عرض مشاركة واحدة

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.39 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-04-2019 الساعة : 12:20 AM


السؤال: تفسير قوله تعالى (عفا الله عنك لم أذنت لهم)

قوله تعالى (( عفا الله عنك لم اذنت لهم )) ..هل فيه ذنب مترتب على النبي ص واله
الجواب:

قال السيد الطباطبائي في (الميزان ج 9 - ص 285 – 288):
والآية كما ترى وتقدمت الإشارة إليه في مقام دعوى ظهور كذبهم ونفاقهم وانهم مفتضحون بأدنى امتحان يمتحنون به ومن مناسبات هذا المقام القاء العتاب إلى المخاطب وتوبيخه والانكار عليه كأنه هو الذي ستر عليهم فضائح أعمالهم وسوء سريرتهم وهو نوع من العناية الكلامية يتبين به ظهور الامر ووضوحه لا يراد أزيد من ذلك، فهو من اقسام البيان على طريق إياك أعني واسمعي يا جاره.
فالمراد بالكلام اظهار هذه الدعوى لا الكشف عن تقصير النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسوء تدبيره في احياء أمر الله وارتكابه بذلك ذنبا حاشاه، وأولوية عدم الإذن لهم معناها كون عدم الإذن انسب لظهور فضيحتهم وانهم أحق بذلك لما بهم من سوء السريرة وفساد النية لا لأنه كان أولى واحرى في نفسه وأقرب وأمس بمصلحة الدين.
والدليل على هذا الذي ذكرنا قوله تعالى بعد ثلاث آيات (( لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم.. )) إلى آخر الآيتين فقد كان الأصلح ان يؤذن لهم في التخلف ليصان الجمع من الخبال وفساد الرأي وتفرق الكلمة والمتعين ان يقعدوا فلا يفتنوا المؤمنين بالقاء الخلاف بينهم والتفتين فيهم وفيهم ضعفاء الايمان ومرضى القلوب وهم سماعون لهم يسرعون إلى المطاوعة لهم ولو لم يؤذن لهم فاظهروا الخلاف كانت الفتنة أشد والتفرق في كلمه الجماعة أوضح وأبين.
ويؤكد ذلك قوله تعالى بعد آيتين (( ولو أرادوا الخروج لاعدوا له عده ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )) فقد كان تخلفهم ونفاقهم ظاهرا لائحا من عدم اعدادهم العدة يتوسمه في وجوههم كل ذي لب ولا يخفى مثل ذلك على مثل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد نبأه الله باخبارهم قبل نزول هذه السورة كراراً فكيف يصح ان يعاتب ههنا عتابا جدياً بأنه لم لم يكف عن الاذن ولم يستعلم حالهم حتى يتبين له نفاقهم ويميز المنافقين من المؤمنين فليس المراد بالعتاب الا ما ذكرناه.
ومما تقدم يظهر فساد قول من قال إن الآية تدل على صدور الذنب عنه (ص) لان العفو لا يتحقق من غير ذنب وان الاذن كان قبيحا منه (ص) ومن صغائر الذنوب لأنه لا يقال في المباح لم فعلته انتهى. وهذا من لعبهم بكلام الله سبحانه ولو اعترض معترض على ما يهجون به في مثل المقام الذي سيقت الآية فيه لم يرضوا بذلك وقد أوضحنا ان الآية مسوقة لغرض غير غرض الجد في العتاب. على أن قولهم ان المباح لا يقال فيه لم فعلت فاسد فان من الجائز إذا شوهد من رجح غير الأولى على الأولى ان يقال له لم فعلت ذلك ورجحته على ما هو أولى منه على انك قد عرفت ان الآية غير مسوقه لعتاب جدي. ونظيره ما ذكره بعض آخر حيث قال إن بعض المفسرين ولا سيما الزمخشري قد أساؤوا الأدب في التعبير عن عفو الله تعالى عن رسوله (ص) في هذه الآية وكان يجب ان يتعلموا أعلى الأدب معه (ص) إذ اخبره ربه ومؤدبه بالعفو قبل الذنب وهو منتهى التكريم واللطف. وبالغ آخرون كالرازي في الطرف الآخر فأرادوا ان يثبتوا ان العفو لا يدل على الذنب وغايته ان الاذن الذي عاتبه الله عليه هو خلاف الأولى. وهو جمود مع الاصطلاحات المحدثة والعرف الخاص في معنى الذنب وهو المعصية وما كان ينبغي لهم ان يهربوا من اثبات ما أثبته الله في كتابه تمسكا باصطلاحاتهم وعرفهم المخالف له والمدلول اللغة أيضا. فالذنب في اللغة كل عمل يستتبع ضررا أو فوت منفعه أو مصلحه، مأخوذ من ذنب الدابة وليس مرادفا للمعصية بل أعم منها والاذن المعفو عنه قد استتبع فوت المصلحة المنصوصة في الآية وهى تبين الذين صدقوا والعلم بالكاذبين وقد قال تعالى: (( انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر... )) (الفتح:2).
ثم ذكر في كلام له طويل ان ذلك كان اجتهادا منه ص فيما لا وحى فيه من الله وهو جائز وواقع من الأنبياء ع وليسوا بمعصومين من الخطاء فيه وانما العصمة المتفق عليها خاصه بتبليغ الوحي ببيانه والعمل به فيستحيل على الرسول ان يكذب أو يخطئ فيما يبلغه عن ربه أو يخالفه بالعمل.
ومنه ما تقدم في سوره الأنفال من عتابه تعالى لرسوله (ص) في اخذ الفدية من أسارى بدر حيث قال: (( ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة )) (الأنفال:67).
ثم بين انه كان مقتضيا لنزول عذاب اليم لولا كتاب من الله سبق فكان مانعا انتهى كلامه بنوع من التلخيص. وليث شعري ما الذي زاد في كلامه على ما تفصى به الرازي وغيره حيث ذكروا ان ذلك من ترك الأولى ولا يسمونه ذنبا في عرف المتشرعين وهو الذي يستتبع عقابا وذكر هو انه من ترك الأصلح وسماه ذنبا لغة. على انك قد عرفت فيما تقدم انه لم يكن ذنبا لا عرفا ولا لغة بدلاله ناصة من الآيات على أن عدم خروجهم كان هو الأصلح لحال جيش المسلمين لتخلصهم بذلك عن غائلة وقوع الفتنة واختلاف الكلمة وكانت هذه العلة بعينها موجوده لو لم يأذن لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وظهر منهم ما كانوا أبطنوه من الكفر والخلاف وان الذي ذكره الله بقوله ولو أرادوا الخروج لاعدوا له عده ان عدم اعدادهم العدة كان يدل على عدم ارادتهم الخروج كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اجل من أن يخفى عليه ذلك وهم بمرئى منه ومسمع.
مضافا إلى أنه (ص) كان يعرفهم في لحن القول كما قال تعالى: (( ولتعرفنهم في لحن القول )) (محمد:30) وكيف يخفى على من سمع من أحدهم مثل قوله ائذن لي ولا تفتني أو يقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو اذن أو يلمزه في الصدقات ولا ينصح له صلى الله عليه وآله وسلم ان ذلك من طلائع النفاق يطلع منهم وما وراءه الا كفر وخلاف.
فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتوسم منهم النفاق والخلاف ويعلم بما في نفوسهم ومع ذلك فعتابه (ص) بأنه لم لم يكف عن الاذن ولم يستعلم حالهم ولم يميزهم من غيرهم ليس الا عتابا غير جدي للغرض الذي ذكرناه.
واما قوله ان الاذن المعفو عنه قد استتبع فوت المصلحة المنصوصة في الآية وهى تبين الذين صدقوا والعلم بالكاذبين ففيه ان الذي تشتمل عليه الآية من المصلحة هو تبين الذين صدقوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلمه هو بالكاذبين لا مطلق تبينهم ولا مطلق العلم بالكاذبين وقد ظهر مما تقدم انه ص لم يكن يخفى عليه ذلك وان حقيقة المصلحة انما كانت في الاذن وهى سد باب الفتنة و اختلاف الكلمة فإنه ص كان يعلم من حالهم انهم غير خارجين البتة سواء اذن لهم في القعود أم لم يأذن فبادر إلى الاذن حفظا على ظاهر الطاعة ووحده الكلمة.
وليس لك ان تتصور انه لو بان نفاقهم يومئذ وظهر خلافهم بعدم اذن النبي لهم بالقعود لتخلص الناس من تفتينهم والقائهم الخلاف لما في الاسلام يومئذ وهو يوم خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزوه تبوك من الشوكة والقوة وله (ص) من نفوذ الكلمة.
فان الاسلام يومئذ انما كان يملك القوة والمهابة في أعين الناس من غير المسلمين كانوا يرتاعون شوكته ويعظمون سواد أهله ويخافون حد سيوفهم واما المسلمون في داخل مجتمعهم وبين أنفسهم فلم يخلصوا بعد من النفاق ومرض القلوب ولم يستول عليهم بعد وحدة الكلمة وجد الهمة و العزيمة والدليل على ذلك نفس هذه الآيات وما يتلوها إلى آخر السورة تقريبا.
وقد كانوا تظاهروا بمثل ذلك يوم أحد وقد هجم عليهم العدو في عقر دارهم فرجع ثلث الجيش الاسلامي من المعركة ولم يؤثر فيهم عظه. ولا الحاح حتى قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم فكان ذلك أحد الأسباب العاملة في انهزام المسلمين.



السؤال: آية (لا تخف اني لا يخاف لدي المرسلون الإّ من ظلم....) لا تناقض العصمة

هل تتناقض الاية (( وَأَلقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدبِرًا وَلَم يُعَقِّب يَا مُوسَى لا تَخَف إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ المُرسَلُونَ )) و (( إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسنًا بَعدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) الايات 10 و 11 من سورة النمل مع العصمة؟

الجواب:

بعد ثبوت العصمة بدليل قطعي للأنبياء ( عليهم السلام ) جميعاً من جميع الكبائر والصغائر لا بد من تأويل كل النصوص التي ظاهرها يخالف العصمة بما ينسجم مع العصمة، والتفسير الذي يمكن أن يذكر كما عن ( صاحب الميزان ج15 ص 45 ): الذي ينبغي أن يقال والله أعلم، أن الآية (( إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ المُرسَلُونَ )) (النمل:10) لما أخبرت عن أن المرسلين آمنون لا يخافون، فَهِمَ منه أن غيرهم من أهل الظلم غير آمنين لهم أن يخافوا، استدرك الآية اللاحقة حال أهل التوبة من جملة أهل الظلم فبين أنهم لتوبتهم وتبديلهم ظلمهم - وهو السوء - حسنا بعد سوء مغفور لهم مرحومون فلا يخافون أيضاً.



السؤال: هل في رواية الجنة النازلة من السماء ما ينافي العصمة؟
فانطلقا حتى دخلا على فاطمة وهي في مصلاها قد قضت صلاتها وخلفها جفنة تفور دخانا, فلما سمعت كلام رسول الله صلى الله عليه وآله خرجت من مصلاها فسلمت عليه, وكانت أعز الناس عليه, فرد السلام ومسح بيديه على رأسها وقال لها: يا بنتاه كيف أمسيت رحمك الله ؟
قالت: بخير, قال: عشينا رحمك الله وقد فعل, فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي فلما نظر علي إلى الطعام وشم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا, قالت له فاطمة: سبحان الله ما أشح نظرك وأشده ! هل أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا استوجبت منك السخط ؟
فقال: وأي ذنب أعظم من ذنب أصبته - ورد هذا في بحار الانوار...
فهل هو ينافي العصمه؟؟؟
الجواب:

إن الحديث ليس فيه أي دلالة على وقوع ما يخالف العصمة من فاطمة (عليه السلام)، وأما نظر علي (عليه السلام) وقوله لها ( عليه السلام) فأنه يجري مجرى الاستفهام والعتاب لإيجاد الجواب منها (عليها السلام) عن الموقفين في الصباح إذ لا طعام وفي العشاء إذ بجفنة تفور، ومن الواضح جداً أن مثل هذا الموقف ممّا يبعث على الاستفهام لدى كل لكل من يحدث له مثل ذلك.
والمؤيد لما قلنا هو أن رواية الجفنة قد وردت بعدة أشكال ليس في واحدة منها مثل هذه الألفاظ الموهمة, بل إن الاستفهام صريح فيها سواء من علي (عليه السلام) أو من رسول الله فقد ذكر صاحب (مدينة المعاجز) عدة روايات لحادثة الجفنة (1: 326) فراجعها.



