عرض مشاركة واحدة

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.39 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-09-2017 الساعة : 05:53 PM


السياق لا يوجب دخول النساء في آية التطهيرهل يعتقد أهل السُنّة والجماعة بأنّ القرآن الكريم ليس مرتب؟
مثلاً.. في آية التطهير أنّها في غير مكانها.. مع ذكر المصدر يرحمكم الله؟
الجواب:

ليس المهم في مفروض السؤال الإعتقاد أو عدم الإعتقاد بالترتيب في آية التطهير، بل البحث في المراد من (أهل البيت)، فنقول:
إنّ العدول عن السياق المتناول في الآية وهو خطاب التأنيث إلى خطاب التذكير، بل والرّجوع منه ثانياً في الفقرات التالية بعده إلى خطاب التأنيث، يدلّ بكلّ وضوح على تمييز المخاطبين بهذه الفقرة بالذات عن باقي المخاطبين في الآية، حتّى أذعن الرازي في تفسيره للآية بهذه النقطة الحسّاسة(1)، فالحكم بالتطهير المطلق عن كافّة الأرجاس إنّما يخصّ هذه المجموعة الّتي تسمّى (أهل البيت)، وهذا ما يسمّى بالعصمة.
ثمّ على فرض قبول وحدة السياق - مع ما يأباه الظهور الخطابي - نقول بالتخصيص في هذا المجال استناداً إلى مصادر أهل السُنّة إذ ورد في الكثير منها، أنّ المراد من (أهل البيت) هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، وقد صرّح فيها بأنّ أُمّ سلمة لم تكن من هؤلاء مع أنّها على خير؛ والمصادر الروائيّة في هذا المعنى أكثر من أن تحصى، فعلى سبيل المثال ينبغي مراجعة: (صحيح مسلم 7 /130 باب فضائل أهل بيت النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، مسند أحمد 6/292 حديث أُمّ سلمة زوج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، المستدرك على الصحيحين 2/416 تفسير سورة الأحزاب، سنن الترمذي 5/327 مناقب أهل بيت النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، خصائص أمير المؤمنين للنسائي 49 منزلة عليّ كرم الله وجهه، 63 قول النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّ الله لا يخزيه أبداً، 81 الإختلاف في حديث المنزلة) وغيرها من المصادر.
ولا يخفى أنّ في الآيات السابقة على هذه الآية اشارة لطيفة الى عدم اعطاء هذه الرتبة السامية للأزواج مطلقاً، وفي كلّ الأحوال إذ يقول تعالى: (( فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلمُحسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجرًا عَظِيمًا )) (الأحزاب:29)، فيقيّد الاجر بالمحسنات منهنّ، والحال لم يقيّد التطهير والعصمة من الأرجاس عن أهل البيت(عليهم السلام)بشيء! فنستفيد بأنّ عنوان (أهل البيت) يختلف موضوعاً عن عنوان (الأزواج).


(1) التفسير الكبير 9: 168






تعقيب على الجواب (1)

أرى من المهم على الأخوة الأعزاء في الموقع أن يجيبوا على ما يثيره المخالفون حول سياق آية التطهير، ببيان أنّ ذلك لا يتناقض مع حديث الكساء، وأنا هنا أطرح هذا البحث المتواضع حول هذا الموضوع، قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَيَاة َ الدُّنيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَة َ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلمُحسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجرًا عَظِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَة ٍ مُّبَيِّنَة ٍ يُضَاعَف لَهَا العَذَابُ ضِعفَينِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقنُت مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعمَل صَالِحًا نُّؤتِهَا أَجرَهَا مَرَّتَينِ وَأَعتَدنَا لَهَا رِزقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولا مَّعرُوفًا * وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّة ِ الأُولَى وَأَقِمنَ الصَّلاة َ وَآتِينَ الزَّكَاة َ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرًا )) (الأحزاب:28-33).
إنّ لعنوان أهل البيت معنى لغوي عام، ومعنى اصطلاحي خاص، كما للكثير من المفردات، فمثلاً للصلاة معنىً لغوي عام وهو الدعاء، ومعنىً اصطلاحي خاص وهو الصلاة المعروفة، فبأي معنى استخدم القرآن عنوان أهل البيت في آية التطهير؟
وللإجابة على ذلك، لابدّ من الرجوع إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لكونه مبين للقرآن قال تعالى: (( وَأَنزَلنَا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيهِم ))، وها هو رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) نجده قد جمع معه عليّ وفاطمة والحسنين(عليهم السلام) تحت الكساء ليشير إلى الحصر، ثم قرأ هذا المقطع من الآية دون غيره وهو قوله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرًا ))، وحينما أرادت إحدى أزواج النبيّ الدخول معهم تحت الكساء منعها، وقال لها: (مكانك إنك على خير)، بل إننا نجد أنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يكتفي بذلك، وإنّما كان ولعدّة أشهر كلّما خرج إلى الصلاة يأتي باب فاطمة، ويقول: (الصلاة يا أهل البيت)، ثم يقرأ هذا المقطع من الآية دون غيره، وهو قوله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرًا ))، في إشارةٍ واضحةٍ منه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأنّ لعنوان أهل البيت في الآية معنىً اصطلاحي خاص.
وهنا لابدّ من بيان أنّ سياق آية التطهير لا تناقض مع حصر عنوان أهل البيت بأصحاب الكساء دون أزواج النبيّ، ولتوضيح هذه المسألة يمكننا أن نطرح هذا التساؤل:
عندما يكون هناك شخص تهتم لأمره بالغ الإهتمام، أفلن تحذر كلّ من يحاول أن يسيء إليه؟.. وهذا تماماً ما تشير إليه هذه الآيات، فهي قد حذرت أزواج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من إرتكاب أي عملٍ قد تسيء إلى أهل البيت(عليهم السلام) (محمّد وعليّ وفاطمة والحسنين)
ففي هذه الآيات خطابٌ من الله لنبيّه: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَيَاة َ الدُّنيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَة َ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلمُحسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجرًا عَظِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَة ٍ مُّبَيِّنَة ٍ يُضَاعَف لَهَا العَذَابُ ضِعفَينِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقنُت مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعمَل صَالِحًا نُّؤتِهَا أَجرَهَا مَرَّتَينِ وَأَعتَدنَا لَهَا رِزقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولا مَّعرُوفًا * وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّة ِ الأُولَى ))، ثمّ قال الله بعد ذلك لنبيّه موضحاً له: إنّما أردتُ من كلّ تلك الأوامر والنواهي لأزواجك أن أذهِبَ عنكم يا أهل البيت (محمّد وعليّ وفاطمة والحسنين) الرجس الذي قد يصدر منهنّ.
فإن قال قائلٌ بأنّ قوله تعالى: (( يَا نِسَاء النَّبِيِّ... )) إنّما هو خطاب منه تعالى للنساء مباشرة.
فإننا نقول أيضاً: إنّه لا يضر فيما نرمي إليه، لأنّه قد جاء على سبيل الإلتفات إليهن، فالله سبحانه و تعالى خاطب نبيّه وأمره أن يقول لأزواجه: (( إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَيَاة َ الدُّنيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَة َ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلمُحسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجرًا عَظِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَة ٍ مُّبَيِّنَة ٍ يُضَاعَف لَهَا العَذَابُ ضِعفَينِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقنُت مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعمَل صَالِحًا نُّؤتِهَا أَجرَهَا مَرَّتَينِ وَأَعتَدنَا لَهَا رِزقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولا مَّعرُوفًا * وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّة ِ الأُولَى وَأَقِمنَ الصَّلاة َ وَآتِينَ الزَّكَاة َ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ))، ثم رجع الله مخاطباً النبيّ الذي هو من أصحاب الكساء وممثلهم: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرًا ))، وهذا نظير قوله تعالى: (( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيدِكُنَّ إِنَّ كَيدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعرِض عَن هَذَا وَاستَغفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخَاطِئِينَ )) (يوسف:28-29)، ففي هذه الآيات من سورة يوسف خاطب عزيز مصر زوجته قائلاً لها: (( إِنَّهُ مِن كَيدِكُنَّ إِنَّ كَيدَكُنَّ عَظِيمٌ ))، ثم التفتَ إلى يوسف قائلاً له: (( يُوسُفُ أَعرِض عَن هَذَا )) ثم رجع مخاطباً زوجته قائلاً لها: (( وَاستَغفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخَاطِئِينَ )).
وما يؤكد أنّ الآيات كانت بصدد تحذير أزواج النبيّ من الإساءة إلى أهل البيت (محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين) هو ما حدث بالفعل على أرض الواقع.. فإننا نجد أنّ من ضمن ما ذكرته الآيات، هو أنّ الله قد خيّر أزواج النبيّ بين التسريح - أي الطلاق - أو الإستقامة: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَيَاة َ الدُّنيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحاً جَميلاً ))، لما كان يصدر منهنّ من إساءةٍ لرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والآيات القرآنية صريحة في ذلك، كما في قوله تعالى: (( وَإِذ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعضِ أَزوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَت بِهِ وَأَظهَرَهُ اللَّهُ عَلَيهِ عَرَّفَ بَعضَهُ وَأَعرَضَ عَن بَعضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَت مَن أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ * إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَولاهُ وَجِبرِيلُ وَصَالِحُ المُؤمِنِينَ وَالمَلائِكَة ُ بَعدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبدِلَهُ أَزوَاجًا خَيرًا مِّنكُنَّ مُسلِمَاتٍ مُّؤمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبكَارًا )) (التحريم:3-5).
وكذلك تصرّح الآيات بأنّ الله قد أمرهنّ بالقرار في البيت: (( وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّة ِ الأُولَى ))، ولكنّ بعضهنّ خالفنَ هذا الأمر الإلهي كما حدث في معركة الجمل التي قادتها بعض أزواج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ضد الإمام عليّ(عليه السلام).







