عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عشق فاطمي
عشق فاطمي
شيعي حسيني
رقم العضوية : 23
الإنتساب : Jul 2006
المشاركات : 8,626
بمعدل : 1.32 يوميا

عشق فاطمي غير متصل

 عرض البوم صور عشق فاطمي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عشق فاطمي المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-09-2006 الساعة : 09:29 PM


ثم رأيتهم يحركون شفاههم ويتمتمون بكلمات غير مفهومة ثم فهمتها بعد قليل .. لقد كانوا يقرأون شهادة التوحيد والنبوة والإقرار بالإمامة لأهل بيت العصمة وهم يبتسمون وقد أشرقت وجوههم وأخذوا يفارقون الدنيا واحداً واحداً ويلتحقون بالملأ الأعلى ولم يبق معي إلا ثلاثة منهم ، توجهت إلى أولهم لكي أطلع على حاله فوجدته مغمض العينين وقد أصيب بقذيفة مزّقته فظننته قد استشهد فحاولت تغطيته ففتح عينيه وقال لي :
أنت ؟
وكانت بيننا قرابة ومعرفة سابقة .
قلت له : نعم .
فقال ( وهو يدور بحدقة عينيه مفتشاً حوله ) .
أين الإمام الحسين ؟ .
قلت متعجباً :
الإمام الحسين ؟
فأجابني مبتسماً .
نعم الإمام الحسين ، كان هنا عندي قبل قليل ! .
هل تظن أنني أهذي ، إنني ما زلت بكامل قوتي العقلية ووعيي وانتباهي ..
هيا ! إذهب وانسحب ودعني فإنني لا أستطيع اللحاق بك فقد كتبت لي الشهادة .
وتركته وعدت زحفاً إلى الشهيدين ( …. ) و ( …. ) .

فقمت ، وأنا أحتاج إلى من يسحبني ، بسحبهما إلى داخل القرية ، وكنت أزحف وأسحبهما معي وأنا بحالة يرثى لها من التعب والإعياء ، وبعد عناء طويل وصلنا إلى أول منازل القرية ، الغرفة التي كنا فيها ، مهجورة شبه مهدّمة وقد فتحت الفجوات في جدرانها بسبب القصف اليهودي ..

وخلال عملية سحبه طلب مني الشهيد ( ……. )أن أتركه حيث هو وقال ( أتركني هنا فإني بعد قليل سوف أفرق الدنيا فلم يبق لي من عافيتي شيء ) ولكني أصرّيت على سحبه إلى داخل القرية وما أن وصلنا حتى أوصاني بوصية قصيرة لزوجته وأولاده ثم قرأ شهادته والتحق بالرفيق الأعلى ، فلم يبق داخل الغرفة إلا أنا والشهيد ( …. ) .

كنت أرجو تضميد جراحاته ومساعدته على المقاومة حتى يبقى حياً ، مع أن إصابته كانت بليغة جداً ، فقد بترت ساقه من فوق الركبة ، وأصيب في بدنه بإصابات متعددة ، ونزف كثيراً من دمه ازرقَّ لونه ، ولولا الأنين الذي يصدر منه من حين إلى آخر لعلمت أنه استشهد ، ولكنه بقي يئن ويرتجف ويردد من آن لآخر كلاماً غير مفهوم ..وأخذ يهلوس من شدة الإصابة ..

وهبط الظلام في الليلة الأولى فأضاف إلى صعوبة الرؤية بسبب الضباب الكثيف الذي غطى كل شيء صعوبة أخرى ، ثم بدأ الرعد والبرق يوحي بمجيء مشاكل جديدة ، فسرعان ما بدأ الثلج يتساقط .. وترددت خارج الغرفة أصوات مختلطة بين نعيب البوم وعواء الضباع .. بينما سكت الشهيد ولم يعد يتكلم أبداً .. ومضى اليوم الأول واليوم الثاني ..ونحن على هذا الحال : أنا ممدد قد أنهكني التعب والجرح والشهيد ممدد بلا حراك ، قد ازرقّ لونه ونزف دمه ومن ساعة إلى أخرى يصدر منه أنين يذكّرني بأنه ما زال حياً .. وأنا أحاول أن أتكلم معه فلا يجيبني .