السؤال: رواية النهي عن إيذاء الخطاف لا تقدح بالعصمة
اللهم صل على محمد وآل محمد
السؤال هل يمكن للمعصوم أن يرتكب المكروه مع أنه معصوم؟
إذا كان الجواب لا, فما نقول في الرواية التي رواها الكليني في الكافي الشريف ج6 - كتاب الصيد - باب الخطاف (علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قتل الخطاف أو إيذائهن في الحرم، فقال: لا يقتلن فإني كنت مع علي بن الحسين عليه السلام فرآني وأنا اوذيهن فقال لي: يا بني لا تقتلهن ولا تؤذهن فإنهن لا يؤذين شيئا.)
وسند الخبر صحيح ورجاله ثقات وحسَنه المجلسي رحمة الله عليه في المرآة
السؤال كيف يفعل الإمام الصادق المكروه؟

الجواب:

بشكل عام ترك المكروه لا يقدح في العصمة لأنه من ترك الأولى،وقلنا أن ترك الأولى لا يعد معصية ولا يقدح في العصمة.
نعم،ربما يقول بعضهم أن ترك الأولى لا يصدر من أئمتنا (عليهم السلام) فان كان دليله قطعياً فلابد من تأويل هذه الرواية أو عدم العمل بها لأنها تعارض ماهو قطعي، وإن لم يكن الدليل قطعياً فيقع التعارض ويقدم العمل بأحدهما إن كان هناك مرجحات.
والحصيلة أنه لا مشكلة في العصمة على كلا الرأيين فلا داعي لإطالة الكلام فيها من جهة العصمة. خاصة وإذا عرفنا أن ما فعله الإمام كان قبل البلوغ،وبالتالي قد يقال بأن تكليف الكراهة غير متوجه إليه فلا يبقى إلا ترك الأولى القبح الشرعي. فلاحظ.



السؤال: أفعال صدرت من الأنبياء لا تقدح بالعصمة
أرجوا منكم الرد على هذه الشبهة و شكراً
*************************
بسم الله الرحمن الرحيم
روايات تنفي العصمة عن الانبياء في كُتب الشيعة
هذه من ما جنته أيدي الشيعة في خير خلق الله بعد سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين
و هذه راوايات جديدة في كُتبهم إخترت منها رواية عن سيدنا يعقوب عليه السلام و روايات أخرى عن سيدنا يوسف عليه السلام
قال يعقوب: أنت بلوتني بها عقوبة منك وأدبا لي, قال الله: فهل كان يقدر على صرفها عنك - بحار الانوار مجلد: 12 من ص 313 سطر 19 الى ص 321 سطر 18 أحد غيري? قال يعقوب: اللهم لا, قال: أفما استحييت مني حين شكوت مصائبك إلى غيري ولم تستغث بي وتشكو مابك إلي? ! فقال يعقوب: أستغفرك يا إلهي وأتوب إليك وأشكو بثي وحزني إليك, فقال لله تبارك وتعالى: قد بلغت بك يا يعقوب وبولدك الخاطئين الغاية في أدبي, ولو كنت يا يعقوب شكوت مصائبك إلي عند نزولها بك واستغفرت وتبت إلي من ذنبك لصرفتها عنك بعد تقديري إياها عليك, ولكن الشيطان أنساك ذكري فصرت إلى القنوط من رحمتي, وأنا الله الجواد الكريم, أحب عبادي المستغفرين التائبين الراغبين إلى فيما عندي ; يا يعقوب أناراد إليك يوسف وأخاه, ومعيد إليك ما ذهب من مالك ولحمك ودمك, وراد إليك بصرك, ويقوم لك ظهرك, فطب نفسا, وقر عينا, و إن الذي فعلته بك كان أدبا مني لك فاقبل أدبي.
عقوبة سيدنا يوسف لأنه إستغاث بغير الله و أمل من عبد خلقه الله و لم يأمل من الله (6)
12- فس: وقال: ولما أمر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله تأويل الرؤيا فكان يعبر لاهل السجن, فلما سألاه الفتيان الرؤيا وعبر لهما وقال للذي ظن أنه ناج منهما: اذكرني عند ربك ولم يفزع في تلك الحال إلى الله فأوحى الله إليه: من أراك الرؤيا التي رأيتها? قال يوسف: أنت يا رب, قال: فمن حببك إلى أبيك? قال: أنت يارب, قال: فمن وجه إليك السيارة التي رأيتها? قال: أنت يارب, قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعلت لك من الجب فرجا? قال: أنت يارب, قال: فمن أنطق لسان الصبي بعذرك? قال: أنت يارب, قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا? قال: أنت يارب, قال: فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي? وأملت عبدا من عبيدي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي وفي قبضتي ولم تفزع إلي? البث في السجن بضع سنين.
ثم قال للذي ظن أنه ناج منهما: اذكرني عند ربك, قال: ولم يفزع يوسف في حاله إلى الله فيدعوه فلذلك قال الله: " أفانساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين " قال: فأوحى الله إلى يوسف في ساعته تلك: يا يوسف من أراك الرؤيا التي رأيتها? قال: أنت يا ربي, قال: فمن حببك إلى أبيك? قال: أنت ياربي, قال: فمن وجه السيارة إليك? قال: أنت ياربي, قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجا? قال: أنت يا ربي, قال: فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا? قال: أنت ياربي, قال: فمن أنطق لسان الصبي بعذرك? قال أنت ياربي, قال: فمن صرف عنك كيد امرأة العزيز والنسوة? قال: أنت ياربي, قال فمن ألهمك تأويل الرؤيا? قال: أنت ياربي, قال: فكيف استغثت بغيري ولم تستغث بي وتسألني أن اخرجك من السجن, واستغثت واملك عبدا من عبادي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في قبضتي, ولم تفزع إلي? البث في السجن بذنبك بضع سنين بإرسالك عبدا إلى عبد, قال ابن أبي عمير: قال ابن أبي حمزة: فمكث في السجن عشرين سنة عقوبة الله جل و علا ليوسف عليه السلام كما تزعم كُتب الشيعة
4 ) 103 - شى: عن عبدالله بن عبدالرحمن, عمن ذكره عنه قال: لما قال للفتى: " اذكرني عند ربك " أتاه جبرئيل فضربه برجله حتى كشط له عن الارض السابعة, فقال له: يا يوسف انظر ماذا ترى, قال: أرى حجرا صغيرا, ففلق الحجر فقال: ماذا ترى? قال: أرى دودة
________________________________________

(1) هكذا في النسخ, والظاهر أن الصحيح: قال سماعة في قول الله.
(2-4) مخطوط.
م (*)
صغيرة, قال: فمن رازقها? قال: الله, قال: فإن ربك يقول: لم أنس هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الارض السابعة, أظننت أني أنساك حتى تقول للفتى: اذكرني عند ربك? لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين, قال: فبكى يوسف عند ذلك حتى بكى لبكائه الحيطان, قال: فتأذى به أهل السجن فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما, وكان في اليوم الذي يسكت أسوأ حالا.
حتى الأنبياء لم يسلموا من تهم لهم بالشرك فهاهم يدعون أنهم يُشركون في دعائهم مع اله أحداً آخر و شُركُ الدعاء شركٌ أكبرٌ مُخرجٌ من الملة
(2) أخبرنا الحسن بن علي, عن أبيه, عن إسماعيل بن عمر, (3) عن شعيب العقرقوفي (4) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن يوسف أتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف إن رب العالمين يقرؤك السلام ويقول لك: من جعلك أحسن خلقه? قال: فصاح ووضع خده على الارض ثم قال: أنت يا رب, ثم قال له: ويقول لك: من حببك إلى أبيك دون إخوتك? قال: فصاح ووضع خده على الارض وقال: أنت يارب, قال: ويقول لك: من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها وأيقنت بالهلكة? قال: فصاح ووضع خده على الارض ثم قال: أنت يارب, قال: فإن ربك قد جعل لك عقوبة في اسغاثتك (1) بغيره فالبث (2) في السجن بضع سنين, قال: فلما انقضت المدة وأذن الله له في دعاء الفرج وضع خده على الارض ثم قال: " اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب " ففرج الله عنه, قلت: جعلت فداك أندعو نحن بهذا الدعاء? فقال: ادع بمثله: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فإني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام.
عقوبة الله جل و علا ليوسف عليه السلام
2) بيان: العناق: المعانقة 59 - ع: ماجيلويه, عن محمد العطار, عن ابن أبان, عن ابن أورمة, عن ابن أبي عمير, عن هشام بن سالم, (3) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما أقبل يعقوب عليه السلام إلى مصر خرج يوسف عليه السلام ليستقبله, فلما رآه يوسف هم بأن يترجل ليعقوب ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل, فلما سلم على يعقوب نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف إن الله تبارك وتعالى يقول لك: ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح? ما أنت فيه? (4) ابسط يدك, فبسطها فخرج من بين أصابعه نور, فقال: ما هذا يا جبرئيل? فقال: هذا إنه لا يخرج من صلبك نبي أبدا عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه.))
*************************
الجواب:

كل ما ذكرته بغض النظر عن سنده لا يقدح في العصمة، فالعصمة التي نقولها للأنبياء والأوصياء هي العصمة من الذنوب والمحرمات التي ورد فيها أمر أو نهي مولوي، والاستغفار الذي ورد في هذه الروايات هو عن أمور ليست قادحة بالعصمة، وهي وأن كانت تسمى ذنوباً بحق الأولياء والأنبياء إلا إنها ليست من تلك الذنوب القادحة بالعصمة.
فالاستغاثة والشكوى لغير الله عندنا ليست محرمة، وكذلك عدم التأدب في حضرة الأب بعدم النزول ليست محرمة،فلذا لا تعد هذه قادحة بالعصمة، نعم هي في حق الأنبياء أمور لابد من الاستغفار منها.
ثم إننا نستغرب من هؤلاء المتشدقين بعد عن فتشوا كتبنا لعلهم يقعوا على شيء فلما خاب ظنهم جاءوا إلى مثل هذه الروايات الواضحة في الدلالة على مقام الأنبياء ودرجتهم ليحاولوا التشويش على الفهم الصحيح الفطري للقارئ بمثل ما يسطرونه من نزهات، مع أن كل صاحب لسان عربي فصيح وفهم سليم لم تلوثه الشبهات والدوس بفهم المغزى والمراد من هذه الروايات بوضوح وبساطة. فيالله كيف يدفعهم الشيطان إلى هذا!!