الاستدلال بآية مخاطبة امرأة إبراهيم(عليه السلام) على عود الضمير للنساءقد يستدل المخالف على إشكال الشيعة بأنّ تبدّل الصيغة في آية التطهير من نون النسوة إلى ميم الجمع بخروج النساء، بالاحتجاج بأنّ هناك آية أخرى تخاطب الملائكة فيها امرأة إبراهيم وهو قوله تعالى: (( قَالُوا أَتَعجَبِينَ مِن أَمرِ اللّهِ رَحمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ )) (هود:73) والخطاب مباشر لامرأة إبراهيم ومع ذلك خاطبها بصيغة الأهل؟
الجواب:

صحيح أنّ الخطاب في بداية الآية موجّه إلى امرأة إبراهيم(عليه السلام)، لكن المقصود من (( أَهلَ البَيتِ )) في آخر الآية أوسع من امرأة إبراهيم(عليه السلام)، وإلاّ لما صح الخطاب بصيغه الجمع بالإضافة إلى استخدام ضمير التذكير لا التأنيث، ونحن من خلال الضمائر نعرف المراد من الخطاب.
فأنت إذا قلت؛ إنّ الخطاب موجه في أوّل الآية إلى امرأة إبراهيم(عليه السلام)، لأنّه استخدم ضمير الخطاب إلى المؤنث، قبلنا منك ذلك.
وإذا قلت؛ بأنّها داخلة مع جماعة في كلمة عليكم من خلال السياق، قبلنا منك ذلك.
ولكن أن تقول؛ انّ الخطاب موجه إليها فقط مع ضمير الجمع والتذكير! فكلام غير مقبول، وخارج قواعد اللغة العربية التي نزل بها القرآن.
ثم لا يشكل، بأنّ امرأة إبراهيم(عليه السلام) دخلت في أهل البيت في الآية, فلماذا لا تدخل نساء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أيضاً في آية التطهير؟ فإنّا نقول: إنّ زوجة إبراهيم(عليه السلام) وهي سارة، كانت ابنة عمه فدخلت في أهل البيت من هذه الجهة لا من جهة الزوجية.تعليق على الجواب (1)
كما اشرتم ازواج النبي (صلى الله عليه وآله) ايضا داخلات مع جماعه في كلمه عليكم من خلال السياق وهؤلاء الجماعة هم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .
اما قولكم بان ساره كانت ابنت عم ابراهيم (عليه السلام) فدخلت في اهل البيت من هذه الجهة ... مضحك للغاية ومتي اصبحت بنت العم اقرب من الزوجه بحيث تعد من اهل البيت والزوجة لا تعد من اهل البيت!!! والواقع ان بنت العم ليست من اهل البيت الا اذا تكن زوجه كساره زوجه ابراهيم.
انا اعرف غرض عناد الروافض وذلك لانه ليس لديهم نص صريح في القران لاثبات العصمة المزعمومة لاهل البيت لهذا يستغلون هذه الاية لاثبات عقيدتهم الباطلة فلو ادخلوا ازواج النبي (صلى الله عليه وآله) في اهل البيت (عليهم السلام) فهم لايعتقدون لهن العصمة ولذلك يكون لفظ الطهارة لايدل علي العصمة ولايبقي لديهم شئ من القران يستنجدون به من اجل اثبات العصمة. والا والله وبالله وتالله الاية بينه وشفافه لمن كان له قلب او القي السمع وهو شهيد .. من اين علمتم ايها الجهلاء بان الله خاطب ساره بانها من اهل البيت لكونها ابنت عمه ولا لكونها زوجته؟!
الجواب:

هناك روايات تشير الى عدم ادخال النبي للنساء معه في الكساء وحدد اهل بيته بمن تحت الكساء ونحن عندما نستدل بان الضمير في الاية كان هو الميم دون النون نريد ان نبين امرين الاول انه لا يصح ان يقال ان المراد باهل البيت هم ازواجه خاصة والامر الثاني ان لا يصح الاستدلال من خلال السياق على ان المراد باهل البيت الزوجات لان الاية بستعمالها لضمير الجمع الميم تدلل على مغايرة بيت النساء المذكورات في الاية السابقة وبين اهل البيت المذكورين في هذه الاية .
واما كون سارة هي ابنة عم ابراهيم فهذا مذكور في كتب التاريخ والتفسير في كتب الفريقين ففي جامع البيان للطبري 17/ 62 قال: (وتزوج سارة ابنة عمه). وفي المحرر الوجيز 3/189: (وامراة ابراهيم هذه هي سارة بنت هارون بن ناحور وهو ابراهيم بن ازر بن ناحور فهي ابنة عمه). وفي تفسير البيضاني 4/314 : وامراته سارة ابنة عمه.
وفي تفسير البحر المحيط 5/243 وهي سارة بنت هارون بن ناحور وهي ابنة عمه.
ومن خلال هذه الاخبار التي اثبتت ان سارة ابنة عم ابراهيم فنحن لا نحتاج لاكثر من ايراد الاحتمال على كون الاية اشارت اليها بانها من اهل البيت من خلال كونها ابنة عمه لان الاحتمال يكفينا لابطال استدلالكم بهذه الاية على عموم اهل البيت للزوجات وانتم الذين تحتاجون للاتيان بالدليل على انه اشار لها باهل البيت من جهة كونها زوجة لا من جهة كونها ابنة عمه فتأمل.
ثم اننا لاثبات عصمة الانبياء والائمة لا نقتصر على اية التطهير بل هناك عشرات الادلة العقلية والنقلية التي تدل على العصمة .








