عرض مشاركة واحدة

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.39 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-01-2018 الساعة : 08:38 PM


قال (عمار): فما أدري ولكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يلعنك ليلة الجبل (العقبة). قال: إنه استغفر لي. قال عمار: قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار (1). وذكر حذيفة بن اليمان أبا موسى الأشعري في جملة المنافقين في رواية أخرى، إذ كتب العالم الأندلسي ابن عبد البر في الاستيعاب قائلا: فقد روي فيه لحذيفة كلام، كرهت ذكره، والله يغفر له (2). وفي رواية أخرى: روى جرير بن عبد الحميد الضبي عن الأعمش عن شقيق أبي وائل قال: قال حذيفة بن اليمان: والله ما في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحد أعرف بالمنافقين مني، وأنا أشهد أن أبا موسى الأشعري منافق (3). وقد سمع عبد الله بن عمر ذلك لكنه قال لأبي بردة بن أبي موسى الأشعري: إن أباك كان خيرا من أبي (4). وقال حذيفة والأشتر عن أبي موسى الأشعري: إنه من المنافقين (5).
(هامش)
(1) منتخب كنز العمال 5 / 234. (2) الاستيعاب بهامش الإصابة، ابن عبد البر الأندلسي ص 372 طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت. (3) الإيضاح، الفضل بن شاذان ص 30 مؤسسة الأعلمي - بيروت. (4) رواه في المشكاة ص 458، وقال: رواه البخاري وأخرجه ابن الأثير في الجامع 9 / 363 عن البخاري، صحيح البخاري باب مناقب الأنصار ص 45. (5) الاستيعاب بهامش الإصابة، ابن عبد البر ص 372، تاريخ الطبري 3 / 501، العقد الفريد، ابن عبد ربة الأندلسي 4 / 325. (*)
أي من المهاجمين للنبي (صلى الله عليه وآله) ليلة العقبة! وعن شقيق كنا مع حذيفة جلوسا فدخل عبد الله (بن عباس) وأبو موسى المسجد فقال: أحدهما منافق ثم قال: إن أشبه الناس هديا وذلا وسمتا برسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الله (بن عباس) (1). وقال عقيل بن أبي طالب عالم الأنساب عنه: ابن المراقة (أي ابن زنا) (2). وقد مات الأشعري في سنة اثنتين وأربعين (3). فيكون من جملة المهاجمين للرسول (صلى الله عليه وآله) في العقبة أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص وأبو سفيان وأبو موسى الأشعري. وأضاف إليهم صاحب كتاب منتخب التواريخ ابن عوف وابن الجراح ومعاوية وابن العاص والمغيرة وأوس بن حدثان وأبا هريرة وأبا طلحة الأنصاري (4). وكان أبو موسى الأشعري من جناح عمر في الحزب القرشي لذلك أوصى به عمر كثيرا إذ جاء عن مجاهد عن الشعبي: كتب عمر في وصيته: لا يقر لي عامل أكثر من سنة، وأقر الأشعري على البصرة
(هامش)
(1) أعلام النبلاء، الذهبي 2 / 394، تاريخ الفسوي 2 / 771 واقتبسه ابن عساكر ص 538. (2) شرح نهج البلاغة، المعتزلي 2 / 125. (3) الطبقات 6 / 16، أعلام النبلاء 2 / 38. (4) منتخب التواريخ، محمد هاشم خراساني ص 63. (*)
أربع سنين (1). ومقابل ذلك استمر أبو موسى الأشعري في دعم عمر وأولاده، ومعاديا لأهل البيت (عليهم السلام) ففي معركة الجمل ثبط الناس عن الحرب مع علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وفي قضية التحكيم في معركة صفين خلع علي بن أبي طالب (عليه السلام) من الخلافة ودعا لخلافة عبد الله بن عمر! وقد جاء في الحديث الصحيح: يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق (2). ولأنه من جناح عمر بن الخطاب لم يوله أبو بكر منصبا من المناصب، ولأجل ذلك عزلة عثمان بن عفان من ولاية البصرة وولاها عبد الله بن عامر بن كريز الأموي (3).
