عرض مشاركة واحدة

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.39 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-01-2018 الساعة : 08:36 PM


أحاديث وجوب طلب العلم

عندما يصل المدافعون عن سياسة تغييب السنة الى أحاديث وجوب طلب العلم وبذله ، وأحاديث وجوب أن يبلغ الشاهد الغائب ، وأحاديث ثواب التحديث وحفظ الأحاديث..الخ. يحاولون العبور عنها وتجاهلها ، أو الإلتفاف عليها كما التفُّوا على أحاديث الأمر بكتابة السنة ، ويقولون إنها تقصد التبليغ الشفهي دون المكتوب ، وتقصد الحفظ في الصدر بدون الكتابة !
لكن هل يستطيع عاقل أن يقنع نفسه بأن النبي’أكد على أمته فقال: إحفظوا أحاديثي وحدثوا بها ، لكن يحرم عليكم أن تكتبوها ! وبلغوها الى الأجيال لكن تبليغاً شفهياً فقط ، لا كتبياً ؟!

ونحن نورد فينا يلي نماذج لأربعة أنواع من الأحاديث في مصادرهم ، كلها تأمر بالتحديث وتدوين الحديث ، أو تستلزم ذلك بالضرورة ، وهي:
أحاديث وجوب طلب العلم وتعليمه .
وأحاديث وجوب التبليغ والتحديث
وأحاديث النهي عن كتمان العلم
وأحاديث من حفظ على أمتي أربعين حديثاً .
أما أحاديث وجوب طلب العلم ، وفيها أحاديث صحيحة متفق عليها ، وهي بمجموعها متواترة في مصادر الشيعة والسنة . فإذا كان طلب العلم فريضة ، وعلم الدين إنما هو كتاب الله تعالى وسنة رسوله’، فهو يستلزم بالضرورة أنه يجب على الصحابة بذل العلم وأن يحدثوا بما سمعوه من النبي’كما يستلزم جواز كتابة الحديث أو وجوبها، لأنه لايمكن لأكثر المسلمين أن يحفظوا الحديث من إلقائه مرة أو مرتين ، بل ولا خمس مرات !
فهل سقطت هذه الفريضة بمجرد وفاة النبي’أم أراد عمر أن يحصر مصدر العلم به شخصياً ، وبأحاديث أهل الكتاب التي أجازها وشجعها ؟!
روى البخاري في صحيحه:1/28: (باب فضل من علَّمَ وعَلِم...عن النبي(ص) قال: مَثَلُ ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا . وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعانٌ لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعَلِمَ وعَلَّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ) .

وفي ابن ماجة:1/81: (قال رسول الله(ص): طلب العلم فريضة على كل مسلم).
(قال فإني سمعت رسول الله(ص)يقول: من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً الى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب . إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) .

وقد عقد أبو داود:2/175باباً باسم (باب الحث على طلب العلم) أورد فيه روايات . وكذلك الترمذي:4/137 باسم (باب فضل طلب العلم)، وأوسع منه في مستدرك الحاكم: 1/89 و: 3/511 ومسند أحمد:4/240، والدارمي:1/95 والبيهقي:1/282 والهيثمي:1/124 و 131 و191 و 201 وكنز العمال:10/130 الى 261 و:12/85 و:13/ 426 و:15/840 و:16/127 ... وغيرها .
كما عقد الترمذي:4/138 باباً بإسم (باب ما جاء في الإستيصاء بمن يطلب العلم). جاء فيه عن أبي هارون قال: (كنا نأتي أبا سعيد فيقول مرحباً بوصية رسول الله إن النبي(ص)قال: إن الناس لكم تبعٌ وإن رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين ، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً .
عن أبي سعيد الخدري عن النبي(ص)قال: يأتيكم رجال من قبل المشرق يتعلمون فإذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيراً . قال: فكان أبوسعيد إذا رآنا قال مرحباً بوصية رسول الله(ص). انتهى .

والسؤال هنا: كيف نفَّذ أبو بكر وعمر هذه الوصية ! وأي صدمة كان يواجهها طالب العلم عندما كان يأتي الى مدينة النبي’ومركز أصحابه ، فلا يجد شخصاً يعلمه أو يحدثه عن رسول الله’؟! لأن أبا بكر وعمر منعا التحديث عن النبي’تحت طائلة العقوبة والسوط والسجن !!


