[مصحح المسار]

أسلوب المدح والذم ... ( 12 )

كان يصب جام غضبه على ابنه الأصغر وهو يذمه وينتقده على كل صغيرة وكبــــــيرة
وفي المقابل كان يمدح إبنه الأكبر ويعرض محاسنه كما بدت بعينه هو أمام الأخ الأصغر
يقود مركبته بصحبة ابنه الأصغر وهو لايكاد يعرف للسكوت والتأمل فسحة أو راحة.
لم ينصاع الولد لوالده بعد كيل المذمات والانتقادات له...
وفي الطريق أصاب عطل ما مركبتهم وبصعوبة أوصلتهم إلى مطعم على الطــــريق
نزلا معا ًلطلب المساعدة دخلا إلى المطعم أكلا وجبة رخيصة بسرعة من ثم قاما كي
يطلبا المساعدة ممن كان هناك قال الأب :- أرجو منكم المساعدة فمركبتي بها عطل ما
واحتاج منكم العون ... فلم يستجب له أحد ما بل كأنه ما تكلم بشيء أو نطق بحرف ...
تلوع هو وإبنه الأصغر حتى تحركت وظلت طوال الطريق تصب ويلاتها عليهم مع
بقاء مذياع الأب بالبث في ذم ومدح ...
وصلا إلى مكان فيه مجموعة من المركبات الكبيرة محملة بالبضائع والحاجيات
وعلى مقربة منها مجموعة من العمال يستريحون في ظلالها.
أوقف الوالد مركبته الصغيره برفقة ابنه من ثم شرع بإصلاحها فتفاجأ بعدد لا
بأس به من الأشخاص من حوله يهبون للمساعدة دون أن يطلب ذلك منهم ...
... خصال المرء ونوازعه في الخير والشر لا تحتاج إلى مدح أو ذم ... والعمل
الصالح يحتاج مرآة صادقة كي يرمي بظلاله عليها ... فلنكن مرآة صادقة لمن
حولنا نربي ونتربى على ذلك ...