محاولة قتل النبي في عقبة الهريش
ذكر في كتاب الديلمي بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) أخبر عائشة بانقضاء عمره وقرب تنصيبه عليا (عليه السلام) خليفة للمسلمين. ووقعت هذه الحادثة قبل حادثة الغدير وجاء: فلم تلبث أن أخبرت حفصة، وأخبرت كل واحدة منها أباها، فاجتمعا
(هامش)
(1) الإصابة، ابن حجر 2 / 360 طبعة دار إحياء التراث - بيروت، الطبقات، ابن سعد 5 / 45. (2) صحيح مسلم، كتاب الإيمان 1 / 120. (3) الاستيعاب بهامش الإصابة، ابن عبد البر 1 / 278 طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت. (*)
فأرسلا إلى جماعة الطلقاء والمنافقين فخبراهم بالأمر فأقبل بعضهم على بعض وقالوا: إن محمدا يريد أن يجعل هذا الأمر في أهل بيته كسنة كسرى وقيصر إلى آخر الدهر، لا والله ما لكم في الحياة من حظ إن أفضي هذا الأمر إلى علي بن أبي طالب، وأن محمدا عاملكم على ظاهركم، وأن عليا يعاملكم على ما يجد في نفسه منكم، فأحسنوا النظر لأنفسكم في ذلك وقدموا آراءكم فيه. ودار الكلام فيما بينهم وأعادوا الخطاب وأجالوا الرأي فاتفقوا على أن ينفروا بالنبي (صلى الله عليه وآله) ناقته على عقبة الهريش، وقد كانوا صنعوا مثل ذلك في غزاة تبوك، فصرف الله الشر عن نبيه (صلى الله عليه وآله) فاجتمعوا في أمر رسول الله من القتل والاغتيال واستقاء السم على غير وجه، وقد كان اجتمع أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الطلقاء من قريش والمنافقين من الأنصار، ومن كان في قلبه الارتداد من العرب في المدينة وما حولها، فتعاقدوا وتحالفوا على أن ينفروا به ناقته، وكانوا أربعة عشر رجلا، وكان من عزم رسول الله أن يقيم عليا (عليه السلام) وينصبه للناس بالمدينة إذا أقدم، فسار رسول الله يومين وليلتين، فلما كان في اليوم الثالث أتاه جبرائيل (عليه السلام) بآخر سورة الحجر فقال: إقرأ ولنسألهم أجمعين عما كانوا يعملون، فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين. قال: ورحل رسول الله وأغدق السير مسرعا على دخول المدينة لينصب عليا (عليه السلام) علما للناس، فلما كانت الليلة الرابعة هبط جبرائيل (عليه السلام) في آخر الليل فقرأ عليه:
{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين } (1)، فقال (صلى الله عليه وآله): أما تراني يا جبرائيل أغدق السير مجدا فيه لأدخل المدينة فأعرض ولاية علي على الشاهد والغائب. فقال له جبرائيل (عليه السلام): الله يأمرك أن تفرض ولاية علي غدا إذا نزلت منزلك. فقال رسول الله: نعم يا جبرائيل غدا أفعل ذلك إن شاء الله، وأمر رسول الله بالرحيل من وقته، وسار الناس معه حتى نزل بغدير خم، وصلى بالناس وأمرهم أن يجتمعوا إليه، ودعا عليا (عليه السلام) ورفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يد علي اليسرى بيده اليمنى ورفع صوته بالولاء لعلي على الناس أجمعين، وفرض طاعته عليهم، وأمرهم أن لا يختلفوا عليه بعده، وخبرهم أن ذلك عن الله عز وجل، وقال لهم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم. قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، ثم أمر الناس أن يبايعوه فبايعه الناس جميعا ولم يتكلم منهم أحد. وقد كان أبو بكر وعمر تقدما إلى الجحفة فبعث وردهما، ثم قال لهما النبي (صلى الله عليه وآله) متهجما: يا بن أبي قحافة ويا عمر بايعا عليا
(هامش)
(1) المائدة: 67. (*)
