عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.74 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 22  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-12-2012 الساعة : 08:31 PM



هل سيتبدل الموقف الروسي من سورية؟

لدينا معطيات من مصادر قريبة من النظام السوري تشير إلى أن الموقف الروسي من الرئيس السوري تبدل بالفعل. الرئيس السوري يرفض استقبال الأخضر الإبراهيمي، وهذا دليل على أن خطة الأخضر الإبراهيمي فيها شيء لا يرضي الرئيس الأسد.

المعارضون السوريون القريبون من روسيا يهاجمون الأسد لرفضه استقبال الأخضر الإبراهيمي. أيضا فاروق الشرع ونزار نيوف هاجما الأسد وطالباه بأن يقبل خطة الإبراهيمي التي تدعو لتنحيه.

أنا رأيي الشخصي هو أن كلام فاروق الشرع ونزار نيوف وهيئة التنسيق هو بإيعاز من الروس للضغط على الأسد لكي يتنحى.

سيرغي لافروف بالأمس قال أن روسيا لن تطالب الأسد بالتنحي، ولكن هذا الموقف ربما يكون لإرضاء إيران. من الممكن أن روسيا تحاول إرضاء إيران إعلاميا، ولكنها باطنيا تعمل مع الأميركان. نحن نعلم بالفعل أن هناك اتفاقيا أميركيا-روسيا حول تنحي الأسد وأن روسيا حاولت إقناع سورية وإيران بهذا الاتفاق.

السؤال هو كيف سيكون رد فعل روسيا بعد فشل مهمة الأخضر الإبراهيمي؟ التي لا بد أنها ستفشل.

رئيس التحرير السابق لجريدة الشرق الأوسط يقول أن روسيا ستستغل رفض سورية لمهمة الأخضر الإبراهيمي كذريعة تبرر بها تغيير موقفها من الأزمة السورية. هذا الكلام وارد، ولكن ما هو المقصود بتغيير الموقف الروسي؟ هل المقصود هو انتقال روسيا إلى المحور الأميركي وأن تصبح مجرد تابع لأميركا على غرار فرنسا وتركيا وقطر؟ هذا الكلام مستبعد وغير منطقي. الموقف الروسي من القضية السورية مبني على مصالح استراتيجية عميقة ولا يمكن أن يتغير على هذا النحو الهزلي. روسيا الآن ليست تحت حكم ميخائيل غورباتشوف أو بوريس يلتسن.

روسيا قد تغير موقفها بالفعل، ولكن التغيير في رأيي لن يكون أكثر من تغيير في التكتيك، أي أنه سيكون مجرد مناورة. من الممكن مثلا أن توجه روسيا دعوة علنية للرئيس الأسد لكي يتنحى عن السلطة (هي ربما ستصيغ هذه الدعوة بشكل مبطن على طريقة فاروق الشرع، بمعنى أنها ستدعو الرئيس الأسد مثلا لتطبيق خطة الأخضر الإبراهيمي). أنا كتبت من قبل أن مثل هذه الدعوة لو صدرت عن روسيا فهي لن تعني الكثير. هي ستكون مجرد مناورة وليست تغييرا حقيقيا في الموقف الروسي. التغير الجوهري في الموقف الروسي سيكون بأن توافق روسيا على فرض حصار دولي على سورية وأن توقف دعمها الاقتصادي والتقني لسورية. أما مجرد دعوة الأسد للتنحي فهو أمر بسيط وأنا لا أستبعده. هو سيتوافق مع الموقف الأميركي ظاهريا ولكن في العمق الخلاف الروسي-الأميركي سيظل قائما.

