عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية خادمة الشيخ المهاجر
خادمة الشيخ المهاجر
شيعي حسيني
رقم العضوية : 4050
الإنتساب : Apr 2007
المشاركات : 5,797
بمعدل : 0.93 يوميا

خادمة الشيخ المهاجر غير متصل

 عرض البوم صور خادمة الشيخ المهاجر

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : خادمة الشيخ المهاجر المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-01-2008 الساعة : 08:00 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاحاً لذِكْرِهِ وَخَلَقَ الاشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّد الْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الَْمحْمُودِ
وَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ اُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد



الفصل الثاني ـ حركته السياسية ونشاطه العام
· حركته الاجتماعية الدينية
· حركته السياسية
· إعتقالاته
· حركته الجهادية خارج العراق
· محاولات اغتياله

حركته الاجتماعية الدينية
مارس السيد المترجم (دام ظله) النشاط الإجتماعي العام منذ وقت مبكر من حياته، وقد منحته المواصفات الذاتية التي يمتلكها، وانتمائه للمرجع الأعلى كابن وعنصر فاعل ونشط في جهاز المرجعية، فرصة واسعة للتحرك في الأوساط الاجتماعية المختلفة.
فعلى صعيد التحرك الإجتماعي العام، كان يقوم بزيارات عمل وتفقد للمدن العراقية واللقاء بالمؤمنين ورعاية نشاطاتهم العامة، مثل زيارته للبصرة، وزيارته للناصرية والحمزة الشرقية، وافتتاح جامع وحسينية الشرقي، والديوانية، والعمارة والكوت، وغيرها، حيث كان يتم اجراء استقبالات شعبية واسعة فيها، فيتعرف عن قرب على طبيعة الجهود التي تبذلها الحركة الاسلامية والمؤمنون في تلك المدن لنشر الثقافة والوعي الاسلامي بين الشباب العراقي المسلم في كل أنحاء العراق.
كما كان يولي المجالس الحسينية والمواكب والجهود المبذولة لتطويرها من ناحية المحتوى والمضمون والتنظيم اهتماماً خاصاً، ونذكر على هذا الصعيد عنايته الخاصة بالمشاركة في مواكب الطلبة ممثلاً عن والده المرجع الاعلى (رض) والتي كانت تنطلق في أربعين الامام الحسين (عليه السلام) في مدينة كربلاء منذ منتصف الستينيات وحتى توقفها بعد مجيء حزب البعث العراقي ومضايقته للشعائر الحسينية.
وكانت مواكب الطلبة ومشاركة المؤمنين المثقفين من الأوساط الطلابية والجامعية بالخصوص فيها من ضمن المشاريع الثقافية والسياسية العامة التي خطط لها سيدنا المترجم له مع آخرين وتبنتها مرجعية الامام الحكيم (رض) لفسح المجال لمشاركة قطاعات واسعة من الاوساط الشعبية في الشعائر الحسينية، حيث كانت الممارسة لهذه الشعائر في السابق تقتصر تقريباً على القطاعات العامة مع مشاركة رمزية من الحوزة العلمية او بعض الشخصيات، وكان الاسلوب هو ضرب الصدور العارية واستخدام السلاسل الحديدية في بعض المواكب مما لا يسمح عادة لمثل هذه المشاركة الخاصة بالتوسع.
وقد تبنت أجهزة المرجعية هذه الفكرة تنفيذياً بعد التخطيط لها ضمن تبنيها لتطوير محتوى جميع هذه الشعائر، وبدأت هذه المواكب في كربلاء في زيارة عاشوراء ثم تطورت وامتدت الى مناطق أخرى كالكاظمية وبغداد والديوانية والبصرة وغيرها، وكان سماحته يشارك شخصياً في التخطيط لأصل الفكرة ويشارك في مسيرة الطلبة في كربلاء ضمن الهيئة العليا التي كانت ترسلها المرجعية للتعبير عن أهمية هذا المشروع الثقافي واسناده لمواكب الطلبة سنة 1968 و1969م، كما كان يقوم بتمثيل المرجعية في المشاركة مع مسيرة المواكب العامة، كما كان سماحته يلقي خطاباً في هذه المسيرة في الصحن الحسيني الشريف، وكذلك قراءة المقتل الحسيني في الحسينية النجفية بكربلاء في يوم العاشر من محرم بعد أن حلّ في ذلك محل المرحوم السيد عبد الرزاق المقرّم بعدما عجز عن القيام بذلك في آواخر ايامه رحمة الله عليه.
