عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عاشقة النجف
عاشقة النجف
شيعي حسيني
رقم العضوية : 20
الإنتساب : Jul 2006
المشاركات : 13,004
بمعدل : 1.99 يوميا

عاشقة النجف غير متصل

 عرض البوم صور عاشقة النجف

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عاشقة النجف المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2006 الساعة : 05:16 PM


الإمامة بمعنى الولاية

للإمامة درجة ومرتبة ثالثة، هي ذروة مفهوم الإمامة. وكتب الشيعة مليئة بهذا المفهوم للإمامة، الذي يُعَدّ وجها مشتركا بين التشيّع والتصوّف.

وعندما نقول إن هذه المرتبة من الإمامة تعبر عن مفهوم مشترك، لا ينبغي أن يساء الفهم، إذ يمكن - لكم - أن تواجهوا في هذا المضمار كلام المستشرقين الذين يطرحون المسألة كذلك.

المسألة التي تعكسها هذه المرتبة من الإمامة عُرِضَ لها في أوساط العرفاء بصورة مكثفة، كما عرفها التشيع منذ صدر الإسلام. ومازلت أذكر أن هنري كوربان سأل العلامة الطباطبائي في حوارٍ له معه قبل عشر سنوات، فيما إذا كان الشيعة قد أخذوا هذا المفهوم من المتصوّفة، أم أخذه المتصوّفة من الشيعة؟ كان يريد أن يقول أن أحد الطرفين أخذ من الآخر. وعندئذ ذكر له العلامة الطباطبائي أن المتصوّفة هم الذين أخذوا من الشيعة، لأنه كان متداولاً في أوساط الشيعة في وقت لم يكن قد تبلور فيه التصوّف، ولم تكن قد شاعت في أوساطة مثل هذه المسائل، ثم نفذ بعد ذلك وبرز في أوساطهم.

نستنتج مما مرّ، أنه إذا كان - ولا بد أن يكون - أحدهما قد أخذ من الآخر، فإن المتصوّفة هم الذين أخذوا من الشيعة.

المفهوم الذي نعنيه في هذا المجال يتمثل بمسألة الإنسان الكامل، أو بتعبير آخر "حجّة العصر".

لقد ارتكز منحى العرفاء والمتصوّفة على مسألة الإنسان الكامل كثيرا. فمولوي (مولوي شاعر عرفاني) يقول: "إن لكل عصر وليّاً قائماً"، وإنّ في كل عهد إنساناً كاملاً، يكون حاملاً للمعنوية الإنسانية العامة، ولا يخلو زمان أبدا من الوليّ الكامل الذي يعبر عنه أحيانا بالقطب.

يعتقد هؤلاء أن للولي الكامل الذي ينطوي على (صفات) الإنسانية بشكل تامّ وكامل، مقاماتٍ بعيدة كل البعد عن أذهاننا. من بين المقامات التي تذكر له، تسلّطه على الضمائر أي القلوب، انطلاقا من كونه روحا كلية يحيط بجميع الأرواح. وفي هذا المجال يشير مولوي إلى قصة إبراهيم الأدهم، وهي قصة أسطورية. وقد توسل مولوي بذكر الأساطير للتعبير عن أفكاره.

لم يكن هدف مولوي أن ينقل وقائع التاريخ، بل هو ينقل الأسطورة ليعبر من خلالها عن فكرته. وفي سياق ذلك يذكر أن إبراهيم الأدهم مر إلى جوار بحر، فرمى فيه إبرة، ثم طلب الإبرة فأطلت الأسماك برؤوسها على سطح البحر وفي فم كل واحدة منها إبرة.

ومسألة الولاية تطرح عادة في الاعتقاد الشيعي بهذا المعنى نفسه، ولكن على نحو مكثف جدا. فهي تطرح بمعنى - أن يكون الولي- حجة الزمان، بحيث لا يكون ثمة زمان خالٍ من الحجة أبدا "ولولا الحجّة لساخت الأرض بأهلها". ومؤداه أن الأرض لم تخل ولن تخلو من الإنسان الكامل أبدا. ويعتقد الشيعة أن هذا الإنسان الكامل ينطوي على مقامات ودرجات كثيرة. ونحن في أغلب التحيات والزيارات التي نقرأها، نقر بمثل هذه الولاية ونعترف بهذه الإمامة، أي أننا نعتقد أن للإمام مثل هذه الروح الكلية.