الأسئلة

1 ـ هل ألغى أبو بكر وعمر فريضة طلب العلم في مدة سلطتهما ؟ فإن كان الجواب بالإيجاب فهو البدعة مقابل القرآن والسنة ! وإن كان بالنفي فكيف يجب طلب العلم ويحرم التحديث عن النبي’؟!

2 ـ استطاع عمر أن يتخلص من مطلب الصحابة في تدوين السنة النبوية ، وأن يمنع كتابتها في المدينة المنورة وبقية ولايات الدولة الإسلامية ، وأن يمنع مجرد التحديث عن النبي’منعاً باتاً ، حتى أنه حبس بعض الصحابة بهذا الجرم ! وضرب بعض الصحابة الكبار مثل أبي بن كعب ! فهل وجدتم اعتراضاً من أحد من الصحابة على تعطيل عمر لفريضة طلب العلم ؟!
وإذا لم يعترض الصحابة على تعطيل فريضة لخوفهم من عمر ، فمعناه أن عمر كان بإمكانه أن يوقف أي فريضة مشابهة ، والصحابة أمامه مشلولون لا يملكون إلا الصمت !! فقد روى عمر بن شبة في تاريخ المدينة:2/681 ، قال: ( بينما عمر يمشي وخلفه عدة من أصحاب رسول الله وغيرهم ، بدا له فالتفت ، فما بقي منهم أحدٌ إلا سقط إلى الأرض على ركبتيه ) !!

ألا يستوجب ذلك إعادة النظر في أعمال عمر التي سكت عليها الصحابة طيلة خلافته ! وكل ما ادعيتم أنه إجماع الصحابة لسكوتهم عن فعل عمر ؟!







 

آيات وأحاديث النهي عن كتمان العلم

قال الله تعالى: أم تَقُولُونَ إِنَّ إبراهيم وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أعلم أم اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ . (سورة البقرة:140)
وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ . إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وأنا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . (سورة البقرة:159 ـ 160)
وروى البخاري:1/38 ونحوه في:3/74 (عن أبي هريرة قال: إن الناس يقولون أكثر أبوهريرة ، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثاً ، ثم يتلو: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى..الى قوله الرحيم . إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم ، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله(ص)بشبع بطنه ، ويحضر ما لا يحضرون ، ويحفظ ما لايحفظون ) .

وروى في:1/48: (قال ابن شهاب: كان عروة يحدث عن حمران ، فلما توضأ عثمان قال: ألا أحدثكم حديثاً، لولا آية ما حدثتكموه: سمعت النبي (ص) يقول: لا يتوضأ رجل يحسن وضوءه ويصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة حتى يصليها . قال عروة الآية: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا...). (ونحوه في مسلم:1/142 و:7/167 وابن ماجه:1/97 وأحمد:2/240 و247 والحاكم:2/271 والسيوطي في الدر المنثور:1/163)

وقال السيوطي في:2/162: (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله: الذين يبخلون.. الآية.. قال: هؤلاء يهود يبخلون بما آتاهم الله من الرزق ، ويكتمون ما آتاهم الله من الكتب إذا سئلوا عن الشئ !
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كان علماء بني إسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم ، وينهون العلماء أن يعلموا الناس شيئاً ، فعيَّرهم الله بذلك ، فأنزل الله: الذين يبخلون .. الآية !!
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل قال: هذا في العلم ، ليس للدنيا منه شئ) !

وعقد الترمذي:4/138، باباً باسم (باب ما جاء في كتمان العلم) وروى فيه (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(ص): من سئل عن علم ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار . ثم قال: وفي الباب عن جابر، وعبد الله بن عمر . قال أبو عيسى (أي الترمذي) :هذا حديث حسن ) .

وفي سنن ابن ماجة:1/97عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(ص): من كتم علماً مما ينفع الله به في أمر الناس وأمر الدين ، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار ) .انتهى .

وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة:20/267، عن علي×: ليس كل ذي عين يبصر ، ولا كل ذي أذن يسمع ، فتصدقوا على أولي العقول الزَّمِنَة والألباب الحائرة ، بالعلوم التي هي أفضل صدقاتكم . ثم تلا: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَابَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ.