كما كان يولي اهتماماً خاصاً لتأسيس المكتبات والجمعيات الاسلامية لما لها من دور كبير في نشر الوعي الاسلامي وكونها تمثل منتدى لتجمع المؤمنين في كل المدن العراقية.
وشارك بشكل كبير باقامة الاحتفالات الدينية ذات الطابع الجماهيري والسياسي والعقائدي كما هو الحال في احتفال مدينة النجف الاشرف بميلاد الامام الحسين (عليه السلام) في الثالث من شعبان من كل عام، وميلاد الامام علي (عليه السلام) في كربلاء في 13 رجب من كل عام، ومولد الرسول الأعظم (ص) في 12 ربيع الأول كل عام في بغداد.. وميلاد الامام الحجة القائم المنتظر الذي يقام في البصرة في 15 شعبان من كل عام.. وهي احتفالات كانت تقام تحت رعاية المرجع الأعلى الامام الحكيم (رض) ويحضرها عادة وجوه المجتمع العراقي من علماء كبار ومجتهدون وساسة، ومثقفون وشعراء وادباء العراق، حيث كانت تلك الاحتفالات تتحوّل إلى تظاهرة سياسية تعبر فيها المرجعية الدينية عن مواقفها تجاه الأحداث المحلية والدولية وخصوصاً فيما يتعلق بأمور الاسلام والمسلمين في العراق.
وكان للسيد المترجم دور المساهمة في التأسيس لهذه الاحتفالات، كما كان إلى جانب شقيقه الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم (رض) يتناوبان في القاء كلمة المرجعية في مثل هذه الاحتفالات.
وكانت هذه الاحتفالات من المشاريع التعبوية الثقافية والسياسية المهمة التي قامت بها مرجعية الامام الحكيم (رض)، حيث كانت تمثل مهرجانات مركزية واسعة بمناسبة مواليد الأئمة من أهل البيت (ع) أو ذكرياتهم الأخرى، وقد أدخلت المرجعية الدينية تطويراً مهماً على هذه الاجتماعات من الناحية الكمية والكيفية ومضمون الخطاب الثقافي والسياسي الذي يلقى في هذه لمهرجانات السنوية الكبيرة وكان الى جانب السيد المترجم في هذا المشروع جماعة من السادة العلماء الأفاضل، امثال العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم (رض)([11]) والعلاّمة الدكتور السيد محمد بحر العلوم([12])، والعلاّمة السيد هادي الحكيم (قده) في بغداد وآية الله الشيخ علي سماكة في الحلة، وحجة الاسلام والمسلمين الشيخ علي الصغير (قده) والعلاّمة السيد مرتضى العسكري([13]) في بغداد، والعلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين (قده) في الديوانية([14])، وغيرهم من الاعلام في إدامة هذه المهرجانات حسب المكان الذي يقام فيه وكانت حصته في التنفيذ تتمركز في مدينة النجف وكربلاء.
وكان لهذه المهرجانات دور كبير في تعبئة الامة ثقافياً وسياسياً وروحياً وتشخيص موقفها العام تجاه الاحداث والمطالبة بحقوقها، وكان لها تأثيرات سياسية واجتماعية وثقافية مهمة حتى جاءت سلطة 17 تموز ومنعوا في بداية الامر اقامة هذه المهرجانات، ثم حاولوا ان يقيموا بدلها مهرجانات تحت اشرافهم وادارتهم للسيطرة عليها ولكنهم لم ينجحوا في ذلك حيث خرجت عن اهدافها الرئيسية.