بالولاية من بعدي فقالا: أمر من الله ورسوله. فقال: وهل يكون مثل هذا من غير أمر الله ومن رسوله، نعم أمر من الله ومن رسوله فبايعا ثم انصرفا، وسايرا رسول الله (صلى الله عليه وآله) باقي يومه وليلته، حتى إذا دنوا من العقبة تقدمه القوم فتواروا في ثنية العقبة، وقد حملوا معهم دبابا (1) وطرحوا فيها الحصى. قال حذيفة: ودعاني رسول الله ودعا عمار بن ياسر وأمره أن يسوقها وأنا أقودها، حتى إذا صرنا في رأس العقبة ثار القوم من ورائنا، ودحرجوا الدباب بين قوائم الناقة فذعرت وكادت أن تنفر برسول الله، فصاح بها النبي: أن اسكني وليس عليك بأس، فأنطقها الله تعالى بقول عربي فصيح، فقالت: والله يا رسول الله ما أزلت يدا عن مستقر يد ولا رجل عن موضع رجل وأنت على ظهري، فتقدم القوم إلى الناقة ليدفعوها، فأقبلت أنا وعمار نضرب وجوههم بأسيافنا، وكانت ليلة مظلمة فزالوا عنا وأيسوا مما ظنوا ودبروا، فقلت: يا رسول الله من هؤلاء القوم وما يريدون، فقال: يا حذيفة هؤلاء المنافقون في الدنيا والآخرة، فقلت: ألا تبعث إليهم يا رسول الله رهطا فيأتوا برؤوسهم. فقال (صلى الله عليه وآله): إن الله أمرني أن أعرض عنهم وأكره أن يقول الناس إنه دعا أناسا من قومه وأصحابه إلى دينه فاستجابوا له فقاتل بهم حتى ظهر على عدوه، ثم أقبل عليهم فقتلهم، ولكن دعهم يا حذيفة فإن الله لهم بالمرصاد
(هامش)
(1) الدبة: التي يجعل فيها الزيت والبزر والدهن والجمع دباب، لسان العرب مادة دبب. (*)
وسيمهلهم قليلا ثم يضطرهم إلى عذاب غليظ، فقلت ومن هؤلاء المنافقون يا رسول الله أمن المهاجرين أمن من الأنصار؟ فسماهم لي رجلا رجلا حتى فرغ منهم وقد كان فيهم أناس أكره أن يكونوا منهم فأمسكت عن ذلك. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا حذيفة كأنك شاك في بعض من سميت لك ارفع رأسك إليهم، فرفعت طرفي إلى القوم وهم وقوف على الثنية، فبرقت برقة فأضاءت جميع ما حولنا وثبتت البرقة حتى خلتها شمسا طالعة، فنظرت والله إلى القوم فعرفتهم رجلا رجلا وإذا هم كما قال رسول الله، وعدد القوم أربعة عشر رجلا، تسعة من قريش، وخمسة من سائر الناس، فقال له سمهم لنا يرحمك الله فقال حذيفة: هم والله أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، هؤلاء من قريش وأما الخمسة فأبو موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة الثقفي وأوس بن الحدثان البصري وأبو هريرة وأبو طلحة الأنصاري. قال حذيفة ثم انحدرنا من العقبة وقد طلع الفجر، فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتوضأ وانتظر أصحابه حتى انحدروا من العقبة واجتمعوا فرأيت القوم بأجمعهم، وقد دخلوا مع الناس، وصلوا خلف رسول الله، فلما انصرف من صلاته (صلى الله عليه وآله) التفت فنظر إلى أبي بكر وعمر وأبي عبيدة يتناجون فأمر مناديا فنادى في الناس: لا يجتمع ثلاثة نفر من الناس يتناجون فيما بينهم بسر. وارتحل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالناس من منزل العقبة فلما نزل المنزل الآخر
رأى سالم مولى أبي حذيفة أبا بكر وعمر وأبا عبيدة يسار بعضهم بعضا فوقف عليهم وقال: أليس قد أمر رسول الله أن لا يجتمع ثلاثة نفر من الناس على سر، والله لتخبروني عما أنتم وإلا أتيت رسول الله حتى أخبره بذلك منكم، فقال أبو بكر يا سالم عليك عهد الله وميثاقه ولئن نحن خبرناك بالذي نحن فيه وإنما اجتمعنا له فأن أحببت أن تدخل معنا فيه دخلت وكنت رجلا منا وإن كرهت ذلك كتمته علينا، فقال سالم: ذلك لكم مني وأعطاهم بذلك عهده وميثاقه وكان سالم شديد البغض والعداوة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، وعرفوا ذلك منه فقالوا له: إنا قد اجتمعنا على أن نتحالف ونتعاقد على أن لا نطيع محمدا فيما فرض علينا من ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعده. فقال لهم سالم: عليكم عهد الله وميثاقه، إن في هذا الأمر كنتم تخوضون وتتناجون. قالوا: أجل علينا عهد الله وميثاقه إنما كان في هذا الأمر بعينه لا في شيء سواه. قال سالم: وأنا والله أول من يعاقدكم على هذا الأمر ولا يخالفكم عليه، إنه والله ما طلعت الشمس على أهل بيت أبغض إلي من بني هاشم، ولا في بني هاشم أبغض إلي ولا أمقت من علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاصنعوا في هذا الأمر ما بدا لكم، فإني واحد منكم، فتعاقدوا من وقتهم على هذا الأمر ثم تفرقوا (1).