~ ~

 
الأسئلة

1 ـ إذا لم يكن نهي عمرأمراً بالكتمان، فهل هو أمر ببذل العلم والحديث ؟!

وإذا لم يكن امتناع قرظة وأمثاله عن التحديث كتماناً ، فما هو الكتمان الذي تنهى عنه الآيات والأحاديث؟!
أليس من الكتمان امتناع أكثر الصحابة من التحديث عن النبي’رغم إلحاح المسلمين عليهم ، خاصة المسلمين الجدد الذين لم يروا نبيهم’، وكانوا في شغف لأن يسمعوا أحاديثه ، ويتعرفوا على أخباره؟!
قال الحاكم في المستدرك:1/102: (فلما قدم قرظة قالوا حدثنا ، قال: نهانا ابن الخطاب ! هذا حديث صحيح الإسناد له طرق تجمع ويذاكر بها ) . انتهى.
وفي مصنف عبد الرزاق:3/584: (أتى رجل أبا الدرداء فسأله عن آية فلم يخبره فولى الرجل وهو يقول: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى..!!).

2 ـ هل تقدمون نهي أبي بكر وعمر عن التحديث وأمرهما بالكتمان ، على نهي الله تعالى ورسوله’عن الكتمان ، وأمرهما ببذل العلم ؟!
وماذا تقولون في فتاوي أئمتكم كالجصاص والآمدي والمناوي وغيرهم: ففي الأحكام للآمدي:2/59ومنها قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى.. الآية. ووجه الحجة بها أن الله تعالى توعد على كتمان الهدى، وذلك يدل على إيجاب إظهار الهدى، وما يسمعه الواحد من النبي(ص) فهو من الهدى فيجب عليه إظهاره ) .

وفي أحكام القرآن للجصاص:1/122: (ولذلك قال أبو هريرة: لولا آية في كتاب الله عز وجل ما حدثتكم ، ثم تلا: الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى، فأخبر أن الحديث عن رسول الله(ص)من البينات والهدى الذي أنزله الله تعالى ... وقد روى حجاج ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، عن النبي(ص) قال: من كتم علماً يعلمه ، جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار .
فإن قيل: روي عن ابن عباس أن الآية نزلت في شأن اليهود حين كتموا ما في كتبهم من صفة رسول الله(ص)؟
قيل له: نزول الآية على سبب غير مانع من اعتبار عمومها في سائر ما انتظمته ، لأن الحكم عندنا للفظ لا للسبب ، إلا أن تقوم الدلالة عندنا على وجوب الإقتصار به على سببه ) .

