عرض مشاركة واحدة

اليمني الاول
مــوقوف
رقم العضوية : 82629
الإنتساب : Apr 2016
المشاركات : 105
بمعدل : 0.04 يوميا

اليمني الاول غير متصل

 عرض البوم صور اليمني الاول

  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : اليمني الاول المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-06-2016 الساعة : 02:03 AM


âک† معاني الألف واللّام في " الّذين ءامنوا ".
âک† معاني الاسم الموصول في آية الولاية.
âک† معاني الإيمان في آية الولاية.

قبل الدّخول في لجّة بحر النّور نودّ أن نقدِّم للقرّاء الكرام فـائــــدة :

* أداة التعريف هي الألِف واللّام، وليس اللّام وحدها ؛ وهمزة "ال" همزة قطعٍ وُصِلت لكثرة الاستعمال ؛ وأداة التعريف "ال" لها دلالاتها المعنويّة الخاصة بها، والّلام لوحدها لها دلالاتها المعنوية الخاصة بها ؛ فلا يصح أن تكون اللّام لوحدها أداةً للتعريف.

* إنّ اللّغة، عربيةً كانت أو غير عربية ، عبارة عن مجموعة من المفردات المتشابهة، وأحياناً المتطابقة في اللّفظ، لكنّ المعنى قد يختلف تماماً ، والعبرة في المعنى لا في الألفاظ.

المعنى هو بيت القصيد في المسألة، ولولاه لَمَا تجشّمَ علماءُ اللّسانيات شيئاً من السهر والعناء، ومن أجل ذلك، تمّ طرح العديد من النّظريات والمقاييس للتفريق بين المعاني، وهي تؤكِّد أنّ معنى اللّفظ يتحدّد من خلال استعماله ووضعه في سياق معيَّن.


والألفاظ ليست إلّا وعاءً أنيقاً للمعاني ؛ ولا بدّ للّفظِ من دلالات معنويّة مفهومة، وإلّا فقَدَ الكلام قيمته وذهبت فائدته، وتحَوّلَ هذياناً.
وخير مثالٍ يوضّح ما حكيناه، هو لفظ " الّذين ءامنوا " الكثير الورود في القرآن الكريم، ولكنّ هذا اللّفظ في آية الولاية، يختلف عن غيره من الأسماء الموصولة اختلافاً تامّاً من حيث المعنى .

لقد تفرّدَ اللفظ عن غيره بدلالة سياقية منقطعة النّظير، وتميّزَ بقوة المنطق والبيان إلى درجة أنّ المرء يكاد يجد معنى خاصاً لكلّ حرفٍ من حروف آية الولاية.
وجميع الشواهد المتّصلة باللّفظ دلّت بوضوح على أنّ
" الّذين ءامنوا " في الآية ، موضوعٌ لـِ " الكناية عن معهود مخصوص".

* " الّذين ءامنوا " في آية الولاية : عهد كنائي ، وإسم موصوف، وهو جامد مؤول بالمشتق.

* " وليّ " في الآية : اسم صفة ، وهو مشتق.

* " الّذين ءامنوا " في الآية : عَلَمُ جنس، وعَلَمُ كناية.

* " الّذين يقيمون الصلاة .... إلخ " : عهد ذهني ، تابعٌ للاسم الموصول الأوّل.

يقول العلّامة عبد القاهر الجرجاني ، في سِفْره الخالد ، دلائل الإعجاز :
{ إعلَمْ أنّ لك في " الّذي " عِلماً كثيراً ، وأسراراً جَمَّة ، وخفايا إذا بحثتَ عنها وتصورتَها ، اطَّلعتَ على فوائدَ تؤنس النّفْس ، وتثلج الصدر ، بما يفضي بك إليه من اليقين ، ويؤدّيه إليك من حُسنِ التبيين }.
(دلائل الإعجاز - عبدالقاهرالجرجاني ).
لله درّه قولاً ما أحسنَه ، صدَقَ هذا العالِمُ النِّحرير.

فهيّا بنا إلى معرفــــة " الّـــذين ءامـنــــــوا " ؛ فهنا الجواهر واللآلئ والدّرر، هُنـــا الــزخــرف ، هُنـــا بحـــر النّــور.



âک† معــاني الألِف واللّام :

1 - العهد الكنائي : اللّفظ موضوع للكناية عن معهود مخصوص ، وهو المؤتي الزكاة حال الركوع.