نحن نقول في الزيارة التي نقرأها جميعا باستمرار، وهي جزء من أصول التشيع: "أشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي وترد سلامي". نحن نخاطبه بهذا الكلام وهو ميت، ولا فرق بالنسبة لنا- في تحلّيه بهذا المقام - بين حياته ومماته. وهذا لا يعنى أنه لم يكن كذلك في حياته، وأنها من مختصاته بعد مماته.

فأقول- مثلا-:" السلام عليك يا علي بن موسى الرضا" ثم أشهد له وأعترف أنه يسمع كلامي، ويردّ سلامي.


أما أهل السنة- من غير الوهابيين - فلا يعتقدون بمثل هذا المقام إلاّ للرسول الأكرم فقط، ولا يقولون بمثل هذا العلوّ والإحاطة الروحية في الدنيا، إلاّ للنبي وحده. أما نحن الشيعة فتعدّ هذه العقيدة من أصول مذهبنا، نعتقد بها على الدوام.

يتضح مما مر أن الإمامة على ثلاث درجات، إذا لم نفكك فيما بينها، سنقع في إشكالات أثناء ممارسة الاستدلال في هذا المجال.

ويترتب عليها أن للتشيع ثلاث مراتب أيضا. فبعض الشيعة يعتقد بالإمامة بمعنى كونها قيادة اجتماعية فقط. هؤلاء يقولون أن النبي (صلى الله عليه وآله) عين عليا (عليه السلام) قائدا من بعده، وأن أبا بكر وعمر وعثمان تقدّموا لهذا الموقع من عند أنفسهم - خلافا لمراد النبي - هؤلاء شيعة بهذا المقدار، أما في المسألتين الأخريين، فهم إما لا يعتقدون بهما أو يسكتون عنهما.

البعض الآخر يعتقد بالمرتبة الثانية للإمامة يقول بهذا، بيد أنه لا يصل إلى الثالثة. ومما يقال بهذا الشأن أن المرحوم السيد محمد باقر درجئي أستاذ السيد البروجردي في إصفهان، كان ينكر المرتبة الثالثة، فقد كان يعتقد بالإمامة إلى مرتبتها الثانية ولم يتجاوزها إلى ما بعدها.

أما أكثرية الشيعة وعلماؤهم فقد كانوا يعتقدون بالمرحلة الثالثة أيضا.

إذا أردنا أن ندخل في بحث الإمامة فعلينا أن نفعل ذلك انطلاقا من ثلاث مراحل، هي: الإمامة في القرآن، الإمامة في السنّة، وبحث الإمامة بحسب العقل.

في المرحلة الأولى يجب علينا أن نبحث فيما إذا كان لآيات القرآن في باب الإمامة دلالة على الإمامة التي تقول بها الشيعة أم لا؟ وإذا كان لها دلالة على الأمر فهل تعنى بالإمامة بمعنى كونها قيادة سياسية واجتماعية فقط، أم أنها تمتد لتشمل الإمامة في معنى كونها مرجعية دينية، بل وكونها ولاية معنوية أيضا.

عندما ننتهي من بحث الإمامة في القرآن ننتقل لبحثها في سنة النبي (صلى الله عليه وآله) لنلمس ما جاء بشأنها، ثم ننتقل بعدئذ لتحليلها في ضوء النظر العقلي، كي نرى حكم العقل وماذا يقبل من مراحلها الثلاث. فهل تراه يحكم لصالح أهل السنة في المرتبة التي تكون فيها قيادة اجتماعية، فيرشد إلى أن خليفة النبي (صلى الله عليه وآله) يجب أن ينتخب بالشورى من قبل المجتمع، أم تراه يحكم بوجوب أن يعين النبي بنفسه خليفته من بعده؟

ثم نتابع العقل بشأن ما يحكم به في المسألتين الأخريين.



