عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عاشقة النجف
عاشقة النجف
شيعي حسيني
رقم العضوية : 20
الإنتساب : Jul 2006
المشاركات : 13,004
بمعدل : 2.00 يوميا

عاشقة النجف غير متصل

 عرض البوم صور عاشقة النجف

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عاشقة النجف المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2006 الساعة : 04:52 PM


والسؤال: من هو قائد المجتمع بعد النبي؟

يتفق الفريقان (الشيعة والسنة) على أصل هذه المسألة، فكما أنّ الشيعي يعتقد بضرورة وجود قيادة عليا للمجتمع، فكذلك السني يعتقد بها. من هذا المنطلق اكتسبت مسألة الخلافة الشكل [التاريخي والكلامي] الذي طُرحت به. فالشيعة تقول أن النبي (صلى الله عليه وآله) عين بنفسه القائد من بعده، وأعلن أنّ زمام أمور المسلمين يجب أن يكون بيد الإمام عليّ (عليه السلام)، في حين قاد أهلَ السنة اختلافُهم المنطقي إلى عدم قبول هذه الصيغة، أو على الأقل عدم قبول الشكل الذي تؤمن به الشيعة لقضية الخلافة، وذهبوا للقول أن النبي لم يعين من بعده شخصا بعينه، بل تقع على المسلمين وظيفة انتخاب القائد الذي يخلف النبي.

يتّضح من هذا السياق أن أهل السنة يقبلون أصل الإمامة أيضاً [في هذا المعني: القيادة] ويعتقدون بضرورة أن يكون للمسلمين إمام، ولكن بالصيغة المذكورة قبل قليل، في حين تختلف الشيعة معهم، وتعتقد بالإمامة بصيغة التعيين، وهي تؤمن أن النبي الأكرم هو الذي عين الإمام من بعده بوحي أوحاه الله إليه.

لو اقتصرت الإمامة على هذه الحدود، أي لو لم يتجاوز منطوق المسألة دائرة القيادة السياسية للمسلمين بعد النبي، لكنا نحن الشيعة -إنصافا- قد عددناها جزءا من الفروع ولم نرفعها إلى مستوى أصول الدين، ولقلنا أنها مسألة فرعية كالصلاة مثلاً. بيد أن الشيعة التي تعتقد بالإمامة لا تكتفي بهذا الحد، من أن عليا (عليه السلام) هو أحد أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)، وأنه أفضل وأعلم وأتقى وأجدر من أبي بكر وعمر وعثمان ومئات الصحابة الآخرين حتى سلمان وأبي ذر وأن النبي عيّنه للخلافة من بعده.

كلا، لا تقف الشيعة عند هذا الحد، بل تتجاوزه إلى تخوم مسألتين أُخريين لا يقول بهما أهل السنة مطلقاً إزاء أيّ أحد، لا أنهم يعتقدون بهما ويصرفونهما عن عليّ (عليه السلام).

إحدى هاتين المسألتين هي الإمامة بمعنى المرجعية الدينية.

الإمامة بمعنى المرجعية الدينية

ذكرنا أن النبي كان مبلِّغاً للوحي، وكان الناس يرجعون إليه في سؤالهم عن تفاصيل الإسلام وما لم يرد ذكره في القرآن. والسؤال هنا: هل يساوي ما جاء في القرآن وما بلّغه النبي لعموم الناس، جميعَ ما كان الإسلام يريد بيانه من أحكام وأوامر ومعارف؟ أم أنَّ الزمان لم يسمح بالضرورة، أن يكون ما بلّغه النبي لعامّة الناس مساوياّ لجميع أحكام الإسلام؟

كان الإمام عليّ (عليه السلام) هو وصي النبيّ ( صلى الله عليه وآله) وقد علّمه الإسلام كمّاً وكيفاً، ولقّنه ما هو موجود وما ينبغي أن يكون، أو زقّه ـ على الأقلّ - كلّيات الإسلام، وربّاه في كنف تعليمه، بحيث تحوّل إلى عالم استثنائي يتميَّز على جميع أصحابه، بل غدا مثله (صلى الله عليه وآله) لا يخطئ في قول ولا يشتبه في كلام، وما من شيء لله إلاّ وهو يعرفه.

ثم عرّفه (صلى الله عليه وآله ) للأُمة، وأمر الناس بالرجوع في مسائل دينهم من بعده، إلى وصيّة وأوصيائه.

الإمامة في هذا المعني، هي في الواقع نوع من التخصص في الإسلام والبصيرة فيه. بيد انه تخصص أرفع كثيرا من تخصص المجتهد. هو تخصص من لدن الله.

والأئمة من هذا المنطلق هم أشخاص متخصصون في الإسلام، بيد أن تخصصهم ومعرفتهم في الإسلام لم تكن انطلاقا من عقلهم واعتمادا على فكرهم، لأن معرفة مثل هذه واختصاصا من هذا القبيل يداخله الخطأ بالضرورة، بل إن الأئمة أخذوا علوم الإسلام من النبي (صلى الله عليه وآله) بطريق غيبي نجهله.

