الموضوع: حديث الغدير
عرض مشاركة واحدة

ابومحمد العلوي
عضو نشط
رقم العضوية : 76917
الإنتساب : Jan 2013
المشاركات : 164
بمعدل : 0.04 يوميا

ابومحمد العلوي غير متصل

 عرض البوم صور ابومحمد العلوي

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : ابومحمد العلوي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-07-2013 الساعة : 05:52 PM


4ـ بعض رواة حديث الغدير من التابعين , ومنهم ما يلي:ـ
1 ـ أبوراشد الحبراني الشامي ( اسمه خضر / نعمان )
وثقه العجلي وقال : لم يكن بدمشق في زمانه أفضل منه ، ووثقه إبن حجر في التقريب ص 419 .
2 ـ أبوسلمة ( إسمه عبدالله وقيل : اسماعيل ) إبن عبدالرحمن بن عوف الزهري المدني ، في خلاصة الخزرجي ص 380 عن ابن سعد كان ثقة فقيها كثير الحديث ، وفي التقريب ص 422 , ثقة مكثر مات 94 هج , تنتهي الطرق اليه إلى جابر الانصاري والطريق صحيح رجاله ثقات.
3 ـ أبوسليمان المؤذن
في التقريب ( أبوسلمان ) من كبار التابعين مقبول , يأتي عنه حديث المناشدة في الرحبة بطريق رجاله ثقات أبو صالح السمان ذكوان المدني مولى جويرية الغطفانية ، قال الذهبي في تذكرته ج 1 ص 78 : ذكره أحمد فقال : ثقة من أجل الناس وأوثقهم توفي سنة 101 هج
4 ـ ابي ليلى الكندي
يقال : اسمه سلمة بن معوية : وقيل : سعيد بن بشر , في التقريب 435 ثقة من كبار التابعين , روى أحمد بن حنبل في المناقب عن علي بن الحسين قال حدثنا إبراهيم بن إسماعيل عن أبيه عن سلمة .
5 ـ حبيب بن أبي ثابت الاسدي الكوفي
قال الذهبي : إنه فقيه الكوفة من ثقات التابعين توفي 117 / 119 هج , وترجمه في تذكرته ج 1 ص 103 ، وحكى إبن حجر توثيقه عن غير واحد في تهذيب التهذيب ج 1 ص 178
6 ـ حكم بن عتيبة الكوفي الكندي
ثقة ثبت فقيه صاحب سنة وأتباع ، ترجمه الذهبي في تذكرته ج 1 ص 104 توفي 114 / 115 هج .
7 ـ حميد الطويل أبو عبيدة إبن أبي حميد البصري المتوفى 143 هج , قال الذهبي في تذكرته ج 1 ص 136 : حميد الحافظ المحدث الثقة أحد مشيخة الاثر
8 ـ وخيثمه بن عبدالرحمن الجعفي الكوفي
حكى إبن حجر في التهذيب ج 3 ص 179 عن إبن معين والنسائي والعجلي ثقتة مات بعد سنة 80 هج
9 ـ سعيد بن جبير الاسدي الكوفي
ترجمه الذهبي في تذكرته ج 1 ص 65 , وبالغ في الثناء عليه ، وفي خلاصة الخزرجي ص 116 , عن اللالكائي ثقة إمام حجة
10 ـ أبوعنفوانة المازني , 11ـ أبو عبدالرحيم الكندي ,
12ـ أبو القاسم أصبغ بن نباتة التميمي الكوفي ,
13ـ إبن كهيل عن أبي ليلى الكندي , 14ـ اياس بن نذير ,
15ـ جميل بن عمارة , 16ـ الحرث بن مالك ,
17ـ الحسين بن مالك بن الحويرث , 18ـ حميد بن عمارة الخزرجي الانصاري , 19ـ أبوالمثنى رياح بن الحارث النخعي الكوفي ,
20ـ أبوعمرو زاذان بن عمر الكندي البزار , 21ـ أبومريم زر " بكسر المعجمة وشدة المهملة " بن حبيش ( مصغرا )الاسدي ,
22ـ زياد بن أبي زياد , 23ـ سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني , 24ـ سعيد بن المسيب القرشي المخزومي ,
25ـ سعيد بن وهب الهمداني الكوفي , 26ـ أبو يحيى سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي , 27ـ أبوصادق سليم بن قيس الهلالي ,
28ـ أبومحمد سليمان بن مهران الاعمش , 29ـ سهم بن الحصين الاسدي 30 ـ شهر بن حوشب , 31ـ الضحاك م - بن مزاحم الهلالي أبوالقاسم , 32ـ طاووس بن كيسان اليماني الجندي , 33ـ طلحة بن المصرف الايامي " اليمامي " الكوفي , 34ـ عامر بن سعد بن أبي وقاص المدني , 35ـ عايشة بنت سعد توفيت 117 هج ، 36ـ عبدالحميد بن المنذر بن الجارود العبدي , 37ـ أبوعمارة عبد خير بن يزيد الهمداني الكوفي المخضرمي ،
38ـ وعبدالرحمن بن أبي ليلى المتوفى 82 هج ، في الميزان ج ؟ ص 115 من أئمة التابعين وثقاتهم ،
39 ـ عبدالرحمن بن سابط , 40ـ عبدالله بن أسعد بن زرارة ,
41ـ أبومريم عبدالله بن زياد الاسدي الكوفي ، 42ـ عبدالله بن شريك العامري الكوفي , 43ـ أبومحمد عبدالله بن محمد بن عقيل الهاشمي المدني المتوفى بعد الاربعين والمائة ، في خلاصة الخزرجي والتقريب عن الترمذي : إنه صدوق وكان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديثه , وعبدالله بن يعلى بن مرة , عدي بن ثابت الانصاري الكوفي الخطمي ....