في اليوم الثالث .. وقد تجاوزت الساعة العاشرة ليلاً وقد جلست أنا في زاوية الغرفة أنتظر الفرج أنظر إليه من حين لآخر وبعد أن غفت عيني قليلاً وكنت لم أذق النوم منذ ثلاثة أيام .. أفقت فجأة على صرخة قوية صدرت منه .
- جاؤوا ، جاؤوا ، جاؤوا …

إحتملت أنهم اليهود فتناولت بندقيتي وزحفت صوب الباب ، وعند ذلك شعرت بحالة جديدة تنتابني وأخذ جسمي يرتعش ، فاقتربت منه وقلت له :من هم الذين جاؤوا ؟ فأجابني : إنهم الأئمة عليهم السلام !! إعتقدت أنه يهلوس فأردت العودة إلى مكاني ولكنه قال لي : إنتظر إنتظر .. فوجئت بجوابه ، إذن هو واعٍ ! فهذا الكلام لم أسمعه من منذ ثلاثة أيام ..

وجلست إلى جانبه ووضعت يدي على يده فإذا هو يشد عليها بقوة لم أعهدها فيه بعد إصابته .. وهنا كررت عليه عبارة : من هم ؟ فقال : الإمام المهدي والإمام الحسين يركب كل منهما على حصان أبيض .. " إقتربوا .. إقتربوا ..إقتربوا " ..
قلت : إلى أين ؟ أين هم ؟ .
قال : وصلوا الى الشهيد ،( ……) حضنوه ، قبّله الإمام الحسين ، وضع خدّه على خدّه .. تركوه .. وجاؤوا الى الشهيد ( …… ) وحضنوه ، قبّله الإمام الحسين ، وضع خدّه على خدّه ، وتركوه ..

وهنا فوجئت بكلامه ، إنه لا يهلوس ، فهو لا يعرف أسماء الشهداء ولا أسماء آبائهم بل بعضهم ليس من منطقته أبداً وقد تعرّف عليهم في الليلة التي التقينا فيها ولم يعرف أسماءهم الحقيقية ونحن لا نصرّح بأسمائنا الحقيقية ، حتى إذا كنا نعرف بعضنا فإننا لا نتخاطب إلا بالأسماء الرمزية .. وهذا يحرص عليه جميع رجال المقاومة ولا يتهاونون فيه حتى أن بعضهم يطغى إسمه الجهادي على اسمه الحقيقي ، فيكاد الإسم الحقيقي ينسى ..

واستمر يذكر أسماء الشهداء واحداً واحداً ، وكيف أن الإمام المهدي والإمام الحسين عليهما السلام يتوجهان الى الشهيد فيحتضنانه ثم يتركانه ويذهبان الى الآخر . حتى أتى على ذكر جميع الشهداء .. وتأكدت أنه لا يهلوس فقد سمى شهداء لا يعرفهم من مجموعتنا إلا أنا ، وهو لا يعرفهم أبداً ..

وعندما انتهى من تعدادهم .. قال : لقد جاؤوا إليّ ليأخذوني .. وخَفَتَ صوته .. ولكنه فاجأني مرة أخرى ، فقد رفع ظهره عن الأرض وقعد وجعل ينظر باتجاه الباب وأخذ يردد : يا زينب جينا نعزّيكِ يا زينب بالشهيد أخيكِ يا زينب مظلوم حسينَ جاؤوا جاؤوا جاؤوا ..

نظرت الى الباب فلم أرَ أحداً واخذ يردد ، فازدادت حيرتي .. ولكنني أقسم بالله العظيم أنني أحسستُ بشيء لم أره ولم ينقصني سوى رؤيته بعيني .. وهنا قال :
-وصلوا ونزلوا عن أحصنتهم ، جاؤوا إليّ ( وصرخ بأعلى صوته ) ها قد جاء الإمام الحسين عليه السلام وهو يقتر مني .


توقيع : عشق فاطمي
من مواضيع : عشق فاطمي 0 أي لون من الاصدقاء أنت!!
0 مرض الكواساكي
0 اعترف خطير جدا من ابن تيمية !!
0 سرقوا فضائل أهل البيت والآن أدعيتهم !!
0 نزار قباني والحسين سلام الله عليه
رد مع اقتباس