عرض مشاركة واحدة

عطر الورد العراقية
عضو جديد
رقم العضوية : 82346
الإنتساب : Nov 2015
المشاركات : 20
بمعدل : 0.01 يوميا

عطر الورد العراقية غير متصل

 عرض البوم صور عطر الورد العراقية

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : عطر الورد العراقية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-12-2015 الساعة : 10:47 PM


<<<<الحلقة4>>>>
وقد أورد هذا الدليل اغلب المؤيدين وافرد بعضهم لهذا الدليل فصلاً أو عنواناً خاصاً كما في كتاب رد الهجوم للعاملي، وكتاب التطبير حقيقة لا بدعة لناصر المنصور، وتطرق له الآخرون ضمن كلامهم.وقد أسهب بعضهم في الاستدلال على استحباب إظهار المواساة لأهل البيت (عليهم السلام) خاصة في قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ،وذكر الشواهد على ذلك.وخلصوا إلى القول أن التطبير مصداق من مصاديق المواساة.
وتعليقاً على هذا الدليل نقول:
1-المواساة في اللغة وردت بمعنيين: الأول: المشاركة-خاصة في المعيشة والرزق- لذا سمي شهر رمضان بشهر المواساة، وقد تتعدى بهذا المعنى إلى إعطاء النصرة والإعانة بالنفس والمال. والثاني: قد تأتي المواساة بمعنى التعزية.
ولاشك ولا شبهة في استحباب إظهار المواساة.
2-المواساة بما ورد بنص أما ما لم يرد بنص وكان مثاراً للشبهات فالقول بكونه مصداق من مصاديق المواساة يتطلب دليلاً.
3-الاحتكام للعرف في تحديد مصداق المواساة من غيره محل نظر، وحتى لو قلنا بإمكانية ذلك الاحتكام فان التطبير لا يُعد عرفاً من مصاديق المواساة وسيتبين ما نقصده أكثر في النقطة التالية.
4-من أمثلة ما ورد بنص من مصاديق المواساة ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) من استحباب الامتناع عن شرب الماء إلى ما بعد العصر في يوم عاشوراء من غير تبييت ،وكذلك إحياء ليلة عاشوراء.
وكما نلاحظ من هاذين المثالين- فضلاً عن كونهما وردا بنص- : إن كليهما عبادة في حد ذاته بغض النظر عن المواساة، وأنهما مشابهين لفعلٍ قام به الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه فيصح إطلاق لفظ المواساة عليهما ؛إذ يصدق عليهما عنوان المشاركة.أما التطبير فانه لم يرد بنص-كما قلنا سابقاً- وكذلك لا يصدق على فعله عنوان المواساة –المشاركة- لأنه لم يصدر من الإمام الحسين (عليه السلام) أو أهل بيته أو أصحابه أو من احد المعصومين (عليهم السلام) لا في عاشوراء ولا في غيرها فكيف يصح القول بأنه مواساة أو مشاركة.
5-الروايات التي أُوردت كمثال على المواساة الصادرة عن الأنبياء (عليهم السلام) لا يمكن الخروج منها بالقول باستحباب التطبير وسنتحدث عنها بتفصيل أكثر في الدليل التالي.

