[القناص الاول]

بسم الله الرحمن الرحيم

الكذبة الاولى

يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب :
(إن مفيدهم قال في كتابه روضة الواعظين : " إن الله أنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد توجهه إلى المدينة في الطريق في حجة الوداع فقال : يا محمد إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك : إنصب علياً للإمامة ونبّه أمتك على خلافته 0 فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أخي جبريل إن الله بغّض أصحابي لعلي ، إني أخاف منهم أن يجتمعوا على إضراري فاستعف لي ربي 0فصعد جبريل وعرض جوابه على الله تعالى 0 فأنزله الله تعالى مرة أخرى 0 وقال النبي صلى الله عليه وسلم مثلما قال أولاً0 فاستعفى النبي صلى الله عليه وسلم كما في المرة الأولى 0 ثم صعد جبريل فكرّر جواب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمره الله تكرير نزوله معاتباً له مشدّداً عليه بقوله : ) يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ( فجمع أصحابه وقال : يا أيها الناس إن علياً أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين ، ليس لأحد أن يكون خليفة بعدي سواه ، من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه 0 انتهى 0 )
ثم يعلق قائلا :
(فانظر أيها المؤمن إلى حديث هؤلاء الكذبة الذي يدل على إختلاقه ركاكة ألفاظه وبطلان أغراضه ولا يصح منه إلا من كنت مولاه ) ..
ثم يستمر فيقول معقبا :
( ... ومن إعتقد منهم صحة هذا فقد هلك ، إذ فيه إتهام المعصوم قطعاً من المخالفة بعدم إمتثال أمر ربه إبتداءاً وهو نقص ، ونقص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كفر ، وأن الله تعالى اختار لصحبته من يبغض أجلّ أهل بيته ، وفي ذلك ازدراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ومخالفة لما مدح الله به رسوله وأصحابه من أجل المدح، قال الله تعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما ) وإعتقاد ما يخالف كتاب الله والحديث المتواتر كفر ، وأنه صلى الله عليه وسلم خاف إضرار الناس وقد قال الله تعالى : ( والله يعصمك من الناس ) قبل ذلك كما هو معلوم بديهة وإعتقد عدم توكله على ربه فيما وعده نقص ، ونقصه كفر وإن فيه كذباً على الله تعالى ) ومن أظلم ممن إفترى على الله كذباً( وكذباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن إستحل ذلك فقد كفر ، ومن يستحل ذلك فقد نفسق، وليس في قوله : من كنت مولاه ، أن النص على خلافته متصله ، ولو كان نصاً لادّعاها علي رضي الله عنه لأنه أعلم بالمراد، ودعوى إدّعائها باطل ضرورة ، ودعوى علمه يكون نصاً على خلافته وترك إدعائها تقية أبطل من أن يبطل . وما أقبح ملة قوم يرمون إمامهم بالجُبن والخور والضعف في الدين مع أنه أشجع الناس وأقواهم0 )
انتهى قوله الى هنا ..
عزيزي القاريء الكريم ، ولكي يسهل علينا اثبات كذبه وافتراءاته رايت ان نجعل ما سبق من قول الكذّاب الزنيم على شكل نقاط كل نقطة نلحقها بتعليقنا وجوابنا على ما جاء بها :
1- يدعي ابن عبد الوهاب ان ما ذكره رواه الشيخ المفيد قدس سره الشريف ورضي الله عنه وارضاه في كتابه روضة الواعظين .