2 - العهد الحضوري : صاحب الحال حاضرٌ بشخصه، مشاهَد للحاضرين عند نزول آية الولاية.

3 - العهد الذّهني : الحال في الآية حال متنقّلة، يدركها العقلاء إدراكاً معنوياً، فهي معلومة مُتصوَّرة في الأذهان ؛ وصاحب الحال ليس إلّا واحداً معيَّناً، لأنّه يستحيل أن يكون صاحب الحال أكثر من واحد في نفس الزمان والمكان.

العهد الكنائي ، والحضوري ، والذّهني ، هو الدّليل الّذي يقودنا إلى معرفة صاحب الحال عن طريق العهد الذّكري الصريح.

4 - الألف واللّام أفادت تقرير حقيقة، وهي أنّ الموصوف مؤمنٌ حقاً، والإيمان صفة متحقِّقة فيه بصورة دائمة وراسخة، فلا خوفٌ عليه من الارتداد عن الدّين أو الانقلاب على الأعقاب.

5 - الألف واللّام أفادت كمال الوصف للموصوف ، وأنّه هو المؤمن الكامل في الإيمان ، الجدير حقّاً بهذا الوصف ، قد اجتمع لديه من الفضائل الإيمانية ومكارم الأخلاق ما جعل الإيمان مقصوراً عليه ، خاصّاً به ، لا يدانيه في ذلك أحد، ولا يُقاس به أحد.

6 - الألِف واللّام دلّت على التأسيس، حيث إنّها أفادت معنى آخر من معاني " الّذين ءامنوا " لم يكن حاصلاً من قبل ؛ فكما أنّ الألف واللّام دلّت على العهدية، ودلّت على القصر، وأفادت أنّ الموصوف مؤمنٌ حق الإيمان فإنّها قد أفادت معنى آخر، وهو أنّ الموصوف " أمين ".

هناك توافق معنوي بين الفعل " ءامَنَ " والفعل " أمِنَ " ، والإيمان والأمان وما اشتُقّ منهما بمعنى واحد.

والأمين هو المؤتمَن، المأمون : الموثوق بعدله وعهده وأمانته ؛
الأمين : وليّ الأمر، الإمام.

قال الشاعر :
وأنت أمينُ الله في النّاس كلّهم
علينا وفيما احتاز شرقٌ ومَغرِبُ.
(هاشميات الكميت - ديوانه).

وقال الشاعر :
لنا الموقفانِ والحطيمُ وزمزمُ
ومِنّا على هذا الأنامِ أمينُها.
(الفرزدق - ديوانه).
........................................

" إنّما وليّكم الله ورسوله والأمين الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون ".
" إنّما وليّكم الله ورسوله والإمام الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون ".

التابع في الآية يبقى بصيغة الجمع كما هو، لأنّ المتبوع
" الإمام " يستوي فيه المفرد والجمع ، و " الّذين " يستوي فيه المفرد والجمع ، كما أنّ المقام مقام مدح وتعظيم.

ألمْ أقُل لكم إنّ " الّذين ءامنوا " في آية الولاية ، يختلف اختلافاً تاماً، من حيث المعنى ، عن الأسماء الموصولة المتطابقة معه في اللّفظ ؟.

بقيَ للألِف واللّام فائدة بيانية دقيقة، تحتاج إلى فكر ثابت، وحس مرهَف، وقلب سليم ، لأنّ الدّلالة المعنوية، هاهنا، من عجائب فنون البلاغة، ولها شأنٌ وفخامة ونُبْل، وهي من سحر البيان الّذي يعجز المرءُ عن تأدية حقّه.
وإليك هذه الفائدة البيانية وبالله التوفيق،

7 - إنّ آية الولاية لا تريد إخبارك بأنّ الموصوف هو المجسِّدُ للإيمان الأكمل، وأنّه المؤمن المعهود بالصدق والعدل والأمانة، ولا قصر جنس الإيمان عليه مبالغةً وتعظيماً ؛
لا تريد إخبارك بهذا وحسب، بل تريد أن تقول لك : هل سمعتَ بالإيمان ؟ وهل تدري ما هو ؟
فإن كنت لا تدري ، فاعلم أنّ الموصوف في آية الولاية هو الإيمان بعينه، هو الإيمان ذاتُه ، هو الإيمان كلُّه ؛ الإيمان اسمٌ من أسمائه.
لم يعد الإيمان صفةً دائمةً في الموصوف وحسب، بل صار الإيمان عَلَمَاً له، إسمـــاً وكنيـــــةً ولقبـــاً.