ب-صدور الإدماء من الأنبياء والمعصومين (عليهم السلام):
وقد ورد القول بهذا الدليل في اغلب الكتب المؤيدة وافرد له بعضهم –كما في كتاب رد الهجوم-فصلاً خاصاً،وبعضهم ذكره من خلال إيراد الروايات الدالة على ذلك من وجهة نظره، كرواية الجصاص التي ناقشناها، وروايات أخرى ولمناقشة هذا الدليل نقول:
1-إن الروايات التي تدل على صدور الإدماء من الأنبياء آدم وإبراهيم وموسى (عليهم السلام) مواساة للحسين (عليه السلام) عند مرورهم بكربلاء -وقد استدل بها بعضهم على كون التطبير من مصاديق المواساة-روايات مرسلة بلا ذكرٍ لمصدرٍ أو سندٍ، وقد وردت في بحار الأنوار للمجلسي ج44 ص244 وما بعدها ،وعن البحار أخذها الآخرون ولا وجود لها في أي مصدر معتبر. والغريب إن صاحب كتاب التطبير حقيقة لا بدعة قال بأنها روايات معتبرة ولم يذكر لها سنداً ولا مصدراً،والغريب أيضاً أن عبارات هذه الروايات متقاربة ووردت فيها جميعاً عبارة "فسال دمك موافقة لدمه".
أما رواية سلخ فروة رأس احد الأنبياء (عليه السلام) أو النبي إسماعيل صادق الوعد (عليه السلام)،الواردة في كامل الزيارات وعلل الشرائع والوسائل، وقوله فيها بان له أسوة بالحسين (عليه السلام)، فان اقل ما يقال فيها أن السلخ صدر بفعل الغير لا بفعل نفسه.
وحتى لو افترضنا صحة هذه الروايات فإنها تذكر خروج الدم من رجل آدم (عليه السلام) بدون قصد منه بعد تعثره، وخروج الدم من رأس إبراهيم (عليه السلام) –بدون قصد منه أيضاً-بعد سقوطه من فرسه،وخروج الدم من رجل موسى (عليه السلام)-بدون قصد منه أيضاً- بعد انخراق نعله ودخول الحسك في رجليه. وأين هذا ممن يقوم بضرب رأسه بملء إرادته؟.
2-قد ناقشنا رواية الجصاص التي يستدل بها البعض على صدور الإدماء من زينب (عليها السلام) فلا نكرر.
ونذكر هنا للتنويه أن الغزي في كتابه من وهج العشق الحسيني يستدل بشكل غريب وملفت للنظر على صحة هذه الرواية بورود عبارة "السلام عليك يا من نطحت جبينها بمقدّم المحمل إذ رأت رأس سيد الشهداء، ويخرج الدم من تحت قناعها ومن محملها بحيث يرى من حولها الأعداء" في زيارة زينب (عليها السلام)، وكأنه لا يعلم انه لا وجود لزيارة مخصوصة لزينب (سلام الله عليها) في نص عن معصوم، وان هذه الزيارة مؤلفة من قبل البعض من تجميع بعض العبارات الواردة في الكتب ومنها هذه العبارة المنتقاة من رواية الجصاص محل النزاع.
فلا ادري كيف جاز له الاستدلال بالفرع على صحة الأصل؟!!
3-ورد الاستدلال بصدور الإدماء من المعصومين (عليهم السلام) ،كما في الروايات التي تتحدث عن بكاء الإمام السجاد (عليه السلام)، ورواية الإمام الرضا (عليه السلام) "إن يوم الحسين أقرح جفوننا"، والنص الوارد في زيارة الناحية المقدسة "ولأبكين عليك بدل الدموع دماً" وأشباه ذلك من الروايات فبدون الخوض في تفاصيل سندها ومتنها يمكن القول بان خروج الدم أو تقرح العين نتيجة كثرة البكاء ليس هو المقصود بنفسه ولكن المقصود هو إظهار الحزن بالطرق الطبيعية المتعارف عليها-البكاء هنا-وكثرة البكاء قد تقود لتلك النتيجة ،ولا يمكن الاستدلال بذلك على استحباب التطبير لان الفرق شاسع بين الأمرين لان من يطبر يقصد إخراج الدم ولا يكون خروج الدم عرضاً غير مقصود كما هو الحال في البكاء.وحتى لو قلنا بان تقرح العين هو المقصود فغاية ما يمكن استنتاجه من ذلك جواز البكاء حتى تتقرح العين.والأمر نفسه يقال عند الحديث عن الاستدلال على التطبير ببكاء النبي يعقوب (عليه السلام) حتى ابيضت عيناه.