اقول :
كم هو جاهل وبليد هذا الشيخ ، وكم هم اتباعه اشد منه بلاهة وخبالا ، حيث اعمى الله بصيرتهم وبصائرهم بعد ان اسدل الشيطان على قلوبهم وعيونهم ووجوهم ستارة سوداء ، ولا استثني منهم هذا المحقق ( محمد مال الله ) وغيره من المحققين بل انهم اشد عمى واكثر غباء ، حيث لم يخطر ببال احد من اتباعه ولا من حقق بهذه الرسالة النكراء ان يبحث عن هذا المصدر المنسوب للشيخ المفيد قدس سره الشريف ، وهل هو فعلا من مؤلفاته ام انها كذبة واضحة ولا تقبل الجدل ،؟؟
عزيزي القاريء الكريم .. ان هذا المؤلف انما هو تأليف الشيخ العلامة زين المحدثين محمد بن الفتال النيسابوري الشهيد في سنة 508 ه‍ من أعلام القرنين الخامس والسادس الهجريين .
وهذا دليل ما ذهبنا اليه في المقدمة لمّا قلنا انهم يرون عصمة ابن عبد الوهاب ولا يجوز البحث في اقواله وكتبه وفتاواه .
2- لو ذهبت الى الكتاب المعني ( روضة الواعظين ) لوجدت ان النص يختلف تماما عن ما وضعه ابن عبد الوهاب والذي كان عليه ان يترقب سمعته وشرفه وأمانته ولا اقول لان يترقب الله تعالى في ما ينقل لانه اصلا لايؤمن بالميعاد وعدالة الحساب ، والا لما افترى على الاخرين ، والامانة هي مسالة اخلاقية يتدنس شرف من يخونها في الدنيا قبل الاخرة .
3- يقول ابن عبد الوهاب نقلا عن المفيد قدس سره كما هو يدعي ( فقال ( جبرائيل ) : يا محمد إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك : إنصب علياً للإمامة ونبّه أمتك على خلافته ) ولكن النص في اصل الكتاب هو (يا محمد إن الله عز وجل يقرأك السلام، ويقول لك انى لم اقبض نبيا من أنبيائي ورسلي إلا بعد اكمال ديني وتكثير حجتي، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج إليه ان تبلغهما قومك فريضة الحج وفريضة الولاية، والخليفة من بعدك، فانى لم أخل أرضى من حجة ولم أخليها ابدا، وان الله يأمرك أن تبلغ قومك الحج تحج ويحج معك كل من استطاع السبيل من أهل الحضر وأهل الأطراف والاعراب، وتعلمهم من حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي وقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع ...) لاحظ عزيزي القاريء الكريم كذب وافتراء ابن عبد الوهاب وخيانته في النقل وتزويره للحقائق .
4- يقول ابن عبد الوهاب مدعيا ان المفيد قدس سره قال (0 فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أخي جبريل إن الله بغّض أصحابي لعلي ، إني أخاف منهم أن يجتمعوا على إضراري فاستعف لي ربي 0فصعد جبريل وعرض جوابه على الله تعالى ... )
اقول : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، الا لعنة الله على الكاذبين .. تعال عزيزي القاريء الكريم لترى ما جاء في الكتاب بعد تبليغ جبرائيل عليه السلام :

فنادى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الناس: ألا إن رسول الله يريد الحج، وان يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخرج معه الناس واصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم )

هل جاء في قول النبي صلى الله عليه واله وسلم ما نقله الزنيم ابن عبد الوهاب ؟ الا لعنة الله على الكاذبين .

