عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الجابري اليماني
الجابري اليماني
مشرف المنتدى العقائدي
رقم العضوية : 43999
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 4,425
بمعدل : 0.83 يوميا

الجابري اليماني غير متصل

 عرض البوم صور الجابري اليماني

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : الجابري اليماني المنتدى : منتدى الشبهات والردود
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-08-2012 الساعة : 02:05 AM



■ السؤال الثامن :

يقول علمائكم [كذا]: أن للأئمة ولاية تكوينية تخضع لسيطرتها جميع ذرات الكون، فهل كان شمر قاتل الحسين يخضع لولاية التكوينية؟

إن قلت: نعم، فهذا يعني أن الحسين مات منتحراً؛ لأنه لم يستخدم ولايته التكوينية.

وإن قلت: لا، لا يخضع كذّبت كل علمائك الذين أجمعوا على القول بالولاية التكوينة [كذا].



■ الجواب: أن الله تعالى هو المتصرف في جميع ذرات الكون، وهو المسيطر عليه سيطرة تامة، إلا أن الله سبحانه يمكن أن يجري الكرامات على أيدي حججه وأوليائه، فيقدرهم على ما لا يقدر عليه غيرهم، كما أقدر الله تعالى نبيه عيسى بن مريم عليه السلام على إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى، وكما أقدر آصف بن برخيا عليه السلام على الإتيان بعرش بلقيس في طرفة عين، وكما أقدر موسى بن عمران عليه السلام على شق البحر بعصاه، وهكذا.

فكما أقدر الله تعالى أنبياءه وحججه على تلك الأمور، فإن الله تعالى أقدر أئمة الهدى عليهم السلام على أمثالها.

وهذا المعنى ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى، فإنه قال: وفى الأثر: (من سرَّه أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله)، وعن سعيد بن جبير: التوكل جماع الإيمان، وقال تعالى: ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )، وقال: ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ )، وهذا على أصح القولين في أن التوكل عليه بمنزلة الدعاء على أصح القولين أيضا سبب لجلب المنافع ودفع المضار، فإنه يفيد قوة العبد وتصريف الكون، ولهذا هو الغالب على ذوى الأحوال: متشرعهم وغير متشرعهم، وبه يتصرفون ويؤثرون، تارة بما يوافق الأمر، وتارة بما يخالفه. [مجموع الفتاوى 10/310].



إذا ثبت ذلك نقول: إن استخدام هذه القدرات مرتبط بمصالح نحن لا نعلمها، والأنبياء والأئمة عليهم السلام لا يستخدمون هذه القدرات والكرامات في كل مورد، ولهذا لم يستخدم موسى عصاه في إهلاك فرعون إلا بعد أن أمره الله تعالى بأن يضرب بعصاه البحر، فقال تعالى: ( وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى ) [طه: 77]، وقال سبحانه: ( فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيم ِ) [الشعراء: 63].

ولا شك في أن جملة من أنبياء الله تعالى قتلوا من قبل أقوامهم كما قال تعالى: ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُون َ) [آل عمران: 112] وقوله سبحانه: ( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) [آل عمران:181]، وقوله عز من قائل: ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً) [النساء:155].

ولا شك في أن أنبياء الله تعالى وحججه عليهم السلام كانوا قادرين على دفع القتل عنهم بالمعجزات والكرامات، إلا أنهم عباد مخلصون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، فهل عدم دفعهم القتل عن أنفسهم يقتضي كونهم منتحرين؟ هذا لا يقوله رجل فاضل.

وبه يتضح فساد قول المخالف: إن الإمام الحسين عليه السلام إذا لم يستخدم الولاية التكوينية فقد مات منتحراً.








■ السؤال التاسع :

في حفلات عاشوراء أقول حفلات لأن المعممين يأخذون أموالاً مقابل إحياء هذه الأيام مثل المطربين في حفلات الصيف، في حفلات عاشوراء هل أخذ المعمم والرادود للأموال مقابل أن يبكي أو يغني لكم هل نعتبره متاجرة بذكرى الحسين؟

إن قلت: نعم انتهى أمرهم.

وإن قلت: لا قلت لك: لماذا لا يبكون ويغنون مجاناً لو كانوا يحبون الحسين؟



■ الجواب: أن كل من عمل عملا محترما استحق عليه أجراً، وإلقاء المحاضرات من قبل الخطيب أو إلقاء الأناشيد الإسلامية من قبل الرادود عمل محترم عند الشيعة يستحقان عليه أجراً، بل حالهم أهون من حال إمام المسجد عند أهل السنة، والمؤذن، ومن يعتني بنظافة المسجد ورعايته، الذين يأخذون أجوراً على هذه الأمور، بل كل مشايخ أهل السنة في المملكة العربية السعودية كمثال يأخذون أجراً على أعمالهم الدينية، ابتداء من أئمة الحرم المكي والنبوي، وانتهاء بغيرهم من أئمة المساجد، وكذا القضاة، وكتاب العدل، ومأذونو الأنكحة، ومعلمو تحفيظ القرآن وتجويده، وغير ذلك، مع أن بعض هذه الأمور واجبات كفائية، كتولي القضاء، وما شاكل ذلك.

فكيف جاز لهؤلاء أن يأخذوا أجراً على أمور واجبة، ولا يجوز للخطيب أو الرادود الحسيني أن يأخذا أجراً على أمور مستحبة؟

وقول المخالف: (لماذا لا يبكون ويغنون مجاناً لو كانوا يحبون الحسين؟) جوابه أن إمام الحرم وأئمة المساجد أولى بألا يأخذوا أي أجر على الصلاة لو كانوا يحبون الله تعالى، فإن محبة الله أولى من محبة الإمام الحسين عليه السلام.

مع أن أخذ الأجر لا يتنافى مع محبة الإمام الحسين عليه السلام؛ لأن أخذ الأجر إنما هو من أجل الارتزاق فقط، ويكفي محبة للإمام الحسين عليه السلام أن الخطيب قد فرغ نفسه لهذه الخدمة دون غيرها من الأمور.



توقيع : الجابري اليماني
** إنـنـا للـمـوت عشّـــاق الحسين **




من مواضيع : الجابري اليماني 0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 7
0 الصحيح من واقعة الجمل
0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 6
0 محاولات قتل الامام علي (ع) من قبل السلطة المنقلبة واتباعهم
0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 5
رد مع اقتباس