عرض مشاركة واحدة

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.38 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-01-2018 الساعة : 08:36 PM


قال (صلى الله عليه وآله): فما جاء بك يا عمير؟ قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه. قال (صلى الله عليه وآله): فما بال السيف في عنقك؟ قال: قبحها الله من سيوف! وهل اغنت عنا شيئا! قال (صلى الله عليه وآله): أصدقني، ما الذي جئت له؟ قال: ما جئت إلا لذلك. قال (صلى الله عليه وآله): بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك، على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك. قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لا أعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثم شهد شهادة الحق. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره، ففعلوا. ثم قال: يا رسول الله، إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل، وأنا أحب أن تأذن، فأقدم مكة، فأدعوهم إلى الله تعالى، وإلى رسوله (صلى الله عليه وآله)، وإلى الإسلام، لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم.
قال: فأذن له رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلحق بمكة. وكان صفوان بن أمية - حين خرج عمير بن وهب - يقول: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام، تنسيكم وقعة بدر، وكان صفوان يسأل عنه الركبان، حتى قدم راكب فأخبره عن إسلامه، فحلف أن لا يكلمه أبدا، ولا ينفعه بنفع أبدا. قال ابن إسحاق: فلما قدم عمير مكة، أقام بها يدعو إلى الإسلام، ويؤذي من خالفه أذى شديدا، فأسلم على يديه ناس كثير. قال ابن إسحاق: وعمير بن وهب، أو الحارث بن هشام، قد ذكر لي أحدهما، الذي رأى إبليس حين نكص على عقبيه يوم بدر، فقال: أين أي سراق؟ ومثل عدو الله فذهب، فأنزل الله تعالى فيه: { وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال: لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم } (1) فذكر استدراج إبليس إياهم، وتشبهه بسراقة بن مالك (2). وبقي صفوان بن أمية محاربا لله ولرسوله إلى أن أسلم كرها في فتح مكة مثل أبي سفيان ومعاوية وحكيم بن حزام وغيرهم. وقد سعى الأمويون إلى إضفاء الفضائل على قادة الحزب القرشي الكفرة وتفضيلهم على المسلمين المهاجرين فذكروا روايات عديدة في فضائلهم لا أساس لها من الصحة، وقد قال تعالى: { إن الله لا يهدي القوم
(هامش)
(1) الأنفال: 48. (2) سيرة ابن هشام 2 / 316 - 319، مطبعة الحلبي، التبيان في تفسير القرآن، الطوسي 3 / 463، حلية الأبرار، البحراني 1 / 113. (*)
الظالمين } (1). وهؤلاء أقدموا بعد إسلامهم على جر المسلمين إلى الهزيمة في معركة حنين! (2) محاولة أخرى لقتل النبي (صلى الله عليه وآله) جاء في القرآن الكريم: { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } (3). قال أبو بكر الأصم في سبب النزول: إن قوما اصطلحوا على كيد في حق الرسول (صلى الله عليه وآله)، ثم دخلوا عليه لأجل ذلك الغرض، فأتاه جبريل (عليه السلام) فأخبره به. فقال (صلى الله عليه وآله): إن قوما دخلوا يريدون أمرا لا ينالونه فليقوموا وليستغفروا الله حتى أستغفر لهم، فلم يقوموا. فقال (صلى الله عليه وآله): ألا تقومون، فلم يفعلوا. فقال (صلى الله عليه وآله): قم يا فلان، قم يا فلان حتى عد اثني عشر رجلا منهم. فقاموا وقالوا: كنا عزمنا على ما قلت، ونحن نتوب إلى الله من ظلمنا
(هامش)
(1) الأنعام: 144. (2) تاريخ اليعقوبي 2 / 62 ط. ليدن. (3) النساء: 64. (*)
أنفسنا فاستغفر لنا. فقال: الآن أخرجوا أنا كنت في بدء الأمر أقرب إلى الاستغفار: وكان الله أقرب إلى الإجابة، أخرجوا عني (1). الواضح من هذا النص أن الذين اشتركوا في محاولة قتل النبي (صلى الله عليه وآله) هنا من أعمدة الحزب القرشي، بحيث أبدل الراوي أو الناشر اسمهم إلى فلان وفلان. بدل اسم أبي بكر وعمر وعثمان. وهذه المجموعة قد كررت محاولاتها لقتل الرسول (صلى الله عليه وآله). محاولة شيبة بن عثمان اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله) وفي معركة حنين أراد البعض من الطلقاء اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله) فلم يفلحوا منهم شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني عبد الدار، وكان أبوه قد قتله علي (عليه السلام) في معركة أحد (2). فقد كاد كفار قريش الإسلام مرة أخرى رغم إعلانهم الإسلام إذ قال اليعقوبي: وأبدى بعض قريش ما كان في نفسه. فقال أبو سفيان: لا تنتهي والله هزيمتهم دون البحر، وقال كلدة بن حنبل: اليوم بطل السحر، وقال شيبة بن عثمان: اليوم أقتل محمدا.