5- يقول الكذّاب بن عبد الوهاب ان المفيد قال : (0 فأنزله الله تعالى ( أي جبرائيل ) مرة أخرى 0 وقال النبي صلى الله عليه وسلم مثلما قال أولاً0 ( أي ان النبي قال : إني أخاف منهم أن يجتمعوا على إضراري فاستعف لي ربي ) فاستعفى النبي صلى الله عليه وسلم كما في المرة الأولى 0 ثم صعد جبريل فكرّر جواب النبي صلى الله عليه وسلم ( ، فأمره الله تكرير نزوله معاتباً له مشدّداً عليه بقوله : ) يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) واقول انا القناص الاول : تعال عزيزي القاريء الكريم لنرى اصل الذي جاء بكتاب روضة الواعظين لنقارن :
(فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرأك السلام ويقول لك إنه قد دنا أجلك ومدتك، واني أستقدمك على ما لا بد منه ولا محيص عنه فاعهد عهدك، وتقدم وصيتك، واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت، وجميع ما عندك من آيات الأنبياء فسلمها إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب فأقمه للناس، وخذ عهده وميثاقه وبيعته وذكرهم ما اخذت عليهم من بيعتي ... ) ثم يكمل صاحب الكتاب حتى قال (وسئل جبرئيل " عليه السلام " أن يسأل ربه العصمة من الناس. و انتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس من الله عز وجل. فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف فأتاه جبرئيل " عليه السلام " في مسجد الخيف فأمره ان يعهد عهده ويقيم عليا للناس. ولم يأته العصمة من الله تعالى بالذي أراد حتى أتى كراع العميم بين مكة والمدينة فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أمر به من قبل. ولم يأته بالعصمة فقال يا جبرئيل انى لأخشى قومي ان يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي ( اقول انا القناص الاول : فمن اين جاء ابن عبد الوهاب بهذه العبارة ؟ - إني أخاف منهم أن يجتمعوا على إضراري فاستعف لي ربي - ) فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال. اتاه جبرئيل " عليه السلام ... فقال يا محمد ان الله عز وجل يقرأك السلام ويقول لك: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) . الا لعنة الله على الكاذبين .
6- يقول الزنديق بن عبد الوهاب معلقا على ما رواه كذبا وافتراءا : ( فانظر أيها المؤمن إلى حديث هؤلاء الكذبة الذي يدل على إختلاقه ركاكة ألفاظه وبطلان أغراضه ولا يصح منه إلا من كنت مولاه ، ومن إعتقد منهم صحة هذا فقد هلك ، إذ فيه إتهام المعصوم قطعاً من المخالفة بعدم إمتثال أمر ربه إبتداءاً وهو نقص ، ونقص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كفر ، وأن الله تعالى اختار لصحبته من يبغض أجلّ أهل بيته ، وفي ذلك ازدراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ) واقول انا القناص الاول : انظر ايها المؤمن الكريم والقاريء المنصف الى ما وضعه ابن عبد الوهاب من نتيجة باطلة على نقل مزور وملفق ، وها هو يخاطب العقول المتحجرة بان الشيعة يتهمون المعصوم بعدم امتثال الامر الالهي ، فهل ورد في اصل الكتاب مثل هذا الاتهام ؟؟ نقول قال النبي صلى الله عليه واله وسلم (انى لأخشى قومي ان يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي ) وهذا سبب قول الله تعالى ( والله يعصمك من الناس ) أي لا تخشاهم فان الله عاصمك منهم . فاين المخالفة في قول النبي صلى الله عليه واله وسلم التي يقول بها الشيعة ؟؟ وهل قلنا ان النبي قال اعفني ؟؟
7- واخيرا .. يقول ابن عبد الوهاب ( ... ولا يصح منه إلا من كنت مولاه ... )
اقول : لا ادري لماذا قطع الحديث واوقفه على كلمتين فقط ( من كنت مولاه ) وهل يعتبر ابن عبد الوهاب هذه الكلمات هي حديث وحدها ام انه يعترف بوجود تكملة له ؟؟ ان كان ظنه الاول فهو باطل حيث لا معنى لهذه الكلمات وحدها .. وان كان الثاني فلماذا يمتنع من ذكرها ؟ لماذا اقتطع الجزء المهم والذي يعتبر هو اصل الحديث ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه )
لماذا لم يكمل الحديث اذن ؟ اليس هذا تزوير للحقائق وانكار ما امر به النبي صلى الله عليه واله وسلم ؟ اليس هذا جحودا بالدين ؟ اذن من هو العاصي ومن هو الكذّاب ومن هو المنافق الخارج عن الملّة يا زنيم ال ابيه ؟ واذا كان هو واتباعه ينكرون هذا الحديث والامر الالهي على لسان نبيه فلينظروا الى مصادره في كتبهم المعتمدة والتي يعجز هو وامثاله ان يردوه .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والى لقاء ان شاء الله في الفقرة القادمة .