" إنّما وليّكم الله ورسوله والإيمـان ".
الإيمــان ؟!. ما هو الإيمان ؟. فجاء البيان :
" الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".

" الإيمان " في الآية الشريفة : عَلَمُ جنس وعَلَم كناية ؛ ولكن صاحب هذا الاسم لا يزال مبهماً ، مجهول الهويّة ، إسمه الخاص مجهول.
...................................

ملاحظة :
( للإطلاع على معاني " ال " في اللغة العربية، أنظر كتاب دلائل الإعجاز - عبدالقاهرالجرجاني ).
.....................................

âک† معــاني الاسم الموصول في آية الولاية

ذكرنا آنفاً معاني الألف واللّام الدّاخلة على "الّذين" ، وهنا نذكر ما تبقّى من معاني الاسم الموصول.
معنى " الّذين = الّذي " في آية الولاية، والموضوع للكناية عن معهود مخصوص، وهو المؤتي الزكاة أثناء الركوع، المكَنَّى بالإيمان .
" إنّما وليّكم الله ورسوله ولَهذا المؤمنُ الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
" إنّما وليّكم الله ورسوله و لَذو الإيمان الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
" إنّما وليّكم الله ورسوله و أولوا الإيمان الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
" إنّما وليّكم الله ورسوله و لَذَاتُ الإيمان الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
" إنّما وليّكم الله ورسوله ولَأهلُ الإيمان الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون ".
.....................

بيــان وتحـديـــد

* لفظ " الإيمان " الوارد في النّصوص السابقة، يُعتبَر عَلَمَ جنسٍ وعلَمَ كنايةٍ من جهة، وصفة مدحٍ وتعظيمٍ من جهةٍ أخرى.
والصفة المقصودة هنا، هي الصفة المعنوية، الّتي هي من خصائص عِلْمِ المعاني، وليس النّعت الّذي هو من خصائص علم النّحو.

* الألفاظ الواردة في النّصّ " ذا ـ ذو ـ ذات ـ أولوا ـ أهل " هي معاني الاسم الموصول في آية الولاية ، ولا يُحمَل الاسم الموصول على هذه المعاني إلّا إذا كانت الألف واللّام دالّة على العهدية ؛ تماماً كما في آية الولاية .

ذا : اسم موصول بمنزلة " الّذي ".
ذا : تلحقه هاءُ التنبيه فيكون اسم إشارة " هذا ".
ذو : اسم موصول بمنزلة " الّذي".
ذو : اسم ناقص، يدخل على أسماء الأجناس، وأسماء الأعلام، والمضمرات.
أولوا = ذوو : المفرد ذو ، بمعنى صاحب أو أهل ؛ الجمع : ذوون، ملحق بجمع المذكّر السالم ، وتُحذَف النون عند الإضافة.
ذات : معنىً من معاني ذو ، وذات الإيمان أي الإيمان نفسه، الإيمان.
تقول العرب : جاء ذو زيد، معناه : جاء زيد نفسه، أي صاحب هذا الاسم زيد. وقولهم : ذو الخلصة ؛ الخلصة اسم عَلَم لِصنم ، و " ذو " كناية عن بيته.
ذو :اسم من الأسماء الخمسة، و ذو: صِلة، أي زائدة.
و ذو : لفظ كنائي.

قال نجمُ الشعراء الكميت الأسدي :

إليكم ذوي آل النّبي تطلَّعتْ
نوازعُ من قلبي ظِماءٌ وألبُب.ُ
(هاشميات الكميت - ديوانه).
ذوي : جمع ذو، وهو صلة، ولفظ كنائي، ويجوز أن يكون بدلاً من "آل".

* اللّام الدّاخلة على معاني الاسم الموصول هي اللّام المزحلَقَة، وقد وقعَتْ على اسم مَكْنِيّ ، وجيء بها لإفادة معنى .
والدّلالة المعنوية للّام هنا هي :
* التوكيد والتحقيق .
* الابتداء.
* القَسَم.
* التبليغ.
* الولاية.
* الاختصاص.
* المُلْك.
............. ............................

* التابع في النَّصّ ، وهو قوله تعالى : " الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ؛ يبقى بصيغة الجمع كما هو لا بصيغة الإفراد ، لأنّ صيغة الجمع لها دلالة معنوية مهمّة ، وهي تمييز ذات الموصوف وجنسه ؛

الدّلالة المعنوية لصيغة الجمع في الآية الشريفة :

* الدّلالة على أنّ الموصوف ذات بشريّة لا ذات إلهية، لأنّ المؤمن والوليّ من أسماء الله ، والله عزّ وجلّ أحدي الذّات،
لا يُجمع.

* قوله تعالى : " وهم راكعون " عبارة عن حال ، والحال وصفٌ لِذوي الهيئات والأجسام ، المحدودين زماناً ومكاناً ، والركوع كيفيّة حسية وكيفية كمِّية.
حسية من حيثُ كونها مُدرَكة بالحواس والأذهان ، وكمّية من حيث كونها انحناءً.
والله تعالى يجلُّ عن الكيفية ، والجسميّة ، والعددية ، لا تدركه الأبصار، ولا تحدّه الأماكن والأزمان أو تتصوّره الخيالات والأذهان ؛ ليس كمثله شيء ، ولا تحدّه اللّغات جلّ جلاله ، وتقدّست أسماؤه.
فاستخدام لفظ الجمع، والجملة الحالية ينفي توهُّم أن يكون الموصوف ذات إلهية.

* مجيء التابع بصيغة الجمع له دلالة معنوية أخرى ، وهي المدح والتعظيم للموصوف، وفي نفس الوقت، نفي الإلوهية عنه.
وبذلك حصلَ التشخّص والتعيين ، وامتنع وقوع الاشتراك في الوصف والاسم.
وقد عرفنا أنّ "الّذين ءامنوا" موضوع للكناية عن معهود مخصوص، فيكون " الإيمان " عَلَمَاً للمعهود في الذِّهن ، وهو الموصوف بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حال الركوع ، والموصوف بهذا الوصف بشرٌ.

فالإيمان إذاً ، اسمُ عَلَمٍ لبشر ، إسمٌ ولقبٌ وكُنية ؛ عَلَمٌ مختَصّ بالمعهود في آية الولاية ، ولا يتعدّاه إلى غيره.

* يصح لُغويّاً ، أن يكون التابع بصيغة الجمع ، لأنّ المتبوع يستوي فيه المفرد والجمع ، لفظاً ومعنى.

..........................................

فائدة :


* الأسماء المكنية : ألفاظٌ يُكَنَّى بها عن مبهَم ، ولا يُعرف معناها إلّا بقرينة ؛ أي أنّ مُسمّاها الخاص مجهول مستور ، ولا يُعلم إلّا بقرينة زائدة.
وليس المقصود بالكناية هنا الكناية المعلومة من علم البيان ، بل المراد استعمال المبهَم في معيَّن بقرينةٍ فأشبهَ الكناية.
ويندرج تحت هذا المفهوم كلّ لفظٍ مبهم في المعنى ، مثل الضمائر ، والأسماء الموصولة، وأسماء الإشارة ، والنّكرة المقصودة.

الكناية في هذا الموضع وأمثاله ، عبارة عن وجهٍ خَفيّ لِحقيقةٍ معلَنَة ، والعبقري مَن يتوصّل إلى كشف المستور ، ومعرفة المبهَم.

* " ذو الإيمان " في الآيـــة الشريفة ، يعتبر عَلَمَاً بالكناية ، والمقصود بالكناية هنا، الكناية البيانية ، المعلومة من عِلم البلاغة.
وذلك أنّ المُركَّب الإضافي " ذو الإيمان " ـ قبل أن يصير عَلَماً ـ معناه : الملازم للحقّ والصِّدق والأمن والأمانة و.....الخ .
ويلزم من هذا أنّ الموصوف " مؤمنٌ وأمين ومؤتمن وصِدِّيق "؛
فيكون المعنى انتقالاً من الملزوم "ملازمة الإيمان" إلى اللّازم " كونه مأموناً وصِدِّيقاً ".
وبناءً على هذا المعنى الوضعي ، صار " الإيمان " عَلَمَاً على ذات.

والكناية هنا ، تضمَّنَتْ مجموعةَ معانٍ ، أي أنّها دالّة على معانٍ عدّة ، تعدّد معاني " ذو " وتعدّد معاني " الإيمان ".

.........................................

وتستمر الحكاية ..........

âک† معاني الإيمان : .......

من مواضيع : اليمني الاول 0 ما معنى قوله تعالى : { أكاد أخفيها }
0 فحوصات تهم المرأة الحامل
0 فصائل الدم
0 { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.
0 هل الإمامة أصل من أصول الدّين؟؟
رد مع اقتباس