وفي فيض القدير للمناوي:4/707وقد تظافرت النصوص القرآنية على ذم كاتم العلم: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَايَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إلا النَّارَ وَلايُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلايُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وإذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ ! فوصف المغضوب عليهم بأنهم يكتمون العلم ، تارةً بخلاً به ، وتارة اعتياضاً عن إظهاره بالدنيا ، وتارة خوفاً أن يُحتجَّ عليهم بما أظهروه منه ! وهذا قد يبتلى به طوائف من المنتسبين للعلم ، فإنهم تارةً يكتمونه بخلاً به ، وتارة كراهة أن ينال غيرهم من الفضل والتقدم والوجاهة ما نالوه ، وتارة اعتياضاً برئاسة أو مال فيخاف من إظهاره انتقاص رتبته ، وتارة يكون قد خالف غيره في مسألة أو اعتزى إلى طائفة قد خولفت في مسألة ، فيكتم من العلم مافيه حجة لمخالفه، وإن لم يتيقن أن مخالفه مبطل! وذلك كله مذمومٌ ، وفاعله مطرودٌ من منازل الأبرار ومقامات الأخيار، مستوجب للَّعنة في هذه الدار ودار القرار).انتهى.
فهل ينطبق ذلك على أبي بكر وعمر ومن أطاعهما في كتمان السنة ؟!
3 ـ احتج علينا المخالفون بأنا نقول بإمامة علي والأئمة من ذريته^استناداً الى نص النبي’فقالوا أين النص؟ وأجبناهم بالأحاديث الصحيحة المتواترة التي رواها رواتهم ودونتها صحاحهم رغم تغييب السنة ، كحديث الغدير ، وحديث الثقلين ، وحديث المنزلة ، وعشرات غيرها !
ولنا أن نجيبهم أيضاً ، بأن سياسة أبي بكر وعمر في تغييب السنة وتعطيلها، تُسقط حجتكم علينا ومطالبتكم بالأحاديث من مصادركم ، لأن أئمتكم تعمدوا تغييبها ، وعاقبوا رواتها بالضرب والسجن !
وبهذا يظهر بطلان قول ابن تيمية في منهاج سنته:7/48: (لكن أهل العلم يعلمون بالإضطرار أن النبي(ص)لم يبلغ شيئاً من إمامة علي ، ولهم على هذا طرق كثيرة يثبتون بها هذا العلم، منها: أن هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فلو كان له أصل لنقل كما نقل أمثاله من حديثه ، لاسيما مع كثرة ما ينقل من فضائل علي من الكذب الذي لا أصل له ، فكيف لاينقل الحق الصدق الذي قد بلغ للناس؟! ولأن النبي(ص)أمر أمته بتبليغ ما سمعوا منه ، فلا يجوز عليهم كتمان ما أمرهم الله بتبليغه ). انتهى.
لأنا نقول له: نعم إن النبي’بلَّغ الأمة ولاية علي×في عشرات الأحاديث والخطب في مناسبات عديدة ، وأمر الحاضرين بتبليغ ما سمعوا منه ، لكن مخالفي علي×ألزموا المسلمين بعدم كتابة الحديث ، وحرموا عليهم حتى قول (قال رسول الله’) ! فالكتمان وقع منهما لامن النبي’!
ولذا ورد عن الإمام العسكري×في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أنزل اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قليلاً أُولَئِكَ مَايَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إلا النَّارَ وَلايُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلايُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. (البقرة:174) قال: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَاأَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ ، المشتمل على ذكر فضل محمد’على جميع النبيين ، وفضل علي×على جميع الوصيين، وَيَشْتَرُونَ بِهِـ بالكتمان ـ ثَمَناً قليلاً، يكتمونه ليأخذوا عليه عرضاً من الدنيا يسيراً ، وينالوا به في الدنيا عند جهال عباد الله رياسة . قال الله تعالى:أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ـ يوم القيامة ـ إِلا النَّارَ ، بدلاً من إصابتهم اليسير من الدنيا لكتمانهم الحق . وَلايُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بكلام خير ، بل يكلمهم بأن يلعنهم ويخزيهم ويقول بئس العباد أنتم! غيَّرتم ترتيبي وأخرتم من قدمته ، وقدمتم من أخرته ، وواليتم من عاديته ، وعاديتم من واليته ). انتهى.

ويظهر منه أن الكتمان المذموم في الآية شامل لكتمان اليهود ، ولكتمان قريش لصفات النبي وآله ، وكتمان فضائلهم صلوات الله عليهم . فما رأيكم؟!

4 ـ نعيد آية الكتمان لنعرف حكم اللعن فيها ، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَابَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُون )َ. فمن هم الذين يشملهم هذا اللعن ، وهل لعنهم واجبٌ، أو مستحب ؟!







 


أحاديث وجوب التبليغ والتحديث عن رسول الله’
ماذا يصنع المدافعون عن تغييب السنة بهذه المجموعة من الأحاديث المتواترة التي تنص على أنه’كان يوصي دائماً بأن يبلغ الحاضر الغائب؟!
فقد عقد البخاري:1/34 باباً باسم ( باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب ) وأورد فيه ما يدل على وجوب تبليغ أحاديث النبي’. وكذا في:2/191 ، وفيها: (قال: اللهم اشهد ، فليبلغ الشاهد الغائب ، فرب مبلغ أوعى من سامع ) ونحوه في:5/94 و127 . وفي:6/236: ( ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه) . ثم قال البخاري: ( وكان محمد إذا ذكره قال: صدق النبي(ص) ، ثم قال: ألا هل بلغت ألا هل بلغت ؟). وكرره في:8/186 وفي:8/91: ( فإنه رب مبلغ يبلغه من هو أوعى له). وفي ص115: ( ألا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه) .
ونحوه في صحيح مسلم:5/108 ، وابن ماجه:1/85 و86 ، والترمذي:2/152 ، وعقد الأخير في: 4/141 ، باباً باسم (باب في الحث على تبليغ السماع) روى فيه عن زيد بن ثابت (سمعت رسول الله(ص) يقول: نَضَّرَ الله أمراً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه الى من هو أفقه منه ، ورب حامل فقه ليس بفقيه . ثم قال الترمذي: وفي الباب عن عبدالله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وجبير بن مطعم ، وأبي الدرداء ، وأنس . وروى نحوه عن عبد الله بن مسعود . ثم قال: هذا حديث حسن صحيح ).
وكذا في مستدرك الحاكم:3/174 ، وسنن البيهقي:5/140 و:6/92 وفيه: ( ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، مرتين ، فرب مبلغ هو أوعى من سامع). ونحوه في:8/20و:9/212 وسنن النسائي:5/206 ، ومسند أحمد:1/83 و437 و:4/31 ، وكذا في:5/37 و39 و183.
وفي ص4 من مسند أحمد:5/: (ألا إن ربي داعيَّ ، وإنه سائلي هل بلغت عبادي ، وأنا قائل له رب قد بلغتهم ، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب).
وفي ص41 منهفلعل الغائب أن يكون أوعى له من الشاهد ). وفي ص45 منه: (ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، مرتين ) .
وفي ص73 منه: (ثم قال ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ أسعد من سامع . قال حميد قال الحسن حين بلغ هذه الكلمة: قد والله بلغوا أقواماً كانوا أسعد به ) .

