عرض مشاركة واحدة

أبو مرتضى عليّ
المستبصرون
رقم العضوية : 15514
الإنتساب : Jan 2008
المشاركات : 360
بمعدل : 0.06 يوميا

أبو مرتضى عليّ غير متصل

 عرض البوم صور أبو مرتضى عليّ

  مشاركة رقم : 18  
كاتب الموضوع : أبو مرتضى عليّ المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-07-2011 الساعة : 08:42 PM


* الحقيقة الثابتة في الرّزيّة

و إليك الآن بعض ما أخرجه البخاري بسنده إلى عبيد الله بن عبد الله بن مسعود عن ابن عباس . قال : لما حضر رسول الله -صلّى الله عليه و آله و سلّم - و في البيت رجال فيهم عمر ابن الخطاب .
قال النبيّ (ص) :« هلّم اكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعده ».
فقال عمر : أن النبيّ قد غلب عليه الوجع ، و عندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله . فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي كتابًا لن تضلوا بعده ، و منهم من يقول : ما قال عمر ،
فلما أكثروا اللغو و الاختلاف عند النبي قال لهم رسول الله (ص) : (( قوموا عنّي ))..
قال عبيد الله بن عبد الله بن مسعود - : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله و بين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم و لغطهم . [26]
و رواه أحمد بن حنبل في مسنده من حديث ابن عباس و سائر أصحاب السنن و الأخبار ، و قد تصرفوا فيه فنقلوه بالمعنى ، لأن لفظه الثابت : « إن النبي يهجر » لكنهم ذكروا أنه قال : « إن النبي قد غلب عليه الوجع » تهذيبًا للعبارة ، و اتقاء فظاعتها . و يدل ذلك على ما أخرجه أبوبكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة بالإسناد على ابن عباس ، قال : لما حضرت رسول الله الوفاة و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فال رسول الله : « ائتوني بدواة و صحيفة أكتب لكم كتابًا لا تضلون بعده قال : فقال عمر كلمة معناه أن الوجع قد غلب على رسول الله (ص) ثمّ قال : عندنا القرآن حسبنا كتاب الله . فاختلف من في البيت و اختصموا فمن قائل يقول : القول ما قال رسول الله (ص) ، و من قائل يقول : القول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط و اللغو و الاختلاف غضب (ص) فقال : قوموا ...» [27] . و تراه صريحًا بأنهم إنما نقلوا معارضة عمر بالمعنى لا بعين لفظه.