كما كان في مرجعية والده مسؤولاً مباشراً عن الطلبة العراقيين جديدي العهد بالدخول في صفوف الحوزة العلمية في النجف الاشرف وغيرهم، حيث شهد عهد الامام الحكيم (رض) تطوراً ملحوظاً في هذا الوسط، اذ كان السيد الحكيم الابن يرعى شؤونهم العامة ويتدخل لحل مشاكلهم ومعاناتهم.
كما كان مسؤولاً عن بعثة الحج الدينية التابعة لوالده الامام الحكيم (قدس سره) حيث كان في كل عام ولمدة تسع سنوات متوالية (60 ـ 68م) يسافر الى الحج، ليلتقي بالمسلمين في كل مكان من أجل بث الوعي الديني في صفوف المسلمين وتعليمهم الاحكام الشرعية وتنظيم أمورهم الدينية، وقد زوده الامام الحكيم (رض) بوكالة مطلقة مؤرخة في 11 ذي القعدة 1383هـ([15]).



حركته السياسية
وعلى الصعيد السياسي، فقد دخل منذ البداية في دائرة الاهتمام بايجاد التنظيم السياسي الاسلامي الذي يكفل ايجاد القدرة على التحرك السياسي المدروس في أوساط الشعب العراقي. وبهدف ردم الهوة بين الحوزة العلمية والشرائح الاجتماعية المثقفة، حيث كان هناك شعور بالحاجة لتنظيم اسلامي يتبنى النظرية الاسلامية الأصيلة المأخوذة عن أهل البيت (عليهم السلام) ومرتبط بالحوزة العلمية وهمومها ومشاريعها من ناحية، ولمواجهة التنظيمات غير الاسلامية التي أسست على اسس الحضارة الغربية او الشرقية من ناحية أخرى، وضرورة مدّ الجسور إلى الاوساط المثفة بالثقافة الحديثة من خريجي الجامعات والموظفين والطلبة والمعلمين وغيرهم، وكذلك التحولات السياسية المهمة في المنطقة عموماً وفي العراق خصوصاً بعد سقوط الملكية وقيام النظام الجمهوري وهي الاسباب التي تشكل خلفية اتخاذ قرار تأسيس التنظيم الاسلامي سنة 1958م، الذي شارك فيه مع آخرين من العلماء الكبار أمثال آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض)، والعلاّمة المجاهد الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم (رض)، والعلاّمة السيد مرتضى العسكري وهو التنظيم الذي أصبح يعرف فيما بعد باسم (حزب الدعوة الاسلامية)، وقد استمر مشاركاً في مرحلة التأسيس وكان يقوم فيها بدور فكري وثقافي بشكل عام، وتنظيمي بشكل محدود لمدة سنتين، الا أن ظروفاً موضوعية أملت عليه وعلى الشهيدين الامام الصدر والعلاّمة السيد محمد مهدي الحكيم أن يتركوا العمل داخل الاطار الحزبي، حيث كان ذلك عام 1380هـ، ويتخصص للعمل الجماهيري بقيادة المرجعية الدينية.
وعلى الرغم من تركه العمل الحزبي إلاّ انه بقي على علاقته بالعمل السياسي المنظم على مستوى الرعاية والاسناد والتوجيه من خلال جهاز مرجعية والده الامام الحكيم (قده سره)، وبعد ذلك بشكل مستقل، أو من خلال الموقع القيادي العام للنهوض الاسلامي الذي كان يمارسه السيد الشهيد الصدر (قده سره).
وكان سماحته قد مارس في حياة والده الامام الحكيم دوراً مشهوداً في دعم واسناد الحركة الاسلامية بكل فصائلها.
وعلى الصعيد الرسمي فقد مثل سماحته والده الامام الحكيم (قده سره) في عدد من النشاطات الرسمية، كحضوره في عدة مؤتمرات واجتماعات منها حضوره مع العلامة الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم (رض) ممثلان عن والدهما في المؤتمر الاسلامي الذي عقد في مكة المكرمة سنة 1965 والمؤتمر الاسلامي الذي عقد في عمان بالأردن في أعقاب نكسة 5 حزيران عما 1967م - 1387هـ.