حقيقة الخلاف الروسي-الأميركي هي ليست حول الأسد كشخص. الرئيس بشار الأسد لا يعني شيئا لا لروسيا ولا أميركا. الخلاف هو حول سورية كدولة. أميركا تريد تدمير سورية كدولة لأن أميركا هي عدوة لسورية، أما روسيا فهي تاريخيا صديقة لسورية ولذلك هي تهتم بالمحافظة على سورية كدولة. هذا هو لب الخلاف. بشار الأسد هو مجرد ستار كانت أميركا تتستر وراءه للتعمية على حقيقة موقفها من سورية. لاحظوا أن أميركا لم تتوقف عن توجيه الانتقادات لروسيا حتى بعد أن وافقت روسيا في المباحثات السرية على تنحية الأسد. أميركا ما زالت إلى الآن تطالب روسيا بمحاصرة سورية ووقف إرسال المساعدات إليها، وفي الآونة الأخيرة هناك تصعيد أميركي كبير حول موضوع الطائرات الروسية التي تحط في المطارات السورية. أنا نقلت سابقا كلام موقع دبكا الإسرائيلي حول هذه الطائرات، واليوم ظهر الخبر التالي:



برز تطور جديد في الصراع في سوريا، مع إطلاق المسلحين النار على طائرة ركاب خلال إقلاعها من مطار حلب، في هجوم قد يتكرر بعد تهديد المسلحين باستهداف جميع الطائرات المدنية، وقال قائد للمسلحين في سوريا عرف نفسه باسم خلدون لوكالة «رويترز» ان «قناصة من كتيبته أصابوا عجلات الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية، وهي من طراز ار.بي 201 أمس» الأول، مشيرا إلى أن الطائرة لم تتمكن من الإقلاع. وأضاف «كانت طلقات تحذيرية. أردنا إرسال رسالة للنظام بأن كل طائراته العسكرية والمدنية في متناول أيدينا». وأضاف «ما حدث بشأن مطار دمشق سيحدث في حلب حتى وإن كان الثمن أغلى».
وحث مسلح آخر المدنيين على عدم استخدام مطار حلب أو رحلات الخطوط الجوية السورية «لأنها ستصبح أهدافا من الآن فصاعدا».

هذا الخبر أتى بعد حملة دعائية أميركية-إسرائيلية حول الطائرات المدنية التي تحط في مطاري حلب ودمشق. صحيح أن المسلحين استهدفوا طائرة سورية ولكن المقصود الحقيقي هو الطائرات الروسية والإيرانية.

أميركا أوقفت منذ زمن دعواتها لتنحي الأسد. أنا فسرت ذلك سابقا بطريقة معينة، ولكن التفسير الذي يظهر لي الآن هو أن أميركا أوقفت هذه الدعوات لأنها أصبحت بلا قيمة بل أصبحت تضر الموقف الأميركي.

أميركا كانت تستخدم شعار “تنحي الأسد” كذريعة لتغطية هجومها على روسيا. هي كانت توهم الرأي العام بأن سبب خلافها مع روسيا هو أن روسيا تتمسك ببشار الأسد. روسيا وافقت على تنحية الأسد، وبالتالي هي أسقطت الذريعة الأميركية. أميركا الآن لم تعد تستطيع أن ترفع شعار تنحي الأسد لأنها برفعها لهذا الشعار ستظهر روسيا بمظهر الطرف المتجاوب وتظهر نفسها بمظهر الطرف الكاذب المنافق الذي يرفع شعارا لا يتوافق مع أهدافه الحقيقية.

أميركا في الآونة الأخيرة صارت تركز على لب القضية السورية، ألا وهو تدمير الدولة السورية. أميركا تسعى بكل قوتها لتشديد الحصار الاقتصادي على سورية، خاصة في فصل الشتاء. مهاجمة مطار دمشق لم يكن الهدف منها هو إسقاط النظام السوري وإنما الضغط على روسيا وغيرها لكي توقف إرسال مساعدات عبر الجو إلى سورية. هذا هو سبب استهداف المطارات المدنية السورية.

بشار الأسد لم يكن يوما سبب المشكلة في سورية. روسيا غيرت موقفها من الأسد، ومن الممكن أنها ستدعوه قريبا للتنحي بشكل علني، ولكن الأزمة السورية ستظل قائمة ولن تنتهي.

ما الذي ستستفيده أميركا إن تنحى الأسد عن السلطة وتولاها فاروق الشرع أو هيثم مناع؟ هي بهذا لن تكون حققت شيئا، بل بالعكس هي ستكون أضرت بنفسها وزادت النفوذ الروسي في سورية بشكل غير مسبوق.

