عرض مشاركة واحدة

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 904
بمعدل : 0.16 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 59  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-07-2014 الساعة : 10:51 PM


إن عرض الإسلام بشكله المسلكي الاجتماعي مع امتلاكه للأصول المنسجمة والمتناغمة ذات الأبعاد الشاملة للحياة الإنسانية يعتبر اليوم من أولى الضروريات للفكر الديني.


لقد كانت الأبحاث والتحقيقات الإسلامية قبل اليوم في الغالب فاقدة لهاتين الخاصيّتين الفائقتين في الأهمية مما كان يجعل الباحثين والمحققين في عملية مقارنة الإسلام بالمدارس والمسالك الاجتماعية العصرية كما ينبغي، غير قادرين على الوصول إلى نتيجة مثمرة وحكم قاطع. وبتعبير آخر يبقى هؤلاء عاجزين عن عرض هذا الدين بصورة مترابطة ومتحدة الأجزاء ومقارنتهبسائر المدارس والأديان.

إضافة إلى أن الأبحاث بشكل عام ذهنية (فكرية) وتنجز في محيط بعيد عن التأثير العملي والواقعي وخاصة الاجتماعي، وهي لا تؤدي إلاّ إلى المعرفة الذهنية، وهي لا تبين الالتزام والتكليف أو النظرية الواضحة بالنسبة للحياة الاجتماعية الإنسانية وخاصة بالنسبة لتعيين شكل ومحتوى المجتمع.

وكلمة أخرى وهي أن القرآن ـ ذلك السند القاطع واليقيني للإسلام ـ في أكثر الموارد لم يجد حظاً للبحث والبيان، وبدلاً منه استعيض بالأبحاث والتعمقات شبه العقلية أو الروايات والمنقولات الظنية، وأحياناً باعتبار أكثر. وكانت النتيجة أن الأفكار العقائدية المنفصلة عن القرآن واللامبالية به نشأت ونمت وتشكلت. ولعل هذا الانفصال وعدم الاعتناء أو الشعور بعدم الحاجة واليأس من إمكانية الاستفادة الصحيحة، وكل واحدة منها ناشئة من عوامل خاصة، أدت إلى ترك التدبر في الآيات القرآنية والاستعاضة عنه بالقراءة والتلاوة الأخروية، وهكذا أصبح الكتاب الإلهي الكريم في معرض العامة والخدع.

وبالالتفات إلى هذه الواقعية يمكن أن نعتبر بشكل ملخص ثلاث خصوصيات مهمة في الأبحاث الفكرية الإسلامية كضرورة يعد التخلف عنها غير لائق بالمفكرين الواعين والمسؤولين في هذا العصر:

الأولى: إن المعارف والأنظمة الإسلامية خارجة عن التجرد والذهنية المحضة ـ مثلها مثل كافة المدارس الاجتماعية ـ وهي ناظرة إلى التكاليف العملية وخاصة في الحياة الاجتماعية، ولهذا ينبغي التأمل والتحقيق في الخطوط التي تعرضها لحياة الإنسان وهدفه في هذا الوجود وطريق وصوله إلى هذا الهدف.

الثانية: مطالعة المسائل الفكرية الإسلامية بصورة مترابطة وكأجزاء لوحدة واحدة، ودراسة كل واحدة بلحاظ أنها جزء من مجموع الدين وعنصر من هذا المركب وركن من هذا البناء، وهي مرتبطة بالأجزاء والعناصر الأخرى، حتى يتم من معرفة هذه الأصول استنتاج الخطوط العاملة والشاملة للدين بصورة إيديولوجية كاملة غير مبهمة ذات أبعاد متناسبة مع حياة الإنسان ذات الأبعاد المختلفة أيضاً.

الثالثة: عند استنباط وفهم الأصول الإسلامية ينبغي الاعتماد على المتون والمصادر الأساسية للدين دون الآراء والتحليلات الشخصية أو الإلقاءات الفكرية من هنا وهناك… حتى تكون نتيجة البحث "إسلامية" بحق ولا غير. ولأجل تحقيق هذا الهدف، فإن القرآن هو أكمل وأوثق سند يمكن الاعتماد عليه: {لا يأتيه الباطل من بين يديه} و"فيه بيان لكل شيء" وبالطبع في ظل التدبر العميق الذي أمر القرآن به.

ما جمع في هذه الرسالة (المقالات) نموذج من هذا السعي لتأمين هذه الأهداف بشكل تقرير عن الإسلام في سلسلة محاضرات، وقد سعينا في هذه المحاضرات أن نبحث في أهم الأصول الفكرية للإسلام في أكثر أبعاده بناءً وحيويةً من خلال آيات القرآن المبينة. وضمن الشرح المبين الذي يعلم القرّاء كيفية التدبر والتعمق في القرآن حددنا الأصول المذكورة في الآيات واستفدنا في الأماكن اللازمة من الروايات الصحيحة الصادرة عن النبي(ص) والأئمة المعصومين(ع) لأجل التوضيح والتأكيد لتتبيّن من خلال التأمل والتدبر في الآيات القرآنية أصول الإسلام أيضاً من الناحية العملية والتكليفية كإحدى نقاط أسلوب التفكر والأيديولوجية في الإسلام.

توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 كيف نحمل رسالة الحسين عليه السلام
0 ويندوز موباييل
0 الطب
0 الاسرة
0 التقانة
رد مع اقتباس