[زهرة الزهراء]

أختي الغالية أم محمد

إن ما تقومين به هو عمل جبّار فعلا و لا يجب أن تتنرفزي بل تحلي بالصبر
في نظري أن ما قمت به هو إنجاز كبير و إن طال الوقت و هم على هذه الحال كما تقولين فمجرد أن وصلوا ليشككوا بالمسلمات التي كانوا يعتقدون بها هو إنجاز كبير و خاصة أنه حدث في أشهر قليلة و مع ناس غير جاهلين بأمور الدين بل كما تقولين بينهم امرأة درست الشريعة

أختي العزيزة.. الأمر يحتاج إلى وقت فالاقتناع بالعقل لوحده لا يكفي.. الإيمان هو ما يكتبه العقل على صفحة القلب... إن الحبر جهز لديهم.. لكن الاستعداد للكتابة به لم يكتمل بعد.. و مخاوفهم طبيعية و خاصة أن ليس في محيطكم إلا القلة من الشيعة حسب علمي و ليس من السهل أن يخالفوا مجتمعهم. أنت من خلال تصفحك في الانترنت و مشاركتك في العديد من المنتديات استطعت محاورة الكثير من السنة و الشيعة و كنت تعودين إلى الكتب في أي اشكال يواجهك و اطلعتي على العديد من جوانب العقيدة عند الشيعة.. أما هم فيبدو أنهم يتكلون عليك في المقام الأول لمعرفة أي أمر يخص الشيعة.. و لم يحاوروا شيعيا آخر و لم يتقصدوا البحث في بادئ الأمر بل أنت من يحثهم على ذلك.. لذا لا يمكن مقارنة وضعك سابقا بوضعهم الآن تماما.. قد يحتاجون إلى وقت أطول و هنا دورك في كبت استعجالك عليهم. يجب أن يدخل عشق آل البيت عليهم السلام إلى قلوبهم.. و هذه الميول العاطفية تحتاج لوقت أكير بكثير لتتبدّل من القناعات العقلية.. فحتى لو رأوا أنك عن الحق سيكون من الصعب جدا الشعور به و الإقرار به قلباً... و خوف زميلتك و تمنيها أنها لم تعلم هو دليل قاطع على ذلك.. لا أعلم أختي لكن ربما قد ينفعها أن تعطيها أدعية الإمام السجاد عليه السلام لتقرأها.. فهي تهذب النفس و تجعل حب هذا الإمام عليه السلام يدخل إلى القلب دون استئذان و سترى الفرق في الأدعية حتى بين الفريقين و ترى أن الانتقال إلى المذهب الآخر لهو أقرب إلى القلب أيضاً
يعني هذا مجرد اقتراح... لأنه لو كنت تريدين نصيحة في حواراتك، فأنا أعلم أن لديك العلم الكافي و أنك تجيبينهم دائما بالحجج المنطقية.. و أما بالنسبة للأسلوب فأنت أيضا أعلم منا بمن تحاورين و تعرفين طباعهم و ميولهم .. و لا يبقى لي سوى أن أنصحك بالصبر الصبر الصبر...
يا أختي كل الرسل عليهم السلام عانوا لسنوات لإقناع الناس فكيف بنا نحن الفقراء الذي لا يقاس علمنا بعلمهم ...
أعانك الله على ما أنت فيه و آجرك على صدق نيتك و مجهودك الكبير
و آسفة إن لم أستطع إفادتك كثيراً

و السلام عليك و رحمة الله و بركته