وقد اتصف السيد الحكيم في نشاطه السياسي بالاقدام والشجاعة والجرأة والتدبير، ففي أيام السيطرة الشيوعية على الحكم في العراق، وضعت النجف تحت رقابة مشددة حيث كان يقف في رأس كل زقاق مسلحان ممن يسمّون بـ (أنصار السلام)، وكانت المواجهة يومها على اشدها بين الامام الحكيم (قدس سره) وبين الحكم القائم، والشيوعيين الملتفين حول الحكم... بعد أن أصدر الامام الحكيم فتواه الشهيرة (الشيوعية كفر والحاد).
في تلك الظروف التي لم يتجاوز فيها السيد الحكيم العشرين من عمره كان يراجع كتاب فلسفتنا الذي ألفه السيد الشهيد الصدر (رض) لمناقشة الفكر المادي والماركسي بشكل أخص لمناقشة الماركسية مع السيد الشهيد في بيته في أحد أزقة النجف القديمة المظلمة.. وكان يخرج من البيت متأخراً وأحياناً في منتصف الليل.. حيث يتوقع في كل لحظة ان يقع عليه اعتداء من قبل هؤلاء المسلحين، ولكنه كان يواجه كل تلك الاخطار بجرأة واقدام.
وهكذا عندما شنت حملة الاعتقالات والسحل، ومارست الدولة ضغوطها على المرجعية فكان له موقف صامد مشهود، ومن جهة أخرى وفي مثل تلك الظروف كان يذهب إلى المطبعة لمراجعة طبع كتاب فلسفتنا، وفي نفس الوقت كان الشيوعيون يراجعون نفس المطبعة لانهم يطبعون جريدتهم فيها، وقد قدّر الامام الشهيد الصدر (رض) لسيدنا المترجم هذه المواقف الشجاعة الرائدة وترجم ذلك التقدير من خلال وصفه بأنه (العضد المفدى) في مقدمة كتابه (اقتصادنا).
ومع كل هذه التحديات والأخطار وأمثالها التي كانت مستمرة طيلة مدة عقد الستينات الميلادية. فان ذلك لم يثنه عن اداء مهمته الرسالية.. ومثال آخر عندما اشتدت المواجهة بين الامام الحكيم (قدس سره) وبين العفالقة عام 1969م وبعد اختفاء أكثر العناصر القوية المحيطة بالامام الحكيم (قدس سره) تولى سماحته إدارة شؤون والده المرجع الاعلى، وكان بيت الامام الحكيم (رض) في الكوفة محاصراً ومحاطاً بعناصر الأمن والمخابرات، فكان سماحته يلتقي ببعض الوفود ويخطب بهم ويوضّح الحقيقة بالرغم من قساوة الظروف.. كما كان قد أتخذ موقفاً صلباً وشجاعاً تجاه محاولات البكر وصدام للقاء بالامام الحكيم (رض).
فقد كانت خطة الامام الحكيم في مواجهة حزب البعث العراقي هي تعبئة الامة ضدهم وكشف زيفهم وانحرافهم وتآمرهم على مقدراتها ومصالحها، وكانت السلطة، وبالذات مجموعة أحمد حسن البكر وصدام يعملون من أجل محاربة الاسلام وضرب كل القوى السياسية الصالحة وفي مقدمتها المرجعية الدينية والحوزة العلمية لما لها من أهمية دينية وثقافية وسياسية وتعبوية تقف امام هذه المخططات الاجرامية.
وقد نص على هذا الموقف السياسي ضد المرجعية قرار للمؤتمر القطري السابع لحزب البعث وكان يسمي حركة المرجعية الدينية والاجهزة والمؤسسات المرتبطة بها بـ(التيار الرجعي الفاطمي) ولكن في الوقت نفسه كان القرار المذكور يؤكد على أن يتم التعامل بحذر شديد مع ذلك التيار لاحساسه بالخطر من المواجهة العلنية المباشرة مع هذا التيار وهو خطر العزلة عن الشعب.