السؤال: طلب الإمام المغفرة من الذنوب في دعاء كميل لا يقدح بالعصمة
طبعا دعاء كميل هو دعاء الامام علي (ع) . هنالك مقطع (اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم) وهنالك مقاطع كثيرة مثل هذه.
سؤالي هنا:
لماذا الإمام علي يقول اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم مع انه معصوم عن الخطا وعن ارتكاب المعصية؟
الجواب:

يمكن تفسير دعاء الإمام لهذه الفقرات من الدعاء بعدة وجوه:
1- ان إتيان المعصوم بالعبادات المرسومة ومنها الأدعية لا يستلزم أن يكون قد أصبح موضعاً لكل ما فيها من دلالات،فلا يكون استغفاره دليلاً على وقوع الذنب منه.
2- ان النبي والإمام يحس أكثر من غيره بقيمة وعظمة واتساع النعم التي يفيضها الله عليه فلا غرو اذن اذا كان يرى نفسه ـ مهما فعل ـ مذنباً ومقصراً لعدم قيامه بواجب الشكر لذلك المنعم العظيم.
3- ان ما يستغفر منه الإمام أو ما يعتبره ذنباً وجرماً انما هو في دائرة مراتب القرب والرضا وتجليات الألطاف الإلهية وكل مرتبة تالية تكون كمالاً بالنسبة لما سبقها وفي هذه الدائرة بالذات يكون تغير النعم ونزول النقم وهتك العصم الخ بحسب ما يتناسب مع الغايات التي هي محط نظرهم (عليهم السلام).
4- إن المراد بالمغفرة في بعض نصوص الأدعية خصوصاً بالنسبة إلى المعصوم هي مرحلة دفع المعصية عنه لا رفع آثارها بعد وقوعها.
5- يمكن أن يكون دعاء الإمام بهذه المضامين تعليماً للآخرين كيفية الدعاء والطلب منه تعالى.
وللمزيد إرجع إلى كتاب ( خلفيات كتاب مأساة الزهراء(عليها السلام) للعاملي ج1 ص468).



السؤال: العصمة لا تشمل الصحابة
اذا كان الشيعة يدعون عصمة الامام. فكيف ينفونها عن الصحابة وهم أقرب الى النبي مكانا ومكانة.
الجواب:

إنّ اعتقاد الشيعة يبتني على التنصيص في الإمامة - كما ثبت في محلّه - وعليه فبما أنّ الامام منصوب من قبل الله تعالى فيجب على الباري عزّوجل أن يعصمه من الخطأ والزلل حتّى لا يقع المأموم في اتّباعه في انحراف وضلال. وهذا ممّا لا تنفرد به الشيعة، بل انّ بعض علماء السنة أيضاً يعتقدون به. فعلى سبيل المثال يصرّح الفخر الرازي في تفسيره الآية (124) من سورة البقرة بهذا المعنى (التفسير الكبير للرازي 2/36 - المسألة الرابعة) ؛ فهم في اعتقادهم هذا لا يرون العصمة لغير المنصوص عليهم .
وأمّا الصحابة فبما انّهم لم يثبت في حقّهم النصّ للإمامة أو العدالة فهم في دائرة الجرح و التعديل .


تعليق على الجواب (1)
العصمة يعني عدم الوقوع في الخطأ وهو امتداد للرسول.
ايعقل بعد الرسول (ص) وآله وصحبه وهو خاتم الرسل الذي نزل عليه الوحي أن يأتي من بعده من يشهد له بالعصمة.
أسال اخوتي الشيعة لمادا هذا الجانب الوراثي في الخلافة
لو كان كذلك لماذا أخذ الله الى بارئه أبناء الرسول (ص) الذكور صغارا . وهل الوراثة من صلب الذكر أم الأنثى ؟
من باب العقل لماذا بالذات الأئمة 12 وليس 13 أو 100 وغيرها؟
واذا كان الامام حجة الزمان وحضوره ضروروي للأمة فحاجتنا لامام اليوم في ظل هذه التحديات ؟
أسئلة ارجوا الاجابة عنها
أنا مسلم متحضر حواري أأمن بالنقاش البناء شكرا جزيلا
الجواب:

أولاً: النبوة أصل للإمامة، والإمامة فرعها، والإمام قائم مقام النبي (صلى الله عليه وآله) في إملاء الدعوة والمحافظة على الشريعة، وما لم يكن الإمام معصوماً لم يكن هادياً قال عزوجل: (( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَومٍ هَادٍ )) (الرعد:7)، ولم يجز اتباعه لأجل إمكان مقارفته للمحرم أو مخالفته للشريعة، وحينئذٍ فلا يصح أن يقوم مقام النبي (صلى الله عليه وآله) فلا يكون إماماً ولا هادياً وهذا خلف.
فوجب فيمن يكون إماماً أن يكون معصوماً.
ثانياً: الخلافة في الأصل هي خلافة الله تعالى في الأرض فهي إذن منصب إلهي يفتقر إلى نص من الله تعالى، كما قال الله عز وجل في شأن داود (عليه السلام). (( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النَّاسِ بِالحَقِّ )) (ص:26)، وليست الخلافة مجرد تصدي رجل من الناس للقيام بالمهام السياسية والإدارية للدولة، فهذه الخلافة لا تستمد شرعيتها من الله عزوجل حتى ولو اجتمع الناس على اختيار من يعتقدونه أهلاً للخلافة، فإن الناس إن لم يكن فيهم معصوم لا يكون إجتماعهم على اختيار الحاكم شرعياً، الذي يهب للحاكم أو الخليفة شرعية منصبه هو الله عزوجل..
والسبب واضح وبسيط كما ألمحنا: أن الخلافة في الإسلام لا تكون بالإنتخاب والإختيار، بل بالنص من الله عزوجل.
والشيعة لا يقولون بوراثة الخلافة، فالخليفة ينص على الخليفة الذي من بعده بنص إلهي سابق، وقد نص الله عز وجل على إمامة الأئمة الأثني عشر، ولا يحق للإمام الذي هو خليفة أن ينص على أبنه إن لم يكن أهلاً للإمامة وما لم يكن هنالك نص سابق عليه.
واستيلاء الناس على منصب الخليفة الشرعي لا يؤثر في إمامته وخلافته الإلهية، إنما يتم الإستيلاء والإستحواذ على الجانب السياسي الدنيوي من مهام الخليفة..
أما عدد الأئمة (عليهم السلام) فلا يمكن أن يزيد عن اثني عشر إماماً، وذلك لورود نصوص قطعية متواترة بأن الخلفاء في أمة النبي(صلى الله عليه وآله) هم اثنا عشر خليفة.
أما عدم حضور الإمام في عصرنا الراهن واستتاره فأمر غير مؤثر في حاجتنا إليه، كما لا يؤثر غياب الشمس في حاجتنا إليها وهي مستورة تحت السحاب، فأثرها ونفعها يصل إلينا رغم استتارها، ولولا أن الله تعالى يريد أن يمحص العباد ويحفظ وليه من كيد الأعداء لما غيّب وليه عنا.



السؤال: الإمام معصوم منذ الولادة

سؤالي هو: هل المعصوم يكون معصوماً من أول ولادته, أم يكون معصوماً عندما يستلم إمامة المسلمين؟
وشكراً.
الجواب:

نعم, إن الأئمة (عليهم السلام) معصومون منذ الولادة, ولا يكون إماماً إلا إذا كان معصوماً, فالعصمة إذن تحقق موضوع الامامة.
ثم إنّ معنى العصمة هو الانكشاف التام واليقين القطعي بملاكات الأحكام وبالمصالح والمفاسد وراء الأحكام الشرعية, فاذا علم الانسان علماً قطعياً بالضرر الكبير المترتب على الفعل المعين فلا يمكن أن يقدم عليه, وهذا هو معنى العصمة.
إذن, فأهل البيت(عليهم السلام) لما كانوا يعلمون حقائق الأمور وملاكات الأحكام من قبل تسلّم الامامة ومن بعدها فهم معصومون منذ الولادة.
هذا مضافاً إلى آية التطهير: (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )) الدالة على العصمة, مع عدم اشتراط سن معين أو حالة معينة كالامامة مثلاً, فهي عامة شاملة لجميع الأعمار, وسواء حصلت الامامة أم لم تحصل, كما في فاطمة الزهراء (عليها السلام), وكما في أميرالمؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) حيث كانوا معصومين بنص آية التطهير قبل تسلّم الامامة.



السؤال: الإمام معصوم منذ الصغر

في احد المتديات على الانترنيت قال لي احد المخالفين كيف تثبت ان الامام معصوم منذ الولادة اي من ساعة ولادة اي وهو جنين؟؟ فكيف اجيبه؟
وقال لي ايضا كيف تثبت بان زيد بن علي ليس معصوم وهو من اهل البيت وانتم تقولون ان اية العصمه تعصم كل من شمله عنوان اهل البيت.

الجواب:

معنى العصمة هو انقياد قوى الإنسان كالغضب والشهوة والواهمة إلى القوة العقلية فإذا كانت القوة العقلية كبيرة فإنها لا تتأثر بالدوافع التي تأتي من بقية القوى في النفس وإذا انقاد الإنسان إلى قواه العقلية دون تأثير باقي القوى صار معصوماً لأن العقل يدفعه إلى الحق والصحيح من الأعمال،والقوة العقلية للمعصوم وإن تبتدأ صغيرة إلا أنها هي المسيِّرة لباقي القوى في نفس المعصوم فلا يصدر منه أي ذنب وان كان المعصوم صغيراً واما زيد بن علي فليس من أهل البيت بالمعنى الأخص الذين أشارت إليهم الآية القرآنية فلا تثبت عصمته بالآية لعدم دخوله في أهل البيت.


تعقيب على الجواب (1) تعقيب على الجواب

اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما احاط به علمك.
كل عام وأنتم بألف خير بذكرى مولد السيدة الجليلة فاطمة المعصومة عليها السلام.
تعقيباً على سؤال الأخ الكريم, أقول:
يقول سيدي ومولاي الباقر عليه السلام: ما عرف الله من عصاه /تحف العقول.
القرآن الكريم قص علينا خبر يحيى على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام, فقال: (( يَا يَحيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَينَاهُ الحُكمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيهِ وَلَم يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا )) .
وقال أيضاً تعالى عن لسان الملك الذي كلم مريم على مولاتنا الزهراء وآلها وعليها افضل الصلاة والسلام: (( قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا )) .
الآن نطبق القاعدة التي وضعها إمامنا الباقر عليه السلام على الآيات الكريمة..
العاصي جاهل بالله فهو لا يعرفه..
فهل يحيى كذلك والقرآن يقول لم يكن جباراً عصياً !!
وهل عيسى كذلك والله تعالى يقول بأن عيسى على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام بأنه زكي !!
هب ان المخالف يقول هذا كلام إمامكم يا روافض أعطني دليل آخر..
نقول صحيح كلام امامنا لكن أرجع إلى نفس الآيات, وتأمل هل يكون شخص عاصي لله والله يقول عنه انه غير جبار وغير شقي ؟!!
وهل الجبار والشقي الا عاصي لله.
وهل العاصي لله يقول عنه تعالى بانه زكي ؟
يعني فلان زكي لكنه يسرق !!
أو فلان زكي وهو يكذب !!
وهذا الحال مع الانبياء على نبينا واله وعليهم افضل الصلاة والسلام, أذن من باب أولى, يكون الحال مع الآل عليهم السلام كذلك, لانهم عدل القرآن, وهم مطهرون من الرجس.




