|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 48216
|
الإنتساب : Feb 2010
|
المشاركات : 802
|
بمعدل : 0.15 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
جعفر صادق الحسيني
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 14-03-2017 الساعة : 02:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالميــن اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياالله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستكمالا لما بدأناه بإيراد بعض ماوجدناه متناقضا للواقع والمرويات عن الذوات القدسية للعترة المحمدية الطاهرة من كلام الاخ السيد الفاضل صاحب المنشور نقول عودا على أعتراضك أيها السيد الفاضل على هذا المقطع : إذا كان المعنى أن لا أحد يعرف كنه معرفته، فإنّ العبارة يصعب قبولها، لأنّ الذي لا يُعرف كنهه هو الله تبارك وتعالى، ذكرت سيدي الفاضل أن ليس من العقل والحكمة أن نرد حديث المعصوم عليه السلام مهما كان مقامنا ومهما أوتينا من العلم خاصة إذا كان هذا الحديث يتطرق عن خصوصياتهم عليهم السلام ومقاماتهم ومن المناسب هنا إيراد بعض ماروي عن مولانا المقدس الإمام الرضا عليه السلام روحي لتراب نعليه الفداء وهو يشرح بعض مقامات الإمامة فيقول : إنّ الإمامة أجلُّ قَدْراً وأعظم شأناً وأعلى مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غَوراً من أن يَبلُغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم...
عقولهم ===== هنا تكمن العبرات سيدي الفاضل إن كل ماوقع به من قبلنا من بني جلدتنا من ذرية أبينا آدم على نبينا وآله وعليه السلام هو بسب عقولهم ===== دائما وأبدا كانت البشرية على مدى التاريخ تتعامل مع عالم الشهادة والمحسوسات على إساس تفسير الظواهر ومانالته أيديهم وتناهت اليه عقولهم على إن مامن شيء إلا ويستطيعون أن يدركوه أو يعقلوه بقدراتهم العقلية وعليه فقد وقعت البشرية بين فكي خطيئتين أحلاهما مر وكل واحدة أدهى وأعظم كفرا من أختها فكان بني البشر عندما يعترضهم عارض بكل تأكيد يتصدون لمعرفته ومعرفة خصوصياته وبكل تأكيد يكون العقل هو إمامهم لمعرفة خصوصية تلك الماهيات وتفسيرها ولكن عندما ينصدم العقل ويكون عاجزا تماما عن بلوغ معرفة تلك الماهيات او الظواهر أو الأشياء سميها ماشئت ماذا كانت تفعل تلك العقول : كانت ترتكب تلك الخطيئتين : إما التكذيب للظاهرة جملة وتفصيلا وإما أن تنسبها إلى عالم الخرافات والخيال والوهم وعندنا شواهد كثيرة في التاريخ مصداق لما ذكرنا ونأخذ على سبيل المثال نبينا المعظم صلى الله عليه وآله وسلم روحي لتراب نعليه الفداء لقد جآء إلى قريش بما يذكره التاريخ مايقارب 4000 آلاف معجزة فماذا كان جواب قومه الفريق الأول أتهمه بالسحروالجنون وقال ساحرٌ أو مجنون ! كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
وأما الفريق الثاني فاتهموه بالكذب فقالوا : كذاب أشر ! أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ وأما من لم يكن من هاذين الفريقين فيحاول أن يفسر تلك الماهيات وتلك الذوات المقدسة بما يحلوا له مما يعتقده أنه هو الأقرب للصواب بل هو الحق المبين وإذا بحقيقة الواقع يكون من المخدوعين وممن يوصفون بالجهل المركب وهو أنهم لايعلمون أنهم لايعلمون !! فأين تكمن خطيئة بني آدم ؟ إن أصرارنا نحن بني آدم على أن نفسر كل شيء بعقولنا فتلك هي مصيبتنا !! وقول المعصوم أعلاه حجة بالغة : يَبلُغها الناس بعقولهم
