عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.73 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 88  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-05-2013 الساعة : 11:51 AM




الـــرد الساحـــق قـــادم .. فــلا تستعجلـــوه

[IMG]http://www.mepanorama.com/wp-*******/uploads/2013/05/mepanorama6132.jpg[/IMG]
أحمد الشرقاوي

إسرائيل تتحدى ايرن وحزب الله وتقصف سورية

من المبكر الحديث عن خلفيات العدوان الإسرائيلي على سورية، فالمعلومات لا تزال شحيحة بشأن طبيعة الهجوم والأهداف الحقيقية الكامنة من ورائه، كما أن مواقف حلف المقاومة الرسمية بشأن طريقة التعامل مع هذا الإستفزاز المتعمد والخطير لم تصدر بعد بشكل واضح وحاسم باستثناء موقف إيراني المعلن على لسان وزير خارجيتها والذي سنتطرق لفحواه ومعناه بعد قليل، في حين أن الآراء والتحليلات الأولية تبدو متضاربة بشأن الأهداف من وراء إقدام إسرائيل للمرة الثانية هذا العام على ضرب نفس الموقع (المرة الأولى كانت في شهر يناير/كانون الثاني 2013).

وفي انتظار وضوح الصورة الرسمية كاملة، فما يمكن استنتاجه حتى الساعة، هو أن الهدف المعلن من قبل إسرائيل والإدارة الأمريكية على لسان الرئيس أوباما، يمكن اختزاله في العبارة التالية: “من حق إسرائيل أن تقلق على أمنها وتمنع نقل شحنات الأسلحة الإيرانية المتطورة من سورية إلى حزب الله”.

هذا الكلام معناه أن إسرائيل باعتبارها “الوكيل” ما كان لها أن تغامر بالعدوان على سورية دون ضوء أخضر من “الأصيل” الذي هو أمريكا، وهو ما أكدته صحيفة “نيويورك تامز” اليوم بقولها أن الإدارة الأمريكية كانت على علم بالعملية. الخطاب الأمريكي صيغ ليوجه للرأي العام الأمريكي الداخلي والحكومات الغربية المتحالفة مع الإدارة الأمريكية، ويحمل في طياته شرعنة للعدوان تحت يافطة “حق الدفاع عن النفس”، ويبعث برسالة تحدي واستفزاز لمحور المقاومة بربطه المتعمد بين شحنات السلاح “الإيراني” التي تنقله “سورية” إلى منظمة “حزب الله” التي تعتبرها أمريكا “إرهابية”.

هل سيأتي الرد قريبا؟

واضح أن هذا العدوان يأتي هذه المرة في ظرفية خاصة جدا، اتسمت بقرب إعلان الجيش العربي السوري انتصاره الميداني على عصابات جبهة النصرة التكفيرية المدعومة أمريكيا وإسرائيليا وخليجيا، وبعد خطاب السيد حسن نصر الله الذي أكد فيه أن حلف المقاومة سيدافع عن سورية ولن يسمح بسقوطها في يد الأمريكي والإسرائيلي والجماعات التكفيرية. وهو ما جعل الشارع العربي (مناصرين لمحور المقاومة ومناوئين له على حد سواء)، يطرح السؤال التالي:

• هل سينفذ محور المقاومة وعيده ويرد على العدوان الإسرائيلي، باعتباره استفزازا متعمدا وتحديا مباشرا يضعه في مأزق أمام الرأي العام العربي والإسلامي والدولي؟

نستطيع أن نستبق الموقف الرسمي ونؤكد أن الرد هذه المرة سيكون قريبا، قويا، حاسما و قاطعا لا لبس فيه، لكننا لا نستطيع الجزم إن كان هذا الرد سيكون بداية النهاية بالنسبة لإسرائيل إلا إذا ردت إسرائيل على الرد. لأننا نتوقع أن لا يكون الرد في المرحلة الأولى جماعيا من قبل محور المقاومة، بل ستقوم سورية منفردة بالرد على قدر الإعتداء، باعتبار أن الذي أصبح اليوم في الميزان هو كرامة سورية المعتدى عليها ومن ورائها محور المقاومة والحلفاء (روسيا والصين)، وهو أمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام كما كان الحال في الماضي، خصوصا بعد دخول الإمام خامئني شخصيا على الخط، ولأول مرة، وتهديد إسرائيل بمحو حيفا وتل أبيب من الوجود، وتلاه بعد ذلك تهديد السيد حسن نصر الله الواضح والصريح الذي ربط من خلاله بين ما يقع في سورية وبقية محور المقاومة، واعتبر استهداف سورية حرب وجود تستهدف حلف المنتصرين كله، وهو ما لا يمكن القبول به.

لكن علينا أن نضع في الإعتبار أن ردا من هذا القبيل لا يخضع لقرار الرئيس بشار الأسد وحده، ولا يأخذ بالإعتبار عواطف الشارع المناصر والمناىء على حد سواء، بل يمر عبر سلسلة مشاورات تبدأ من سورية ولبنان وإيران وتنتهي في روسيا والصين. وعندما يتخذ القرار بطبيعة الرد وليس بالرد، لأن القرار بالرد قد اتخذ، فحينها يكون التنفيذ. لكن في انتظار ذلك، توضع الجيوش في حالة تأهب قصوى، وتنصب الصواريخ، وتزود الطائرات بالوقود، وتحرك الغواصات والبوارج، وتخرج الأسلحة النوعية من المخازن، ويتم تحديث خرائط الدفاع وخطط الهجوم.