وبعد الأزمة التي حدثت بين نظام أحمد حسن البكر ونظام الشاه حول السيادة على شط العرب، حاول النظام الاستفادة من موقع المرجعية في هذه الأزمة.
ولذلك طُرح منذ البداية أن يقوم أحمد حسن البكر أو صدام بزيارة للامام الحكيم للظهور بمظهر التقرب من المرجعية، وطرح موضوع الخلاف المفتعل مع ايران الشاه في ذلك الوقت على المرجعية، ولكن الامام الحكيم لم يوافق على هذه الزيارة حتى قام أحمد حسن البكر (رئيس الجمهورية) آنذاك بزيارة مفاجئة للامام الحكيم في مدينة الكوفة دون تنسيق أو خبر مسبق، وحاول النظام أن يستغلّ هذه الزيارة للدعاية فقام باعلان خبر الزيارة في وسائله الاعلامية، ولكنه عاد بعد تهديد المرجعية بتكذيب هذه الزيارة إلى القول انها كانت زيارة مفاجئة ومن دون ترتيب سابق، ثم قام النظام بعملية تسفير واسعة لعلماء واساتذة وطلاب الحوزة العلمية والايرانيين المقيمين في العراق، والعراقيين ذوي الأصول الايرانية الأمر الذي أدى إلى احتجاج الامام الحكيم الذي كان يؤدي زيارة الاربعين للامام الحسين (عليه السلام) في كربلاء في العشرين من صفر عام 1389هـ، حيث عاد مسرعاً الى النجف وتم اعلان ذلك على الناس، وعقد اجتماعاً كبيراً للعلماء لمتابعة هذا الأمر، فيما اضطر النظام إلى أن يرسل وفداً كبيراً من بغداد للتفاوض حول الأحداث، وهنا قدم سماحة السيد محمد باقر الحكيم في محضر الوفد الادلة الثبوتية على وجود قرار للنظام بمحاربة الاسلام والدين بعد ان أنكر الوفد ذلك وكان الوفد برئاسة خير الله طلفاح محافظ بغداد وعضوية الوزير حامد علوان الجبوري، ومتصرف كربلاء في ذلك الوقت عبد الصاحب القرغولي([16]) وبعض المسؤولين الآخرين، وعلى أثر هذا اللقاء تم ايقاف التسفيرات ولو بصورة مؤقتة.
ثم شن النظام مرة أخرى حملة اعتقالات واسعة، فكان سفر الامام الحكيم إلى بغداد للاحتجاج على هذا الموقف للنظام وتم الاتفاق مع العلماء وأطراف الحركة الاسلامية أن يكون موقف المجابهة واحدة وتمت الاستجابة الى ذلك في البداية.
ولكن النظام قام بهجوم جديد من خلال اعلان الاتهام للعلامة السيد مهدي بالتعاون مع الحركة الكردية في شمال العراق، وقامت قوة عسكرية مخابراتية في مساء ذلك اليوم باقتحام الدار التي كان ينزل فيها الامام الحكيم في بغداد لاعتقال العلامة السيد مهدي الحكيم، كما قام في نفس الوقت باعتقال عدد من العلماء والشخصيات وتهديد عدد آخر منهم.
وصمدت المرجعية وعاد الامام الحكيم (رض) إلى النجف الأشرف وتحرك طلبة الحوزة العلمية ودخلوا في مواجهة عنيفة مع النظام في النجف الأشرف وأعلن الامام الحكيم احتجاجه على هذه المواقف إلاّ انّ المؤسف هو ان الحركة الاسلامية لم تقم بما كان ينبغي ان تقوم به لسبب تقديراتها غير الدقيقة للموقف فلم يصدر منها ردّ فعل يتناسب مع تلك الأحداث، إلى جانب موقف بعض العلماء حين قرروا الخروج من العراق بسبب شعورهم بالخطر وعدم قدرتهم على فعل شيء‍‍‍‍‍‍‍‌‍‍‍‍‍.