* الحقُّ مثال ، والباطل خُبال
و يقول السيد شرف الدين في هذه المسألة : و من ألم بما حول هذه الرزية من الصحاح يعلم أن أول من قال يومئذٍ :« هجر رسول الله » أنما هو عمر [28] . ثمّ نسج على منواله من الحاضرين من كانوا على رأيه .
و قد سمعت قول ابن عباس – في الحديث الأوّل – : فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي كتابًا لن تضلوا بعده ، و منهم من يقول ما قال عمر [29] – أي يقول : هجر رسول الله – و في رواية أخرجها الطبري في الأوسط عن عمر قال : لما مرض النبي قال : ائتوني بصحيفة و دواة أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده أبدًا . فقال النسوة من وراء الستر : ألا تسمعون ما يقول رسول الله (ص) ؟
قال عمر : فقلت : إنكن صواحبات يوسف إذا مرض عصرتن أعينكن و إذا صح ركبتن عنقه ؟
قال : فقال رسول الله (ص) : « دعوهن فإنهن خير منكم » . [30].
و أنت ترى إنهم لم يتعبدوا هنا بنصه الذي لو تعبدوا به لأمنوا من الضلال و ليتهم اكتفوا بعدم الامتثال و لم يردوا قوله إذ قالوا : « حسبنا كتاب الله » حتّى كأنه لا يعلم بمكان كتاب الله منهم ، أو أنهم أعلم منه بخواص الكتاب و فوائده . و ليتهم اكتفوا بهذا كله و لم يفاجئوه بكلمتهم تلك « هجر رسول الله » و هو محتضر بينهم و أي كلمة كانت و وداعا منهم له (ص) و كأنهم – حيث لم يأخذوا بهذا النص اكتفاء منهم بكتاب الله على ما زعموا – لم يسمعوا هتاف الكتاب آناء الليل و أطرف النهار في أنديتهم « و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا » و كأنهم « حيث قالوا : هجر » لم يقرؤوا قوله تعلى : « أنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين . مطاع ثم أمين. و ما صاحبكم بمجنون » و قوله عز من قائل : « انه لقول رسول كريم و ما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون ، و لا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين » و قوله جل و علا : « ما ضل صاحبكم و ما غوى ، و ما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، علمه شديد القوى »
على أن العقل بمجرده مستقل بعصمته ، لكنهم علموا أنه (ص) إنما أراد توثيق العهد بالخلافة ، و تأكيد النص بها على علي عليه السلام خاصة ، و على الأئمة من عترته عامة فصدوه عن ذلك ، كما اعترف به الخليفة الثاني في كلام دار بينه و بين ابن عباس [31]
و أنت إذا تأملت في قوله (ص) : ائتوني أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده و قوله في حديث الثقلين : « إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله و عترتي [32]. تعلم أن المرمى في الحديثين واحد ، و إنه - صلّى الله عليه و آله و سلّم - لما أراد في مرضه أن يكتب لهم تفصيل ما أوجبه عليهم في حديث الثقيلين . و أنما عدل عن ذلك ، لأن كلمتهم تلك التي فاجئوه بها اضطرته إلى العدول إذ لم يبق بعدها أثر لكتابة الكتاب سوى الفتنة و الاختلاف من بعده في انه هل هجر فيما كتبه (( و العياذ بالله )) أو لم يهجر . كما اختلفوا في ذلك فاختصموا و أكثروا اللغو و اللغط نصب عينيه ، فلم يتسن له يومئذ أكثر من قوله لهم : قوموا كما سمعت ، و لو أصرّ فكتب الكتاب للجوا في قولهم هجر ، و لا وغل أشياعهم في إثبات هجره (( العياذ بالله )) فسطروا به أساطيرهم ، و ملئوا طواميرهم ردًا على ذلك الكتاب ، و على من يحتج به ..
لهذا اقتضت الحكمة البالغة أن يضرب (ص) عن ذلك الكتاب صفحًا ، لئلا يفتح هؤلاء و أولياؤهم بابًا إلى الطعن في النبوّة « نعوذ بالله و به نستجير » و قد رأى ان عليًا و أولياءه خاضعون لمضمون ذلك الكتاب ، سواء عليهم ، أكتب أم لم يكتب ، و غيرهم لا يعمل به و لا يعتبره لو كتب ، فالحكمة – و الحال هذه – توجب تركه ، إذ لا أثر له بعد تلك المعارضة سوى الفتنة كما لا يخفى ..انتهى كلامه قدّس سرّه . [33]
ثمّ لنسأل عمر سؤالان : 1 -- ماذا تفعل في حجرة رسول الله وهو بين أهل بيته (ع) وزوجاته (رض) .. ومكانك الذي اختاره لك (ص) ، هو جيش أسامة المتوجّه لمحاربة الروم ، وقد لعن (ص) المتخلّف عن ذلك الجيش قبل يومين من وفاته ..؟ .
2 - ما وجه الشبه بين زوجات الرسول الأكرم (ص) ، وصويحبات يوسف (ع) وهن من عابدات الشهوة والسفور .. وما تقول في قول رسول الله (ص) : (( دعوهنّ فإنهن خير منكم ..)) ..؟
(( .. فلا وربُّك لا يؤمنون حتّى يحكموك في ما شجر بينهم ، ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممّا قضيت ويسلّموا تسليما ..))

صدق الله العلي العظيم .

[25] - ابن حزم في كتابه الفصل في الملل و الأهواء 4 / 1 و الأمام الغزالي في كتابه المنخول في الأصول .
[26] - البخاري – باب قول البريض قوموا – ج7ص9 . صحيح مسلم في آخر كتاب الوصيّة ج5 ص75 ..
[27] - شرح النهج ج2 ص20 . أبو بكر بن عبد العزيز في كتاب السقيفة ..
[28] - البخاري في – كتاب العلم – ج1 ص 37 ، والطبري في تاريخه ج3 ص 192 . طبقات ابن سعد ج2ص242 ..
[29] - ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 62 وأبو حامد الغزالي – كتاب سرّ العالمين – ص 21 ..
[30] - طبقات ابن سعد ج 2 ص243 . كتاب عبد الله ابن سبأ للعسكري ..
[31] - شرح النهج ج3 ص 114 . . وقد نعترض للبعض من تلكم المناظرات في الجزء 3 .
[32] - الترمذي ج 5 ص 328 . ابن الأثير ج 1 ص187 . إحياء الميت للسيوطي بهامش مسند أحمد ج5 ص 182 . الإتحاف ص 114 . الفتح الكبير للنبهاني ج1 ص 503 . تفسير ابن كثير ج 4 ص113 ..
[33] - النّص والإجتهاد

والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيما
أخوكم أبو مرتضى عليّ


توقيع : أبو مرتضى عليّ

** مـــــــا خسِــــــرَ والله مَنْ أتـــى بحقيقــةِ السّجــود ولَـــوْ في العمـــر مـــرّة ** المولى روح الله - قدّسَ سرّه -
من مواضيع : أبو مرتضى عليّ 0 دعوة للقيام لله (اقدم وثيقة تاريخية تؤرخ لنضال الامام الخميني "ع")
0 أنيابُ الثعلب دالة على شره
0 هكذا هذى أسير الهوى اللبناني .؟
0 أنا لن أبوح لك بوجع الغربة ..!!!
0 حسيــــن .. لك الله ما أجلّك ..؟
رد مع اقتباس