مناقشة رواية ظاهرها أنّ زوجاته (صلى الله عليه وآله) من أهل هذه الآية
يحتج البعض من المخالفين بهذه الرواية الواردة عندهم لإثبات دخول النساء في آية التطهير الكريمة, وإثبات عدم وجود التخصيص في روايات الكساء.
فكيف الرد عليهم؟
الرواية: ما رواه البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ غير مرة, وأبو عبد الرحمن محمّد بن الحسين السلمي من أصله, وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي, قالوا: ثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب, ثنا الحسن بن مكرم, ثنا عثمان بن عمر, ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار, عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار عن أُمّ سلمة، قالت: في بيتي أنزلت: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً )) (الاحزاب:33).
قالت: فأرسل رسول الله(صلّى الله عليه وسلم) إلى فاطمة وعليّ والحسن والحسين.
فقال: هؤلاء أهل بيتي.
وفي حديث القاضي والسلمي: هؤلاء أهلي, قالت: فقلت: يا رسول الله, أما أنا من أهل البيت, قال: بلى، إن شاء الله تعالى).
قال أبو عبد الله: هذا حديث صحيح سنده, ثقات رواته.
قال الشيخ: وقد روي في شواهده, ثمّ في معارضته أحاديث لا يثبت مثلها, وفي كتاب الله البيان لما قصدناه في إطلاق النبي صلى الله عليه وسلم الآل, ومراده من ذلك أزواجه أو هنّ داخلات فيه(1).
اللّهمّ صل على محمّد وآل محمّد
(1) السنن الكبرى 2: 150 باب (الدليل على أن أزواجه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من أهل بيته).


الجواب:

أولاً: نقول هذه الرواية تدحض الدعوى المألوفة عند أهل السنّة، بأنّ الآية نزلت في خصوص نساء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم), أو نساء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع ضم الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إليهنّ، ليصح توجيه الخطاب بضمير الجمع (عنكم, يطهّركم) الوارد في الآية الكريمة.
فهي من هذه الناحية تكون ملزمة للقائلين بصحتها في عدم تبني الدعوى المذكورة التي يروج لها البعض - من دون تحصيل - وإلاّ لزم التهافت في الدعوى والأدلة.
ثانياً: الرواية المذكورة معارضة بروايات كثيرة متضافرة، تفوقها عدداً ودلالة، في بيان إنّ المراد بأهل البيت هم الخمسة أصحاب الكساء: محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعليّ, وفاطمة, والحسن والحسين(عليهم السلام) حصراً, بل أنّ في نفس الرواية المذكورة ما يدل على هذا المعنى ؛ إذ قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (هؤلاء أهل بيتي), يفيد الحصر كما نصّ عليه علماء اللغة والبيان في أنّ تعريف الجزأين (المسند والمسند إليه) يفيد الحصر(1).
فإذا عرفنا ذلك، فربما يشكل التمسك بالرواية المذكورة، لمحل التهافت بين إرادة الحصر وعدمه فيها, الأمر الذي يرجح رواية المستدرك على رواية السنن هذه، كما ستأتي الإشارة إليها في الأمر الرابع.
وعن ابن حجر في (الصواعق المحرقة), قال: ((إنّ أكثر المفسرين على أنّها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين))(2)، انتهى.
وعند التعارض يلاحظ الجانب الذي تتفوق رواياته عدداً, بل ودلالةً، فيقدم على الآخر..، والروايات الوارد أنّها نزلت في خصوص الخمسة أصحاب الكساء، دون غيرهم، متضافرة تفوق كلّ رواية أخرى تناهضها في هذا المعنى.
ثالثاً: هذه الرواية معارضة بروايات أخرى، وردت عن أُمّ سلمة نفسها، يستفاد منها بأنّها ليست من أهل هذه الآية, كهذه الرواية التي يرويها الترمذي في سننه: ((قالت أُمّ سلمة: وأنا معهم يا نبي الله, قال: أنت على مكانك وأنتِ على خير))(3)، (انتهى).
وأيضاً ورد بمضمون هذه الرواية رواية أخرى عن عائشة, قالت فيها - بعد أن رأت النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يجلل عليّاً وفاطمة والحسن والحسين بالكساء، يدعو لهم ويتلو عليهم آية التطهير-: ((وأنا من أهل بيتك؟ قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (تنحي فإنّك على خير) ))(4).
وبلحاظ هذا التعارض، تتساقط هذه الروايات، وتصير الرواية المذكورة - الواردة في السؤال - لا قيمة لها في معارضة الروايات المتضافرة الدالة على نزول آية التطهير في خصوص الخمسة أصحاب الكساء.
رابعاً: الرواية المذكورة، رواها الحاكم في مستدركه - بالسند نفسه مع إختلاف العبّاس بن محمد الدوري بدل الحسن بن مكرم - وفيها ما يخالف الدعوى المذكورة بدخول أُمّ سلمة في مفهوم (أهل البيت) الوارد في الآية, والرواية فيها: ((قالت أُمّ سلمة: يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ قال: (إنّك أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي اللّهمّ أهلي أحق) )), وهذا الحديث قد صححه الحاكم على شرط البخاري(5), وأقرّه الذهبي على شرط مسلم.
وإذا سلّمنا بأنّ الرواية المذكورة في المستدرك هي نفسها رواية السنن - للبيهقي - فلا نجزم عندئذٍ بأن أي النصين هو الصادر عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم), هل هو قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأمّ سلمة: (بلى إن شاء الله)، أي أنت من أهل بيتي, أم هو قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إنّك أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي)، المستفاد منه أنّها ليست من أهل بيته, وأنّها أهله بالمعنى المتعارف بأنّ الزوجة أهل الرجل، وهذا المعنى - بهذا الشكل الأخير الذي بيّناه - لازمه الاجمال وسقوط هذه الرواية برمتها عن معارضة الروايات المتضافرة بأنّ أهل بيته هم خصوص: علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام).
بل ربما يُرّجح الوارد في رواية المستدرك على الوارد في رواية السنن، لمحل التهافت الذي اشرنا إليه سابقاً في رواية السنن ولما موجود من تحريف في السند.
وعندئذٍ لا توجد معارضة بين الرواية المذكورة, والمعنى المعروف بنزول الآية في خصوص الخمسة من أصحاب الكساء (عليهم السلام) دون غيرهم.


(1) انظر: الإتقان في علوم القرآن: 583 في دلالة تعريف الجزأين على إفادة الحصر والتعين.
(2) الصواعق المحرقة: 141 سورة الأحزاب.
(3) سنن الترمذي 5: 31 سورة الأحزاب.
(4) انظر: تفسير ابن كثير 3: 493 قوله تعالى: (( يَا نِسَاء النَّبِيِّ...)) الآيات.
(5) انظر: المستدرك على الصحيحين 2: 416 سورة الأحزاب.










: أم سلمة ليست من أهل البيت (عليهم السلام)
إخواني، أهل السُنّة يستدلون بهذا الحديث على دخول (أم سلمة) رضوان الله تعالى عليها تحت الكساء.. الرجاء من سيادتكم التكرم بتوضيح الرد على ذلك بالأدلّة، وفقكم الله تعالى:
أحمد بن حنبل في (المسند 6/298) ح/ حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم, ثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام، قال: حدّثني شهر بن حوشب, قال: سمعت أُمّ سلمة زوج النبيّ حين جاء نعي الحسين بن عليّ(عليه السلام) لعنت أهل العراق، فقالت: قتلوه قتلهم الله، عزوه وذلوه لعنهم الله, فإنّي رأيت رسول الله جاءته فاطمة الزهراء غدية ببرمة, قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتى وضعتها بين يديه، فقال لها: (أين ابن عمك؟)، قالت: هو في البيت: قال: (فاذهبي فأدعيه وأتني بابنيه)، قالت: فجاءت تقود ابنيها كلّ واحد منهما بيد وعليّ يمشي في أثرهما, حتى دخلوا على رسول الله فأجلسهما في حجره وجلس عليّ عن يمينه وجلست فاطمة عن يساره، قالت أُمّ سلمة: فاجتبذ من تحتي كساء خيبرياً كان بساطاً لنا على المنامة في المدينة, فلفه النبيّ عليهم جميعاً، فأخذ بشماله طرفي الكساء وألوى بيده اليمني إلى ربّه عزّ وجلّ، قال: (اللّهمّ أهلي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً)، قلت: يا رسول الله! ألست من أهلك؟ قال: (بلى, فادخلي في الكساء, قالت: فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاه لابن عمه عليّ(عليه السلام) وابنيه وابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنهم.

الجواب:

يمكن رد هذه الرواية من عدة جهات:
1- إنّ الرواية في كتب السُنّة ولا يمكن الاحتجاج بها علينا.
2- إنّ هذه الرواية معارضة بروايات متعددة صحيحة تحصر أصحاب الكساء بالخمسة، بل يُصرح في بعضها أنّ أُمّ سلمة ليست من أهل البيت.
3- الرواية توضح في آخرها أنّ أُمّ سلمة لم يشملها الدعاء بالتطهير, معنى ذلك أنّ خصوصية الخمسة وشمولهم بالتطهير - أي بالعصمة - تختلف عن أُمّ سلمة، التي هي إن كانت من أهل النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فذلك وفق المعنى اللغوي لكلمة أهل، بخلاف الخمسة الذين دخلوا في أهل البيت الذين لهم خصوصية العصمة, فالرواية لا تدخل أُمّ سلمة في أهل البيت بل تدخلها في أهل النبيّ, وهناك فرق بينهما.
4- إنّ الحديث من جهة السند لا يصح الاحتجاج به, فشهر بن حوشب، قال عنه أبو حاتم: لا يحتج به, وقال عنه ابن عون: انّ شهراً تركوه, وقال النسائي وابن عدي: ليس بالقوي, وقال ابن عدي: شهر ممّن لا يحتج به ولا يتدين بحديثه, وسأل ابن عون عن شهر فقال: ما يصنع بشهر انّ شعبة قد ترك شهراً، وسأل شعبة عن عبد الحميد بن بهرام فقال: صدوق, إلاّ أنّه يحدث عن شهر, وقال عنه ابن حجر: كثير الإرسال والأوهام، فلعل هذه الرواية من أوهامه، خصوصاً إذا عرفنا أنّه خالف بها الثقات ممّن قال بأنّ أُمّ سلمة ليست من أهل البيت.
5- الرواية رويت عن شهر بطرق أُخر صحيحة أخرجت أُمّ سلمة من أهل البيت, فعن بلال بن مرداس عن شهر بن حوشب عن أُمّ سلمة: ((... ألست من أهل البيت؟ قال: (إنّك على خير وإلى خير))), وعن زبيد عن شهر، عن أُمّ سلمة مثل ذلك: ((قالت: أنا منهم, قال: (إنّك على خير) ))(1), وقال الترمذي عن هذا الحديث: ((هذا الحديث حسن صحيح وهو أحسن شيء روي في هذا الباب))(2), وأصرح من هذين ما روي عن علي بن زيد، عن شهر، عن أُمّ سلمة، حيث قالت: ((فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي، وقال: (إنّك على خير) ))(3)، ومثله ما روي عن عقبة عن شهر، عن أُمّ سلمة, حيث قالت: ((فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) من يدي, وقال: (إنّك على خير) ))(4), ويقرب منه ما رواه حبيب بن أبي ثابت، عن شهر، عن أُمّ سلمة, حيث قالت: ((فجئت أدخل معهم، فقال: (مكانّك.. إنّك على خير) ))(5).
فبعد هذا كيف يمكن الاحتجاج بتلك الرواية عن شهر وقد روى عنه العدّة خلافها؟!


(1) تأريخ مدينة دمشق 14: 142 الحسن بن عليّ بن أبي طالب، مسند أحمد 6: 304 حديث أُمّ سلمة زوج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
(2) سنن الترمذي 5: 360 ما جاء في فضل فاطمة (رض).
(3) مسند أحمد 6: 323 حديث أُمّ سلمة زوج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
(4) مسند أبي يعلي 12: 344 الحديث (6912).
(5) الذرية الطاهرة للدولابي: 150 الحديث (192) سند حديث فاطمة(عليها السلام).








اذا كان سلمان من أهل البيت فلماذا لا تكون زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) منهم معنى قول رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (سلمان منّا أهل البيت؟
هناك سؤال تطرحه أخت سنّية تقول: إذا كان سلمان من أهل البيت، فلماذا لا تكون زوجات النبيّ من أهل البيت وهن أقرب إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟


الجواب:

إنّ سلمان (رضوان الله تعالى عليه) وصل إلى تلك الدرجة الرفيعة بالعلم والمعرفة، وبشدّة ولائه لأهل البيت(عليهم السلام)، فعن أبي جعفر(عليه السلام): (... وقال رسول الله: سلمان منّا أهل البيت، إنّما عني بمعرفتنا وإقراره بولايتنا)(1)، فهو من أهل البيت بالتولي لهم، كما قال إبراهيم(عليه السلام) فيما حكاه الله تعالى من قوله: (( فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي )) (ابراهيم:36)، فكأنّه (عليه السلام) يقول: من تبعني وعمل بشريعتي وسار بسيرتي فإنّه من أقاربي ملحق بي ومن أبنائي تنزيلاً(2).
وانّ سبب دخول سلمان في أهل البيت(عليهم السلام) ليس هو القرب النسبي، فإنّه لا قرابة نسبية له مع النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولدخل كلّ من كان أقربائه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى أهل البيت(عليهم السلام) من جهة النسب، بل انّ دخوله كدخول جبرائيل مع أهل البيت(عليهم السلام)، حينما سئل: ((وأنا منكم؟ فقال صلوات الله عليه: (وأنت منّا) ))(3)، فصار جبرئيل يفتخر بانه من أهل بيت محمّد(صلوات الله عليه وآله)، فدخول جبرئيل لم يكن بقرب نسبي، فكذلك دخول سلمان لم يكن بقرب نسبي.
ثم إنّ الذي أدخل سلمان في أهل البيت(عليهم السلام) هو الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والذي أخرج زوجات النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من أهل البيت هو الرسول أيضاً! فقد قال (صلوات الله عليه وآله) عندما سألته أُمّ سلمة عن كونها من أهل البيت؟ فقال (صلوات الله عليه و آله): (أنّك على خير وهؤلاء أهل بيتي اللّهمّ أهلي أحق)(4)، أو (أنّك على مكانك، وأنت على خير)(5)، أو (لا، وأنت على خير)(6)، أو (وأنت مكانك، وأنت على خير)(7)، أو (أنت على خير، أنّك من زواج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم))، وما قال: أنّك من أهل البيت(8).
فالنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) منع أُمّ سلمة من الدخول معه تحت الكساء، ولم يقل لها أنّها من أهل البيت على الرغم من طلبها ذلك وكونها من خيرة نساءه! وما كان ردّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلاّ لغرض بيان عدم دخول أزواج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع أهل البيت وعدم قبول الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ذلك، وإذا فعلنا ذلك فاننا عملنا خلاف ما يريده الله ورسوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)!


(1) تفسير فرات الكوفي: 170 الحديث (218)، بحار الأنوار 65: 55.
(2) انظر: تفسير الميزان 13: 71 قوله: (( فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي )).
(3) أمالي الطوسي: 368 سبب نزول قوله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ...)).
(4) المستدرك على الصحيحين2: 416 جمعه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أهل بيته وقوله: هؤلاء أهل بيتي.
(5) المستدرك على الصحيحين2: 416 جمعه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أهل بيته وقوله: هؤلاء أهل بيتي.
(6) سنن الترمذي 5: 31 سورة الأحزاب.
(7) المعجم الكبير 9: 26 ما أسند عمر بن أبي سلمة.
(8) خصائص الوحي المبين، لابن بطريق: 102 الفصل الرابع.