5ـ التتويج يوم الغدير
قام رسول الله صلى الله عليه وآله بتتويج مولانا علي المرتضى (ع)في هذا اليوم المبارك بهيئة خاصة تعرب عن العظمة والجلال ، فعممه بيده الكريمة بعمامته ( السحاب ) في ذلك اليوم العظيم [ جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله : ألعمائم تيجان العرب . رواه القضاعي والديلمي وصححه السيوطي في الجامع الصغير 2 ص 155 , وأورده إبن الاثير في النهاية ].
روى الحافظ عبدالله إبن أبي شيبة ، و أبوداود الطيالسي ، وإبن منيع البغوي ، وأبو بكر البيهقي كما في كنز العمال 8 ص 60 عن علي قال : عممني رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم يوم غدير خم بعمامة فسدلها خلفي ، وفي لفظ : فسدل طرفها على منكبي ، ثم قال : إن الله أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة وقال : إن العمامة حاجزة بين الكفر والايمان . ورواه من طريق السيوطي عن الاعلام الاربعة ألسيد أحمد القشاشي (المتوفى 1071 ترجمه المحبى في خلاصة الاثر ج 1 ص 343 - 46 وأثنى عليه . ) في " السمط المجيد " في كنز العمال 8 ص 60 عن مسند عبدالله بن الشخير عن عبدالرحمن بن عدي البحراني عن أخيه عبدالاعلى بن عدي : أن رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم دعا علي بن أبي طالب فعممه وأرخى عذبة (عذبة بفتح المهملة : طرف الشيئ ) العمامة من خلفه ( الديلمي )وعن الحافظ الديلمي عن إبن عباس قال : لما عمم رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم عليا بالسحاب (قال ابن الاثير في النهاية 2 ص 160 : كان اسم عمامة النبى صلى الله عليه(وآله) وسلم " السحاب ) قال له : يا علي ؟ ألعمائم تيجان العرب .
وعن إبن شاذان في مشيخته عن علي أن النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم عممه بيده فذنب العمامة من ورائه ومن بين يديه ثم قال له النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم : أدبر . فأدبر ، ثم قال له : أقبل . فأقبل وأقبل على أصحابه فقال النبى صلى الله عليه(وآله) وسلم : هكذا تكون تيجان الملائكة . وأخرج الحافظ أبونعيم في " معرفة الصحابة " ومحب الدين الطبري في " الرياض النضرة " 2 ص 217 عن عبدالاعلى بن عدي النهرواني : إن رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم دعا عليا يوم غدير خم فعممه وأرخى عذبة العمامة من خلفه . وذكره العلامة الزرقاني في شرح المواهب 5 ص 10 .
وأخرج شيخ الاسلام الحمويني في الباب الثاني عشر من " فرايد السمطين " من طريق أحمد بن منيع بإسناد فيه عدة من الحفاظ الاثبات عن أبي راشد عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم : إن الله عز وجل أيدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمين هذه العمة ، والعمة الحاجز بين المسلمين والمشركين . قاله لعلي لما عممه يوم غدير خم بعمامة سدل طرفها على منكبه .