السؤال: أهل البيت (عليهم السلام) مطهرون منذ الولادة
هل كان أهل البيت عليهم السلام معصومين حتى قبل نزول أية التطهير؟
و ما الدليل النقلي و العقلي على ذلك؟
الجواب:


أهل البيت (عليهم السلام) معصومون منذ الولادة, وحتى قبل نزول آية التطهير, وهذا المعنى يمكن استفادته عقلاً ونقلاً, أما عقلاً فبملاحظة ان منصبي النبوة والامامة غايتهما انقياد الناس الى الحق والالتزام به, ومن المتعارف ان الناس لا تنقاد لمن يكذب أو يفسق أو يعمل المنكرات, إذ الأمر والنهي أمرهما صعب مستصعب عند الناس وينبغي للمتكفل بهما أن يكون على درجة عالية من القبول كي يكون كلامه مسموعاً وانقياد الناس اليه متيسراً, وهذا يستلزم نقاء سيرته منذ الولادة, كي لا يدع للمشككين واعداء الدين منفذاً ينفذون لمحاربة الدين من خلاله, إذ لا يعقل ان يكون الانسان ـ الذي نفترض انه لم يكن معصوماً قبل منصب النبوة والامامة ـ وهو قد صدرت منه الاخطاء ان يتحقق الانقياد التام اليه وقبول الناس لأقواله بعد تبوّئه المنصب أو اعلان نبوته وإمامته فالناس لا تفرّق كثيراً من هذه الناحية, ومن هنا كان قبول الكثير من المشركين للدخول في الاسلام بناءاً على السيرة الصالحة للنبي(صلى الله عليه وآله) قبل البعثة.
وأما نقلاً فإن أية التطهير قد ورد فيها إذهاب الرجس على سبيل الدفع لا الرفع إذ أنه تارة يستعمل الإذهاب ويراد به إزالة ما هو موجود, وأخرى يستعمل ويراد به المنع من طريان أمر على محل قابل له, كقوله تعالى: ((كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)) , فإن يوسف (عليه السلام) لم يقع في الفحشاء قطعاً حتى يصرفها الله عنه بمعنى رفعها, وانما هو على سبيل الدفع لا الرفع, وايضاً حين تقول في الدعاء لغيرك: صرف الله عنك كل سوء وأذهب الله عنك كل محذور, فإنك قد تخاطب بقولك هذا ممن لا يكون شيء من ذلك متحققاً فيه ولا حاصلاً له اثناء خطابك له.
وبملاحظة هذا نقول قد اجمع المسلمون سنة وشيعة ـ وكما دلّت عليه بعض الروايات ـ أن النبي (صلى الله عليه وآله) داخل ومشمول في مدلول آية التطهير, وهو لا يتصور في حقّه (صلى الله عليه وآله) أن يكون الرجس موجوداً قبل نزول الآية وأن الله أذهبه عنه بعد ذلك, وكذلك لا يتصور هذا المعنى في حق الإمامين الحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ اللذين كانا صغيرين حين نزول الآية, إذ كيف يتصور وجود الرجس في حقهما في هذه السن حتى يتم إذهابه؟!




السؤال: مدى حجية بعض الروايات التي ظاهرها عدم نفي السهو عن المعصوم

في مطالعتي لكتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام ..
وجدت هذه الرواية في باب علامات الإمام بالجزء الأول من المجلد , فيها إثبات السهو والنسيان للإمام عليه السلام :
وفي حديث آخر إن الإمام مؤيد بروح القدس وبينه وبين الله عمود من نور يرى فيه أعمال العباد وكلما احتاج إليه لدلالة اطلع عليه ويبسطه فيعلم ويقبض عنه فلا يعلم و(( الإمام يولد ويلد ويصح ويمرض ويأكل ويشرب ويبول ويتغوط وينكح وينام وينسى ويسهو )) ويفرح ويحزن ويضحك ويبكي ويحيى ويموت ويقبر ويزار ويحشر ويوقف ويعرض ويسأل ويثاب ويكرم ويشفع ودلالته في خصلتين في العلم واستجابة الدعوة وكل ما أخبر بهمن الحوادث التي تحدث قبل كونها فذلك بعهد معهود إليه من رسول الله (ص) توارثه وعنآبائه عنه (ع) ويكون ذلك مما عهد إليه جبرئيل (ع) من علام الغيوب عز وجل و جميعا لأئمة الأحد عشر بعد النبي (ص) قتلوا منهم بالسيف وهو أمير المؤمنين والحسين.فما هو شرح هذه العبارات , بالرغم ان لها احتمالين ..
أنها غير مسندة , أو ان لها اسنادا نفس اسناد الرواية التي سبقتها ؟
هل هناك روايات عن أهل البيت المعصومين عليهم السلام فيها نفس السهو والنسيان عن المعصوم عليه السلام ؟
الجواب:

بعد التحقيق تبين أنّ هذه الرواية الموجودة في كتاب (عيون أخبار الرضا (ع)) قد وقع فيها خطأٌ من قبل النساخ الذين قاموا بنسخ كتاب (عيون أخبار الرضا (ع)) وعلى النحو التالي:
أولا: الكلام الذي يبدأ من قوله: (انّ الإمام مؤيد بروح القدس ... الى إطلع عليه) إنما هو من حديث الإمام الرضا (ع) باب علامات الإمام (ع).
ثانيا: أما الكلام الذي يبدأ من قوله: (ويبسطه فيعلم... الى آخره) فهو من قول الإمام الصادق (ع) كما في كتاب (الخصال للشيخ الصدوق ص 577) وهو خالف من جملة (وينسى ويسهو).
ثالثاً: إن جملة (وينسى ويسهو) لا توجد في أكثر نسخ (عيون أخبار الرضا (ع)) وفي بعض النسخ فيها أنّ الإمام (لا ينسى ولا يسهو)، راجع كتاب (بحار الأنوار/ للشيخ المجلسي ج 35 / 117).
رابعاً: عبارات الحديث واضحة ولا تحتاج الى شرح. أما سؤالك بأنه هل هناك روايات عن أهل البيت المعصومين فيها نفي السهو والنسيان .
فنقول: نعم توجد بعض الأحاديث التي ظاهرها يدل على السهو والنسيان ولكنها من أخبار الآحاد, حيث انّ بعضها ضعيف السند والبعض الآخر يمكن حمله على التقية أو تأويله, وعلى فرض التسليم بظاهر الروايات التي تدل على السهو أو النسيان فستعارضها الروايات المستفيضة التي هي نص في نفي السهو والنسيان, ولا يقف الظاهر أمام النص خاصة إذا كان مستفيضاً فلا تعارض وإنما يفقدّم النص على الظاهر.
ثم إذا سلمنا بالتعارض فيأتي دور تطبيق الروايات العلاجية الخاصة بباب التعارض التي فيها الآخذ بما يوافق القرآن وطرح المخالفة له, وأخبار نفي السهو موافقة للعصمة الثابتة بالقرآن. وفيها الآخذ بما يخالف العامة ومن الواضح أن نفي السهو والنسيان خلاف رأي العامة.
هذا فضلاً عن معارضتها لحكم العقل الثابت بالأدلة الكثيرة, فيجب أن تصرف عن ظاهرها وتأول لأنه لا معارضة للظهور أمام حكم العقل.



السؤال: الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) معصومون من النسيان

هل الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ينسون, او لا ينسون, فهناك العديد من الآيات التي تشير للنسيان فهل هي تفسر على معنى آخر.
واذا ممكن بعض الامثلة
الجواب:

لقد ثبت بالدليل العقلي القاطع أن الأنبياء (عليهم السلام) وكذلك الائمة (عليهم السلام) معصومون من الذنوب والخطأ والنسيان مطلقاً وعلى هذا لابد من تأويل كل الآيات القرآنية التي ظاهرها يوحي بنسبة النسيان اليهم (عليهم السلام).
ومن الآيات التي ذكرت قوله تعالى في قصة موسى (عليه السلام): (( ولا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امري عسرا ))[الكهفك73]. فان هذه الآية قد يفهم منها للوهلة الاولى نسبة النسيان للنبي موسى (عليه السلام)، لكن لتعارض ظاهر هذه الآية مع الدليل العقلي الجازم الذي لا يقبل الشك على عصمة النبي من النسيان يدفعنا الى تأويل ظاهر هذه الآية الى ما يتلائم مع الدليل العقلي. وقد ذكر في تأويلها ما روي عن ابن عباس: بلا تؤاخذني بما تركت من عهدك. وأولت أيضاً: بلا تؤاخذني بما فعلته مما يشبه النسيان فسماه نسياناً للمشابهة كما قال المؤذن لاخوة يوسف (عليه السلام): انكم لسارقون، أي تشبهون السراق، فما حصل من موسى (عليه السلام) ليس نسياناً بمعنى الغيبة بل بما يشبه النسيان في النتيجة، وذلك لانه قدم الاهم على المهم حسب علمه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وترك الوعد بالصبر عندما تزاحم في مورد واحد، فانه كان ملتفت الى ما وعد به الخضر (عليه السلام) ولكنه لم يصبر على ما رآه منه، فما رآه لا يقاس بشيء أمام الوعد الذي قطعه للخضر (عليه السلام).
وأما قوله تعالى: ((واذكر ربك إذا نسيت))[الكهفك24]، فإن الخطاب وان كان موجهاً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أن المقصود منه الامة وهذا موجود في القرآن في آيات اخر أيضاً.
أما قوله تعالى في قصة آدم: ((ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسى))[طهك115] فان المراد بالنسيان هنا: هو انه عمل عمل الناسي بأن ترك الامر وانصرف عنه كما يترك الناسي الأمر الذي يطلب منه ، وقد روي عنهم (عليهم السلام): ان آدم لم ينسَ وكيف ينسَ وهو يذكره ويقول له ابليس (( ما نهاكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين ))[الاعرافك20].
هذه بعض الآيات التي يجب أن تأول، وهناك الكثير من الآيات الاخرى التي يجب أن تأول أيضاً، لأن ظاهرها يتعارض مع الحقائق الثابتة بالقطع، فمثلاً لابد من تأويل: (( كل شيء هالك الا وجهه ))[القصص:88]، وكذلك: (( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة اعمى واضل سبيلاً ))[الاسراء:72]، وغيرها كثير .



السؤال: الفرق بين المعصية والخطيئة والذنب والسيئة
مالفرق لغة واصطلاحا بين المعصية والذنب والخطيئة والسيئة ؟

الجواب:

تعرّف السيئة بأنها الخطيئة، وتعرّف الخطيئة بأنها الذنب , فيمكن اعتبار الكلمات الثلاث بمعنى واحد .
أما المعصية فهي مصدر من عصى يعصي عصياناً إذا خالف الأمر , وفي (الصحاح) للجوهري: والعصيان خلاف الطاعة , وفي (لسان العرب) قال: والعصيان خلاف الطاعة , عصى العبد ربه : إذا خالف أمره .
فالفرق أن العصيان قد يكون بمخالفة الأمر الإرشادي وقد يكون بمخالفة الأمر المولوي , والثاني هو الذي يقدح بالعصمة دون الأول , أما الخطيئة والذنب والسيئة فكلها بهذا المعنى لا يمكن أن تصدر من الانبياء (عليهم السلام)، فنحن نقول بعصمة الأنبياء من الذنب الصغير منه والكبير منذ الولادة حتى الوفاة .



