عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الباحث الطائي
الباحث الطائي
بــاحــث مهدوي
رقم العضوية : 78571
الإنتساب : Jun 2013
المشاركات : 2,162
بمعدل : 0.54 يوميا

الباحث الطائي غير متصل

 عرض البوم صور الباحث الطائي

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : الباحث الطائي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-03-2023 الساعة : 01:22 PM




بسمه تعالى
السلام عليكم

حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) / الكهـــف

****************

اكمل معكم ولقد وصلنا الى :

آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا

اقول : زُبَرَ الْحَدِيدِ هي قطع الحديد ، والارجح المراد منها احد اشكال وجود الحديد في الطبيعة كبعض الاحجار البركانية وغيرها

حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا : اي جعل هذه الحجارة الحديدية ( زبر الحديد ) بعضها فوق البعض لملئ الفراغ بين الصدفين ( السدين ) حتى وصل الى قمتي الجبلين المتقابلين .
ثم طلب منهم ( قَالَ انفُخُوا ) النفخ بالمنافخ لاشعال النار من الاسفل وتسخين الحديد حتى جعله ملتهبا كالنار ( حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا ) ، ثم افرغ عليه من الاعلى القِطْرُ وهو النّحَاس الذَّائِب . وبذلك يسد جميع الفرغات والثقوب ويجعله صامتا شديدا متماسكا

وهنا وهذه العملية في بناء الردم الارجح بنظري فأني اتصور حتى تتم كان عليهم كلّما وضعوا زبر الحديد بعضها على البعض واخذ الردم بالارتفاع يتطلب منهم جلب ثم رفع هذه القطع الحديدية مستعينين بقوتهم التي طلبها منهم ذي القرنين في بناء الردم (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ) ،
وكذلك يحتاجون الى الصعود وتسلق جانبي الجبلين حتى يمكنهما الارتقاء ووضع المزيد من زبر الحديد الى ان يصلوا الى القمة حيث يتساوى الصدفين .
وهنا وهذه الحال يعني ان جانبي الجلين او احدهما من جهتهم ممكنة الصعود والتسلق اي بدرجة وزاوية مائلة تمكنهم من الصعود او التسلق لاتمام العمل ، وإلا خلافه لعله يصعب جدا او يستحيل انجاز مثل هذا الردم في ذلك الزمان وحدود امكانيات اهله ، فاحفظ هذا الاستنتاج لاننا سنحتاجه في الآية اللاحقة .

،،،

فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا

بعد ان اكمل لهم ذي القرنين بناء الردم الذي اعانوه في انجازه بين القرآن تمام غايته ونجاح وسيلته وفشلهم في العبور الى الجهة الاخر ، وبين القرآن ان ياجوج وماجوج حتى يمكنهم الوصول الى خارج الجهة الاخرى من الردم كانوا يحتاجون احدى الطريقين :
1- إما الصعود الى اعلى الردم ومن ثم النزول الى الجهة الاخرى وهو الاسهل وهذا قوله تعالى ( فما اسطاعوا ان يظهروه ) .
2- او ان ينقبوا جدار السد للخروج الى الجهة الاخرى وهذا الاصعب وهو قوله تعالى ( وما استطاعوا له نقبا ) .

ولم يذكر احتمال اخر مفترض وهو حفرهم / نقبهم تحت السد ( حفر نفق ) وليس في نفس جدار السد ! وهذا لعله استبعد وهو اصعب بكثير بالقياس للطريقتين الاخريتين كما يظهر من محاولات ياجوج وماجوج التي سجلها القرآن ذلك الوقت . وايضا الاية تكشف ونعاضد حقيقة ان الصدفين على سطح الارض وهما كجبلين عظيمين ولهما جذر اعمق في الارض كما اثبت العلم حديثا في دراسة الجبال ، فلا يمكن لياجوج وماجوج التفكير بمحاولة الحفر تحت السد بين الجبلين لان الارض ستكون صخرية صلبة جدا ،

وكلمتي اسطاعوا واستطاعوا بمعنى واحد
وذكر بعض المفسرين أن الفائدة من هذا التغاير هي فائدة لفظية ، وأن هذا هو مقتضى الفصاحة ، حتى لا تكرر الكلمة بلفظها فإن ذلك معيب عند الفصحاء .
وهذا ظاهر في قصة ذي القرنين ، لأن التكرار واقع في الآية نفسها .

وذهب آخرون إلى أن الفائدة من هذا : فائدة معنوية ، وهي أن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ، فزيادة حرف (التاء) في إحدى الكلمتين تدل على أن الاستطاعة فيها أشد من الكلمة التي حذفت منها التاء ، فعند المقابلة بين أمرين ، يقال في الأشد منهما : (استطاع) بالتاء ، ويقال في الأخف : (اسطاع) بحذف التاء .

ويظهر لي انه لا بد وان تكون جهتي الجبلين مختلفتين بالشكل حتى يتسنى فهم الآية بخصوص محاولة ياجوج وماجوج وعدم تمكنهما من نقب الردم او الظهور عليه
لانه كما استنتجنا في الاية السابقة لما وضعنا التصور في كيفية بناء الردم وتطلبهم الصعود على الجبل لاتمام العمل من وضع زبر الحديد فوق بعضها البعض ومن ثم صب القِطْر عليها وبينا انه لا بد وان يكون شكل الجبل بزاوية مائلة وشكل منحدر يمكن ارتقائه . فهنا وهذه الحال لماذا لم يتمكن يأجوج ومأجوج الصعود على الجبل كما فعل القوم من الجهة الاخرى !
اذن هنا لا بد وان تكون جهة الجبلين / السدين من ناحيتهما ممتنعة الارتقاء اي ان زاوية انحدار الجبل حادة من جهة قوم يأجوج ومأجوج وكانه جدار عالِ عظيم ، فتأمل ،

والله اعلم
الباحث الطائي





توقيع : الباحث الطائي
لا اله الا اللـه محمــــد رســــول الله
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

( الاسلام محمدي الوجود . حُسيني البقاء . مهدوي الغاية )

*
*

الباحـ الطائي ــث
من مواضيع : الباحث الطائي 0 القراءة السياسية والعلامتية لاحداث مصر
0 متى يخرج السفياني لغزو العراق
0 في أي فصول السنة يظهر القائم ع
0 الفتنة الشرقية الغربية وعلو بني إسرائيل الثاني
0 قراءة جديدة في رواية اذربيجان
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 04-03-2023 الساعة 01:30 PM.

رد مع اقتباس