهيء الامة و يرشدها بل يامرها ان يكون خليفته من بعده " علي بن ابي طالب سلام الله عليه " فقال في حقه ما قال ، وما قام به عليه سلام الله من نصرة لدين الله واثبت جدارته لهذه المنزلة فكان باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وكان هو من يفتح الله على يديه يوم خيبر وكان ، وكان ....مما لايحصيه العادون عدا من فضائل و كمالات .
بل ويكفيه تميزا انه لم يسجد لصنم قط ولم يتلوث باوحال الجاهلية التي كان يعيشها العرب في ذلك الحين .
وكيف لا يكون كذلك وهو الذي تربى في حجر رسول الله الصادق الامين صلى الله عليه و آله وسلم وكان يتبعه كما يتبع الفصيل امه .
لكن ، تصوروا اخوتي ، اخواتي الكرام رجلا على اعتاب الاربعين وتربى على ما تربى مما ذكرته لكم سابقا ، يكتشف ان عليه اخذ قرار مصيري لا يتحدد فيه مصيرا دنويا من مال او ، او ،بل يتحدد فيه مصيره الاخروي ... فاما جنة او نار ...
اقول هذا الكلام و لا اقصد به اي انسان فمن عدل الله تعالى و رحمته انه يؤاخذ الناس على قدر استعدادتهم و مستوى عقولهم ، فليس من قصر كمن هو قاصر ... ولا يؤاخذ العالم كالجاهل ...
لذلك قلت انه لا بد من اخذ قرار يتحدد فيه مصيري الاخروي لاني توصلت لنتيجة لا تدع للشك ان الحق كل الحق في التمسك بالعترة الطاهرة و ترك ما خالفها .
هذا من ناحية ، و من ناحية اخرى كيف اترك ما درجت عليه و تربيت فيه ؟ ان فعلا قرارا صعبا جدا ، جدا ...
اذا لابد للاتجاء لمن بيد قلوب العباد ... الى رب الارباب الى الله الكريم الرحمان ...
الاهي انت تعلم السر و اخفى ، تعلم اني لا ابتغي الا رضاك ، فلا دنيا تستهويني ولا منصبا يغريني .
الاهي ، منذ نعومة اضافري وانا اعبدك لا اشرك بك شيئا ، اقوم بما افترضته علي من صلاة وصيام و حج ...
الاهي علمك بحالي يغنيك عن سؤالي ، الاهي خذ بيدي للحق وافتح بصري و بصيرتي ...
اللهم ارني الحق حقا و ارزقني اتباعه وارني الباطل و جنبني اتباعه ...
بقيت عدة ايام وانا ادعوا ربي بمثل هاته الدعوات ، و هكذا تداركتني رحمته عز و جل فانفتح قلبي واتخذت قراري...
اصعب قرار اتخذته في حياتي، و اجمل قرار ، اصوب قرار...
على بركة الله ركبت سفينة النجاة ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق و هلك .