لقد تحولت المعرفة من النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الإمام علي (عليه السلام)، ومنه بلغت الأئمة من بعده. وفي جميع أدوار الأئمة، كان هناك علم إسلامي معصوم لا يخطئ، يتحول من إمام إلى الذي يليه.

أما أهل السنة فلا يقولون بمثل هذا المقام لأي شخص. ومن ثمن لا يعتقدون في هذه المرتبة من الإمامة بوجود الإمام، لا أنهم يعتقدون بها وينفونها عن الإمام علي (عليه السلام)، ويصرفونها إلى أبي بكر.

هم لا يعتقدون بهذه المنزلة - العلم المعصوم ـ لا لأبي بكر ولا لعمر ولا لعثمان، لا لأي واحدٍ من الصحابة بشكل عام. لذلك تراهم ينقلون في كتبهم آلاف الأخطاء في المسائل الدينية عن أبي بكر وعمر، في حين تعتقد الشيعة بعصمة أئمتهم عن الخطأ، ومن المحال - عندهم - أن يقروا للإمام بخطأ.

من بين ما يذكره أهل السنة في كتبهم أن أبا بكر قال في موطن من المواطن بعد خطأ صدر منه: إن لي شيطانا يعتريني (ونص كلام أبي بكر فيما نقله عن المؤرخون، أنه قال "إن لي شيطانا يعتريني، فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني" الصواعق، ص 7 الإمامة والسياسة، ج1، ص 2 شرح نهج البلاغة، ج2، ص8 وفي المصدر الأخير أنه سبق كلامه هذا بقوله: "أيها الناس إني وليتكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فإعينوني، وأن أسأت فقوموني، إن لي شيطانا يعتريني.").

وإن عمر أخطأ في موطن وقال فيه: حتى النساء أعلم من عمر (يعني حوار المرآة معه في الواقعة المعروفة في المنع عن المغالاة بصداق النساء وفي ذلك يكتب الزمخشري في (الكشاف): "وعن عمر أنه قام خطيبا، فقال: أيها الناس لا تغالوا بصداق النساء، فلو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عن الله لكان أولاكم بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما أصدق امرأة من نسائه أكثر من اثنتي عشر أوقية.

فقامت إليه امرأة فقالت: يا أمير المؤمنين، لم تمنعنا حقا جعله الله لنا، والله يقول (واتيتم إحداهن قنطارا) فقال عمر: كل أحد أعلم من عمر" الكشاف،ج1، ص 514.

أما أبن أبي الحديد، فقد كتب: وقال مرة - يعني عمر -: "لا يبلغني أن امرأة تجاوز صداقها صداق النبي (صلى الله عليه وآله) إلا ارتجعت ذلك منها " فقالت له امرأة ما جعل الله ذلك لك، إنه تعالى قال " (وأتيتم أحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا ) فقال: " كل الناس افقه من عمر حتى ربات الحجال، آلا تعجبون من إمام أخطأ ومن امرأة أصابت، فاضلت إمامكم ففضلته" شرح النهج، ج2، ص 113.

والواقع أن الخليفة كان كثيرا ما يعبر عن هذا المعنى، حصل ذلك في مواطن مختلفة، منها أنه مر يوما بشاب من شبّان الأنصار، وهو ظمآن فاستسقاه، فجدح له ماء بعسل، فلم يشربه، وقال: إن الله يقول: (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا) فقال له الفتى: يا أمير المؤمنين، إنها ليست لك ولا لأحد من أهل القبلة، اقرأ ما قبلهاويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ) فقال عمر: كل الناس أفقه من عمر. (شرح النهج، ج 3، ص 96).

ومما ذكروه أنّ أهل أبي بكر بكوا عليه وناحوا بعد وفاته، وكان من بين من ناح عائشة ابنته وزوج النبي. وعندما ارتفع صوت البكاء والنوح من دار أبي بكر وتناهى إلى عمر، بعث مَن ينهاهن عن ذلك. ثم بعث ثانية وهدد بتأديب النائحات بضربهم بالعصا. عندئذ أرسلت عائشة إليه ليدخل الدار. وعندما قدم عليها سألته عن الأمر، فذكر أنه سمع من النبي قوله: "إن الميت يعذّب ببكاء أهله عليه"، فذكرت عائشة لعمر أن للحديث قصة أخرى، وأنه على خطأ. ذلك أن يهوديا مات فأخذ أهله يبكون عليه، فذكر النبي أنه يعذب وأهله يبكون، ولم يقل إنه يعذب بسبب بكاء أهله عليه. فلا علاقة إذن بين القضيتين ( ذكر الفاضل في شرحه صحيح مسلم، أن روايات تعذيب الميت ببكاء الحي عليه تنتهي بجميع صيغها إلى عمر بن الخطاب وابنه عبد الله، وقد أنكرت السيدة عائشة عليهما ونسبتهما إلى النسيان والاشتباه محتجة بقول الله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى).