السؤال: المقارنة بين لفظة (أهل البيت) و(بيوت النبي)
من منطلق التدبّر بآيات القرآن الكريم، لاحظت أمراً يتعلق بآية التطهير، وسأعرضه، طالباً منكم أن تتكرموا بإعطاءنا رأيكم فيما رأينا ودمتم موفقين:
لاحظنا أنّ في سورة الأحزاب وردت كلمة ï´؟ بيوتكنَّ ï´¾ مرتين في الآيتين (23 - 34)، وورد أيضاً لفظ ï´؟ بُيُوتَ النَّبِيِّ ï´¾ في الآية (53)، ووردت كلمة (بيت) بصيغة المفرد كما هو معروف مرة واحدة في الآية (33), الملفت هنا أنّه لو كانت آية التطهير تضم زوجات الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فكان الأولى - والله أعلم - أن لا تأتي كلمة ï´؟ وَقَرنَ في بيوتكنَّ ï´¾ والعائد لزوجات الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولا يوافق ما بعده من جمع كلمة ï´؟ وَاذكُرنَ مَا يُتلَى فِي بُيُوتِكُنَّ ï´¾، فالأولى أن هناك تناسق بالألفاظ، وهذا ما تؤكده الآية (53): ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ ï´¾ أتت بصيغة الجمع للدلالة على بيوت زوجات النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ومن ضمن نفس الآية نجد كلمة ï´؟ وَإِذَا سَأَلتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَظ°لِكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهِنَّ ï´¾ فهي تتوافق مع سياق جمع كلمةï´؟ بُيُوتَ النَّبِيِّ ï´¾.
والذي يؤكد أيضاً أنّ آية التطهير لا يدخل فيها زوجات النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، الأحاديث والروايات التي أثبتت أنّ آية التطهير مختصة بأصحاب الكساء(عليهم السلام) فقط.
أتمنى أنّي قد وفقت بإيصال ما أريد بهذه الكلمات - والله من وراء القصد.
الجواب:
في مقام التعليق على ما ذكرت، نقدم أمور:
أوّلاً: يحدد المفهوم اللغوي لكلمة أهل بما يضاف إليها، فأهل القرى: سكّانها، وأهل الكتاب: أتباعه، وأهل الرجل: عشيرته وذو قرباه(1)، وأخص الناس به(2)، ومن يجمعه وإياهم نسب أو دين(3)، وأهل بيت الرجل: ذو قرباه ومن يجمعه وإياهم نسب(4)، وأطلقت في الكتاب الكريم على أولاد إبراهيم(عليه السلام) وأولاد أولاده، قال تعالى: ï´؟ رَحمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ï´¾ (هود:73).
وهناك فرق بين أهل الرجل، وأهل بيت الرجل، فقد عبّر في اللغة مجازاً بأهل الرجل عن امرأته. قال الزبيدي في (تاج العروس): ((ومن المجاز: الأهل للرجل زوجته))(5)، أمّا أهل بيت الرجل: فهم من يجمعه وإياهم نسب، وتعورف في اسرة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)(6). (أنظر مودة أهل البيت المبحث الأوّل: أهل البيت في اللغة والإصطلاح/ مركز الرسالة).
ثانياً: من الواضح أنّ (أهل البيت) متكونة من لفظتين: هي (أهل) التي ذكروا أنّها، ولفظة (آل) بمعنى واحد, وذكروا لهما معاني متعددة بين الضيق والسعة، يرجع إليها في البحث المتعلق بمعنى (الآل)، وهل هم أقرباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أو أتباعه، أو غير ذلك.
واللفظة الأخرى فهي (البيت)؛ فهل المراد منها المعنى الموضوع لها، وهو مكان السكن المتكون من الطين والخشب أي البيت المادي, أو المراد منها هنا المعنى الإستعمالي، وهو بيت الذروة والشرف ومجمع السيادة أي بيت النبوة؟
مع أنّه قد عرفنا من تنصيص أهل اللغة، ما هو المعنى المراد من استعمال (أهل البيت) إذا جاءا معاً عند العرب، وبالتالي لا فرق بين تعيين أي من المعنيين، ولكن المعنيان المذكوران أصبحا مورداً لظهور شبهة سوف تأتي الإشارة إليها في النقاط التالية.
ثالثاً: من الواضح أنّ المقصود من البيوت في ï´؟ وَقَرنَ في بيوتكنَّ ï´¾ و ï´؟ وَاذكُرنَ مَا يُتلَى فِي بُيُوتِكُنَّ ï´¾ هي البيوت المبنية من الطين والخشب، وكذا في قوله: ï´؟ بُيُوتَ النَّبِيِّ ï´¾، وهو غير المعنى المراد من مجموع لفظتي (أهل البيت) كما عرفت من تنصيص أهل اللغة، سواء قلنا أنّ المراد من لفظة بيت فيه الطين والخشب أو بيت الذروة والشرف، وذلك واضح من الآية: ï´؟ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً ï´¾ (الاحزاب:33).
لأنّه إذا قلنا أنّ المراد من (البيت) فيها هو بيت الطين والخشب، فلانه قد أضاف جمع البيوت في ï´؟ بُيُوتِكُنَّ ï´¾ إلى النساء وفي ï´؟ بُيُوتَ النَّبِيِّ ï´¾ إلى النبيّ، وهنا عرف البيت بالألف واللام العهدية لا الجنسية أو الإستغراقية، كما هو واضح، فانّه لا يريد جنس البيوت ولا كلّ بيت بيت، فتحصل أنّ هذا البيت المعهود ليس أحد تلك البيوت المنسوبة للنساء! وإلاّ فما هو المرجح بينها؟! وإنّما هو بيت آخر غيرها كان معهوداً بين المتكلم والمخاطب (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قد يكون بيت عليّ(عليه السلام) كما ذكر ذلك رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عندما أشار إليه أبو بكر، وقال: هل هذا البيت منها؟ أي من البيوت التي اذن الله أن ترفع كما جاء في الآية (النور: 36)، فأجابه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن: (نعم, بل من أفضلها)(7) - وبيت عليّ(عليه السلام) هو بيت النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بلا إشكال.
هذا، فيما لو تنزلنا وقلنا بأنّ المراد هو هذا المعنى (أي المصنوع من الطين والخشب)، وهو مورد الشبهة التي جاءت عن العامّة، الذين قالوا بأنّ أهله كلّ من دخل تحت سعفه، فالأزواج من أهله، وقد عرفت الجواب! مع أنّا قد ذكرنا أنّ المعنى المستعمل في المركب من اللفظين (أهل) و (البيت) هو غير المعنى المفرد لكلّ منهما، كما عرفت من تنصيص أهل اللغة، فلاحظ.
وأمّا إذا أريد من البيت، هو بيت الذروة والشرف وبيت النبوّة، وأنّ المراد منه كما يراد من مثل قولهم أهل القرآن وأهل الله، فعند ذلك لا يصح الدخول فيه إلاّ لمن حصل له الأهلية والإستعداد الكامل الذي يكون السبب في التنصيص عليهم من قبل الله، فلا يراد منه إلاّ المنتمون إلى النبوّة والوحي بوشائج روحية خاصّة، ولا يشمل كلّ من يرتبط ببيت النبوّة من طريق السبب أو النسب فحسب، ولذا سألت أُمّ سلمة عن دخولها فيه فجائها الجواب بالنفي، وهذا البيت هو المراد من ï´؟ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فِيهَا اسمُهُ... ï´¾ (النور:36) كما تقدم سابقاً في جواب النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأبي بكر.
وورد أيضاً أنّ قتادة لمّا جلس أمام الباقر(عليه السلام) قال: ((لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عبّاس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك؟! قال له أبو جعفر الباقر(عليه السلام): (ويحك أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي ï´؟ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فِيهَا اسمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلهِيهِم تِجَارَةٌ وَلَا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ï´¾، فأنت ثم، ونحن أولئك). فقال قتاده: صدقت والله جعلني الله فداك، والله ما هي بيوت حجارة ولا طين))(8).
ولعل هذا المعنى الثاني للبيت مأخوذ من المعنى المستعمل فيه (أهل البيت) كما نقلنا عن أصحاب اللغة.
رابعاً: وبعد كلّ ما تقدم فقد عرفت ما هو المراد من لفظتي (أهل البيت) فيما إذا وردتا معاً، وقد عرفت أنّ النزاع قائم في أنّ معنى أهل البيت هل هو واسع يشمل الزوجات أو أنّه مقتصر على أشخاص معينين هم أصحاب الكساء؟ افترق المسلمون إلى أقوال ونحن نستدل بحديث الكساء الصحيح على حصرهم بالخمسة أصحاب الكساء، إضافة إلى ما تقدم كلّه.
فإذا تقرر ذلك: نرجع إلى سؤالك؛ أنّه هل يمكن أن تستفيد من نفس الآية حصراً، بغض النظر عن الأدلة الأخرى اختلاف المراد من (بيوتكن) و(أهل البيت)، وبالتالي عدم دخول الزوجات في أهل البيت(عليهم السلام).
فنقول: من الواضح أنّ المراد في (بيوتكن) هو بيت الطين والخشب، وهو يجمع، إذ لو كان لشخص معين عدّة زوجات وكلّ منها أسكنها في بيت، فيقال: ((هذه بيوت هذا الرجل))، أو ((بيوت زوجاته))، وأنّ المراد من (أهل البيت) معنى آخر، هو ذو قرباه ومن يجمعه وإياهم نسب(9)، ولا تُجمع لفظة (البيت) فيه بهذا المعنى، إذ لم يعرف من كلام العرب أن يقولوا (أهل بيوت النبيّ) ويراد به هذا المعنى المتقدم، فإذا كان للرجل عدد من الأولاد من زوجات مختلفة أسكنهم في بيوت مختلفة، فإنّهم يقال لكلّ أولاده: ((أهل بيت الرجل)).
نعم، قد يستعمل ((أهل بيوت الرجل)) لكن بمعنى من كان تحت سقوف بيوته، أي يمكن أن يجمع بذلك المعنى الأوّل.
فإذا نظرنا إلى الآية، نجد أنّ البيوت جاءت مجموعة عندما أضيفت إلى النساء، وأنّها جاءت مفردة عندما عرفت بالألف واللام وتعلقت بالأهل، ..فنعرف أنّ البيوت المرادة هناك غير البيت المراد هنا. ويمكن أن تكون إشارة لطيفة بلاغية على الإختلاف، نظراً لابدال التعبير من الجمع إلى المفرد، ثم إلى الجمع في نفس الآيات، ولكن لا يمكن أن يكون دليلاً مستقلاً، وذلك لأنّا قلنا أنّ البحث حول دخول الزوجات أو عدم دخولهن مرتبط بتحديد معنى ومفهوم (أهل البيت) سواء من اللغة أو القرآن أو السُنّة على الخلاف بين الآراء، فاختلاف المعاني المرادة من البيت، لا يعني بالضرورة عدم دخول النساء في (أهل البيت)، ألا ترى أنّه لا تناقض في الآيات لو ثبت فرضاً من دليل خارج أن النساء داخلات في (أهل البيت) ولو مجازاً!
نعم، نعود ونقول: أنّه مؤيد واشارة لطيفة، تتم إذا ادعى مدعي أنّ المراد من (البيت) في (أهل البيت) في الآية هو البيت المحسوس من الطين والخشب، وتتأكد هذه الإشارة التي نوهنا إليها هنا، إذا لاحظنا العودة إلى جمع (البيوت) مرة أخرى في آية ï´؟ وَاذكُرنَ ï´¾ بعد آية التطهير، فكأنها تؤكد أنّ هذه البيوت غير ذلك البيت، وإلاّ لماذا عاد للتفريق بالجمع والإضافة اليهن بعد الافراد والتعريف بالألف واللام العهدية.

(1) القاموس المحيط، مادة (أهل).
(2) لسان العرب، مادة (أهل).
(3) مفردات الراغب، مادة (أهل).
(4) مفردات الراغب، مادة (أهل).
(5) تاج العروس، مادة (أهل).
(6) مفردات الراغب، مادة (أهل).
(7) تفسير الثعلبي 7: 107 قوله تعالى: (( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ...))، شواهد التنزيل 1: 532 سورة النور، الدر المنثور 5: 50 قوله تعالى: (( فِي بُيُوتٍ...)).
(8) الكافي 6: 256 باب (ما ينتفع به من الميتة وما لا ينتفع به منها).
(9) مفردات الراغب، مادة (أهل).






