[عبد الامير]

إذا تعددت الآراء أمامك اختنا العزيزة فذلك سيدفع العقل للدراسة والمقارنة والتدقيق للوصول للرأي الأفضل ولفكرة الأصح ومن هنا يكون الكسب كسبان كسب الرأي الأفضل وكسب استعمال العقل والدراسة مما ينفع في زيادة الوعي اتجاه الرأي واختياره,وهذا مانراه موجودا في آيات القرآن الكريم قال تعالى {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ,,الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر. ومن هذا النهج نجد الإسلام ينتهج سياسة الأبواب المفتوحة في مجال التذكير والاعتقاد إذ يعتبر المحققين هم عباد الله الحقيقيين الذين لايرهبون من سماع آراء الآخرين ولا يستسلمون لشيء من دون قيد أو شرط ولا يتقبلون الوساوس والهواجس النفسية التي طالما دفعت الكثير لاعتناق الرأي والمنهج الخاطئ تتبعا لهوى النفس ورغبة المحيط.
وعلى ضوء الآية الكريمة وردت أحاديث وروايات تشجع الإنسان على البحث عن الحقيقة والصواب من أي مصدر كان ,قال رسل الله(ص)((الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث ما وجدها فهو أحق بها ))وقال الأمام علي عليه السلام((إن الحكمة ضالة المؤمن اطلبوها ولو عند المشرك تكونوا أحق بها وأهلها)).
فلا خوف على الإنسان من دراسة الآراء المطروحة بخصوص قضية تهمه مادام له عقل يميز الخطأ من الصواب وبغض النظر عن مصادر الآراء وما هي المواقف منها . لان لانغلاق على الرأي والإعراض عن غيره يعزل صاحبه تطورات الفكر والمعرفة ويحرم نفسه من إدراك حقائق ومعارف مفيدة , وقد يكون الرأي الذي انطوى عليه خاطئا فلا ينكشف خطأه في الانغلاق بل الانفتاح والبحث الصحيح
والقران الكريم يذكر لنا الذين أحبوا الانغلاق وهربوا من سماع الآراء هروبا حبا بمنهجهم الخاطئ كقوم نوح الذين كانوا يرفضون مجرد السماع إلى دعوته وإذا خاطب احدهم نوح (ع) امسك أذنه بإصبعه بل غطى وجهه حتى لا ينفذ إلى ذهنه شيء من كلامه أو تتأثر نفسه بملامح شخصيته,حتى شكاهم نوح إلى الله تعالى كما ينقل القران الكريم ((وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً))