عرض مشاركة واحدة

مروان1400
عضو برونزي
رقم العضوية : 82429
الإنتساب : Dec 2015
المشاركات : 871
بمعدل : 0.28 يوميا

مروان1400 غير متصل

 عرض البوم صور مروان1400

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : مروان1400 المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-01-2017 الساعة : 10:17 AM



اغتيال الخصوم المرشحين يعجل لبني أمية الاستحواذ على السلطة
علم أغلب الصحابة بل أجمعهم على تحزب هؤلاء الخمسة لنيل الخلافة, فمال الطامعون من الصحابة معهم أمثال المغيرة بن شعبة وبشير بن سعيد وأسيد بن حضير وغيرهم ورضي بواقع الحال من كان يبغض الامام علي بن أبي طالب لأحقاد جاهلية فكان تحزب الرجال عاملاً لابعاد الامام علي عن السلطة فارتضى الناس بما لائم مصالحهم وأحقادهم. وكذلك كان الحال للذين كرهوا النبي ولكن أسلموا خوفاً كالطلقاء وغيرهم ممن غرتهم الدنيا بزخرفها وغرتهم أموال الفتوحات و لائمهم الوضع الجديد بأبعاد علياً عن منصبه ,فركبوا مع موجة الفائزين بالحكم. بقيت عصبة قليلة وفية لعهد النبي (ص) وهم أمير المؤمنين علي وأنصاره القلائل كأبي ذر وعمار والمقداد فعاشوا على هامش دولة الخلافة. كانت العقبة الرئيسية أمام بني أمية هي التخلص من أصحاب صحيفة المؤامرة حتى لايكون خيار أمام عمر سوى أختيار مرشحين جدد للخلافة. أما سالم مولى ابي حذيفة فكان قد قُتل في حرب اليمامة في عهد الخليفة الاول أبوبكر, وبقي إثنان وهم أبوعبيدة الجراح ومعاذ بن جبل . إن التخلص من هاذين الاثنين بتم بخطة لاتخطر على بال أحد ,وليس بعيداً في ذلك تدخل اليهود بالتعاون مع بني أمية مثلما تحالف اليهود مع أبي سفيان الاموي من قبل في عهد النبي.
لم تكن تصفية أباعبيدة ومعاذا بشئ جديد في عهد عمر , فقد قتل المعارض للسقيفة سعد بن عبادة الانصاري في عهد عمر وهو في الشام على يد رجل الاغتيالات الاول في عهد عمر وهو محمد بن مسلمة وقُيد الاغتيال ضد مجهول ( الاصابة للعسقلاني ج3 ص 384, أسد الغابة لابن الاثير ج5 ص 112)( . ومات الخليفة الاول أبوبكر مسموماً ومات طبيبه بنفس السم وبقيت القضية غامضة ضد مجهول. لقد كتب عثمان الاموي وصية ابي بكر لعمر بيده وكان أبوبكر حينها في غيبوبة الموت ,فمن ياترى المستفيد من ذلك؟ المستفيد الاول هو الخليفة الثاني عمر بطبيعة الحال فهو نال الخلافة بموت الخليفة الاول, والمستفيد الخفي كان ممثل بني أمية وهو عثمان بن عفان وهو كاتب وصية ابي بكر والخليفة في غيبوبة الموت كما تقدم في فصل ( أبوبكر) . يقينا كان لعثمان دورا في اغتيال الخليفة الاول ونال ثمرة ذلك بأن صار الخليفة الثالث بعد عمر كما سيأتي . إن عقبة الوصول للحكم امام عثمان وأمام أنصاره من بني أمية كانت هي وجود الرجلين الذين لم يفتأ عمر يردد اسميهما وهما أبوعبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل, وعلم بنو أمية أن نيل الخلافة بتواجد هاذين الرجلين ستكون مهمة صعبة ,فكان لزاماً أزاحتهما عن منصب الخلافة المرتقب بالموت, مثلما أزاحوا الخليفة الاول عن منصبه بالموت , وكما سيزيحون عمر بن الخطاب نفسه بعد ذلك.
استحدث المتآمرون نصاً شرعياً أوجب به موت الرجلين . لنقرأ نتفا من التاريخ بعين متفحصة لتتكشف الحقيقة المذهلة ! ذكر الطبري دخول عمر الى الشام :