السؤال: لا تعارض بين كلام الإمام علي (عليه السلام) والعصمة
قال الامام علي (( فإنّي لستُ في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي، إلاّ أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به منَّي فإنما أنا وأنتم عبيد مملوكون لربّ لا ربّ غيره، يملك منَّا ما لا نملك من أنفسنا وَأَخرَجَنَا ممَّا كنَّا فيه إلَى مَا صَلَحنَا عَلَيه، فأَبدَلَنَا بَعدَ الضَّلاَلَة بالهدَى، وَأَعطَانَا البصيرَةَ بَعدَ العَمَى.))
نهج البلاغة ـ الخطبة 216
هل هذا القول يناي العصمة ؟
الجواب:

إن في كلام الإمام علي (عليه السلام) في (نهج البلاغة) استثناء دال على العصمة وهو قوله (عليه السلام): (إلاّ أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني).
قال الشيخ محمد عبده في تعليقته المعروفة على النهج: ((يقول: لا آمن من الخطأ في أفعالي , إلاّ إذا كان يسّر الله لنفسي فعلاً هو أشد ملكاً منّي, فقد كفاني الله ذلك الفعل , فأكون على أمن من الخطأ فيه (نهج البلاغة – تعليق الشيخ محمد عبده2: 201) . فالسؤال هنا: هل كفى الله عزّوجلّ أمير المؤمنين (عليه السلام) من نفسه ما هو أملك به منه, ويسّر له فعلاً هو أشدّ ملكاً منه ينتصر به على نفسه ويأمن الخطأ في فعله, كما هو مراد الاستثناء من كلامه (عليه السلام)؟!
فقد ذكر الطبري بسنده إلى سعيد بن قتادة, الذي قال عند تفسيره لآية التطهير (سورة الأحزاب : الآية 33) فهم أهل بيت طهّرهم الله من السوء, وخصّهم برحمة منه.
وعن ابن عطية (في ما أورده النبهاني عنه في الشرف المؤبّد, والمقريزي في فضل آل البيت ص 33) : والرجس اسم يقع على الإثم والعذاب , وعلى النجاسات والنقائص , فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت... إلى آخر الأقوال.
واعطف بنا - ثمّة - على (نهج البلاغة) نفسه, لنرى: هل كفى الله تعالى أميرالمؤمنين (عليه السلام) أمر نفسه بما حباه من كمال العقل , وعلوّ الهمّة, وتمام الفطنة , ممّا جعل نفسه صافية لا يشتبه عليها أمر الحقّ من الباطل, وهو الأمر المقصود من العصمة؟!
قال (عليه السلام): (وإنّي لعلى بيّنة من ربّي, ومنهاج من نبيّ, وإنّي لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطاً).
وقال (عليه السلام) في كلام له وقد جمع الناس وحضّهم على الجهاد فسكتوا ملياً: (... لقد حملتكم على الطريق الواضح , التي لا يهلك عليها إلاّ هلك (الذي ختم هلاكه, لتمكّن الفساد من طبعه وجبلّته) من استقام فإلى الجنة, ومن زلّ فإلى النار)) (نهج البلاغة – تعليق الشيخ محمد عبده 1: 233).
أي: من استقام في الطريق الذي حملهم (عليه السلام) عليه فإلى الجنة, ومن زلّ عن الطريق الذي حملهم عليه فإلى النار, وهذا المعنى دالّ على العصمة, كدلالة الأحاديث النبوية السابقة التي تلوناها عليك.
وقال (عليه السلام) في كلام له لبعض أصحابه: (فإن ترتفع عنّا وعنهم محن البلوي , أحملهم من الحقّ على محضه) (محض الحق : خالصه, نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمد عبده 2/ 64).
وقال (عليه السلام): (ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّي لم أرد على الله ولا على رسوله ساعة قط) (المستحفظون - بفتح الفاء - : اسم مفعول , أي الذين أودعهم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أمانة سرّه وطالبهم بحفظها. ولم يردّ على الله ورسوله: لم يعارضهما في أحكامهما. نهج البلاغة – تعليق الشيخ محمّد عبده 2: 171 ).
وقال (عليه السلام): في خطبته المسمّاة بـ : ((القاصعة)), التي ذكر فيها قربه من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وملازمته إيّاه منذ الصغر: (... وكان - أي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - يمضغ الشيء ثمّ يلقمنيه, وما وجد لي كذبة في قول , ولا خطلة في فعل) (نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمد عبده 2: 157).
وقال (عليه السلام) من كلام له ينبّه فيه على فضيلته , لقبول قوله وأمره ونهيه: (فو الذي لا إله إلاّ هو! إنّي لعلى جادّة الحق, وإنّهم لعلى مزلّة الباطل) (المزلة: مكان الزلل الموجب للسقوط في الهلكة - نفس المصدر السابق - 2: 172).
وقال (عليه السلام) عندما بلغه خروج طلحة والزبير عليه مع عائشة وإثارتهم الفتن ضدّه: (إنّ معي لبصيرتي, ما لبست ولا لبس عليّ) (نفس المصدر السابق 2: 30).
فهذه الكلمات الواردة عنه (عليه السلام) دالّة بكلّ وضوح على أنّه مع الحق والحق معه, كما أشار إلى ذلك النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في كلماته السابقة التي تلوناها عليك, وهذا هو معنى العصمة التي عنيناها.
وقال (عليه السلام): (عزب رأي امرئ تخلّف عنّي (أي لا رأي لمن تخلّف عنّي, ولم يطعني) ما شككت في الحقّ مذ أريته) .
وقال (عليه السلام) في كتاب بعثه إلى أهل مصر مع مالك الأشتر: (إنّي والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاّع الأرض كلّها ما باليت, ولا استوحشت, وإنّي من ضلالهم الذي هم فيه, والهدى الذي أنا عليه, لعلى بصيرة من نفسي, ويقين من ربّي) (نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمد عبده 3: 120).
وقال (عليه السلام) من خطبة له يذكر فيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته: (فأدّى أميناً, ومضى رشيداً, وخلّف فينا راية الحق, من تقدّمها مرق, ومن تخلّف عنها زهق, ومن لزمها لحق, دليلها مكيث الكلام, بطيء القيام, سريع إذا قام) (المصدر السابق 1: 193).
وقال (عليه السلام): (أنظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم , واتّبعوا أثرهم , فلن يخرجوكم من هدىً , ولن يعيدوكم في ردىً , فإن لبدوا فالبدوا , وإن نهضوا فانهضوا , لا تسبقوهم فتضلّوا , ولا تتأخّروا عنهم فتهلكوا) (المصدر السابق 1: 189) .
إلى غيرها من الأقوال الواردة في نهج البلاغة, والمنتشرة هنا وهناك, الدالّة على عصمته (عليه السلام) وعصمة أهل بيته الكرام (عليهم السلام).



السؤال: عدم الاعتقاد بالعصمة لا يخرج من الإسلام والإيمان
هل عدم الاعتقاد بعصمة الائمة يخرج عن الاسلام والايمان
الجواب:

إن عدم الاعتقاد بعصمة الأئمة لا يخرج من الإسلام إذا كان ذلك الشخص معتقداً بوحدانية الله وبرسالة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) لأن تحقق الإسلام يحصل بالنطق بالشهادتين. أما الإيمان فأنه يتحقق بالاعتقاد بالأئمة الاثني عشر كونهم المنصوصين من قبل الله سبحانه وتعالى لإكمال الرسالة بهداية الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإذا كان عدم الاعتقاد بعصمتهم يؤدي إلى عدم الاعتقاد بإمامتهم فإن عدم الاعتقاد بالعصمة يخرج من الإيمان.
هذا هو الفرق بين الإيمان والإسلام بحسب الاصطلاح الفقهي، أما بحسب الاصطلاح القرآني فأن الإيمان معنى قائم بالقلب من قبيل الاعتقاد, والإسلام أمر قائم باللسان والجوارح فإن الاستسلام والخضوع لساناً بالشهادة على التوحيد والنبوة وعملاً بالمتابعة العملية ظاهراً سواء قارن الاعتقاد بحقية ما شهد عليه وعمل به أو لم يقارن وبظاهر الشهادتين تحقن الدماء وعليه تجري المناكح والمواريث (أنظر تفسير الميزان ج18 ص328).
وبهذا يظهر أن عدم الاعتقاد بالعصمة لا يخرج من الإسلام ويمكن أن يطلق على من لم يعتقد العصمة مؤمناً أيضاً وفق الاصطلاح القرآني وذلك إذا كان ذلك الشخص دخل في قلبه الاعتقاد بالتوحيد والنبوة فيقال: مؤمنٌ بالتوحيد ومؤمنٌ بالنبوة أو مؤمنٌ بالمعاد وهكذا.



السؤال: الفرق بين المصطفى والمعصوم
لماذا لا يستخدم لفظ المصطفى على الامام بدل المعصوم باعتبار لفظ المصطفى قرآني واقرب الى ذهن المتلقي
الجواب:
ليس هنالك مانع من استعمال لفظ المصطفى في المعصوم(ع)، فالاصطفاء هو اختيار الله تعالى لبعض عباده وتمييزهم عن الآخرين، وهو مشتق من الصفو. قال الراغب في مفرداته: واصطفاء الله بعض عباده قد يكون بإيجاده تعالى إياه صافياً عن الشوب الموجود في غيره. وقد ورد عن الامامين الباقر والصادق(عليهما السلام) في قوله تعالى: (( ثمَّ أَورَثنَا الكتَابَ الَّذينَ اصطََفينَا من عبَادنَا )) (فاطر:32), قالا: (هي لنا خاصة وإيانا عنى). أما لماذا لم يستعمل الناس هذا اللفظ (المصطفى) في المعصومين (عليهم السلام)؟ فلربما كان مردّه إلى كونه من ألقاب النبي(ص) اشتهر به دونهم، وربما كان السبب أيضاً أن الاصطفاء لا يتضمن معنى العصمة وإن كان يلزمه ولكن ليس لزوماً بيناً ، والعصمة التي هي امتناع العبد عن معصية الخالق أو امتناعه عن محارم الله عز وجل ألصق بالإمام وأبلغ في صفة الإمامة، ومن ذلك ما ورد في معنى المعصوم من طريقهم (عليهم السلام)، فعن علي بن الحسين(ع): (الإمام منا لا يكون إلاّ معصوماً، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فتعرف، قيل فما معنى المعصوم: قال: المعتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن..)) الحديث.
وأما قوله تعالى: (( إنَّ اللَّهَ اصطََفى آدَمَ وَنوحاً وَآلَ إبرَاهيمَ وَآلَ عمرَانَ عَلَى العَالَمينَ )) (آل عمران:33), فيظهر منه أن الاصطفاء يساوي العصمة، وذلك لأن الله تعالى لا يصطفي إلاّ الأفضل في كل عصر، ولا يجوز أن يصطفي الفاضل مع وجود الأفضل، وحيث أن الارض لا تخلو من حجة يوماً ما وإلا لساخت بأهلها، والحجة هو الأفضل ولا يكون حجة إلاّ معصوماً، فإنه يترتب على كل هذه المقدمات أن كل مصطفى معصوم وكل معصوم مصطفى أي أنهما متساويان مصداقاً ، فتأمل.
وحينئذ يترجح أن يكون الصارف عن استعمال المصطفى في المعصوم هو اشتهار أكمل أفراده وهو النبي(ص) به دون سائر المعصومين(ع) .
أو من جهة أن مفهوم الاصطفاء غير مفهوم العصمة، فلعل استعمال الائمة(ع) للفظة العصمة كوصف لهم(ع) لأنه أقرب في الدلالة على صفات الإمام. هذا ما استخلصناه من التأمل في بعض النصوص، والله العالم.