كما اختفى بعضهم بسبب التهديد والخوف، وبعضهم نسبت إليه تصريحات مؤيدة لحكومة البعث دون أن يصدر منهم تكذيب بشأنها.
وهنا حاولت بعض الأوساط العلمية وغير العلمية أن تقوم بدور الوسيط لحل هذه الأزمة عن طريق قيام صدام بزيارة الامام الحكيم ـ وصدام كان مسؤولاً في ذلك الوقت عن جهاز المخابرت جديد التأسيس والذي كان يسمى بالعلاقات العامة لمجلس قيادة الثورة وبذلك ينتهي كل شيء حيث تستسلم المرجعية للأمر الواقع وترجع إلى موقف اعتزال الحركة السياسية مع ادانة التحرك السياسي السابق على انه تحرك مشبوه قام به أشخاص يستحقون الملاحقة ـ ووجهت ضغوط كبيرة على المرجعية نفسية وسياسية وأمنية من النظام ومن داخل الحوزة ومن أوساط الامة التي كانت تتأثر بالنظام أو بالخوف والارهاب الذي أوجده النظام او غيره كانت غير واعية، كل ذلك من أجل ان تتنازل عن موقفها.
وفي تلك الاجواء المتوترة المنذرة بخطر داهم يُحدق بالمرجعية والحوزة العلمية كان سماحة السيد المترجم ملازماً للامام الحكيم (قده) في بيته في الكوفة من أجل مراقبة الوضع بدقة ومعالجة هذه الضغوط بطريقة مناسبة.
وقد تم والحمد لله افشال كل هذه المحاولات ومنها المحاولة التي قام بها صدام اثناء زيارته المفاجئة الى النجف للمشاركة في تشييع جنازة عبد الوهاب كريم، عضو القيادة القطرية الذي قتل في حادث سيارة ودفن في النجف الأشرف واتهم بقتله صدام، وحضر جنازته لابعاد هذه التهمة، وحاول في هذه الزيارة المفاجئة أن يلتقي بالامام الحكيم (رض) وكلّف المرحوم السيد حسين الكليدار لإستطلاع الحال، وقد واجهه سيدنا المترجم شخصياً بالرفض.
والطريف في موضوع ملازمة السيد الحكيم الابن لوالده، انّ الامام الحكيم (قده) كان يظن أن ملازمة نجله له في الكوفة كانت بسبب خوفه من الاعتقال، لأنه كان يشارك بصورة أساسية في كل النشاطات السياسية العامة، وقد كان الآخرون قد اعتقلوا، أو مطاردين من السلطة. ولم يكتشف السيد الحكيم الابن هذا التصور في نفس والده الذي كان على درجة عالية من ضبط النفس والسيطرة على الأعصاب، فلم يتحدث بأي شيء عن ذلك طيلة أربعة أشهر، إلى أن قرر السيد الحكيم الابن السفر إلى بغداد فجأة لترتيب أوضاع كلية أصول الدين عند افتتاح موسمها الدراسي أواخر أيلول 1969 بعد أن سافر عميدها العلامة السيد مرتضى العسكري الى الخارج دون عودة، وكان سماحته في ذلك اليوم مصاباً بالحمى ولم يكن قد غادر البيت طيلة أربعة أشهر تقريباً، فاستأذن من والده الامام الحكيم (قده) بالسفر فأذن له، وبعد سفره تحدث الامام الحكيم بهذا التصور لزوجته (رحمها الله) حيث ذكر لها بأن طلب نجله الاذن بالسفر منه قد أثار عنده الاستغراب وخصوصاً وانه سافر إلى بغداد من أجل هذا العمل الذي كان مستهدفاً من قبل النظام.
ولم تصل للسيد المترجم رسالة تهديد من صدام، ولكن صدام كان قد هدد أخيه العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم (رض) بسبب رفضه الاجتماع به، وقد نقل هذا التهديد والموقف إلى سيدنا المترجم عبد الأمير ملا ناجي، الذي كان يعمل في جهاز العلاقات العامة لمجلس قيادة الثورة، وهو الذي كان وراء اعتقال العلامة الشهيد السيد حسن الشيرازي، وكان من أهل (بلد) وقد طلب الاجتماع بسيدنا الحكيم بواسطة المرحوم العلامة السيد عبد الزهراء الخطيب العالم الديني في (بلد) حينذاك.
