[huseinalsadi]

نقول
من أولى أولويات الشيعي الحقيقي
هو أن يطيع طاعة منقطعة النظير لاينتابها شك ولاأرتياب لأئمته العظام المقدسين طالما أنه تيقن أنهم أئمة حق منصبين من رب العزة والجلال وأنهم كجدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(( لاينطقون عن الهوى ))
إنما هم ورثة الأنبياء والرسل وورثة جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهم المذكورين في كثير من آيات الذكر الحكيم التي تحث الناس على طاعتهم وهدايتهم والأقتداء بهم :
كقوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين
التوبة -- 119
كقوله تعالى
يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
النساء -- 59
كقوله تعالى
أولئك الذين هدى الله فبهداهم أقتده
الأنعام -- 90
وكذلك ماورد في حديث الثقلين الشريف قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

اني تارك فيكم الثقلين كتاب وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا , فلا تتقدموهم فتهلكوا ولاتقصروت عنهم فتهلكوا ,
ولاتعلموهم فانهم أعلم منكم !!

إذاً اصبح واضح جداً ان الحسن عليه السلام

هو امام معصوم يتصرف وفق علم ودراية ومصلحة تفوق في بعض الأحيان فطنة أولي الالباب وهو لاينظر الى الأمور كما ننظر نحن لها وإنما يتصرف على اساس مصلحة الدين والإسلام والمسلمين
الآن
بعدما عرفنا أن تصرف الإمام الحسن عليه السلام كان من ضروريات الدين الإسلامي والمذهب
لابأس أن نحاول أن نستكشف الحكمة من ورآء هذا الصلح
والتي لابد من أيكون للإمام عليه السلام مصلحة قصوى في ضرورة أن تصير وتسير الأمور وفق ما آلت أليه وهو
(( الصلح ))
بغض النظر عن الظروف التي أحاطت بالإمام الحسن عليه السلام وكثرة المصاعب ومافعله معاوية اللعين فهذا موضوع قد أشبع بالنقاش والتحليل
سنركز هنا على مسالتين جداً ضرورية ربما فات البعض منا الألتفات أليها
أقول
الحديث الشريف على قائله وآله صلوات ربي وسلامه مابقي ليل أو نهار قال عن سبطيه الإمام الحسن والحسين عليهما السلام
ولداي الحسن والحسين امامان قاما أو قعدا
فعندما يكون الحسنان هم ورثة
(( رحمة الله الواسعة ))
وهو جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
فهما إذن جناحا هذه الرحمة للأمة
وعليه
تصرف الإمام الحسن عليه يوم الصلح ماذا كان يمثل من هذه الرحمة الواسعة ؟
وتصرف الحسين عليه السلام بقيامه بالسيف ماذا كانت تمثل من هذه الرحمة ؟
في مسالة صلح الحسن عليه السلام
وردت احاديث كثيرة عن من جآءه وسلم عليه قائلاً :
السلام عليك يامذل المؤمنين !!
قال: "وما عِلْمُكَ بذلك"؟
قال: عَمَدْتَ إلى أمرِ الأُمةِ فَخَلَعْتَهُ من عنقك، وقَلَّدْتَه هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله ؟ ) رجال الكشي ص 103

.


فأجابه الإمام الحسن عليه السلام بما معناه

لولا أن أفعل هذا ماكان ليبقى من شيعي على وجه الأرض الى يوم القيامة !!!!!
ومن المعلوم كيف أن الطاغية الباغية معاوية اللعين كان يتتبع اصحاب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام تذبيحاً وتقتيلاً وتشريداً وهذا مما لايغفله التاريخ ولا الناس !!
خلاصة القول
فعل الإمام الحسن عليه السلام كان
(( حفظ الشيعة (( شيعة أمير المؤمنين عليه السلام )) من القتل والتشريد والتهجير وحفظ عوائلهم وأموالهم طالما هو عليه السلام موجود والصلح قائم ,
وهذا ما ورد في أحد بنود الصلح وهو الآتي :
أن الناس آمنون حيث كانوا من ارض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم , وأن يؤمن الاسود والاحمر , وأن يحتمل معاوية هفواتهم , وأن لايتبع أحدا بما مضى , ولا يأخذ أهل العراق بإحنة

., وأن لا ينال أحداً من شيعة علي (عليه السلام) وأنهم آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم , وأن لايتعقّب عليهم شيئا ولا يتعرض لهم بسوء ويوصل الى كل ذي حقّ حقّه

وأن لايبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين(عليهما السلام) ولا لأحد من أهل بيت رسول الله غائلة , سرّا ولا جهرا , ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق .



إذن

خلاصة الحكمة من فعل الإمام الحسن عليه السلام ومن أحد وأبرز وأهم شروط الصلح هو
(( حفظ الشيعة ))
الآن
نذهب الى الإمام الحسين عليه السلام وقيامه بالسيف ونستشف لماذا فعل هذا الفعل وهنا علينا أن نستذكر قوله عليه السلام :
　
إن كان

دين محمد (ص) لايستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني !!

　

إذن هنا نستشف أن فعل الحسين عليه السلام كان من أهم وابرز خصاله وحكمته هو

(( حفظ الدين ))
　
وبأستدلال بسيط
إذا ماعلمنا أن كل شريعة سماوية
تحتاج الى مؤمنين يطبقونها ويحملونا الى الآخرين
فان فعل الحسن والحسين عليهما السلام
جناحا الرحمة الألهية
قد
حفظا جناحا الرسالة السماوية
(( الشيعة -- و -- الشريعة ))
فالحسن عليه السلام حفظ الشيعة بفعله
و
الحسين عليه السلام حفظ الشريعة بفعله
ومن هنا برز التكامل بين رسالة السماء في فعل
الإمامين الهمامين الحسن والحسين روحي لأقدامهما الفدى
فلولا الحسن عليه السلام ما كنا اليوم هنا لنكون !!
ولولا
الحسين عليه السلام ما كان هنا أسلام سيكون !!
فالحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد
صلى الله عليه وآله وسلم
وجعلنا من شيعة
علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليه السلام
فالسلام عليهم مابقي ليل أو نهار
والسلام عليك يامولاي يا أبا محمد الحسن
مابقي ليل أو نهار
واللعنة الدائمة على اعداء آل محمد من اليوم الى يوم الدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
　
حسين السعدي