(هامش)
(1) إرشاد القلوب، الديلمي ص 330 - 333، منشورات الشريف الرضي. (*)
هل أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بوفاته الوشيكة
لقد أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بموته الوشيك في سنة 11 هجرية، وإليك أدلة ذلك: 1 - نعى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نفسه قبل موته بشهر (1). 2 - دخل أبو سفيان على النبي (صلى الله عليه وآله) يوما فقال: يا رسول الله أريد أن أسألك عن شيء. فقال (صلى الله عليه وآله): إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني. قال: افعل، قال (صلى الله عليه وآله): أردت أن تسأل عن مبلغ عمري. فقال: نعم يا رسول الله. فقال (صلى الله عليه وآله): إني أعيش ثلاثا وستين سنة. فقال: أشهد أنك صادق. فقال (صلى الله عليه وآله): بلسانك دون قلبك (2). 3 - وصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر مودعا أهل الدين والدنيا مناديا: ألا من كانت له مظلمة قبل محمد (صلى الله عليه وآله) إلا قام فليقتص منه (3). 4 - وقال الرسول (صلى الله عليه وآله) قبل موته بليلة لأبي مويهبة: إني قد أوتيت
(هامش)
(1) لسان الميزان، ابن حجر العسقلاني 1 / 456. (2) قصص الأنبياء، البحار 22 / 504. (3) تاريخ الطبري، حوادث سنة 11 هجرية 2 / 433، 434. (*)
مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة... لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي (1). 5 - وقال (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع أمام مسلمي ذلك الزمان: إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضني هذا العام مرتين، وما أراه إلا قد حضر أجلي (2). 6 - وقال الرسول (صلى الله عليه وآله) أمام ملأ المسلمين في غدير خم: أيها الناس يوشك أن أدعى فأجيب، وأني مسؤول وأنكم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ (3) 7 - وقد رأى العباس ذات ليلة في منامه أن القمر قد رفع من الأرض إلى السماء. فقال النبي (صلى الله عليه وآله) له: هو ابن أخيك. وقال العباس: عرفنا أن بقاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فينا قليل (4). 8 - وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتزعمون أني من آخركم وفاة، ألا وإني من أولكم وفاة (5). إذا المسلمون وخاصة في المدينة المنورة عالمون بوفاة النبي (صلى الله عليه وآله)
(هامش)
(1) دلائل النبوة، البيهقي 7 / 162، البداية والنهاية، ابن كثير 5 / 224. (2) صحيح البخاري باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي (صلى الله عليه وآله)، الطبقات 2 / 194. (3) سنن الترمذي 2 / 298، سنن ابن ماجة ص 12، الطبقات 2 / 194. (4) الطبقات 2 / 193. (5) الطبقات، ابن سعد 2 / 193. (*)
القريبة، وهذه النقطة يجب أن لا ينساها من يقرأ أو يفكر في أحداث السقيفة وما قبلها وما بعدها. 9 - وأخبر (صلى الله عليه وآله) عائشة بوفاته القريبة قائلا: ولا تؤذوني بباكية ولا برنة ولا بصيحة (1). 10 - وذكر عبد الله بن مسعود قائلا: نعى إلينا نبينا وحبيبنا نفسه قبل موته بشهر، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة، فنظر إلينا وشدد فدمعت عينه وقال: مرحبا بكم رحمكم الله آواكم الله حفظكم الله، رفعكم الله، نفعكم الله، وفقكم الله، نصركم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم، واستخلفه عليكم، وأؤديكم إليه إني لكم نذير وبشير، لا تعلوا على الله في عباده وبلاده، فإنه قال لي ولكم: { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين } (2). وقال { أليس في جهنم مثوى للمتكبرين } (3). فقلنا متى أجلك؟ قال (صلى الله عليه وآله): قد دنا الفراق والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى. قلنا: فمن يغسلك يا نبي الله؟
