عرض مشاركة واحدة

العم ابو علي
عضو جديد
رقم العضوية : 275
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 70
بمعدل : 0.01 يوميا

العم ابو علي غير متصل

 عرض البوم صور العم ابو علي

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : العم ابو علي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-11-2006 الساعة : 08:57 PM


التتويج يوم الغدير


العمائم تيجان العرب

ولمّا عرفت من تعيين صاحب الخلافة الكبرى للملوكيّة الإسلامية ونيله ولاية العهد النبوي، كان من الحريّ تتويجه بما هو شارة الملوك وسمة الأمراء، ولمّا كانت التيجان المكلّلة بالذهب والمرصعــة بالجواهر من شأن ملوك الفرس، ولم يكن للعرب منها بدلٌ إلاّ العمائم، فكان لا يلبسها إلاّ العظماء والأشراف منهم، ولذلك جاء عن رسول الله () قوله: «العمائم تيجان العرب»، رواه القضاعي(1) والديلمي(2)، وصحّحه السيوطي في الجامع الصغير 2: 155(3)، وأورده ابن الأثير في النهاية(4).

وقال المرتضى الحنفي الزبيدي في تاج العروس 2: 12: التاج: الاكليل والفضة والعمامة، والأخير على التشبيه جمع تيجان وأتواج، والعرب تسمّي العمائم: التاج، وفي الحديث: «العمائم تيجان العرب» جمع تاج، وهو: ما يُصاغ للملوك من الذهب والجوهر، أراد: أنّ العمائم بمنزلة التيجان للملوك، لأنهم أكثر ما يكونون في البوادي مكشوفي الرؤوس أو بالقلانس، والعمائم فيهم قليلة، والاكاليل تيجان ملوك العجم، وتوّجه أي: سوّده وعمّمه.

وفي 8: 410: ومن المجاز عُمّم بالضم أي: سوّد، لان تيجان العرب العمائم، فكلّما قيل في العجم: توّج من التاج، قيل في العرب: عمّم، قال: وفيهم إذ عمّم المعمّم، وكانوا إذا سوّدوا رجلاً عمّموه عمامة حمراء، وكانت الفرس تتوّج ملوكها فيقال له: المتوّج.

وعدّ الشبلنجي في نور الأبصار: 25 من ألقاب رسول الله (): صاحب التاج، فقال: المراد العمامة، لان العمائم تيجان العرب كما جاء في الحديث(5) .


تتويج النبي لعلي بالعمامة

فعلى هذا الأساس، عمّمه رسول الله () هذا اليوم بهيئة خاصّة تُعرب عن العظمة والجلال، وتوّجه بيده الكريمة بعمامته (السحاب) في ذلك المحتشد العظيم، وفيه تلويحٌ أنّ المتوّج بها مقيَّض ـ بالفتح ـ بإمرة كإمرته ()، غير أنّه مبلّغ عنه وقائمٌ مقامه من بعده.

روى الحافظ عبد الله بن أبي شيبة، وأبو داود الطيالسي(6)، وابن منيع البغوي، وأبو بكر البيهقي، كما في كنز العمال 8: 60(7) عن عليّ قال: عمّمني رسول الله () يوم غدير خم بعمامة فسدلها خلفي.

وفي لفظ: فسدل طرفها على منكبي.

ثم قال: «إنّ الله أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمّة».

وقال: «إن العمامة حاجزةٌ بين الكفر والإيمان».

ورواه من طريق السيوطي عن الأعلام الأربعة السيد أحمد القشاشي(8) في السمط المجيد(9).

وفي كنز العمال 8: 60، عن مسند عبد الله بن الشخير، عن عبد الرحمن بن عدي البحراني، عن أخيه عبد الأعلى بن عديّ: أنّ رسول الله () دعا عليّ بن أبي طالب فعمّمه وأرخى عَذَبةَ(10) العمامة من خلفه (الديلمي)(11).

وعن الحافظ الديلمي، عن ابن عبّاس قال: لَمّا عمّم رسول الله () عليّاً بالسحاب(12) قال له: «يا علي العمائم تيجان العرب»(13).

وعن ابن شاذان في مشيخته، عن علي: أنّ النبي () عمّمه بيده، فذنب العمامة من ورائه ومن بين يديه، ثم قال له النبي (): «أدبر»، فأدبر، ثم قال له: «أقبل»، فأقبل، وأقبل على أصحابه، فقال النبي (): «هكذا تكون تيجان الملائكة»(14).

وأخرج الحافظ أبو نعيم في معرفة الصحابة، ومحبّ الدين الطبري في الرياض النضرة 2: 217(15) ، عن عبد الأعلى بن عديّ النهرواني: أنّ رسول الله () دعا عليّاً يوم غدير خم فعمّمه، وأرخى عَذَبة العمامة من خلفه.

وذكره العلامة الزرقاني في شرح المواهب 5: 10.

وأخرج شيخ الإسلام الحمويني في الباب الثاني عشر من فرائد السمطين، من طريق أحمد بن منيع، بإسناد فيه عدةٌ من الحفّاظ الإثبات، عن أبي راشد، عن علي قال: قال رسول الله (): «إنّ الله عزّ وجلّ أيّدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمّين هذه العمّة، والعمّة الحاجز بين المسلمين والمشركين»، قاله لعليّ لمّا عمّمه يوم غدير خم بعمامة سدل طرفها على منكبه(16).

وأخرج بإسناد آخر من طريق الحافظ أبي سعيد الشاشي ص 103(17) أنّ رسول الله () عمّم عليّ بن أبي طالب ()عمامته السحاب، فأرخاها من بين يديه ومن خلفه، ثم قال: «أقبل»، فأقبل، ثم قال: «أدبر»، فأدبر، قال: «هكذا جاءتني الملائكة»(18).