السؤال: رواية منام فاطمة الزهراء(عليها السلام) لا تقدح في عصمتها
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد



هناك شبه مطروحة في بعض المنتديات ويحاول المخالفين عن طريقها نفي العصمة أو على أقل تقدير إثبات إمكان حصول مس للمعصومين من قبل الشيطان.ومضمون الإشكال هو : رواية واحدة صحية السند عند الشيعة الامامية الجعفرية الرافضة تثبت ان لا عصمة للمعصوم .!! مس الشيطان للمعصومين وتجليهم لهم في المنام والرؤيا :
( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا باذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) قال : فانه حدثني أبي ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان سبب نزول هذه الاية أن فاطمة عليها السلام رأت في منامها أن رسول الله صلى الله عليه واله هم أن يخرج هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم السلام من المدينة فخرجوا حتى
جاوزوا من حيطان المدينة ، فتعرض لهم طريقان ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه واله ذات اليمين حتى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله صلى الله عليه واله شاة كبراء - وهي التي في إحدى اذنيها نقط بيض - فأمر بذبحها فلما أكلوا ماتوا في مكانهم ، فانتبهت فاطمة باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله صلى الله عليه واله بذلك .
فلما أصبحت جاء رسول الله صلى الله عليه واله بحمار فأركب عليه فاطمة عليها السلام وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام من المدينة كما رأت فاطمة في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض له طريقان فأخذ رسول الله صلى الله عليه واله ذات اليمين كما رأت فاطمة حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله صلى الله عليه واله شاة كما رأت فاطمة عليها السلام فأمر بذبحها ، فذبحت وشويت .
فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا فطلبها رسول الله صلى الله عليه واله حتى وقع عليها وهي تبكي فقال : ما شأنك يا بنية ؟
قالت : يارسول الله إني رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيته فتنحيت عنكم فلا أراكم تموتون.
فقام رسول الله صلى الله عليه واله فصلى ركعتين ثم ناجى ربه ، فنزل عليه جبرئيل فقال : يا محمد هذا شيطان يقال له : الدهار وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا ويؤذي ( 1 ) المؤمنين في نومهم ما يغتمون به ، فأمر جبرئيل فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال له : أنت أريت فاطمة هذه الرؤيا؟
فقال : نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات فشجه في ثلاث مواضع .
ثم قال جبرئيل لمحمد : قل يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل : أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت [ و ] من رؤياي ويقرأ الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات ، فإنه لايضره ما رأى وأنزل الله على رسوله ( إنما النجوى من الشيطان ) الآية .
بيان : ما رأيت كبراء وأشكالها فيما عندنا من كتب اللغة بهذا المعنى . 1- بحار الانوار : ج58 باب 44 : حقيقة الرؤيا وتعبيرها وفضل الرؤيا الصادقة وعلّتها وعلّة الكاذبة [186][195] بحار الانوار المجلد 43 باب 4 : سيرها ومكارم أخلاقها صلوات الله عليها وسير بعض خدمها [ 81 ][ 91 ]
2- كتاب تفسير الصافي ص142 ـ
3- تفسير القمي – سورة المجادلة
إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا ) الأعراف 201
وأذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان )إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا و ليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم). (الحج: 52)
عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : رأت فاطمة عليها السلام في النوم كأن الحسن والحسين ذبحا أو قتلا فأحزنها ذلك ، فأخبرت به رسول الله صلى الله عليه واله فقال : يا رؤيا ! فتمثلت بين يديه قال : أنت أريت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت : لا فقال : يا أضغاث ! أنت أريت فاطمة هذا البلاد ؟
قالت : نعم يارسول الله ، قال : فما أردت بذلك ؟ قالت : أردت أن أحزنها ، فقال لفاطمة : اسمعي ليس هذا بشئ
بحار الانوار المجلد 43 باب 4 : سيرها ومكارم أخلاقها صلوات الله عليها وسير بعض خدمها[ 91 ][100]
بحار الانوار : 43
كتاب تفسير الاصفي في شرح الاية الكريمة : سورة المجادلة : «انما النجوى من الشيطان‏» فانه المزين لها والحامل عليها «ليحزن الذين آمنوا» بتوهمهم انها في نكبة اصابتهم «وليس‏» الشيطان او التناجي «بضارهم‏»: بضارالمؤمنين «شيئا الا باذن الله‏»: بمشيئته «وعلى الله فليتوكل المؤمنون‏» ولايبالوا بنجواهم .
ورد: «اذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما فان ذلك يحزنه‏» (13) .وقيل: المراد بالآية الاحلام التي يراها الانسان في نومه فيحزنه (14) .ويؤيده ما رواه القمي في سبب نزولهما من رؤيا فاطمة‏عليها السلام في قصة طويلة (15) .
15ـ القمي 2: 355 ، عن ابي عبد الله ‏عليه السلام .
محمد بن أبي عمير هو محمد بن زياد وكنيته أبو أحمد الأزدي، إلا أنه أكثر ما يُعرف بكنية أبيه حيث اشتهر بابن أبي عمير. وهو من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد (ع)، حيث كانت وفاته في عام 217 للهجرة. وابن أبي عمير موضع ثقة كل من الشيعة والسنة ومن أصحاب الإجماع وأحد الرواة الأساسيين للأصول الأربعمئة. وهو من أعبد وأزهد أهل زمانه، وقد ذكره الجاحظ عند الحديث عن أفضلية القحطانيين على العدنانيين مفتخراً بذلك.
كان محمد بن أبي عمير دقيقاً للغاية في رواياته، فمع أنه قد سمع الكثير من الروايات عن علماء السنة، إلا أنه لم يروِ عنهم مطلقاً خوفاً من اختلاط رواياتهم بروايات الأئمة (ع). وكان هارون الرشيد قد طلب منه أن يكشف عن أسماء شيعة الإمام الكاظم (ع) أو يرضى بالعمل قاضياً في إحدى المدن، فرفض ذلك فجلده وألقاه السجن. وخلال تلك الفترة قامت أخته بإخفاء كتبه ـ التي بلغت 94 كتاباً ـ تحت الأرض، الأمر الذي أدى إلى تلفها جميعاًً.
كان ابن أبي عمير عابداً للغاية، حيث كان في بعض الأحايين يسجد بعد صلاة الصبح سجدة لا يرفع رأسه منها حتى الظهر. وقد كان ابن أبي عمير بزازاً ثرياً، ولمّا خرج من السجن بعد أربع سنوات لم يكن قد بقي له شيء من المال، وكان هناك شخص مدين له بمال سابقاً قد باع داره ليأتي له بألف درهم، ولكنه لم يقبلها قال:
حدثني ذريح المحاربي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: لا يُخرج الرجل من مسقط رأسه، ارفعها فلا حاجة لي فيها، والله إني محتاج في وقتي هذا إلى درهم وما يدخل ملكي منها درهم.[14]
ومن كتبه: الاحتجاج في الإمامة، الكفر والإيمان، اختلاف الحديث. ومن مشايخه وأساتذته أعلام كأبي بصير وأبان بن عثمان وجميل بن دراج، كما روى عنه الكثير، منهم أبو عبد الله البرقي وإبراهيم بن هاشم ومحمد بن عيسى.
يحيى بن القاسم ( أبو بصير ) الكوفيّ، المكفوف.. محدّث تابعيّ من ثقات الإماميّة وأجلاّء وجهاء وقته. قال بعضهم بأنّه ضعيف الحال واقفيّ وهذا مستبعد؛ لوفاته قبل ظهور الوافقيّة! إلاّ أنّ الإجماع الذي عليه هو كونه عالماً مفسِّراً، فقيهاً مؤلّفاً.. له من الكتب:
تفسير القرآن، ومناسك الحجّ، ويوم وليلة.
جاء اسم أبي بصير في أكثر من 650 مورداً من موارد أسناد الروايات، راوياً عن الأئمّة: الباقر والصادق والكاظم عليهم السّلام، وعن أبي بصير روى: الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، والحسين بن أبي العلاء، وعبدالله بن مسكان.. وغيرهم.
تُوفّي أبو بصير في « زبالة » ( منزل بين مكّة والكوفة )، وذلك سنة 150 هجريّة بعد منصرفه من الحجّ وهو في خدمة الإمام الكاظم عليه السّلام.
المصادر الاختصاص 83. الاستبصار 276:1. بصائر الدرجات 319. التحرير الطاووسيّ 306.
تنقيح المقال 308:3. تهذيب الأحكام 39:2 ، 300. التوحيد 20. جامع الرواة 324:2.
رجال الحليّ 264. رجال الطوسيّ 364. رجال النجاشيّ 308. معالم العلماء 130.
معجم الثقات 131. من لا يحضره الفقيه 121:4 ، 132. هداية المحدّثين 162.
الوجيزة 53.
الليث بن البختريّ ( أبو بصير )
المراديّ.. محدّث فقيه جليل القدر، إماميّ ثقة ممدوح، أحد الرواة الثقات الذين رووا النصَّ على إمامة الكاظم عليه السّلام من أبيه الصادق عليه السّلام، وله كتاب.
جاء اسمه في 57 مورداً من موارد أسناد الروايات، راوياً عن الأئمّة: الباقر والصادق والكاظم عليهم السّلام.. وعنه روى 8 رواة، منهم: المفضّل بن صالح، وعبدالله بن مسكان، وعبدالكريم بن عمر الخثعميّ.. وغيرهم.
مدحه الإمام الصادق عليه السّلام، وتحيّر البعض فيه. كان حيّاً قبل سنة 183 هجريّة.
المصادر:
الاختصاص 62. الاستبصار 51:1 ، 250. التحرير الطاووسيّ 230. تنقيح المقال 44:2.
تهذيب الأحكام 39:1 ، 20:2 ، 25:10. جامع الرواة 34:2. رجال الحليّ 136. رجال ابن داود 157 ، 214. رجال الكشيّ 10 ، 136 ، 170. فهرست الطوسيّ 130. الكافي 376:2. معجم الثقات 98. مناقب آل أبي طالب 321:4. مَن لا يحضره الفقيه 158:1. فهل سياخذ الشيعة بالروايات الصحيحة السند كما ادعو ا ؟؟؟ ام سيضربوا بها بعرض الحائط لكونها تخالف راي العصابة واوليات المذهب ؟؟؟؟ إنتهى

نعتذر عن الإطالة ولكن (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فما تعليقكم على ما ورد نرجوا التوضيح والسلام عليكم
الجواب:
يمكن الإجابة على هذا الأشكال من خلال ما يلي:
1ـ إن مجرد رؤية الشيطان في المنام لا ينفي العصمة ما لم يصدر فعل في الخارج يقدح في العصمة.
2ـ على هذا التفسير الموافق للرواية فإن نفس الآية القرآنية تشير إلى أن الشيطان ليس بضارهم شيئاً والغاية والهدف من عمله هو أنه يحاول أن يحزن الذين آمنوا ولكن بما أن أثره سريع الزوال بتسديد الله أو بيان الحال من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما في الرواية فلا يقدح بالعصمة.
3ـ ذكرت في سبب نزول الآية روايات أخرى تختلف بل تتعارض مع ما ذكر ففي رواية أن الآية نزلت في اليهود والمنافقين حيث كانوا يتناجون فيما بينهم بمعزل عن المؤمنين مع الإشارة إليهم بأعينهم غمزاً، فلما رأى المؤمنون نجواهم ظنوا أن سوءاً حصل لإخوانهم في السرايا فحزنوا لذلك وبثوا حزنهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمرهم الرسول ألا يتناجوا دون المسلمين فلم ينتهوا عن ذلك وعادوا إلى مناجاتهم فنزلت الآية وهددتهم بشدة (أنظر تفسير الأمثل ج 18 ص 122).
4ـ أن مجرد وجود رواية صحيحة السند لا يعني أنها لا بد أن تكون مقبولة الدلالة، هذا ما يقوله حتى المخالفون، فقد ترفض الرواية لدلالتها، فالرواية التي تعارض الدلالة القطعية بعصمة الأنبياء والأوصياء لابد أن ترفض أو تأول حتى لو كانت صحيحة السند. لأن خبر الواحد لا يخبر الإّ عن الدلالة الظنية.
5ـ إن القرآن الكريم أثبت عصمة فاطمة (عليها السلام) يقول تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) (سورة الأحزاب: آية 33). فالرواية إذا كانت تدل على عدم العصمة معناها معارضتها للكتاب.
6ـ إن هذا المستشكل وإن نقل الرواية عن البحار ولكنه مع الأسف لم ينقل تعليق المجلسي عليها حلاً لهذا الإشكال وما ذلك منه إلا لما ينطوي عليه قلبه من المرض