(هامش)
(1) تفسير الفخر الرازي 4 / 126، طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت. (2) تاريخ الخميس 2 / 103، 104، تهذيب الكمال، المزي 12 / 604، طبقات ابن سعد 5 / 448. (*)
فأراد رسول الله أن يقتله فأخذ الحربة منه فأشعرها فؤاده. فقال رسول الله للعباس: صح يا للأنصار، وصح يا أهل بيعة الرضوان، صح يا أصحاب سورة البقرة، يا أصحاب السمرة. ثم انفض الناس وفتح الله على نبيه وأيده بجنود من الملائكة، ومضى علي بن أبي طالب إلى صاحب راية هوازن فقتله، وكانت الهزيمة (1). والظاهر هنا أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد أخذ الراية من شيبة بن عثمان بالقوة وأن شيبة قد هجم عليه بالفعل، فاضطر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أخذها منه ثم خط بها قلبه. محاولة اليهود قتل الرسول (صلى الله عليه وآله) في الشام قال بحيرى لأبي طالب: أرجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبيغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده. فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام فزعموا فيما روى الناس. أن زريرا وتماما ودريسا، وهم نفر من أهل الكتاب قد كانوا رأوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثلما رآه بحيرى في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب. فأرادوه فردهم عنه بحيرى وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته، وأنهم إن أجمعوا لما أرادوا به لم يخلصوا إليه.
(هامش)
(1) تاريخ اليعقوبي 2 / 62، 63، طبعة ليدن. (*)
ولم يزل بهم حتى عرفوا ما قال لهم، وصدقوه بما قال فتركوه وانصرفوا عنه (1). ينبهر الإنسان ويندهش عند سماعه بهذه المحاولات المختلفة والكثيرة لقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله). أريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك مراد وقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما خلا يهودي بمسلم قط إلا هم بقتله (2). واهتم اليهود بعمليات الاغتيال اهتماما بالغا إلى درجة اتهامهم النبي موسى (عليه السلام) بقتل هارون بالسم (3). وإليك بعض هذه المحاولات:
محاولة يهود بني النضير قتل النبي (صلى الله عليه وآله)
عند وصول النبي محمد (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة، حاولت طوائف اليهود المختلفة اغتياله، فخطط يهود بني النضير لإلقاء صخرة عليه أثناء زيارته لهم، فأخبره الله تعالى بذلك قبل الجريمة في السنة الرابعة للهجرة (4)، إذ جاء: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بني النضير يستعينهم في الدية، قالوا: نعم يا أبا
(هامش)
(1) سيرة ابن هشام 1 / 194 طبعة الحلبي - مصر. (2) البيان والتبيين، الجاحظ ص 231. (3) السيرة الحلبية 2 / 187، 3 / 122. (4) دلائل النبوة، البيهقي 3 / 354، طبعة دار الكتب العلمية، سنن البخاري، كتاب المغازي، باب حديث بني النضير، فتح الباري 7 / 329، وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب إجلاء اليهود من الحجاز ص 1387 - 1388، ح 62. (*)
القاسم نعينك على ما أحببت، ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى جانب جدار من بيوتهم قاعد. فقالوا: من رجل يعلو هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيقتله بها فيريحنا منه، فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في نفر من أصحابه (فيهم): أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم. فأتاه الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وقال لأصحابه: لا تبرحوا، فخرج راجعا إلى المدينة. فلما استبطأ النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه قاموا في طلبه، فلقوا رجلا مقبلا من المدينة فسألوه عنه فقال: رأيته داخلا المدينة. فأقبل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى انتهوا إليه فأخبرهم الخبر بما أرادت يهود من الغدر، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحربهم والسير إليهم، فسار بالناس حتى نزل بهم فتحصنوا منه في الحصون. وعن ابن عباس: كان النبي (صلى الله عليه وآله) قد حاصرهم حتى بلغ منهم كل مبلغ، فأعطوه ما أراد منهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم وأن يخرجهم من أرضيهم وأوطانهم، وأن يسيرهم إلى أذرعات الشام (1). وأنا استبعد أمر الرسول (صلى الله عليه وآله) بذلك وخروجهم إلى أذرعات لأنها كانت
(هامش)
(1) دلائل النبوة، البيهقي 3 / 354 - 359، طبعة دار الكتب العلمية - بيروت، تاريخ الطبري 2 / 223، 224 طبعة الأعلمي - بيروت. (*)
بيد الروم المعارضين لتواجد اليهود في الشام (1). وقد بدأت هجرة اليهود إلى الشام في زمن عمر بعد إسلام كعب الأحبار وطلبه ذلك (2).