(وقد كان عمر خرج غازيا، وخرج معه المهاجرون والأنصار. وأوعب الناس معه، حتى إذا نزل بسرغ، لقيه أمراء الأجناد: أبو عبيدة ابن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة؛ فأخبروه أن الأرض سقيمة ( الارض سقيمة تعني انه قد نزل فيها مرض الطاعون)، فقال عمر: اجمع إلى المهاجرين الأولين، قال: فجمعناهم له، فاستشارهم، فاختلفوا عليه، فمنهم القائل: خرجت لوجه تريد فيه الله وما عنده، ولا نرى أن يصدك عن بلاء عرض لك. ومنهم القائل: إنه لبلاء وفناء ما نرى أن تقدم عليه؛ فلما اختلفوا عليه قال: قوموا عنى، ثم قال: اجمع لي مهاجرة الأنصار، فجمعتهم له، فاستشارهم فسلكوا طريق المهاجرين، فكأنما سمعوا ما قالوا فقالوا مثله. فلما اختلفوا عليه قال: قوموا عنى، ثم قال: اجمع لي مهاجرة الفتح من قريش،فجمعتهم له، فاستشارهم فلم يختلف عليه منهم اثنان، وقالوا: ارجع بالناس، فإنه بلاء وفناء. قال: فقال لي عمر: يابن عباس، اصرخ في الناس فقل: إن أمير المؤمنين يقول لكم أني مصبح على ظهر ( يعني سيركب دابته راحلاً)، فأصبحوا عليه, قال: فأصبح عمر على ظهر، وأصبح الناس عليه، فلما اجتمعوا عليه قال: أيها الناس؛ إني راجع فارجعوا، فقال له أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله! قال: نعم فرارا من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن رجلا هبط واديا له عدوتان: إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس يرعى من رعى الجدبة بقدر الله، ويرعى من رعى الخصبة بقدر الله! ثم قال: لو غيرك يقول هذا يا أبو عبيدة! ثم خلا به بناحية دون الناس؛ فبينا الناس على ذلك إذ أتى عبد الرحمن بن عوف - وكان مخلفا عن الناس لم يشهدهم بالأمس - فقال: ما شأن الناس؟ فأخبر الخبر، فقال: عندي من هذا علم، فقال عمر: فأنت عندنا الأمين المصدق، فماذا عندك؟ قال: سمعت رسول الله يقول: ( إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم به فلا تخرجوا فرارا منه , ولا يخرجنكم إلا ذلك)! فقال عمر: فلله الحمد! انصرفوا أيها الناس، فانصرف بهم.) ( تاريخ الطبري , باب خروج عمر بن الخطاب الى الشام ج2 ص 337,
وأكد قوة الراوية ابن الاثير بقوله :
(وهذه الرواية أصح فإنّ البخاري ومسلماً أخرجاها في صحيحيهما). (الكامل في التاريخ لابن الاثير ج2 أحداث سنة 17 هجرية).
الرواية اعلاه تحكي إصابة المسلمين بمرض الطاعون في الشام واحتار عمر فيما يفعل, فأستشار الصحابة المقربين من المهاجرين والانصار فلم يجد جواباً عند أحد, ثم قال بعضهم أنه بلاء وفناء فقرر العودة بمن معه خوفاُ من الاصابة بالمرض. ثم يختلي عمر بأبي عبيدة دون الناس ويتحادثان بأسرار لايعرفها غيرهما . ثم يأتي الصحابي عبد الرحمن بن عوف الى جمع الناس هنالك ليقول أنه حفظ حديثا من النبي (ص) يقول فيه ( أذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فلا تقدموا عليه, وإذا وقع وأنتم به فلاتخرجوا منه). وهو حديث لم يسمع به رجل مسلم من قبل, فجميع الصحابة الذين استشارهم عمر لم يأتي أحدهم بشئ ولكن بعد أن يقرر عمر العودة بمن معه خوف العدوى يأتي عبد الرحمن بن عوف بالحديث! إن عمر قرر العودة وأحتاج الى من (يشرعن) قراره فكان الوفي لعمر هو عبد الرحمن بن عوف جاهزاً بحديث للنبي لم يسمعه أحد من قبل, وتأمل قول عمر له : (أنت عندنا الأمين المصدق ), فهو علم أن ماسيقوله عبد الرحمن بن عوف سيقوي عذر عمر بالهرب من مكان الطاعون , إن عمر الذي يقول في عبد الرحمن بن عوف أنه الامين المصدق في هذه الحادثة يطلق عليه لقب فرعون قريش في حادثة أخرى بقوله (وما يمنعني منك يا عبد الرحمن إلا أنك فرعون هذه الامة.) ( الامامة والسياسة للدينوري ج1 ص 29)! فيا للعجب لتغير الحال والاحوال وفق المصالح والأهواء.