وبشأن نهي عمر عائشة وأهل أبي بكر من البكاء عليه، يذكر الطبري أن السيدة عائشة أقامت على أبيها النوح، حيث يقول: " لما توفي أبو بكر رحمه الله أقامت عليه عائشة النوح، فأقبل عمر بن الخطاب حتى قام ببابها فناههن عن البكاء على أبي بكر فأبين أن ينتهين، فقال عمر لهشام بن الوليد: أدخل فأخرج إلى ابنة أبي قحافة أخت أبي بكر، فقالت عائشة لهشام حين سمعت ذلك من عمر: إني أحرج عليك بيتي. فقال عمر لهشام: أدخل فقد أذنت لك. فدخل هشام فأخرج أم فروة أخت أبي بكر إلى عمر، فعلاها الدرة فضربها ضربات، فتفرق النوح حين سمعوا ذلك " الطبري ج2، ص 614، منشورات مؤسسة الأعلمي).

ثم إذا كان البكاء على الميت حراماً، فنحن - الذين نبكي - نجترح الحرام، فما ذنب الميت حتى يعذب بجريرة من يبكي عليه، وهو بريء؟

بعد أن أصغى عمر إلى عائشة عجب من الأمر، وذكر أنه لولا النساء لهلك عمر.

وذكر أهل السنة أيضا أن عمر قال في سبعين موطنا ( كناية عن كثرة المواطن وقد كانت كثيرة بالفعل): " لولا علي لهلك عمر". فقد كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يصحح له أخطاءه، وكان عمر يقرّ بها.

أهل السنة إذن لا يعتقدون بهذه المرتبة من الإمامة.

وتعود ماهية البحث في هذا الموضع إلى المعنى الذي يجزم بأن الوحي كان للنبي الأكرم وحده.

ونحن لا نقول بأن الأئمة (عليهم السلام) يوحى إليهم، إذ لم يوصل الإسلام إلى البشر أحد سوى النبي فقط، وكل ما كان يجب أن يعرف من الإسلام، أخبر به الله نبيه (صلى الله عليه وآله). وليست القضية أن جزءا من تعاليم الإسلام لم يُبلغ به النبي، إنما السؤال: هل بقي شيءٌ من أحكام الإسلام لم يبلغه النبي عامة الناس؟

يعتقد أهل السنة أن أحكام الإسلام، هي فقط تلك التي بلّغها النبي لأصحابه.

والذي حصل بعد ذلك هو بروز العجز في ا لمسائل التي ظهرت ولم يُرْوَ فيها شيءٌ عن الصحابة. فمن هذا الموقع بالذات أطلّت مسألة القياس، وما ذهبوا إليه من استكمال تلك الفراغات وملئها بقانون القياس، حتى قال الإمام أمير المؤمنين في ذلك: " أم أنزل الله سبحانه ديناً ناقضاً فاستعان بهم على إتمامه" كما في نهج البلاغة.

أما ما تعتقد به الشيعة وتقول به، هو أن الله لم ينزل ديناً ناقصاً إلى نبيّه، وبدوره لم ينقص النبي شيئاً ممّا تبلغه من السماء، في بيانه للناس، بل بلغه النبي كاملا.

ولكن الصيغة الكاملة للأحكام التي بلغها النبي لم تكن تساوي ما كان قاله لعامّة الناس، ومن ثم فإن ما كان بلغ عامة الناس لم يكن يعبر عن الصيغة الكاملة للأحكام التي أوحيت إليه من عند الله، بل اختصّ بصيغة الأحكام الكاملة التي جاءت من عند الله، تلميذه الخاص (على بن أبي طالب) وقد أمره أن يبينها للناس.

(ثم الكثير من الأحكام لم تظهر موضوعاتها في عصر النبي أصلا، وإنما سُئل عنها بعد ذلك).

من هذا الموقع تطل مسألة العصمة، إذ تذهب الشيعة للقول: ما دام لا يمكن أن ينفذ الخطأ إلى قول النبي عمدا أو سهوا، ولا يجوز عليه الاشتباه، فكذلك الحال بالنسبة لتلميذه الخاص، إذ لا يمكن له أن يخطئ أو يشتبه. فكما أن النبي مسدد بشكل من الأشكال بالتسديد الإلهي، كذلك يكون تلميذه الخاص هذا مسددا بالتسديد الإلهي أيضا.

هذه كانت مرتبة أخرى من الإمامة.

توقيع : عاشقة النجف
حلم وتمنٍ ...
كان ومازال ..ـــ
أن تأم الملأ والعالم يصلي خلفك سيدي ...


من مواضيع : عاشقة النجف 0 استجدي دعاء ...
0 تمنٍ يعتريني ...في كل عيدــــ
0 مهم للجميعـــــ..
0 تدرجات اللون الورديــــ..
0 اناقة اللون الاسودــــ
رد مع اقتباس