عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية ابو ياسر الكعبي
ابو ياسر الكعبي
شاعر
رقم العضوية : 59077
الإنتساب : Oct 2010
المشاركات : 3,376
بمعدل : 0.68 يوميا

ابو ياسر الكعبي غير متصل

 عرض البوم صور ابو ياسر الكعبي

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : نهر دجلة المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-02-2012 الساعة : 04:47 PM


يروي خالد مطلق ان شاباً في المرحلة الاخيرة من دراسته الثانوية قرأ قصيدة لفتت اليه الأنظار في مهرجان شعري حضره صدام وبعض وزرائه. طلبه صدام مباشرة بعد الانتهاء منها وحيّاه وشكره من على شاشات التلفزيون.
ومنذ تلك القصيدة تحول سلطة مهيبة اقلقت وجود عبد الرزاق عبد الواحد اذ حصل على امتيازات لم يحصل عليها اي من شعراء البلاط. اعفي من امتحانات البكالوريا، وعُيّن مديرا عاما في ديوان رئاسة الجمهورية، وسكن في بيت فخم يتوسط بيوت الوزراء. وهذه الامتيازات رافقتها امتيازات "صدامية": زيجات من اشرف العوائل اعقبتها طلاقات، ومهرجانات ضخمة. كان اسم هذا الشاعر
لؤي حـقي
وقد سرت شائعات تقول انه ابن غير شرعي لصدام الذي اسس من اجله منتدى الادباء الشباب.
وصار لؤي حقي يلبس اللون العسكري المميز الذي عرف به صدام ويشبّح ضد الآخرين. وفي احدى الليالي انهال ضربا على مدير احد المستشفيات. بلغ النبأ صدام، فأدخل لؤي السجن وجرده من مناصبه، وشمت به الناس كما ينقل خالد مطلق. وغداة اقامة ذكرى الاربعين لاغتيال ابن خال صدام، جيء بـــ لؤي حقي من السجن الى المنبر وصدح شعراً:

الحاسدون وإن سعوا في مقتلي
ذلوا وشاهت اوجه وبصائرُ

العاذلون ويا لقلبي في هوى صدام
كل العالمين ضرائرُ

الناعبون بألف صوت عاقر
جاشوا وحسبي ان صمتي شاعرُ.

ولم تشفع القصيدة له كثيراً لدى صدام الذي امر بإطلاق سراحه، من دون رد الاعتبار اليه.
لكن الشاعر الصغير بدا مرآة لصدام نفسه، او قناعاً للاستبداد الصغير. فما ان اعطي سلطة حتى راح يمارس نزواته القمعية والجنسية والتشبيحية.

الكارثة الثقافية في زمن صدام ان هناك جيشا من الشعراء اغدقت عليهم الالقاب الرسمية. فعبد الرزاق عبد الواحد "شاعر الرئيس"
وغزاي درع الطائي "شاعر القوات المسلحة" وهو صاحب القصيدة الشهيرة ومستهلها: "حين بكيت سيدي الرئيس يوم الخميس"
في اشارة الى بكاء صدام في التلفزيون في الحرب العراقية - الايرانية. اما رعد بندر فلقّب بـ"شاعر ام المعارك".
ولصدام شاعراته واشهرهن ساجدة الموسوي، ولقبها "شاعرة ام المعارك" وتقول في احدى قصائدها: "
هيئوا للقتال البنادق
واحفروا للعدو الخنادق
واشعلوا الارض من تحته
وانثروا الرياح رماد بقاياه".
ومن انصار الصدام، الشاعر والكاتب المسرحي يوسف الصايغ، الذي قيل ان تنازله عن شيوعيته لصالح البعث الحاكم لم يثمر علاقة جيدة مع صدام، وقد قال مرة: "تنفتح ابواب التاريخ فيدخل صدام حسين".


توقيع : ابو ياسر الكعبي
لَو أنزَلنا هذا العباسُ على الطفِّ ...............

من مواضيع : ابو ياسر الكعبي 0 نديم الكاس .............
0 شفيع الذنوب
0 أبوذية للغدير
0 أمير اسنيني
0 جراح من البقيع
رد مع اقتباس