ولكن صدام قام بعدة محاولات لاغتيال السيد الحكيم بطريقة غير مثيرة لم تتحقق لحد الآن والحمد لله.
وبعد وفاة والده الامام الحكيم (قدس سره) سنة 1970م، استمر سماحته على هذا المنهج وهو يقف الى جانب آية الله العظمى السيد الشهيد الصدر (قدس سره)، ومع تطورات الأوضاع السياسية وتنامي حركة الوعي الاسلامي في العراق ازداد ثقل المسؤولية التي تحملها المرجع الشهيد الصدر (قدس سره) ومعه آية الله السيد محمد باقر الحكيم (دام ظله).
ومن هنا تصاعدت حركة نشاطه السياسي على الرغم من الرقابة الشديدة السرية التي كان يتعرض لها من قبل أجهزة السلطة واعوانها متحينين الفرص لإعتقاله.


تشخيص دقيق للمرحلة بعد وفاة الامام الحكيم (قده):
وكان التقييم العام للأوضاع السياسية بعد وفاة الامام الحكيم يقوم على مجموعة من التصورات الرئيسية:
الأول: انّ هذا النظام قمعي ويخطط للدخول في تفاصيل حياة الناس، وهو لا يَترُك حتى لو يُترَك ولذلك فلا بد من أخذ زمام المبادرة في التحرك وعدم الاعتماد على حالة ردود الفعل.
الثاني: انّ الأمة بدأت مرحلة جديدة من الوعي ولكنها غير متكاملة ولا منظمة وتحتاج إلى جهد متواصل يهتم بالكيف أكثر من الكم.
الثالث: انّ النظام والاستكبار العالمي فتح عيونه على المرجعية وأهميتها ودورها في الأمة وقدرتها الكبيرة بعد خروجها من عزلتها على يد الامام الحكيم، ولذلك فسوف يواصل النظام التعرض للمرجعية والعمل على القضاء على دورها أو تحجيمه والضغط عليها لإرجاعها إلى العزلة أو التعاون مع النظام.
الرابع: انّ هناك حاجة حقيقية لتوحيد المرجعية في العراق للمحافظة على ما تبقى من انجازات حققتها مرجعية الامام الحكيم وللاحتفاظ بقدرة المرجعية في المواجهة، ولذلك اهتم بارجاع الأوساط الشعبية إلى الامام الخوئي حيث كان هو المرشح لذلك.
الخامس: انّ المرجعية لابد أن تعتمد بصورة أساسية على جهازها وتشكيلاتها الخاصة بها من العلماء والمبلغين، مضافاً الى القوى والتشكيلات الثقافية والسياسية الاسلامية الأخرى.
السادس: فصل المرجعية والحوزة وجهازها العام عن العمل المنظم الاسلامي العام.
السابع: ضرورة وضوح العلاقة الداخلية بين المرجعية والحوزة من ناحية والتنظيم الاسلامي الخاص من ناحية أخرى، وهي علاقة قيمومة المرجعية على العمل التنظيمي الاسلامي وقيادته وتوجيهه وارشاده.


توقيع : خادمة الشيخ المهاجر
من مواضيع : خادمة الشيخ المهاجر 0 خادمة الشيخ المهاجر تحييكم في ذكرى ميلاد وليد الكعبة
0 وفي محـراب العشق ذابت روحي إلى أن سجدت بقلم/ خادمة الشيخ المهاجر
0 ܔೋ҉ܔ وقفة تأمل لشباب أهل البيت مع سيد شباب أهل الجنةܔೋ҉ܔ ‏
0 ♥ ۩♥ قطوف دانية من فقه سبط الـرسول ♥۩ ♥
0 ♥ وجهت أشرعتي بحب الحُسين .... بفرشاة خادمة الشيخ المهاجر ♥
رد مع اقتباس