وأخرج بإسناد آخر من طريق الحافظ أبي سعيد الشاشي ( المترجم ص 103 ) ان رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم عمم علي بن أبي طالب رضي الله عنه عمامته السحاب فأرخاها من بين يديه ومن خلفه ثم قال : أقبل . فأقبل ، ثم قال : أدبر . فأدبر ، قال : هكذا جاء تني الملائكة . وبهذا اللفظ رواه جمال الدين الزرندى الحنفي في ( نظم درر السمطين ) ، وجمال الدين الشيرازي في أربعينه ، وشهاب الدين أحمد في توضيح الدلايل وزادوا : ثم قال صلى الله عليه(وآله) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم ؟ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله .
وأخرج الحمويني بإسناد آخر من طريق الحافظ أبي عبدالرحمن إبن عايشة عن علي قال : عممني رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم يوم غدير خم بعمامة فسدل نمرقها على منكبي وقال : إن الله أيدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمين بهذه العمامة . وبهذا اللفظ رواه إبن الصباغ المالكي في " ألفصول المهمة " ص 27 ، والحافظ الزرندي في ( نظم درر السمطين ) ، والسيد محمود القادري المدني في " ألصراط السوي " . و قال أبو الحسين الملطي (محمد بن أحمد بن عبدالرحمن الملطى الشافعى المتوفى 377 ) في التنبيه والرد ص 26 : قولهم " يعني الروافض " : علي في السحاب . فإنما ذلك قول النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم لعلي : أقبل وهو معتم بعمامة للنبي صلى الله عليه وسلم كانت تدعى "السحاب " فقال صلى الله عليه(وآله) وسلم : قد أقبل علي في السحاب . يعني في تلك العمامة التي تسمى " السحاب " فتأولوه هؤلاء على غير تأويله .
قال الشيخ الاميني : هذا معنى ما يعزى إلى الشيعة من قولهم : إن عليا في السحاب . و لم يأوله أي أحد منهم قط من أول يومهم على غير تأويله كما حسبه الملطي ، وإنما أوله الناس إفتراء علينا ، والله من ورائهم حسيب .
وقال الغزالي كما في البحر الزخارا : 215 : كانت له عمامة تسمى السحاب فوهبها من علي فربما طلع علي فيها فيقول صلى الله عليه(وآله) وسلم : أتاكم علي في السحاب .
وقال الحلبي في السيرة 3 ص 369 : كان له صلى الله عليه(وآله) وسلم عمامة تسمى السحاب كساها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، فكان ربما طلع عليه علي كرم الله وجهه فيقول صلى الله عليه(وآله) وسلم : أتاكم علي في السحاب ، يعني عمامته التي وهبها له صلى الله عليه(وآله) وسلم .
قال أبو تمام المتوفى 231 في رائيته بقوله :
ويوم الغدير إستوضح الحق أهله *** بضحياء لا فيها حجاب ولا ستر
أقام رســـــــــول الله يدعوهم بها *** ليقربهم عرف وينآهم نــــــــــكر
يمد بضبعيه ويعلم : أنـــــــه *** ولي ومولاكم فهل لكم خـــــــبر ؟
يروح ويغدو بالبيان لمشعر *** يروح بهم غمر ويغدو بهم غمر
فكان لهم جهر بإثبات حـقه *** وكان لهم في بزهم حقه جهــــــر
6ـ التهنئه بهذا التنصيب الالهي:ـ
أخرج الطبري محمد بن جرير في كتاب الولاية حديثاً بإسناده عن زيد بن أرقم... وفي آخره فقال:
«معاشر الناس، قولوا: أعطيناك على ذلك عهداً عن أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقةً بأيدينا نؤدِّيه إلى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيدٌ علينا وكفى بالله شهيداً، قولوا ما قلت لكم، وسلِّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: ((الحَمدُ للهِ الّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَوْ لا أنْ هَدانا الله))(سورة الاعراف / الآية 43) فإنَّ الله يعلم كلّ صوت وخائنة كلّ نفس، ((فَمَنْ نَكَثَ فَإنَّما يَنْكُثُ على نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسيُؤتِيهِ أجْراً عَظِيماً))(سورة الفتح / الآية 10) ، قولوا ما يُرضي الله عنكم فـ ((إنْ تَكْفُروا فإنَّ اللهَ غَنيٌّ عَنكُم))(سورة الزمر/ الآية 7) .
قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا ، وكان أوَّل من صافق النبيَّ (صلى الله عليه وآله) وعليّاً: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والانصار وباقي الناس ، إلى أن صلّى الظهرين في وقت واحد ، وامتد ذلك إلى أن صلَّى العشاءين في وقت واحد ، وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً .
ورواه أحمد بن محمّد الطبريُّ الشهير بالخليلي في كتاب مناقب عليّ بن أبي طالب ، المؤلَّف سنة 411 بالقاهرة ، من طريق شيخه محمّد بن أبي بكر بن عبد الرحمن ، وفيه:
فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: سمعنا وأطعنا لِما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا ، ثم انكبّوا على رسول الله وعلى عليّ بأيديهم ، وكان أوَّل من صافق رسول الله أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ثمّ باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم ، إلى أن صُلّيت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الاخرة في وقت واحد ، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً ، ورسول الله كلّما بايعه فوجٌ بعد
وعدّه البيروني في الاثار الباقية في القرون الخالية: 334: ممّا استعمله أهل الاسلام من الاعياد .
وفي مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 53: يوم غدير خمّ ، ذكره (أمير المؤمنين) في شعره ، وصار ذلك اليوم عيداً
ففي ترجمة المستعلي ابن المستنصر 1: 60: فبويع في يوم عيد غدير خمّ ، وهو الثامن عشر من ذي الحجَّة سنة 487(وفيات الاعلام 1: 180 رقم 74، ط دار صادر) .
وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي 2: 223: وتوفّي ليلة الخميس لاثنتي عشر ليلة بقيت من ذي الحجَّة سنة سبع وثمانين وأربعمائة رحمه الله تعالى. قلت: وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير، أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجَّة ، وهو غدير خُمّ ـ بضم الخاء وتشديد الميم ـ ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجَّة ، وهذا المكان بين مكّة والمدينة ، وفيه غدير ماء ويقال: إنّه غيضة هناك ، ولمّا رجع النبي (صلى الله عليه(وآله) وسلم) من مكّة شرَّفها الله تعالى عام حجَّة الوداع ووصل إلى هذا المكان وآخى عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: «عليُّ مني كهارون من موسى، اللهمَّ وال مَن والاه، وعاد من عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله»، وللشيعة به تعلّق كبير. وقال الحازمي: وهو واد بين مكّة والمدينة عند الجحفة [به ]غدير عنده خطب النبيُّ (صلى الله عليه(وآله) وسلم)، وهذا الوادي موصوفٌ بكثرة الوخامة وشدَّة الحرّ. انتهى(وفيات الاعلام 5: 230-231 رقم 728.ط دار صادر) .
وهذا الذي يذكره ابن خلكان من كبر تعلّق الشيعة بهذا اليوم هو الذي يعنيه المسعودي في التنبيه والاشراف: 221 بعد ذكر حديث الغدير بقوله: ووُلد عليٍّ (رضي الله عنه) وشيعته يعظمون هذا اليوم .
ونحوه الثعالبي في ثمار القلوب ـ بعد أن عدَّ ليلة الغدير من الليالي المضافات المشهورة عند الاُمَّة ـ بقوله ص511: وهي الليلة التي خطب رسول الله (صلى الله عليه(وآله) وسلم) في غدها بغدير خمّ على أقتاب الابل ، فقال في خطبته: «مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، اللهمّ والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، وانصر مَن نصره ، واخذل مَن خذله »، فالشيعة يعظِّمون هذه الليلة ويُحيونها قياماً . انتهى( ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: 636 رقم 1068) . وذلك [لـ] اعتقاهم وقوع النصِّ على الخلافة بلا فصل فيه ، وهم وإن انفردوا عن غيرهم بهذه العقيدة ، لكنّهم لم يبرحوا مشاطرين مع الاُمة التي لم تزل ليلة الغدير عندهم من الليالي المضافة المشهورة ، وليست شهرة هذه الاضافة إلاّ لاعتقاد خطر عظيم ، وفضيلة بارزة في صبيحتها ، ذلك الذي جعله يوماً مشهوداً أو عيداً مباركاً
ومن جرّاء هذا الاعتقاد في فضيلة يوم الغدير وليلته وقع التشبيه بهما في الحسن والبهجة . قال تميم بن المعزّ صاحب الديار المصريَّة المتوفّى 374 من قصيدة له ذكرها الباخرزي في دمية القصر: 38:
تروح علينا بأحداقها حِسانٌ حكتهنَّ من نشرِ هنَّهْ
نواعمُ لا يستطعن النهوض إذا قمن من ثِقل أردافِهنَّهْ
حَسُنَّ كحُسن ليالي الغدير وجئنَ ببهجة أيّامهنَّهْ(دمية القصر وعصرة أهل العصر 1: 113، ط مؤسسة دار الحياة.)