السؤال: تفسير الآية ضمن الآيات المتصلة بها
نتمنى منكم شرح هذة الآية:
ï´؟ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلَا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولًا مَّعرُوفًا * وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرًا * وَاذكُرنَ مَا يُتلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن آيَاتِ اللَّهِ وَالحِكمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ï´¾ (الأحزاب:32-34)؟
الجواب:
جاء في (تفسير الميزان) للسيد الطباطبائي 16: 308 - 313):
قوله تعالى: ï´؟ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلَا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ ï´¾(الأحزاب:32) الخ، الآية تنفى مساواتهن لسائر النساء إن اتقين وترفع منزلتهن على غيرهن، ثم تذكر أشياء من النهى والأمر متفرعة على كونهن لسن كسائر النساء، كما يدلّ عليه قوله: فلا تخضعن بالقول، وقرن، ولا تبرجن... الخ، وهي خصال مشتركة بين نساء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسائر النساء. فتصدير الكلام بقوله: ï´؟ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ ï´¾، ثم تفريع هذه التكاليف المشتركة عليه، يفيد تأكد هذه التكاليف عليهن، كأنّه قيل: لستن كغيركن، فيجب عليكن أن تبالغن في امتثال هذه التكاليف، وتحتطن في دين الله أكثر من سائر النساء، وتؤيد بل تدلّ على تأكد تكاليفهن مضاعفة جزائهن خيراً وشراً كما دلّت عليها الآية السابقة، فإن مضاعفة الجزاء لا تنفك عن تأكد التكليف.
وقوله: ï´؟ فَلَا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ ï´¾ بعد ما بيّن علو منزلتهن ورفعة قدرهن لمكانهن من النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وشرط في ذلك التقوى فبيّن أنّ فضيلتهن بالتقوى لا بالإتصال بالنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، نهاهن عن الخضوع في القول، وهو ترقيق الكلام وتليينه مع الرجال، بحيث يدعو إلى الريبة وتثير الشهوة، فيطمع الذي في قلبه مرض، وهو فقدانه قوة الإيمان التي تردعه عن الميل إلى الفحشاء.
وقوله: ï´؟ وَقُلنَ قَولاً مَعرُوفاً ï´¾ (الأحزاب:32)، أي كلاماً معمولاً مستقيماً يعرفه الشرع والعرف الإسلامي، وهو القول الذي لا يشير بلحنه إلى أزيد من مدلوله معرى عن الايماء إلى فساد وريبة.
قوله تعالى: ï´؟ وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً ï´¾ (الأحزاب:33)، من قر يقر، إذا ثبت، وأصله أقررن حذفت إحدى الرائين، أو من قار يقار إذا اجتمع، كناية عن ثباتهن في بيوتهن ولزومهن لها، والتبرج الظهور للناس كظهور البروج لناظريها. والجاهلية الأولى الجاهلية قبل البعثة فالمراد الجاهلية القديمة، وقول بعضهم: انّ المراد به زمان ما بين آدم ونوح(عليهما السلام) ثمان مائة سنة، وقول آخرين أنّها ما بين إدريس ونوح، وقول آخرين زمان داود وسليمان، وقول آخرين أنّه زمان ولادة إبراهيم، وقول آخرين أنّه زمان الفترة بين عيسى(عليه السلام) ومحمد(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أقوال لا دليل يدل عليها.
وقوله: ï´؟ وَأَقِمنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ï´¾ (الأحزاب:33)، أمر بامتثال الأوامر الدينية، وقد أفرد الصلاة والزكاة بالذكر من بينها لكونهما ركنين في العبادات والمعاملات، ثم جمع الجميع في قوله: ï´؟ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ï´¾، وطاعة الله هي امتثال تكاليفه الشرعية وطاعة رسوله فيما يأمر به وينهى بالولاية المجعولة له من عند الله، كما قال: ï´؟ النَّبِيُّ أَولَى بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم ï´¾ (الأحزاب:6).
قوله تعالى: ï´؟ إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً ï´¾ (الأحزاب:33)، كلمة (إنّما) تدل على حصر الإرادة في إذهاب الرجس والتطهير، وكلمة أهل البيت سواء كان لمجرد الإختصاص، أو مدحاً أو نداء، يدلّ على إختصاص إذهاب الرجس والتطهير بالمخاطبين بقوله: ï´؟ عَنكُمُ ï´¾، ففي الآية في الحقيقة قصران؛ قصر الإرادة في إذهاب الرجس والتطهير، وقصر إذهاب الرجس والتطهير في أهل البيت.
وليس المراد بأهل البيت نساء النبيّ خاصّة، لمكان الخطاب الذي في قوله: ï´؟ عَنكُمُ ï´¾، ولم يقل: عنكن، فإمّا أن يكون الخطاب لهن ولغيرهن، كما قيل: انّ المراد بأهل البيت، أهل البيت الحرام، وهم المتقون لقوله تعالى: ï´؟ إِن أَولِيَاؤُهُ إِلَّا المُتَّقُونَ ï´¾ (الانفال:34)، أو أهل مسجد رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أو أهل بيت النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وهم الذين يصدق عليهم عرفاً أهل بيته من أزواجه وأقربائه وهم آل عبّاس وآل عقيل وآل جعفر وآل عليّ، أو النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأزواجه، ولعلّ هذا هو المراد ممّا نسب إلى عكرمة وعروة أنّها في أزواج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) خاصّة. أو يكون الخطاب لغيرهن كما قيل: انّهم أقرباء النبيّ من آل عبّاس وآل عقيل وآل جعفر وآل عليّ.
وعلى أي حال، فالمراد بإذهاب الرجس والتطهير مجرد التقوى الديني بالإجتناب عن النواهي وامتثال الأوامر، فيكون المعنى أنّ الله لا ينتفع بتوجيه هذه التكاليف إليكم وانّما يريد إذهاب الرجس عنكم وتطهيركم، على حدّ قوله: ï´؟ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجعَلَ عَلَيكُم مِن حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُم وَلِيُتِمَّ نِعمَتَهُ ï´¾ (المائدة:6)، وهذا المعنى لا يلائم شيئاً من معاني أهل البيت السابقة لمنافاته البينة للإختصاص المفهوم من أهل البيت، لعمومه لعامّة المسلمين المكلفين بأحكام الدين.
وإن كان المراد بإذهاب الرجس والتطهير التقوى الشديد البالغ، ويكون المعنى: أنّ هذا التشديد في التكاليف المتوجهة إليكن أزواج النبيّ وتضعيف الثواب والعقاب ليس لينتفع الله سبحانه به، بل ليذهب عنكم الرجس ويطهّركم، ويكون من تعميم الخطاب لهن ولغيرهن بعد تخصيصه بهن، فهذا المعنى لا يلائم كون الخطاب خاصاً بغيرهن، وهو ظاهر، ولا عموم الخطاب لهن ولغيرهن، فانّ الغير لا يشاركهن في تشديد التكليف وتضعيف الثواب والعقاب.
لا يقال: لم لا يجوز أن يكون الخطاب على هذا التقدير، متوجها إليهن مع النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وتكليفه شديد كتكليفهن.