وبهذا اللفظ رواه جمال الدين الزرندي الحنفي في نظم درر السمطين(19)، وجمال الدين الشيرازي في أربعينه(20)، وشهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل(21)، وزادوا: ثم قال (): «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله».

وأخرج الحمويني بإسناد آخر، من طريق الحافظ أبي عبد الرحمن بن عائشة، عن عليّ قال: عمّمني رسول الله () يوم غدير خم بعمامة، فسدل نمرقها(22) على منكبي وقال: «إنّ الله أيّدني(23) يوم بدر وحنين بملائكة معتمين بهذه العمامة(24).

وبهذا اللفظ رواه ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة: 27(25)، والحافظ الزرندي في نظم درر السمطين(26)، والسيد محمود القادري المدني في الصراط السوي(27)-(28).


فائدة: [علي في السحاب]

قال أبو الحسين الملطي(29) في التنبيه والردّ: 26: قولهم ـ يعني الروافض ـ عليّ في السحاب، فإنّما ذلك قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لعلي: «أقبل» وهو معتمّ بعمامة للنبي (صلى الله عليه وسلم) كانت تُدعى السحاب، فقال (صلى الله عليه وسلم): «قد أقبل عليّ في السحاب»، يعني: في تلك العمامة التي تسمّى السحاب، فتأولوه هؤلاء على غير تأويله(30).

وقال الغزالي كما في البحر الزخار: 215: كانت له عمامة تسمّى السحاب، فوهبها من عليّ، فربما طلع عليّ فيها فيقول (صلى الله عليه وسلم): «أتاكم عليّ في السحاب»(31).

وقال الحلبي في السيرة 3: 369: كان له (صلى الله عليه وسلم) عمامة تسمّى السحاب كساها عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه، فكان ربما طلع عليه عليّ كرم الله وجهه فيقول (صلى الله عليه وسلم): «أتاكم عليّ في السحاب»، يعني: عمامته التي وهبها له (صلى الله عليه وسلم)(32)-(33). هذا معنى ما يُعزى إلى الشيعة من قولهم: إن علياً في السحاب، ولم يأوّله أيّ أحد منهم قطّ من أول يومهم على غير تأويله كما حسبه الملطي، وإنّما أوّله الناس افتراءً علينا، والله من ورائهم حسيب.

فيوم التتويج هذا أسعد يوم في الإسلام، وأعظم عيد لموالي أمير المؤمنين ()، كما أنه مثار حنق وأحقاد لمن ناوأه من النواصب. (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ)(سورة عبس: الآيات 38-41).


القربات يوم الغدير

بما أنّ هذا اليوم يومٌ أكمل الله به الدين وأتمّ النعمة على عباده، حيث رضي بمولانا أمير المؤمنين إماماً عليهم، ونصبه عَلماً للهدى، يحدو بالاُمة إلى سنن السعادة وصراط حقّ مستقيم، ويقيهم عن مساقط الهلكة ومهاوي الضلال، فلن تجد بعد يوم المبعث النبوي يوماً قد أُسبغت فيه النعم ظاهرةً وباطنةً، وشملت الرحمة الواسعة، أعظم من هذا اليوم الذي هو فرع ذلك الأساس المقدّس ومسدِّد تلك الدعوة القدسية.

كان من واجب كلّ فرد من أفراد الملا الديني القيام بشكر تلكم النعم بأنواع من مظاهر الشكر، والتزلّف إليه سبحانه بما يتسنّى له من القرَب من صَلاة وصوم وبرّ وصلة رحم وإطعام واحتفال باليوم بما يناسب الوقت والمجتمع، وفي المأثور من ذلك أشياء، منها: الصوم.


حديث صوم يوم الغدير

أخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفّى 463، في تاريخه 8: 290، عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني، عن أبي نصر حبشون الخلال، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لمّا أخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) بيد عليّ بن أبي طالب فقال: «ألست ولي المؤمنين؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقال عمر بن الخطاب: بَخ بَخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم، فأنزل الله: (اليوم أكملت لكم دينكم) ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهراً، وهو أول يوم نزل جبريل () على محمد (صلى الله عليه وسلم)بالرسالة.

ورواه بطريق آخر عن علي بن سعيد الرملي.

وأخرج العاصمي في زين الفتى قال: أخبرنا محمد بن أبي زكريا، أخبرنا أبو إسماعيل بن محمد الفقيه، أخبرنا أبو محمد يحيى ابن محمد العلوي الحسيني، أخبرنا إبراهيم بن محمد العامي، أخبرنا حبشون بن موسى البغدادي، حدّثنا علي بن سعيد الشامي، حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذب... إلى آخر السند والمتن المذكورين، من دون ذكر صوم المبعث.

وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في مناقبه، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن طاوان، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن السماك، حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدّثني علي بن سعيد الرملي... إلى آخر السند والمتن(34).

ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرته: 18(35)، والخطيب الخوارزمي في مناقبه: 94(36) ـ من طريق الحافظ البيهقي، عن الحافظ الحاكم النيسابوري ابن البيّع صاحب المستدرك، عن أبي يعلى الزبيري، عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله البزاز، عن علي بن سعيد الرملي... إلى آخره ـ وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين في الباب الثالث عشر، من طريق الحافظ البيهقي(37)-(38).


من مواضيع : العم ابو علي 0 الصحابه من وجهة نظر الفريقين
0 اربع اسئله . والجائزه سياره مرسيدس 2007
0 الجمع بين الصلاتين
0 قصيده للشاعر عباس جيجان
0 الأمام علي ابن ابي طالب / موضوع شامل .. منقول للفائده
رد مع اقتباس