أميركا لا يمكن أن تربح في سورية سوى بتفكيك الدولة السورية على طريقة الفوضى الخلاقة. الجهة الوحيدة الحليفة لأميركا في سورية هي الإسلاميون الموالون للمحور السني. هؤلاء الإسلاميون لا يمكنهم أن يحكموا سورية بكاملها (كما أقرت بذلك أميركا نفسها) ولكنهم يمكنهم أن يحكموا جزءا منها. لهذا السبب أميركا لا يمكنها أن تحقق شيئا في سورية إلا إن فككت هذا البلد على الطريقة البوسنية أو اليوغسلافية. لا يوجد سيناريو آخر يمكن لأميركا أن تربح فيه.

لو فرضنا أن الإسلاميين تمكنوا من السيطرة على سورية بكاملها وأنهم لم يبيدوا الأقليات فكيف سيكون حكمهم؟ هو لن يكون حكما مستقرا أبدا. من المستحيل أن يكون حكم الإسلاميين لسورية مستقرا، لأن نصف الشعب السوري على الأقل يرفضهم بشدة، ناهيك عن القوى الإقليمية التي ترفضهم أيضا (إيران، العراق، حزب الله والمسيحيون في لبنان، روسيا). نحن نرى الآن ما يحصل في مصر، فما بالك بسورية التي وضعها أسوأ بكثير من وضع مصر. حكم الإسلاميين لسورية هو نظرية غير ممكنة التطبيق. الطريقة الوحيدة لتنصيب الإسلاميين في سورية هي بتقسيمها (سواء كان التقسيم معلنا أم مستترا). هذا هو ما تريده أميركا وتسعى إليه لأن أي سيناريو آخر سيخرجها خاسرة.

جوهر الصراع الأميركي-الروسي مستمر ولن يتغير حتى لو تغير موقف روسيا من الأسد. الرئيس بشار الأسد لا يعني لروسيا وأميركا شيئا، وأميركا أصلا لم تعد تتحدث في هذه القضية.

الأميركان مستمرون في مهاجمة المعارضين السوريين


حذرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، نقلاً عن مسؤولين اميركيين، من أن الأوضاع قد تصبح أكثر سوءاً مع سقوط نظام بشار الأسد، وما يزيد من خطورة المرحلة المقبلة هو إمكان الصراع المرشح للاحتدام بين «رفاق السلاح»، الذين قادوا جميعاً الحرب ضدّ النظام الحالي.
يبدو المسؤولون الاميركيون على ثقة بأن غياب العدو المشترك للمقاتلين سيشعل حرباً دامية بينهم، نتيجة الصراع على السلطة والنفوذ في سوريا ما بعد الأسد، في وقت يعلّق البعض بأن إسقاط النظام (كل هذا الوقت والـ44 ألف قتيل) سيكون أسهل من توحيد فصائل المعارضة أو الحدّ من عنفها.
وتشير الصحيفة إلى أنه في شهر تشرين الثاني الماضي، بدا أن وحدة الصف العسكري تصبح قريبة، مع تشكيل «الائتلاف» المعارض الجديد في قطر، لكن لحظة التفاؤل به ماتت قبل أن تلد، فسرعان ما خرج العديد من المقاتلين ليرفضوا الاعتراف بالوليد الجديد، ويلوحوا بإقامة دولتهم الإسلامية المستقلة. وعليه تؤكد الصحيفة أن كتائب اليوم ستكون من دون شك ميليشيات الغد.

بعض كتاب النظام السوري يقرؤون هذه الأخبار بفرح لأنهم يظنون أنها تعني أن أميركا ستعيد اعترافها بالنظام السوري. هذه الأخبار هي تمهيد من أميركا للمرحلة التي تسميها “ما بعد سقوط النظام”. أميركا لا تقول هذا الكلام لأنها تريد التصالح مجددا مع النظام السوري ولكن لأنها تريد تهيئة الأجواء للتدخل عسكريا في سورية بعد سقوط النظام. هذه الأخبار هي موجهة للمعارضين السوريين وليس للنظام. النظام يجب ألا يفرح بمثل هذه الأخبار لأنها لا تعنيه بشيء.

مدونة هاني


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع
رد مع اقتباس