حديث في باب الإمامة


قبل أن نتوفر على ذكر آيات القرآن حول الإمامة، أنقل إليكم حديثا معروفا يرويه الشيعة والسنة معا. وحين تتفق كلمة الفريقين - في العادة - على رواية حديث، فلا يجوز النظر لذلك كشيء هامشي صغير، لأن اتفاق الشيعة والسنة على روايته بطريقين، هو تقريبا علامة على صدوره القطعي من النبي الأكرم أو من الإمام.

هناك فرق بين عبائر الحديث في رواية الفريقين، بيد أن مضمونه واحد - تقريبا - بين الاثنين. فنحن الشيعة نرويه - على الأغلب - بهذه الصيغة: "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية". (دلائل الصدوق، ص6، 13) وكلمات الحديث تتسم بالكثافة والشدة الشديدة [في المؤدى والدلالة] لأن الناس في الجاهلية كانوا مشركين، ولم تكن لهم عقيدة في التوحيد والنبوة.

ورد الحديث كثيرا في كتب الشيعة، وهو يتسق مع أصولهم ويتطابق معها تماما. فالحديث ورد في "الكافي" أهم كتب الحديث عند الشيعة.

بيد أن المهم هو توفر كتب أهل السنة عليه، فقد نقلته كتبهم الحديثية بصيغة:

"من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية" ( مسند أحمد)، كما ورد بصيغة أخرى، هي:"من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" (صحيح مسلم ج3،ص 1478).

ورووه كثيرا بالصيغة التي يرويها الشيعة أيضا، كما روي عنهم بصيغة "من مات ولا إمام له مات ميتة جاهلية".

لقد وردت عبارات الحديث بصيغة مكثفة تدلل على الاهتمام الكبير الذي كان يوليه النبي الأكرم لمسألة الإمامة.

لقد انطلق من يعتقد في معنى الإمامة أنها قيادة اجتماعية فقط، من تأكيد النبي الأكرم مسألة القيادة بهذا النحو، حيث رفعها إلى مستوى تكون الأمة التي تفتقد إلى القائد والإمام، أمة تموت على شرعة الجاهلية ونهجها، وذلك لأن للتفسير الصحيح لأحكام الإسلام والتنفيذ السليم لها وثيق الصلة بصحة خط القيادة وبارتباط المجتمع ارتباطاً وثيقاً بالقائد.

فليس الإسلام ديناً فردياً، ليصحّ للإنسان الاجتزاء فيه بقوله: أعتقد بالله وبالنبي ولا شأن لي بالبقية. كلا، بل يجب عليك بالإضافة إلى إيمانك بالله وبالرسول، أن تبحث بالضرورة عن القائد في هذا الزمن وتعرفه، كي تمارس نشاطك - حتما - في إطار قيادته.

أما من يحمل الإمامة كمرجعية دينية، فتراه ينطلق من معنى هذا الحديث في تأكيد أن من يريد أن يلتزم بالدين يجب عليه أيضا أن يعرف الشخص الذي تنتهي إليه مرجعية هذا الدين، فيعرف من أين يأخذ دينه. أما أن يؤمن الإنسان بالدين، ويستقيه من مصدر يضاد هذا الدين، فذاك - بلا ريب - عين الجاهلية. نصل الآن إلى من يسمو بالإمامة إلى مستوى كونها ولاية معنوية، إذ نراه يقدم مدلول الحديث بقراءةٍ مؤدّاها أنّ هذا الحديث يريد أن يقول بأنّ الإنسان الذي لا يتجه نحو وليّ كامل، يكون كمن مات في الجاهلية.

لقد تناولت هذا الحديث أولاً لتواتره، وقد كان هدفي أن يبقى في أذهانكم إلى أن نعود للبحث فيه مجددا.

أما الآن فننتقل إلى آيات القرآن الكريم.

توقيع : عاشقة النجف
حلم وتمنٍ ...
كان ومازال ..ـــ
أن تأم الملأ والعالم يصلي خلفك سيدي ...


من مواضيع : عاشقة النجف 0 استجدي دعاء ...
0 تمنٍ يعتريني ...في كل عيدــــ
0 مهم للجميعـــــ..
0 تدرجات اللون الورديــــ..
0 اناقة اللون الاسودــــ
رد مع اقتباس