عرض مشاركة واحدة

د. حامد العطية
عضو برونزي
رقم العضوية : 50367
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 299
بمعدل : 0.06 يوميا

د. حامد العطية غير متصل

 عرض البوم صور د. حامد العطية

  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : الرجل الحر المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-01-2012 الساعة : 06:21 AM


تصحيح على الرد مع الاعتذار




الأخ العزيز الأستاذ الفاضل الرجل الحر حفظه الله
الأخوة والأخوات الأعزاء الأساتذه الأفاضل المعلقون على المقال وفقهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقال إن لا شيء يسعد المرء أكثر من انجازاته الشخصية سوى تفوق أبناءه، ولو كان هذا القول صحيحاً فلم غمرني فرح طاغي عندما قرأت هذا المقال الوجيز الرائع والتعليقات الفذة عليه؟ فعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر إلى حد ما بين المقال والتعليقات فقد وجدتها متكاملة، مثل جانبي قطعة نقود معدنية.
للتدين - في نظري القاصر- جانبان: عقلي وعاطفي، والإثنان شرطان ضروريان، فلا غنى للعقل في استقبال الهدي وفهمه واتباعه، وهو مطلوب أساساً للاقتناع بالحاجة للهدي، لأن العقلانية مهما ارتقت محدودة، وخاضعة لتأثيرات المحيط وقصور الإدراك وغيرها من التحيزات التي لا مجال للبحث فيها هنا، فلا ضمان لبلوغ الطريق السوي بالعقلانية وحدها.
العاطفة ضرورية أيضاً لأنها توفر القوة للتدين، وحتى اداء العبادات الأساسية يتطلب حداً أدنى من العاطفة، ويبين الإسلام العواطف الواجب التحلي بها وكذلك العواطف السلبية، فالخوف مثلاً عاطفة، ومخافة الله عاطفة إيجابية، أما الخوف من حاكم طاغية أو قوة عدوة فهو مؤثر سلبي على الفكر والسلوك.
اتفق مع الأخ العزيز الرجل الحر في نظرته إلى جوهر الإسلام باعتباره منظومة من القيم، وأشاطره الحكم على على ما يسمى بالفتوحات الإسلامية وما أفرزته من ضرر بالغ في نشر الرسالة وتطبيقها في العالم، وسبق لي أن تطرقت لهذا الموضوع في كتابي الموسوم ( الانحرافات الأربعة: كيف ومتى ولماذا أضعنا الطريق) – وهو منشور في بيروت وبعض أجزاءه متوفرة على الإنترنت - وكما يلي: ( لو تفحصنا الظروف التي تمت فيها الفتوحات ونتائجها بشكل عام لأمكن التوصل إلى استنتاج مفاده أنَّ سلبياتها أكثر من إيجابياتها، وأساساً فإن اللَّه لم يختر الإسلام ديناً للناس ولم ينزل الوحي من أجل إنشاء امبراطورية مترامية الأطراف يحكمها المسلمون من عرب أو غيرهم، وإنما الهدف من الوحي والرسالة هو هداية الناس إلى الطريقة القويمة في الحياة على المستويين الفردي والجماعي)
عندما اختار المسلمون أو بعض قادتهم الغزو لنشر الإسلام غلبوا عاطفة حب القوة والتسلط وما يرتبط بها أو ينتج عنها من ثروات، وكان الأجدر بهم تغليب القيم الراقية مثل العدالة والمساواة والأخوة وغيرها، أو ما اطلق عليها تسمية "القيم الإحيائية"، لأن الإسلام هو دين "إحيائي"، اي يهدف لإحياء البشر والحفاظ على النفس البشرية، والوصول بها إلى الحياة الطيبة، ولكن استعمال السيف في نشر الدعوة واخضاع المسلمين وغيرهم بالقوة لا بالقيم عطل أو شوه الدور "الإحيائي" للإسلام.