لأنّه يقال: أنّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مؤيد بعصمة من الله، وهي موهبة إلهية غير مكتسبة بالعمل، فلا معنى لجعل تشديد التكليف وتضعيف الجزاء بالنسبة إليه، مقدمة أو سبباً لحصول التقوى الشديد له، إمتناناً عليه على ما يعطيه سياق الآية، ولذلك لم يصرح بكون الخطاب متوجهاً إليهن مع النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسلم فقط أحد من المفسرين، وإنّما احتملناه لتصحيح قول من قال: انّ الآية خاصّة بأزواج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وإن كان المراد إذهاب الرجس والتطهير بإرادته تعالى ذلك مطلقاً، لا بتوجيه مطلق التكليف، ولا بتوجيه التكليف الشديد، بل إرادة مطلقة لإذهاب الرجس والتطهير لأهل البيت خاصّة بما هم أهل البيت، كان هذا المعنى منافياً لتقييد كرامتهن بالتقوى، سواء كان المراد بالإرادة الإرادة التشريعية أو التكوينية.
وبهذا الذي تقدم يتأيد ما ورد في أسباب النزول، أن الآية نزلت في النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعليّ وفاطمة والحسنين(عليهم السلام) خاصّة لا يشاركهم فيها غيرهم. وهي روايات جمة تزيد على سبعين حديثاً، يربو ما ورد منها من طرق أهل السُنّة على ما ورد منها من طرق الشيعة، فقد روتها أهل السُنّة بطرق كثيرة عن أُمّ سلمة وعائشة وأبى سعيد الخدري وسعد ووائلة بن الأسقع وأبى الحمراء وابن عبّاس وثوبان مولى النبيّ وعبد الله بن جعفر وعليّ والحسن بن عليّ(عليهما السلام)، في قريب من أربعين طريقاً.
وروتها الشيعة عن عليّ والسجاد والباقر والصادق والرضا(عليهم السلام) وأم سلمة وأبي ذر وأبى ليلى وأبى الأسود الدؤلي وعمرو بن ميمون الأودي وسعد بن أبي وقاص في بضع وثلاثين طريقاً.
فإن قيل: انّ الروايات إنّما تدلّ على شمول الآية لعليّ وفاطمة والحسنين(عليهم السلام)، ولا ينافي ذلك شمولها لأزواج النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما يفيده وقوع الآية في سياق خطابهن. قلنا: انّ كثيراً من هذه الروايات، وخاصّة ما رويت عن أُمّ سلمة - وفى بيتها نزلت الآية - تصرح باختصاصها بهم، وعدم شمولها لأزواج النبيّ، وسيجئ الروايات وفيها الصحاح.
فإن قيل: هذا مدفوع، بنص الكتاب على شمولها لهن كوقوع الآية في سياق خطابهن.
قلنا: إنّما الشأن كلّ الشأن في إتصال الآية بما قبلها من الآيات، فهذه الأحاديث على كثرتها البالغة ناصة في نزول الآية وحدها، ولم يرد حتى في رواية واحدة نزول هذه الآية في ضمن آيات نساء النبيّ، ولا ذكره أحد حتى القائل بإختصاص الآية بأزواج النبيّ، كما ينسب إلى عكرمة وعروة، فالآية لم تكن بحسب النزول جزء من آيات نساء النبيّ ولا متصلة بها، وإنّما وضعت بينها أما بأمر من النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو عند التأليف بعد الرحلة، ويؤيده أنّ آية ï´؟ وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ï´¾ على إنسجامها واتصالها لو قدر ارتفاع آية التطهير من بين جملها، فموقع آية التطهير من آية ï´؟ وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ï´¾ كموقع آية ï´؟ اليَومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ï´¾ (المائدة:3) من آية محرمات الأكل من سورة المائدة، وقد تقدم الكلام في ذلك في الجزء الخامس من الكتاب. وبالبناء على ما تقدم تصير لفظة أهل البيت اسماً خاصاً - في عرف القرآن - بهؤلاء الخمسة وهم النبيّ وعليّ وفاطمة والحسنان عليهم الصلاة والسلام لا يطلق على غيرهم، ولو كان من أقربائه الأقربين، وإن صح بحسب العرف العام إطلاقه عليهم.
والرجس - بالكسر فالسكون - صفة من الرجاسة وهي القذارة، والقذارة هيئة في الشئ توجب التجنب والتنفر منها، وتكون بحسب ظاهر الشئ كرجاسة الخنزير، قال تعالى: ï´؟ أَو لَحمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجسٌ ï´¾ (الانعام:145)، وبحسب باطنه - وهو الرجاسة والقذارة المعنوية - كالشرك والكفر وأثر العمل السيئ، قال تعالى: ï´؟ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَتهُم رِجساً إِلَى رِجسِهِم وَمَاتُوا وَهُم كَافِرُونَ ï´¾ (التوبة:125)، وقال: ï´؟ مَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجعَلُ اللَّهُ الرِّجسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ ï´¾ (الانعام:125). وأياً ما كان فهو إدراك نفساني وأثر شعوري من تعلق القلب بالإعتقاد الباطل أو العمل السيئ، وإذهاب الرجس - واللام فيه للجنس - إزالة كلّ هيئة خبيثة في النفس تخطئ حقّ الإعتقاد والعمل، فتنطبق على العصمة الإلهية، التي هي صورة علمية نفسانية تحفظ الإنسان من باطل الإعتقاد وسيء العمل.
على أنّك عرفت أن إرادة التقوى أو التشديد في التكاليف لا تلائم إختصاص الخطاب في الآية بأهل البيت، وعرفت أيضا أن إرادة ذلك لا تناسب مقام النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من العصمة.
فمن المتعين حمل إذهاب الرجس في الآية على العصمة، ويكون المراد بالتطهير في قوله: ï´؟ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً ï´¾- وقد أكد بالمصدر - إزالة أثر الرجس بإيراد ما يقابله بعد إذهاب أصله، ومن المعلوم أن ما يقابل الإعتقاد الباطل هو الإعتقاد الحقّ فتطهيرهم هو تجهيزهم بادراك الحقّ في الإعتقاد والعمل، ويكون المراد بالإرادة أيضا غير الإرادة التشريعية، لما عرفت أن الإرادة التشريعية التي هي توجيه التكاليف إلى المكلف لا تلائم المقام أصلاً.
والمعنى: أن الله سبحانه تستمر إرادته أن يخصكم بموهبة العصمة، بإذهاب الإعتقاد الباطل وأثر العمل السيء عنكم أهل البيت، وإيراد ما يزيل أثر ذلك عليكم وهي العصمة.
قوله تعالى: ï´؟ وَاذكُرنَ مَا يُتلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن آيَاتِ اللَّهِ وَالحِكمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً ï´¾ (الأحزاب:34) ظاهر السياق أن المراد بالذكر ما يقابل النسيان، إذ هو المناسب لسياق التأكيد والتشديد الذي في الآيات، فيكون بمنزلة الوصية بعد الوصية بإمتثال ما وجه إليهن من التكاليف، وفى قوله: ï´؟ فِي بُيُوتِكُنَّ ï´¾ تأكيد آخر.
والمعنى: واحفظن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة، وليكن منكن في بال حتى لا تغفلن ولا تتخطين ممّا خط لكم من المسير.
وأمّا قول بعضهم: انّ المراد واشكرن الله إذ صيركن في بيوت يتلى فيهن القرآن والسنة، فبعيد من السياق، وخاصّة بالنظر إلى قوله في ذيل الآية: ï´؟ انَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً ï´¾.


يتبع

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)
رد مع اقتباس