وقد عرف ذلك طارق بن شهاب الكتابي الذي حضر مجلس
عمر بن الخطاب ، فقال: لو نزلت فينا هذه الاية((اليوم أكملت لكم دينكم)) ( كتاب الولاية للطبري ، تفسير ابن كثير 2: 14، الدرّ المنثور 2: 259، الاتقان 1: 31 ، تاريخ الخطيب 8: 290، كتاب الولاية للسجستاني ، المناقب للخوارزمي: 80، التذكرة لابن الجوزي: 18، فرائد السمطين: الباب الثاني عشر... وغيرها كثير.)لاتخذنا يوم نزولها عيداً( أخرجه الائمة الخمسة: مسلم ومالك والبخاري والترمذي والنسائي، كما في تيسير الوصول 1: 122، ورواه الطحاوي في مشكل الاثار 3: 196، والطبري في تفسيره 6: 46، وابن كثير في تفسيره 2: 13 عن أحمد والبخاري) ، ولم ينكرها عليه أحدٌ من الحضور، وصدر من عمر ما يشبه التقرير لكلامه، وذلك بعد نزول آية التبليغ ، وفيها ما يشبه التهديد إن تأخّر عن تبليغ ذلك النصّ الجلي ، حذار بوادر الدهماء من الاُمة.
وفيما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في القرن الثالث ، عن محمد بن ظهير، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الامام الصادق، عن أبيه ، عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يوم غدير خمّ أفضل أعياد أمّتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لامّتي يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتمّ على أمّتي فيه النعمة، ورضي لهم الاسلام ديناً»( رواه الشيخ الصدوق في الامالي: 109 ح 8) ( عيد الغدير عند العترة الطاهرة ـ مركز الأبحاث العقائدية / عيد الغدير في الاسلام والتتويج والقربات يوم الغديرـ تأليف العلامة الشيخ الأميني تحقيق: الشيخ فارس تبريزيان سلسلة الكتب العقائدية 34 ) .
كما يُعرب عنه قوله (صلى الله عليه وآله) في حديث أخرجه الحافظ الخركوشي : «هنِّئوني هنِّئوني».
واقتفى اثر النبيّ الاعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)نفسه، فاتّخذه عيداً، وخطب فيه سنة اتفق فيها الجمعة والغدير، ومن خطبته قوله:
إنّ الله عزّوجلّ جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين، ولايقوم أحدهما إلاّ بصاحبه ، ليكمل عندكم جميل صنعه ، ويقفكم على طريق رشده ، ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته ، ويسلككم منهاج قصده، ويوفّر عليكم هنيء رفده ، فجعل الجمعة مجمعاً ندب إليه لتطهير ما كان قبله ، وغسل ما اوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله ، وذكرى للمؤمنين ، وتبيان خشية المتّقين ، ووهب من ثواب الاعمال فيه أضعاف ما وهب لاهل طاعته في الايّام قبله ، وجعله لايتمّ إلاّ بالائتمار لما أمر به ، والانتهاء عمّا نهى عنه ، والبخوع بطاعته فيما حثّ عليه وندب إليه ، فلا يُقبل توحيده إلاّ بالاعتراف لنبيّه (صلى الله عليه وآله)بنبّوته ، ولا يقبل ديناً إلاّ بولاية من أمر بولايته ، ولا تنتظم أسباب طاعته إلاّ بالتمسك بعصمه وعصم أهل ولايته، فأنزل على نبيّه (صلى الله عليه وآله)في يوم الدوح ما بيّن به عن إرادته في خلصائه وذوي اجتبائه ، وأمره بالبلاغ وترك الحفل بأهل الزيغ والنفاق، وضمن له عصمته منهم.
إلى أن قال:
عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم ، وبالبرّ بإخوانكم، والشكر لله عزّوجلّ على ما منحكم ، وأجمعوا يجمع الله شملكم ، وتبارّوا يصل الله ألفتكم ، وتهادوا نعمة الله كما منّكم بالثواب فيه على أضعاف الاعياد قبله أو بعده إلاّ في مثله ، والبرّ فيه يثمر المال ويزيد في العمر، والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه ، وهيّئوا لاخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من وجودكم ، وبما تناله القدرة من استطاعتكم ، وأظهروا البِشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم... الخطبة(ذكرها الشيخ الطوسي باسناده في مصباح المتهجد: 524) .
وعرفه أئمّة العترة الطاهرة صلوات الله عليهم فسمّوه عيداً ، وأمروا بذلك عامّه المسلمين، ونشروا فضل اليوم ومثوبة مَن عمل البرّ فيه..


من مواضيع : ابومحمد العلوي 0 أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام)
0 اقوال في الامام محمد الباقر(عليه السلام)
0 حديث الدار (حديث الانذار)
0 حديث المنزلة
0 قالوا في الامام جعفر الصادق(ع)
رد مع اقتباس