الوضع في حديث عبد الرحمن واضح, فليس هناك حديثا لم يسمعه غير رجل واحد وبالأخص حديث يتعلق بموت أو حياة , بعد سماع عمر للحديث أمام الناس يخرج من تلك المنطقة مع أصحابه ويتركوا جيش أبي عبيدة وفيه أبو عبيدة نفسه ومعه معاذ بن جبل وغيرهم. رب قائل سيقول أن ما فعله عمر هو عين الصواب فقد فر من شر عدوى مرض الطاعون! لكن لماذا لم يفر أبوعبيدة وأصحابه كذلك؟ سيقول قائل لأنهم أصلا قد اصابهم المرض فهم فضلوا البقاء لسماعهم حديث النبي الذي أتى به عبد الرحمن بن عوف! ونقول اذا كان عمر وجيشه ومن معه كأبن عوف وغيره فروا من المكان خوف العدوى فلماذا قابلوا المصابين بالمرض كأبي عبيدة وغيره وتخالطوا معهم بل خيموا هناك أكثر من ليلة , حتى أن عمر أختلى مع أبي عبيدة يحادثه كما تروي الرواية فإذا كان أبوعبيدة قد أصيب فحتما عمر ومع معه قد اصيبوا أيضاً . الرواية تكشف مؤامرة أجبر فيها عمر صاحبه أباعبيدة ومعاذا وشرحبيلا بن حسنة بالبقاء في مدينة الموت حتى يموتوا ,وكأنه أعدام بمرسوم الحكومة لم يجد الرجال سوى تنفيذه , وأستطاع عبد الرحمن بن عوف تقنين ذلك بحديث نبوي أنفرد بروايته حتى لايجد أحد محيصا سوى البقاء في انتظار الموت. العجيب في الحادثة أن عمرا ومن معه كانوا هناك أيضا لكنهم خرجوا وعادوا بسلام الى دار الخلافة في المدينة, والاعجب منه أن عمراً لم يمانع من خروج الجيش برجاله من مدينة الطاعون بعد أن أتاه نبأ وفاة أبي عبيدة ومعاذ وغيره, بينما كان آمراً لهم بالبقاء في مدينة الطاعون حتى أشعار آخر. ذكر الطبري وغيره أنه بعد موت أبي عبيدة بالطاعون صار معاذ بن جبل خليفة على الجيش منتظرا دوره في الموت فلما مات معاذ بن جبل بالطاعون أيضا صار عمرو بن العاص قائداً على الجيش وبدلا أن ينتظر عمرو بن العاص دوره بالموت فإنه قام خطيبا على الجيش :
( فقام خطيبا في الناس، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتجبلوا منه في الجبال. فقال أبو وائلة الهذلي: كذبت؛ والله لقد صحبتُ رسول الله وأنت شرٌ من حماري هذا! قال عمرو بن العاص: والله ما أرد عليك ما تقول، وايم الله لا نقيم عليه. ثم خرج وخرج الناس فتفرقوا، ورفعه الله عنهم. قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب من رأى عمرو بن العاص، فوالله ما كرهه.) ( تاريخ الطبري, ج6 , طاعون عمواس ص 339). تأمل أن عمر بن الخطاب لم يأبه لما فعل عمرو بن العاص ولم يعارضه على مافعل, لأن مهمة تصفية أباعبيدة ومعاذا وغيره قد تمت, ولهذا لم يعتب أو يعاقب عمرو بن العاص على مخالفته لأمره المعضد بحديث عبد الرحمن بن عوف المزعوم. خرج عمرو بن العاص بالجيش من مكان الطاعون ولم يشمله حديث ابن عوف ولم تشمله أوامر عمر فالمهمة أنتهت!
ويروي الطبري (ثم دخلت سنة ثماني عشرة؛ ففيها كان طاعون عمواس، فتفانى فيها الناس، فتوفى أبو عبيدة ابن الجراح؛ وهو أمير الناس، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، والحارث ابن هشام، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن سهيل، وأشراف الناس.). ( تاريخ الرسل للطبري, ج 2, أحداث سنة ثماني عشرة, وفي طبعة الانترنيت ج6 ص 339).
ويروي في ذلك اليعقوبي : (وكثر الطاعون بالشام، وكان طاعون عمواس، فمات أبو عبيدة بن الجراح، واستخلف عياض بن غنم على حمص، وما والاها من قنسرين، ومعاذ بن جبل على الأردن، ولم يلبث معاذ بن جبل إلا أياماً حتى توفي، ومات يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة، فأقر عمر معاوية على عمل يزيد)( تاريخ اليعقوبي ج1 ص 165)


يتبع لطفا ...


توقيع : مروان1400
إن المصرين على ذنبيهما ... والمخفيا الفتنة في قلبيهما
والخالعا العقدة من عنقيهما... والحاملا الوزر على ظهريهما
كالجبت والطاغوت في مثليهما... فلعنة الله على روحيهما
من مواضيع : مروان1400 0 لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض!
0 كلمة ابوعبيدة 3-8-2024
0 السيدعبدالملك الحوثي كلمة 6-3-2024
0 فلسطين عام 440 قبل الميلاد خريطة هيرودتس صورة
0 التشيع في غانا ساهم وشارك وحرقة الوهابية الصهيونية
رد مع اقتباس