ج-التطبير من مصاديق الجزع على سيد الشهداء (عليه السلام):
وقد استدل القائلون بالتطبير بالروايات التي تدل على جواز الجزع على الحسين (عليه السلام)،وان التطبير من مصاديق هذا الجزع، ولمناقشة هذا الدليل نقول: من الصعب القبول بكون التطبير من مصاديق الجزع وذلك لأنه يتجاوز حتى اشد مرتبة من مراتب الجزع كما في رواية الإمام الباقر (عليه السلام) التي يرويها الكليني في كتابه الكافي ج3 ص222 " عن جابر ، عن أبي جعفر ( (عليه السلام) ) قال : قلت له : ما الجزع ؟ قال: أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل ولطم الوجه والصدر وجز الشعر من النواصي".فإذا كان هذا هو اشد الجزع فأين يمكن وضع التطبير إن كان من الجزع؟
والإكثار من ذكر الشواهد لا تفيد في الاستدلال شيء لان الأمر المختلف حوله هو هل إن التطبير من مصاديق الجزع أم لا؟ وقد ظهرت الإجابة من كلامنا السابق إن الجزم بان التطبير من مصاديق الجزع قولٌ بلا دليل.
وبعض الشواهد المذكورة غريبة عن الموضوع كما في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له عند حديثه عن ورود جيش معاوية إلى الانبار "فلو إن امرأً مسلماً مات بعد هذا أسفاً ما كان ملوماً بل كان به عندي جديراً"وكذلك موت احد أصحاب الإمام علي (عليه السلام) (همام) بعد سماعه خطبة له.

د-أدلة تعظيم الشعائر:
وقد استدل بها المؤيدون ضمناً من خلال الإكثار من الشواهد، والحال إن المختلف عليه بين المؤيدين والرافضين ليس عموم الشعائر وإنما هو هل إن التطبير من الشعائر أم ليس منها؟. وإذ لا دليل على شعائريته فالقول بان أدلة تعظيم الشعائر دليل على استحباب التطبير يعد مصادرة. ونفس الكلام يرد على الدليل القائل بان التطبير من مصاديق إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام).

هـ-استحباب الإبكاء:
وقد ذكره بعضهم، كما في كتاب من وهج العشق الحسيني للغزي ،ومن الغريب الاستدلال بهذا الدليل على استحباب التطبير أو حتى مجرد جوازه استناداً إلى القول الغريب بان التطبير من أساليب الإبكاء المسموح بها، فمصاديق الإبكاء المقصودة في الرواية هي المصاديق المتعارف عليها ولو جاز إدخال التطبير ضمنها بدون دليل لجاز إدخال غيره مما لا يقبل بإدخاله حتى القائلون بالتطبير أنفسهم فالتوسع في المفهوم دون ضوابط أمر غير صحيح.

و-استحباب زيارة سيد الشهداء مع الخوف:
وقد استدل به بعضهم، كما في كتاب من وهج العشق الحسيني للغزي والتطبير حقيقة لا بدعة لناصر المنصور،والاستدلال بهذا الدليل على استحباب التطبير غريب أيضاً لأنه متوقف على القول بان التطبير من الشعائر وهذا ما لم يثبت بعد.

ز-الحجامة:
ولعلها من اغرب الأدلة، وقد استدل بها بعضهم كالغزي والمنصور على جواز التطبير واستحبابه. وذكروا الكثير من الشواهد على استحباب الحجامة –رغم أنها ليست محل الخلاف فالكل يقول باستحبابها-وإنما محل الخلاف هل إن جواز إخراج الدم الموجود في الحجامة مشابه لجواز إخراج الدم الموجود في التطبير؟
والقول بالمشابهة قول بلا دليل فالحجامة آلية علاج شجعتها الروايات وقننتها ضمن أسس وأساليب خاصة ومنعت منها في حالات معينة والعلم الحديث يضعها ضمن عناوين الطب البديل.في حين لم يقل احد بوجود فوائد طبية للتطبير وحتى لو افترضنا وجود فوائد-والقرار في ذلك لأهل الطب لا لغيرهم- فما علاقة ذلك بالشعائر؟
هذا خلاصة ما أردنا قوله في مناقشة باقي أدلة المؤيدين للتطبير ذكرناها باختصار.

من مواضيع : عطر الورد العراقية 0 بطاقة للماشي وبطاقتين للخادم
0 علي وصنع الانسان الرسالي
0 لا تغضب
0 تفاءلوا بالخير تجدوه
0 بحث حول التطبير (( رشيد السراي))
رد مع اقتباس