وفي366 منه: (فليبلغ الشاهد الغائب . ولولا عزمة رسول الله(ص)ما حدثتكم) .

وفي:6/456 ( فمن حضر مجلسي وسمع قولى فليبلغ الشاهد منكم الغائب ) .

وفي مجمع الزوائد:1/139وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله(ص)كان يقول إني محدثكم الحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب.رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وفيهفرفع يديه(ص)الى السماء فقال: اللهم اشهد . ثم قال يا أيها الناس ليبلغ الشاهد منكم الغائب. (وقال الراوي): فادنوا نبلغكم كما قال لنا رسول الله . رواه البزار ورجاله موثقون ) .

وفي كنز العمال:10/224: ( إني أحدثكم الحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب. طب ـ عن عبادة بن الصامت ) .

وفي ص229: إني أحدثكم بحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب- الديلمي عن عبادة بن الصامت . نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه - حم ، ه‍ ، ص ـ عن أنس، الخطيب عن أبي هريرة ، طبـ عن عمير بن قتادة الليثي ، طس عن سعد ، الرافعي في تاريخه عن ابن عمر ). انتهى. وقد أورد تحت الأرقام التي بعده نحو ثلاثين حديثاً بألفاظ ما تقدم ، أو مضمونها ، أو مايشهد لها .
~ ~

الأسئلة

1 ـ هذه أحاديث نبوية صحيحة ومتواترة ، تؤكد فريضة شرعية في أعناق الصحابة: أن يبلغوا ما سمعوه من رسول الله’؟!
فما قولكم بمن يستدركُ على رسول الله’ويقول: أيها المسلمون قال رسول الله ليبلغ الشاهد منكم الغائب، ولكني أنهاكم عن ذلك وأعاقبكم عليه، فلا تحدثوا عن رسول الله’بشئ ، وأنا شريككم في الإثم ! فإن لم يكن هذا استدراكاً على النبي’، فما هو الإستدراك الذي يعتبر رداً على النبي’؟!


2 ـ عاش الصحابة خوفاً شديداً من عمر ، لنهيه إياهم عن كتابة الحديث والتحديث ، وأزمة تأنيب ضمير لتركهم فريضة فرضها عليهم النبي’!
ونلاحظ ذلك حتى عند الصحابة والرواة الذين حدثوا الناس بعد وفاة عمر بسنين طويلة ، كما في قول أبي هريرة الذي تقدم من البخاري: (ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثاً ، ثم يتلو: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ...) وفي قول البخاري عن شيخه محمد بن سلام: (وكان محمد إذا ذكره قال: صدق النبي(ص)، ثم قال: ألا هل بلغت ، ألا هل بلغت ؟ وما تقدم من مجمع الزوائد: ( ولولا عزمة رسول الله(ص) ما حدثتكم... فادنوا نبلغكم كما قال لنا رسول الله(ص) !
فما قولكم في هذا الإرهاب العمري الذي صار ديناً ، أو خوفاً مستمراً ؟!



 
يتبع

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)
رد مع اقتباس