والسبب واضح وبين هؤلاء الذوات المقدسة هم مظاهر لأسماء الله تعالى والله تعالى هو الحق المطلق وهو المحيط بما خلق وتلك الذوات المقدسة هي مظهرا لتلك الذات المحيطة القدسية الألهية وهم خزّان علم العليم أما نحن فأقل قدرا من أن نفسر بعض مايعترينا ويعتري أجسامنا من ظواهر فهل نحن قادرين ونحن على قصورنا ان ندرك حقيقة الوجود المطلق ! فمصيبتنا هي أننا دائما ً عندما نتصدى لنفسير كلامهم عليهم السلام نقوم بعرض أفعالهم وأقوالهم على (( عقولنا )) فإن أبت عقولنا أن تفسر أو تعقل تلك الأعمال أو الأفعال سارعنا إلى إما تؤيلها أو تفسيرها وفق تصوراتنا وعلمنا القاصر أو الخطيئة الثانية أن نكذبها جملةً وتفصيلا ! وهذه هي ديدننا إلا مارحم ربي وفي المثل الذي أوردناه عن أبا ذر وسلمان عليهما الرحمة مصداق لما نقول أما أبا ذر فعرض فعل الإمام المعصوم على عقله فأبى عقله أن يتقبله ! فقال الإمام علي لايفعلها ! وأما سلمان فعرض عقلهُ على فعل الإمام (( المعصوم )) فعلم أن عقله قاصر أن يرتقي لمرتبة فعل المعصوم فجزم بصحة فعل الإمام و (( قصور عقله )) عن بلوغ كنه فعل الإمام فعلم بأن تكليفه الشرعي هو تصديق الإمام المعصوم والإنقياد لقوله وفعله والتسليم المطلق له عليه السلام ومناسب هنا أن نذكر بالحديث الشرف الذي عُرف بحديث القطع ياعلي لايعرف الله إلا أنا وأنت ولايعرفني إلا الله وأنت ولايعرفك إلا الله وأنا وكما ورد في كتاب بحار الأنوار وكتاب مدينة المعاجز ومختصر بصائر الدرجات ومناقب آل أبي طالب وغيرها وهذا نص صريح ممن لاينطق عن الهوى بالقطع اليقين أن لا أحد يعرف الإمام علي عليه السلام إلا الله تعالى ونبيه العظيم صلى الله عليه وآله وسلم وهذا الكلام يتعارض مع جملتك التي أوردتها قائلا : إذا كان المعنى أن لا أحد يعرف كنه معرفته، فإنّ العبارة يصعب قبولها، فأستنتاجك هذا في واد وحديث القطع للنبي المعظم في واد آخر !! وكذلك قول الإمام الرضا عليه السلام : الإمام واحد دهره، لايُدانيه أحد، ولا يُعادِلُه عالِم، ولا يوجد منه بدل ولا له مِثْلٌ ولا نظير... فمَن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره ؟! هيهات هيهات
وخلاصة القول ليس من الصعب قبولها كما تقول سيدنا الفاضل فكل مانحتاجه من بضاعة هي كلمة واحدة تكون صراطنا المستقيم الذي نبني عليه كل معتقداتنا وسلوكياتنا مع أئمتنا عليهم السلام وهي أنهم معصومون وأن أفعالهم وأقوالهم حجة علينا بدون شرط أو قيد وكما تقول الزيارة الجامعة :
سَعِدَ والله من والاكم ، وهلك من عاداكم ، وخاب من جحدكم ، وضل من فارقكم وفاز من تمسك بكم ، وأمِنَ من لجأ إليكم ، وسَلِمَ من صدَّقكم ، وهُدِيَ من اعتصم بكم. من اتبعكم فالجنة مأواه ، ومن خالفكم فالنارُ مثواه ، ومن جحدكم كافر ، ومن حاربكم مشرك ، ومن رد عليكم فهو في أسفل درك من الجحيم.
فالراد عليهم في أسفل درك من الجحيم ! فما ورد عن الإمام الصادق قوله : في الحديث الذي رواه مؤمن الطاق، قال: ((أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا، إن كلامنا ينصرف على سبعين وجها )).
وقال عليه السلام : (( من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم، ثم قال : ان في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن. فردوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا))
وعليه فليس كل كلامهم عليهم السلام ميسور الفهم وقادرين على أن نصل الى كنهه لأنهم هم القران الناطق وكان لكلامهم بطون ومعاني الله تعالى وهم أعلم بها ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم خادمكم وبخدمتكم
|
|
|
|
|