محاولة يهود خيبر قتل النبي (صلى الله عليه وآله)
واستمر اليهود في محاولاتهم لقتل الرسول (صلى الله عليه وآله) إذ جاء: وفي السنة السابعة وبعد معركة خيبر أهدت زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم (3) للنبي (صلى الله عليه وآله) شاة مصلية وكانت قد سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقيل لها الذراع فأكثرت فيها السم، وسمت سائر الشاة ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) تناول الذراع فأخذها فلاك منها مضغة فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء بن معرور، وقد أخذ منها كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأما بشر فأساغها، وأما رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلفظها ثم قال: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم (4)، ثم دعا بها فاعترفت... فمات بشر بن البراء من أكلته التي أكل في ذلك الزمن. أي أن بشر أكل السم. ولم يأكل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ذلك السم شيئا.
(هامش)
(1) راجع كتاب نظريات الخليفتين 2 / 383 - 400 للمؤلف. (2) راجع كتاب نظريات الخليفتين، المؤلف 2 / 387. (3) وكانت زينب بنت الحارث (أخي مرحب) قد عمدت إلى سم لا يطني، وقد شاورت يهود في سموم، فأجمعوا لها على هذا السم بعينه فسمت الشاة * الطبقات 2 / 201، 202. والمتخصص بالسموم كان لبيد بن الأعصم اليهودي، فهو أعلمهم بالسحر وبالسموم * الطبقات 2 / 197. (4) تاريخ الطبري 2 / 303، طبعة الأعلمي - بيروت. (*)
وقال البيهقي عن أبي هريرة: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) شاة فيها سم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أجمعوا من كان ها هنا من اليهود، فجمعوا له. فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني سائلكم عن شيء أنتم صادقي عنه؟ قالوا: نعم. يا أبا القاسم. فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أبوكم؟ قالوا: أبونا فلان، قال: كذبتم بل أبوكم فلان. قالوا: صدقت وبرزت. قال لهم: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه قالوا: نعم يا أبا القاسم وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في آبائنا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أهل النار؟ فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها. فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) اخسئوا فيها أبدا. ثم قال: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم. قال: أجعلتم في هذه الشاة سما؟ قالوا: نعم. قال: فما حملكم على ذلك؟ قالوا: أردنا إن كنت كاذبا أن نستريح منك، وإن كنت نبيا لم يضرك .
ولفظ حديث شعيب رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره (1).
(هامش)
(1) فتح الباري (7: 497) مختصرا لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) شاة فيها سم كما أخرجه البخاري مطولا في: 58 - كتاب الجزية (7) باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم، فتح الباري (6: 272)، من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه). قال البدر العيني: قوله أهديت للنبي (صلى الله عليه وآله) شاة وكان الذي أتى بها امرأة يهودية صرح بذلك في صحيح مسلم وقال النووي في شرح مسلم وهذه المرأة اليهودية الفاعلة للسم، اسمها زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودي قلت كذا رواه الواقدي عن الزهري، وأنه (صلى الله عليه وآله) قال لها ما حملك على هذا؟ قالت: قتلت أبي وعمي وزوجي وأخي، قال محمد: فسألت إبراهيم بن جعفر عن هذا فقال أبوها الحارث وعمها بشار وكان أجبن الناس وهو الذي أنزل من الرف وأخوها زبير وزوجها سلام بن مشكم. قال القاضي عياض: واختلفت الآثار والعلماء هل قتلها النبي (صلى الله عليه وآله) أم لا فوقع في مسلم أنهم قالوا ألا نقتلها؟ قال لا ومثله عن أبي هريرة وجابر وعن جابر من رواية أبي سلمة أنه (صلى الله عليه وآله) قتلها وفي رواية ابن عباس أنه (صلى الله عليه وآله) دفعها إلى أولياء بشر بن البراء بن معرور وكان أكل منها فمات بها فقتلوها وفي لفظ قتلها وصلتها وفي جامع معمر عن الزهري لما أسلمت تركها قال معمر كذا قال الزهري أسلمت والناس يقولون قتلها وأنها لم تسلم وقال السهيلي قيل إنه صفح عنها قال القاضي وجه الجمع بين هذه الروايات والأقاويل أنه لم يقتلها إلا حين اطلع على سحرها وقيل له اقتلها؟ فقال: لا فلما مات بشر بن البراء من ذلك سلمها لأوليائه فقتلوها قصاصا فصح قولهم لم يقتلها أي في الحال ويصح قولهم قتلها أي بعد ذلك والله أعلم وفيه أن الإمام مالكا احتج به على أن القتل بالسم كالقتل بالسلاح الذي يوجب القصاص وقال الكوفيون لا قصاص فيه وفيه الدية العاقلة قالوا ولو دسه في طعام وشراب لم يكن عليه شيء ولا على عاقلته وقال الشافعي: قولان في وجوب القود أصحهما لا. قال الدكتور قلعجي: وفي المجلة العربية السنة الثالثة العدد الثالث كشف رئيس تحرير المجلة العربية الغراء الأستاذ الدكتور منير العجلاني عن مخطوطة أرمنية قديمة تثبت أن تسميم النبي كان بقرار من رؤوساء اليهود. ظفر رئيس تحرير هذه المجلة - خلال مطالعته في دار الكتب الوطنية في باريس - بوثيقة - أرمنية، مخطوطة، قديمة جدا، تتحدث في ظهور النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في جزيرة العرب، وما وقع من أحداث في عهده وأكثر ما جاء فيها يشبه الأساطير، ولا يعتد به ولكننا وجدنا في مطلع هذه الوثيقة - التي قام بترجمتها إلى الفرنسية مسيو ماكلر - إشارة إلى حادثة تسميم النبي، وهي من تدبير رؤوساء اليهود في المدينة وبقرار منهم! وليس ذلك بمستغرب منهم، فقد تآمروا على قتل الرسول وقتاله غير مرة. ترجمة مطلع الوثيقة: (يقال إن الأمة اليهودية تحسد أمة النصارى، ولما جاء محمد وعظم أمره اجتمع رؤساء اليهود وقالوا في أنفسهم. لنضمه إلينا، بأن نزوده بأحكام ديننا فينشرها بين الناس وبذلك نتغلب على النصارى وأناجيلهم. ولكن المسلمين الذين انتصروا على أعدائهم وفتحوا الفتوحات العظيمة لم يكترثوا لليهود ولم يقيموا لهم وزنا، بل اضطروا أحيانا إلى قتالهم! فعاد رؤوساء اليهود إلى الاجتماع والتفكير في أسلوب يتخلصون به من محمد... فاختاروا من نسائهم فتاة جميلة، وقالوا لها: يجب عليك أن تدعي محمدا إلى وليمة وتقتليه! ففعلت المرأة ما أمرها الرؤساء به). هذه الوثيقة تلقي أضواء جديدة على حادثة تسميم النبي فقد كان يظن أنها من صنع امرأة حمقاء أو مهووسة، فإذا هي بأمر من الرؤساء. ومن يدري... فقد يكون مقتل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) صنع متآمرين لا صنع رجل واحد أيضا. (*)
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا [أبو] (1) العباس: محمد بن يعقوب، قال: حدثنا العباس بن محمد، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد هو ابن العوام، عن سفيان يعني ابن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن امرأة من اليهود أهدت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) شاة مسمومة، فقال لأصحابه: أمسكوا فإنها مسمومة، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: أردت أن أعلم إن كنت نبيا فسيطلعك الله عليه، وإن كنت كاذبا أريح الناس منك، قال: فما عرض لها
(هامش)
(1) سقطت من (أ). (*)
رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1). وحدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان - رحمه الله -، قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسين الهمداني، قال: حدثنا محمد بن رزام المروزي، قال: حدثنا خلف بن عبد العزيز، قال: أخبرني أبي عبد العزيز بن عثمان، عن جدي: عثمان بن أبي جبلة، قال: كما أخبرني عبد الملك بن أبي نضرة، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، أن يهودية أهدت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إما شاة مسمومة، وإما برقا مسموطا مسموما، فلما قربته إليه وبسط القوم أيديهم، قال: أمسكوا، فإن عضوا من أعضائها يخبرني أنها مسمومة فدعا صاحبتها، فقال: أسممت هذا؟ قالت: نعم، قال: ما حملك عليه؟ قالت: أحببت إن كنت كاذبا أن أريح الناس منك، وإن كنت رسولا أنك ستطلع عليه، فلم يعاقبها (2). هذه الروايات تثبت أن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يأكل من ذلك الطعام المسموم، وكان الحادث في سنة 7 هجرية، والرسول (صلى الله عليه وآله) قتل في سنة 11 هجرية، إذن لم يمت الرسول (صلى الله عليه وآله) بفعل سم خيبر قطعا. ابن مسعود: لم يأكل النبي طعام خيبر المسموم ولقد جاءت عدة روايات في مسمومية رسول الله (صلى الله عليه وآله) منها: أحب العراق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذراع، ذراع الشاة، وقد كان سم فيها
(هامش)
(1) نقله ابن كثير في تاريخه 4 / 209. (2) راجع الحاشية (2)، ونقله الصالحي في السيرة الشامية (5: 208). (*)

يتبع

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)
رد مع اقتباس