عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عاشق الامام الكاظم
عاشق الامام الكاظم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 23036
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 9,776
بمعدل : 1.71 يوميا

عاشق الامام الكاظم غير متصل

 عرض البوم صور عاشق الامام الكاظم

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : عاشق الامام الكاظم المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-04-2010 الساعة : 11:08 PM


درجات القرب من الله تعالى.
إنّ الله تعالى أوضح أنّ القُرب منه له درجات تكاملية، قال تعالى: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ}. وهذه الدرجات لها معنيان :

المعنى الأول :
هو الذي ذكره بعض المفسرين من علمائنا عندما شرحوا قوله تعالى: { لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ }، في أنّ هذه الدرجات ترتبط بجانب قربهم من الله، يعني لهم درجة في الكون المادي والمعنوي بالنسبة إلى قربهم من الله، وهذا يعني أنّ هناك سُلّماً وجودياً، لا يمكن للإنسان أن يتعدى درجته الوجودية إلا إذا كان لديه عمل صالح مخلصاً فيه لله تعالى، ودرجته الوجودية حينئذ تقربه من الله. وهذا بحث عميق يرتبط بمجالات فلسفية وعرفانية تشير إليها الروايات والآيات القرآنية، التي تُؤكد على أنّ درجة الإنسان في عالم الوجود لم تُرتب عبثاً واعتباطاً، بل، ترتبط بحركة الإنسان في سيره التكاملي غير العبثي واقترابه من الله. فكل درجة يصل إليها الإنسان تُمثل قُرباً من الله، وبعض العلماء يفسر هذا القرب بالفيض من الله، بمعنى أن درجة الإفاضة واللطف والعناية من الله تعالى التي تفاض على الإنسان القريب من الله تعالى تختلف عن تلك الدرجة التي تفاض على الإنسان غير القريب من الله، وهذا ما يشرحه الحديث القدسي الذي يتحدث به الله إلى أنبيائه، يقول تعالى: (( لا يزال العبدُ يتقربُ إليّ بالنوافل حتى أُحِبَّهُ، فإذا أحببته كُنتُ سَمعَهُ الذي يسمعُ به، وبَصرَهُ الذي يُبصرُ به، ويَدَهُ التي يبطشُ بها )) وهذا يعني وجود درجة كونية للإنسان بحيث أنّ اللطف الإلهي يكون جارياً على هذا الإنسان دون غيره، لأنّ غيره يجري عليه لطف ولكن بالمعنى البعيد وليس القريب، أي، تجري عليه الرحمانية العامة من الله وليس الرحيمية الخاصة، فإذاً نحن نقبل هذا التفسير لأنه يُقرب المعنى بنسبة كبيرة.

المعنى الثاني :


الذي له ارتباط بالمعنى السابق، وهو أن يصبح الفيض الإلهي جارياً بنسبةٍ ما على يَدي الإنسان، فيكون مجرىً للفيض الإلهي، الذي له درجات متعددة، أعلاها،ما يشير إليه قوله تعالى في حق المصطفى صلى الله عليه وآله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى}، أي، تصبح رمية النبي صلى الله عليه وآله رمية الله، وبطش النبي هو بطش الله، وهذا هو المعنى العميق لقوله تعالى : { مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ }، لأنّ النبي صلى الله عليه وآله يُمثل الإرادة الإلهية، فإطاعته إطاعة لله تعالى، كما أنّ هناك حديثاً يشرح بنحوٍ ما هذا المعنى الذي أوردناه، يقول : (( من أصغى إلى ناطقٍ فقد عَبَدَهُ، فإن كان الناطقُ يُؤدي عن الله فقد عَبَدَ الله عزّ وجل، وإن كان الناطق يُؤدي عن الشيطان فقد عَبَدَ الشيطان )). فكل هذا الشرح والإيضاح الذي أوردناه فيما يترتب على عبودية الإنسان لله، من معانٍ عميقة، يُدركها الإنسان ويصل إليها بشكل تدريجي.





توقيع : عاشق الامام الكاظم
رحم الله والديه من قراء الفاتحة لابن عمي
حيدر جليل نعمة
من مواضيع : عاشق الامام الكاظم 0 فديو عجبني
0 مقال خطير في صحيفة سعودية
0 أفضل ما ستقرأه في حياتك ..
0 هل القران متناقض يا وهابية !!!!
0 ابو هريره يروي..( الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر )
رد مع اقتباس