السؤال: المراد بالعصمة في آية البلاغ

(( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهدِي القَومَ الكَافِرِينَ )) (المائدة:67)
لقد استدل علي أحد السنة في لفظة العصمة في هذه الاية على معنى الحماية الجسدية للرسول صلى الله عليه و آله و استدل بها على شيئين أولا أنه سيحميه من أذى الناس ولذلك مات ولم يستشهد بالسم
ثانيا أن هذه العصمة أي الحماية مستمرة بعد الممات وأن دفن الشيخين مع الرسول صلى الله عليه و آله شرعي لانه من الاذى أن يدفن منافق مع الرسول ولا يحميه الرسول من هذا الاذى و الدنس


الجواب:

إن الكلام في الآية المباركة ليس في معنى العصمة الواردة فيها وإنما مورد نزولها ووقت إبتداء هذهِ العصمة المرادة في القرآن وممن يعصمه الله.
فإن معنى العصمة في الآية مطلق شامل لكل ما يعصم الله نبيه منه كالقتل والأذى والرد عليه والتكذيب والكلام الجارح وغيره، ولكن الكلام كل الكلام في سبب العصمة أو لماذا يعصمه ، وهذا يتوضح عند معرفة سبب النزول.
فالشيعة تقول أن سبب النزول كان في غدير خم وأن النبي (صلى الله عليه وآله) خشي الرد من قومه أن بلغهم ولاية علي (عليه السلام) فنزلت العصمة من الله ، فعصمه الله عن القتل وعن التكذيب.
وأما من يريد أن يصرفها عن علي (عليه السلام) فيدعي أنها نزلت في غير هذا الموضوع ومن ثم يدعي أنها نزلت في عدم التكذيب لكل الرسالة أو أنه يعصمه من اليهود أو أنه يعصمه من القتل حسب الاعراف التي يدعيها ـ ولا يمكن معرفة الحق إلا بتحقيق مورد النزول، ولذا ترى صاحبك المناظر يقفز عن هذه المقدمة إلى ما يترتب عليها حتى لا تلزمه بالغاية المرادة من العصمة، فلاحظ.
وأما قوله بخصوص عمر وابي بكر فإنا نرده بأن المنافقين في حياته أكثر أذى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) منهم بعد مماته فلماذا لم يعصمه الله منهم في المدينة وكانوا مجاورين له بل ويدخلون مسجده وبيته؟



السؤال: عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) ليست مختصّة بالتبليغ فقط

سؤالي حول العصمة
هناك قول عند اهل السنة :
بأن العصمة هى حالة مؤقتة فى موقف محدد أو متخصصة لتبليغ شئ محدد ..ففي هذه الحالة يكون الدين مصون, لانه لايكون الخطأ حين التبليغ او ماشابه ..وعند حالة الخطأ نعلم انه ليس في حالة تبليغ, عندها نكون قد علمنا وميزنا متى يكون التبليغ ومتى يكون لايكون, لان التبليغ او موقف دائما يكون معصوم .
هذا قولهم وننتظر من سماحتكم الاجابة

الجواب:

إن لم نثبت العصمة للنبي (صلى الله عليه وآله) في حالاته كلها فليس لنا أن نثبت له ذلك في حالة التبليغ فقط. فهذا أشبه بكلام شعري في الإستدلال على مسألة علمية، لأننا إذا جوزنا الخطأ على النبي (صلى الله عليه وآله) في حالات عدم التبليغ ـ كما هو مدّعى القوم ـ فمن أين لهم أن يخبرونا أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد صدق في هذه الحالات أي في حالات عدم التبليغ ولم يكذب علينا،ويخبرنا بأنه قد جاءه تبليغ من السماء ليبلغه لنا وهو في الواقع ليس كذلك.؟ كيف لنا ـ حينئذٍ ـ أن نميّز الصدق من الكذب في كلامه (صلى الله عليه وآله) لنعرف حالات التبليغ من غيرها.. وهل لأحد أن يعرف في حالة كذب النبي (صلى الله عليه وآله) علينا ـ لغرض عدم العصمة ـ لأنه يكون محتمل الخطأ ـ ومنه الكذب ـ أنه يبلغنا عن الله وهو في الواقع لا يبلغ عن الله بل عن نفسه.. فإننا إما أن نقول بعصمته (صلى الله عليه وآله) مطلقاً، أو نقع في هذا الإشكال الذي لا جواب شافي له..



السؤال: عصمة النبي موسى (عليه السلام)

ما هو تأويل هاتين الآيتين الدال ظاهرهما على السهو والنسيان.
(( فلَمَّا بَلَغَا مَجمَعَ بَينهمَا نَسيَا حوتَهمَا فاتَّخَذَ سَبيلَه في البَحر سَرَباً )) (الكهف:61)
(( قَالَ أَرَأَيتَ إذ أَوَينَا إلَى الصَّخرَة فإنّي نَسيت الحوتَ وَمَا أَنسَانيه إلَّا الشَّيطَان أَن أَذكرَه وَاتَّخَذَ سَبيلَه في البَحر عَجَباً )) (الكهف:63)

الجواب:

إن المشهور في فتى موسى من خلال الروايات أنه (يوشع بن نون)، ولكنه لم يذكر في ظاهر القرآن ولذا عبر عنه العلامة في (الميزان) بـ(قيل)، وعن الطوسي قيل :أنه ابن يوشع (التبيان 7: 65).
وإذا ثبت أنه يوشع فيجب تأويل ظاهر النسيان، فأنه لم ينس الحوت وكيف ينساه وهو رآه يمضي في البحر سرباً، وإنما لم يذكر ما حدث له لموسى (عليه السلام) إلا بعد أن سأله عنه، فأنزل منزلة النسيان، وقيل أن سبب عدم ذكر ما حدث لموسى (عليه السلام) أنه كان مشغولاًَ بمدافعة الشيطان ولذا عبر عنه بـ(( وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيطَانُ )) (سورة الكهف: 63)، ولذا ترك أخبار موسى(ع) بالأمر (التنبيه بالمعلوم للحر العاملي: 181). وأما نسبة النيسان لهما معاً ، فهو للتغليب فإن من ترك الحوت يمضي هو يوشع والمعنى تركا حوتهما كما هو الحال في قوله: (( وَلَقَد عَهِدنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ )) (سورة طـه:115)، أي ترك وهو ترك الأولى.



السؤال: استفتادة العصمة من قوله تعالى (وجعلني مباركاً أين ما كنت)

قوله تعالى (( وجعلني مباركا اين ماكنت )) هذا الاطلاق الا يدل على عصمة النبي بما فوق دائرة التبليغ الشامل للسهو والخطأ والنسيان؟؟؟

الجواب:

ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في معنى الآية (إن الله جعل النبي نفاعاً)، ومن خلال هذا المعنى لا يمكن استفادة العصمة إلا على فهم أن النفع المقدم لابد أن يكون خالياً من حالات السهو والخطأ والنسيان الذي قد يحول النفع إلى لا نفع وحتى إذا تم هذا المعنى فهو يكون خاصاً بنبي الله عيسى (عليه السلام) لأن الآية خاصة به.