(هامش)
(1) مختصر تاريخ ابن عساكر 2 / 371. (2) القصص: 28. (3) الزمر: 60. (*)
قال (صلى الله عليه وآله): أهلي الأدنى فالأدنى. قلنا: ففيم نكفنك يا نبي الله؟ قال (صلى الله عليه وآله): في ثيابي هذه إن شئتم، أو في بياض مصر أو حلة يمانية. قلنا: فمن يصلي عليك يا نبي الله؟ قال (صلى الله عليه وآله): مهلا غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا. فبكينا وبكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة، فإن أول من يصلي علي جليسي وخليلي جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنود كثيرة من الملائكة بأجمعها، ثم ادخلوا علي فوجا فوجا فصلوا علي وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بباكية ولا برنة ولا صيحة، وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ثم أنتم... (1). 11 - وأخبر (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) بوفاته في وجعه (2). وجاء في القرآن الكريم آيات تؤيد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) منها: { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم.. } (3). { كل نفس ذائقة الموت } (4).
(هامش)
(1) تاريخ الطبري 2 / 435، القصص: 83، الزمر: 60، الكامل في التاريخ 2 / 320. (2) صحيح البخاري، باب منقبة فاطمة (عليها السلام) 5 / 65، صحيح مسلم، فضائل فاطمة، الطبقات 2 / 193. (3) آل عمران: 144. (4) آل عمران: 144، 185. (*)
{ إنك ميت وإنهم ميتون } (1). فهل يمكن بعد كل هذه الأدلة القرآنية والحديثية أن ينفي عمر بن الخطاب وعثمان الموت عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله)؟!
انتداب عصبة قريش لحملة أسامة
بعد عودة الرسول (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع وصل إلى غدير خم وهناك أوصى لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بالخلافة، وعينه إماما للأمة فبايعوه وفي المدينة دعا الناس للتوجه لحرب الروم، وفي ذلك الجيش معظم الصحابة. وذكرت أمهات الكتب الحديثية والتاريخية وجود أبي بكر وعمر وعثمان وابن الجراح فيمن انتدب إلى حملة الشام، فقد ذكر ابن سعد: فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواءا بيده ثم قال: اغز بسم الله وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله، فخرج وعسكر بالجرف، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة، فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وغيره (2).
(هامش)
(1) الزمر: 30. (2) البداية والنهاية 8 / 73، الطبقات الكبرى، ابن سعد 2 / 249، عيون الأثر، ابن سيد الناس 2 / 281، السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية، أحمد زيني دحلان 2 / 339، شرح نهج البلاغة، المعتزلي 6 / 52، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد بن حنبل 4 / 180، الكامل في التاريخ 4 / 66. (*)
وبعد موت رسول الله طلب أبو بكر من أسامة الإذن لعمر بن الخطاب بالبقاء في المدينة والرخصة في عدم الذهاب في حملته إلى الشام (1). ولم يذهب أيضا باقي زعماء الحزب القرشي. إذن ثبت بالدليل القاطع والنص المتواتر وجود أبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة بن الجراح في جيش أسامة.

يتبع

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)
رد مع اقتباس