إن خوف الأخ الرجل الحر على هوية التشيع في العراق نابع من عاطفة إيجابية نبيلة، والدين والمذهب مكون أساسي من ثقافة كل امة أو شعب، لذا فقد عمد بعض الفاتحين والحكام إلى طمس أديان البلدان التي خضعت لهم أو استبدلوها بديانات أخرى، والأمثلة على ذلك كثيرة، فالايوبيون في مصر وغيرهم من حكام شمال أفريقية حاربوا الشيعة الفاطميين الإسماعيلية حتى لم تعد لهم باقية، وفي بلاد الشام تعرض الشيعة لحملات قمع متواصلة حتى تقلص عديدهم وانتشارهم، والعزلة التي فرضت على بعض الجماعات الشيعية في بلاد الشام باعدت بينها وبين الشيعة في بلدان أخرى، وربما ساعدت في انتشار بعض الممارسات الخاطئة بينهم، وفي السعودية فرض المذهب الوهابي بالقوة على معظم مناطق الجزيرة العربية، وشهدنا نموه السرطاني في كافة الدول العربية والإسلامية، إلى درجة تتهدد الهوية السنية لهذه البلدان بالزوال. وفي بلدان أمريكا الشمالية والجنوبية حوربت الديانات البدائية لشعوبها الأصليين وفرضت عليهم المسيحية لا إخلاصاً للدين ولكن لإضعاف ومحو الهوية الدينية-الثقافية لهذه الاقوام، وعلى سبيل المثال استمرت الحكومة الكندية وحتى السبعينيات من القرن الماضي في سياسة اجبار أبناء السكان الاصليين لكندا (الذين يعرفون بقبائل الهنود الحمر) على الالتحاق بالمدارس الداخلية، حيث فرض عليهم التخلي عن معتقداتهم والتحول للمسيحية كما منعوا من استعمال لغاتهم الأصلية، ناهيك عن الإهمال المتعمد لاحوالهم الجسدية والنفسية مما تسبب في وفاة أعداد كبيرة منهم، هذه كلها أدلة على أن الهوية الدينية أو المذهبية قد تستهدف من الأعداء، وهو ما حذر منه أخونا الغالي الرجل الحر.
العاطفة مطلوبة للدفاع عن هوية التشيع، سواءً في العراق أو الجزيرة العربية أو لبنان وحتى إيران ذي الأغلبية الشيعية، وكلما كانت الأخطار المحدقة بالمذهب واهله كبيرة كلما تطلبت مواجهتها عاطفة اقوى، والعاطفة أو بالأحرى العواطف اللازمة هنا هي النخوة والشجاعة والأخوة والتكاتف والآثرة والتضحية والصبر والأنفة، ولهذه العواطف مظاهر أو دلالات مادية منظورة، يراها الشيعة وكذلك المتربصون بهم، وهي تشد من عزم وثقة الشيعة بأنفسهم وقدرتهم على مواجهة التحديات من دون تنازلات مذلة، ومن ناحية أخرى هي قوة لردع كل من يريد شراً بهم، ومن أشكال الدلالات المادية لهذه العواطف وحدة وحكمة القيادة وفاعلية تنظيماتها والعلاقة الإيجابية بينها وبين الجماهير، وما القوة العسكرية إلا واحدة من شواهد وجود وقوة هذه العواطف الإيجابية المطلوبة.
يبدو لي بأن أخينا العزيز الرجل الرحل نظر في حال شيعة العراق اليوم فلاحظ بأن مظاهر القوة لديهم قليلة وغير كافية للتصدي للتحديات الراهنة والمستقبلية، كما أنهم يتعاملون مع الشهداء الذين يسقطون بفعل الحقد المذهبي بطريقة لا تبعث على الاطمئنان لدى الشيعة، وتوصل رسالة للأعداء بأن الشيعة هدف سهل، وإن كنت صائباً في فهم موقفه فأنا اتفق معه تماماً لأننا جميعاً مسؤولون عن تفشي الضعف في صفوفنا، بدءاً بقادتنا السياسيين وخلافاتهم التي وصلت حد التقاتل ثم تحالفهم الهش، وهم أيضاً تعاملوا مع قادة الفئات الأخرى من موقف الضعف فقدموا لهم التنازلات بعد التنازلات وغضوا الطرف عن رعاية البعض منهم للإرهاب، وكما أن القادة متنافسون ومختلفون نجد أن جماهير الشيعة مضطربة وحائرة ولا يستبعد انتشار العواطف السلبية بينها مثل التشاؤم واليأس والعصبية القبلية والأنانية وما يرتبط أو ينتج عنها من مظاهر تعكس صورة الشيعي الضعيف.
من يستطيع احياء العواطف الإيجابية لدى الشيعة؟ القائد الفذ أولاً، مثل الإمام الخميني في إيران والإمام الصدر ومن بعده السيد حسن نصر الله في لبنان، كما أن التنظيم الفعال ضروري، للوصول إلى تسخير العواطف الإيجابية لصالح الجماعة والفرد، حينئذ تتولد للشيعة القوة الذاتية وتبرز مظاهرها للعيان فيرتدع المتربصون شراً بهم.
ومعذرة على الإطالة
ودمتم جميعاً برعاية المولى
أخوكم حامد العطية


من مواضيع : د. حامد العطية 0 هل تتسع طائرة المالكي المتوجهة إلى واشنطن لنصف مليون؟
0 هل السيد حسن نصر الله مندهش من شيعة العراق أيضاً؟
0 الإمام الحسين مضغة في أفواهكم
0 لماذا حضر ميكي ماوس وسانتا كلوز حفل تخرج جامعة المثنى؟
0 جريمة الأمير السعودي وتأسيس الحزب العلوي اللبناني
رد مع اقتباس