السؤال: إدعاء مخاطر للقول بالعصمة
بسم الله الرحمن الرحيم

كيف يمكن الرد على هذه الشبهة المطروحة في الانترنيت حول العصمة؟؟
*************************
كثيرا ما يُتّخذ قوله تعالى (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى )) (النجم:4) حجّة لتأكيد عقيدة (العصمة) المطلقة، في حين أن الآية الكريمة مقيّدة من الداخل ومن الخارج:
أمّا الحصر الداخلي, فقوله تعالى (( إن هو إلاّ وحي يوحى )) وهذا يعني أنّ العصمة تتعلّق بالوحي، فلو كان كلّ قول الرّسول وحيا، لما كان لنا كتاب مميّزا عن باقي أقوال الرسول سمّاه الله تعالى قرآنا ونسبه لنفسه، فالوحي في هذه الآية يتعلّق بالقرآن.
أمّا الحصر الخارجي فيتمثّل في كلمة (هوى) وهي تعني ميلان النفس إلى غير جانب الحقّ وتوجيه الإرادة في ذلك الجانب لتأتي بأفعال بغرض إشباع رغبتها.
ولكن الخطأ لا يصدر عن (الهوى) فقط: قد يصدر عن النسيان والسهو والتسرّع وسوء التقدير والجهل والانفعال والمرض... وهذه كلّها لا علاقة لها بالهوى، إذن لماذا ذكر سبحانه وتعالى كلمة (الهوى) بالتحديد؟
لأنّ مضمون الآية يتعلّق بكلام الله سبحانه وتعالى، وهو يذكّر الكفار بأنّه ليس للرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم غرض مادي أو دنيوي، حتّى يأتي بهذا الكلام من عنده ويقصد بذلك تحقيق مآرب خاصة، فهو لا يريد منهم رئاسة ولا ملكا ولا مالا، ولا أيّ شيء ممّا تميل إليه النفس فتطمع فيه ويُعميها عن الحقّ.
ويمكنهم أن يتحقّقوا من ذلك، عندما ينظرون في القرآن الكريم فهم لا يجدون أن الرّسول قد حابى فيه نفسه ولا عشيرته ولا آله ولا دعا له بما يحقّق له مكاسب في الدّنيا، ولا دعا إليهم ليضمن لهم الرئاسة، بل لم يُذكر الرّسول بالاسم في القرآن الكريم سوى أربع مرّات (الفتح:29 - محمّد"2 - الأحزاب:40 - آل عمران:144) ولم يُذكر أحد من آله بالاسم ولا مرّة واحدة، ولم يذكر من أصحابه بالاسم إلاّ (زيد) (37 الأحزاب) وهذا أكبر دليل على أنّ الرّسول لم ينطق بالقرآن عن هوى وإنّما كلّما جاء به (( هو وحي يوحى )) إليه من الرحمان الرحيم، وقد كانت دعوته خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى.
ويَستدلّ الشيعة على العصمة أيضا بآية أخرى، في قوله تعالى (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) (الأحزاب:33), ويقتصر الشيعة عند استشهادهم بهذه الآية على عبارة واحدة مقتطعة من جملة الآية وهي قوله سبحانه وتعالى (( إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ))، في حين أن سياق الآية وما سبقها من آيات يفيد - بما لا يدع مجالا للشك - بأنّ المقصود بالتطهير هن زوجات الرسول رضي الله عنهن و حتّى لو تعسفنا وأخذنا هذه الآية في غير سياقها من الآيات التي سبقتها ـ والتي تتعلّق بنساء الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم فقط - وتعسفنا أكثر وأخذنا منها العبارة المذكورة في غير سياقها أيضا, فإنّ هذه العبارة تحمل في داخلها تفنيدا واضحا لمبدأ العصمة، وفيها ردّ مباشر في إبطال مبدأ العصمة، لأنّ التطهير لا يكون لمن هو كامل الطهارة، فإذا وُجد منذ البداية طاهرا، فسيقع تطهيره من ماذا؟
وعندئذ ستكون الصيغة في هذه الآية (( ذهبَ عنكم الرجسُ آل البيت لأنّه خلقكم أطهارا )) ، أمّا قوله تعالى (( ويطهركم تطهيرا )) أي أنّ عمليّة التطهير جاريّة عليهم في الزمن فكلما ارتكبوا ذنبا واستغفروا الله سبحانه وتعالى إلاّ وطهرهم منه ومن تبعاته، وكلّما عبدوا الله أكثر وأطاعوه فيما أمرهم به واعتمدوا عليه إلاّ وأبعد عنهم الرجس فلا يقربهم، إذن فعملية التطهير مشروطة بأعمال عليهم القيام بها، ولو كانت عمليّة منتهيّة إلى حدّ يبلغ فيه الطهر أقصاه لما جاءت كلمة (تطهيرا) كإضافة، و لوقفت الآية عند (( يريدُ الله أن يذهب عنكم الرجس آل البيت ويطهّركم )) والمقصود في الآية أنّ التطهير مستمرّ مع النبي وآله ما دموا مستمرّين في تجنّب المعاصي والإقبال على الطاعات والإكثار من الاستغفار من الذنوب.
وعبارة (يطهّركم) لم يختصّ بها آل البيت عليهم السلام فقط بل قال الله سبحانه وتعالى لعموم المؤمنين في آية الوضوء (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون )) (المائدة:6) وفي سورة الأنفال أيضا (( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام )) (الأنفال:11).
أين الخطر في القول بعصمة الأئمة؟؟
1- أنّ هذا سيؤدّي إلى تعدّد الشرائع وإلى تعدّد الأنبياء المتّبعين. وإلى تعدّد الوحي ـ وسيكون هذا التعدّد داخل كيان المسلمين أنفسهم.
2- ستكون العصمة مُدخلا للشيطان، فالذي سيحمل أقوال الإمام ليبلّغها إلى النّاس، إن لم يكن سليم النيّة، فسيتقوّل على الإمام بما لم يقل، وإن كان سليم النيّة، فسيُحمّل القول رغباته وانفعالاته وأهواءه وسيوجّهه الوجهة التي يريد.
3- تعدّد المراجع في الدين سيُـضعف مركزيّة كلّ المراجع، فلن تكون للرّسول أهمّية كونه المرجع الوحيد في السّنّة والسّلوك ولن يكون للقرآن أهمّية كونه المرجع الوحيد في الهداية (المعصوم) من كلّ خطأ.
4- سيؤكّد إخواننا الشيعة على نقاط الاختلاف باعتبارها تؤكّد الهويّة والتميّز وسيدفع هذا بهم إلى الغلوّ والشطط بحيث سيكون للإمام حضوة في الإتباع أكثر من الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لأنّ عصمة المعصوم الأخير تؤهّله ليكون ناسخا لأقوال المعصوم الذي قبله. فيصير الاختلاف في الإسلام شبيه بالاختلاف بين العهد القديم والعهد الجديد عند المسيحيين بل وأكثر من هذا، إذ سيكون كالاختلاف بين التوراة المحرّفة والقرآن (على أن يكون مثال التوراة المحرّفة مثال القرآن الذي بين أيدينا).
5- العصمة تُبطل قيمة الوحي. فإذا كان الإمام أو الرسول معصوما من الخطأ، فلماذا يوحى إليه؟ أو ربّما كان من الأجدى أن تنزّل عليه جملة واحدة (( يا ايّها النّاس اسمعوا لهذا الرّسول وأطيعوا فإنّي قد عصمته من الخطأ )).
إذن ليست المسألة مكابرة من المعترضين على القول بالعصمة وإنّما كانوا يخشون هذه النتائج التي ستضيّع الدّين وتجعل النّاس المتشيّعين شيعا بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى: متفرّقين في عقائدهم، متفرّقين في نظمهم، متفرّقين في ميولاتهم، متفرّقين في أئمّتهم، متفرّقين في أحلامهم، متفرّقين في ولائهم...
وقولي هذا ليس فيه استنقاص للأئمّة بل قدرهم عند الله كبير ولكن تنبيه لكم أنتم أيها الشيعة: أنّ ما تعتقدونه فيهم يؤدّي إلى نتائج خطيرة تضرّ بالدّين.
فإذا سُئلنا, أيُخطئ الأنبياء أم لا؟؟ قلتُ (خطأ الأنبياء ليس كخطئنا نحن، لأنّ صغائر ذنوبنا كبائر ذنوبهم، وقد يُذنبون بأشياء لا تعتبر في حقّنا ذنوبا، فنحن قد تحدّثنا أنفسنا بأشياء لا تُحسب علينا ذنوبا وتُحسب عليهم لمنزلتهم من الله سبحانه وتعالى وقربهم منه). فالنبيّ أو الرّسول من البشر، له غرائز، له رغبات، له حاجات وشهوات، يأكل ويشرب ويصوم، يتعرض لمصائب و يمرض بما يؤثر في عقله وفي مداركه، ينفعل بالغضب وبالسّرور وبالحزن و بالفرح، يعلّمه الله تعالى بطريق الوحي أو بطريق التجارب في الحياة وبالتفاعل مع النّاس, وكلّ هذه تكون مقترنة بأحوال مختلفة ومصحوبة بمؤثّرات مختلفة، فيُجهد الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم نفسه كرجل مكلّف بتطبيق الشرع وبإيصاله إلى النّاس على أن يؤدّي الأمانة فيما يتعلّق بالوحي وقد عصمه الله في هذا بأن يسّر له استيعاب القرآن وطمأنه على صيانته، وباشر حفظ ذلك قبل الوحي أو أثناءه أو بعده، يقول الله سبحانه وتعالى (( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم )) (الحج:52), ويُجهد نفسه فيما عدا ذلك على أن تكون حياته مطابقة لتعاليم الله سبحانه وتعالى فإن أخطأ في اجتهاده هداه الله تعالى إلى طريق الصّواب وفي ذلك عصمة لها وجهين: حماية الرّسول من الضلال وإتاحة الفرصة له للاستغفار والتوبة.
إذن الرسل عليهم السّلام يُخطئون ولكن يرعاهم الله دائما بالهداية بتنبيههم وحثّهم على التوبة والاستغفار.
فالذي لا يمكنه أن يُخطئ هو آلة معصومة أو قدّت لتـتبع قوانين صارمة اتّباعا صارما. أين الانفعالات؟ أين العواطف؟ أين الرّغبات والغرائز؟....
كلّ هذه المسائل الإنسانية تفقد معناها في هذا التصوّر الآلي للعصمة، وكأنّما ليس للرّسول شخصيّة مستقلّة ومسؤولة عن فعل يُردّ إليها فتُسأل عنه شرعيّا، يقول الله سبحانه وتعالى (( قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده )) (إبراهيم:11) إذن اختلافهم على البشر يكمن فيما تفضّل الله به عليهم وهو الوحي، ويقول سبحانه وتعالى في سورة الكهف (( قل إنما أنا بشرمثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) ويقول الله سبحانه وتعالى أيضا (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين )) (فصلت:6).
*************************
افتونا ماجورين جزاكم الله خيرا
الجواب:

1- ورد النطق في الآية القرآنية مطلقاً وورد عليه النفي فكان مقتضاه نفي الهوى عن مطلق نطقه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكان المعنى أنه لا ينطق إلا عن وحي، فحصر النطق بالوحي قال الآلوسي في تفسيره: ج27ص46: (( وقيل : المراد ما يصدر نطقه عليه الصلاة والسلام مطلقاً عن هوى وهو عائد لما ينطق به مطلقاً أيضاً وإحتج بالآية على هذا التفسير من لم يرَ الإجتهاد له عليه الصلاة والسلام.كأبي علي الجبائي وابنه أبي هاشم، ووجة الإحتجاج أن الله تعالى اخبر بأن جميع ما ينطق به وحي وما كان من إجتهاد وليس بوحي فليس ممّا ينطق، وأجيب بأن الله تعالى إذا سوغ له (عليه الصلاة والسلام) الاجتهاد كان الاجتهاد وما يسند إليه وحياً لا نطقاً عن الهوى... )) .
ولا يعترض على ذلك بعدم التمييز بين قول النبي وقول القرآن، وذلك لأنه ثبت عندنا نزول الوحي على النبي في مواضع عدة وبلغ بكلام منه (ص) بأن الوحي يخبر بأشياء غير القرآن كالأحاديث القدسية وأحاديث من كلامه (ص) بإخبار الوحي، فليس معنى أن نطقه ما هو إلا وحي أن يكون دائماً قرآناً،بل يمكن أن يكون غيره لأن الوحي كما يبلغ بالقرآن يبلغ بغيره والإشكال نشأ من افتراض أن الوحي لا يخبر إلا بالقرآن وهو خطأ.
وأما الإعتراض الثاني وهو أن الخطأ لا يصدر عن الهوى فقط بل يصدر عن غيره، فلو سلمنا بذلك، فإن الخطأ يمكن أن يصدر منه (ص) لو كانت الآية القرآنية تقول: وما ينطق عن الهوى فقط, ولكن لما حصرت الآية النطق بالوحي لا معنى لصدور الخطأ في نطقه الإّ بالقول بخطأ الوحي وهذا ما لا يقول به أُحد.
ثم إن سبب نزول الآية يتعلق بواقعة سقوط النجم، فليس النطق كان متعلقاً بالقرآن، وليس هناك قرينة تصرف سياق الآية للقرآن, وأما ما تمحله هذا المستشكل فليس إلا هذراً ممن لم يعرف العربية.
2- إرجع إلى موقعنا على الإنترنيت وتحت العنوان: (الأسئلة العقائدية / آية التطهير).
3- وأما المخاطر التي ذكرتها للقول بالعصمة فنجيب عنها:
أ- أن تصور إتصال الأئمة بالوحي معناه تعدد الشرائع تصور خاطئ، فالإمام حتى لو سدد من قبل الوحي فليس معناه أن يأتي بدين جديد وشريعة جديدة بل التسديد يكون لبيان شريعة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
ب- إذا كانت العصمة مدخلاً للشيطان في أصحاب الأئمة، فإنها أيضاً ستكون مدخلاً للشيطان في أصحاب الرسول (ص) فيتصرفون كما تصورت أن يتصرف أصحاب الأئمة، وهذا خلاف ما يقوله أتباع مدرسة الصحابة حيث قالوا بعدالة جميع الصحابة.
إذ لم يكن الإمام معصوماً فسيكون هو مدخلاً للشيطان وبالتالي تنحرف الأمة جميعاً بإنحرافه.
ج- ما يفعله المراجع ماهو إلا للوصول إلى فهم مراد المعصوم سواء كان قرآناً أم نبياً أم إماماً، وإذا لم يتعدد المراجع فمعناه القبول بقول مرجع واحد سواء كان على خطأ أم صواب كما حصل مع أتباع المذاهب الأربعة، وليس تعدد المراجع، هو إضعاف لدور الرسول (ص) والقرآن بل جلاء وبيان له.
د- ثم إنك إذ ترفض تعدد المراجع معناه أنك تجعل المسلمين يأخذون مباشرة من الرسول (ص) أو القرآن، وفي هذه الحالة فإن هذا يزيد في الخطأ، فأنت لم تقبل بتعدد المراجع وقبلت بتعدد أكثر من خلال المسلمين الآخذين من مصدر التشريع.
هـ- أن إفتراض كون الإمام معصوماً يعني أنه سوف يأتي بشيء صحيح، فحتى لو جاء بشيء جديد فإنه مسدد من قبل السماء نحو ذلك، وهذا الذي يأتي به ما هو إلا بيان لشريعة النبي التي لم تظهر كل شيء خلال الفترة القصيرة التي استمرت بها.
و- الإمام معصوم بتسديد الوحي، فالإتصال بالسماء هو الذي يجعله معصوماً، فالإمام والنبي يحتاج كل منهما لأن يسدد من قبل روح القدس ليكون معصوماً، وبعصمة الإمام سيتحد الناس على مصدر واحد للعلم والمعرفة لا يقبل الخطأ بخلاف القول: (بأيهم أقتديتم إهتديتم) فإن الإختلاف سيكون كبيراً.


يتبع

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)
رد مع اقتباس