لكن، ما الذي قصفته إسرائيل في سورية.. بحكم أن الرد يفترض أن يكون بحجم الإعتداء؟

المؤكد وفق شهود عيان وما نقله مراسلو الفضائيات من عين المكان، أن ما تم قصفه من قبل الطيران الإسرائيلي هو مخزن سلاح وذخيرة في قلب ثكنة عسكرية، ومركز صناعي لإعداد الغداء للجيش السوري، بالإضافة لمزارع دواجن لفلاحين بالمنطقة. المعلومات الأولية تؤكد أن لا وجود لصواريخ متطورة كانت تنقل لحزب الله كما ادعت إسرائيل. لكن ما يثير الشك والريبة، هو أن المتمردين كانوا على علم بالغارة وتوقيتها بالضبط، حيث تمكنوا من تصوير الإنفجار مباشرة أثناء وقوعه وبثه على وسائل الإعلام الإلكترونية. وما يؤكد هذه الفرضية كذلك، أن مجموعات إرهابية سارعت إلى الهجوم على نقط حراسة عسكرية عديدة، في محاولة منها للتسلل إلى دمشق من عدة محاور في نفس الوقت، وهي العملية التي أفشلها الجيش السوري بسرعة ونجح في صد المهاجمين وإلحاق خسائر فادحة في صفوفهم.

هذا الأمر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن العملية تمت على مستوى التخطيط، بتنسيق كامل بين “الموساد” الصهيوني ومخابرات “بندر بوش” بضوء أمريكي واضح. وعلى مستوى التنفيذ، فالعملية العسكرية تمت بتنسيق بين الجيش الصهيوني والعصابات الإرهابية التي تتحكم فيها المخابرات السعودية والأمريكية على الأرض. وهو ما يؤشر إلى أمرين هامين: الأول، أن اسرائيل متورطة في الصراع السوري بشكل مباشر، سواء من خلال تزويد المتمردين بالسلاح النوعي (وفق ما تمت مصادرته من قبل الجيش العربي السوري)، أو من خلال توفير غطاء جوي لتمكين العصابات الإرهابية من اختراق الحواجز المقامة على مشارف العاصمة وخصوصا في محيط جبل “قسيون”، والتسلل إلى دمشق، سواء من أجل التسريع بمعركة الحسم والمصير على مستوى العاصمة، وهي المعركة التي فشلت فيها العصابات الإجرامية أكثر من مرة، أو من أجل تنفيذ مخطط ما.. لم تتضح معالمه بعد.

خصوصا بعد أن اتضح أن الرئيس السوري يغامر في تنقلاته وظهوره واختلاطه بآلاف المواطنين، بشكل يمثل خطرا كبيرا على حياته، وتحديا غير مقبول من مسؤول في مستواه ووضعه، ضدا في االإجراءات الأمنية الواجبة الإتباع في الحالة السورية الراهنة.. نقول هذا لأن خطورة العدوان تكمن في أنه تم عبر الأراضي الأردنية، وكلنا يعلم ما يحضر في الأردن من مؤامرات ضد الرئيس شخصيا. كما أن هذا العدوان أكد ما كانت تنفيه السلطات الأردنية فيما له علاقة بالسماح لإسرائيل باستعمال أجوائها للعدوان على سورية. ما يحتم أن يشمل الرد السوري المنظور الأردن كذلك.

لم يكن الهدف المعلن إذن من قبل إسرائيل والولايات المتحدة هو الذي دفع جيش العدو لقصف ما قيل أنه مركز للبحوث العلمية بريف دمشق.. لأن المركز في حد ذاته لم يتعرض للقصف، كما أن حزب الله وعلى لسان السيد حسن نصر الله، سبق وأن أكد في خطابه الأخير، أن الحزب ليس بحاجة لسلاح من خارج لبنان، وأن له ما يكفي ويفيض عن حاجاته ويغطي كل عدوان إسرائيلي مستقبلا على لبنان. كما أن إيران نفت رسميا أن يكون القصف قد طال شحنة صواريخ بعثتها إلى سورية بهدف نقلها إلى حزب الله.

وحيث أن حزب الله لا يكذب.. وإيران لا تكذب.. فإن إسرائيل وأمريكا يكذبان.. هذا ما يقوله التاريخ وتدعمه شواهد سابقة عديدة. ما يعيد طرح السؤال حول الهدف الحقيقي من وراء العدوان، والذي سيتضح قريبا لا محالة.

الموقف الإيراني: اسرائيل تسعى لتفجير المنطقة

إيران هي أول من أصدرت مجموعة من التصريحات على لسان مسؤولين كبار سواء في السياسة أو العسكر. وفي الوقت الذي قال الناطق الرسمي بإسم الحكومة الإيرانية: “أن الهدف من الهجوم على سورية هو ضرب أمن المنطقة وزعزعة استقرارها” مضيفا “أن إيران لن تسمح لإسرائيل بالعبث بأمن المنطقة”. هذا كلام سياسي كبير، يضع الهجوم الإسرائيلي برسم الإنفجار الكبير الذي تدفع إسرائيل في اتجاه حدوثه. ويفهم منه أن إسرائيل تحاول توريط الجميع في حرب إقليمية طاحنة ضد سورية وإيران وحزب الله. بمعنى، أن إسرائيل بضربها لسورية التي تمثل محور المقاومة، تكون كمن ضرب إيران وحزب الله في نفس الوقت. هذه الرسالة فهمتها إيران وفضحتها وحذرت من تداعياتها على إسرائيل وعلى كل من يقف ورائها لدفع المنطقة إلى الإنفجار.

قائد سلاح البر الايراني الجنرال أحمد رضا بورداستان قال أن “إيران مستعدة لتدريب الجيش السوري”، وهذا الكلام يترجم سياسيا بما معناه، أن إيران مستعدة لبعث قوات عسكرية للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش العربي السوري. لأن ما دفع إسرائيل للعدوان على سورية هو الخطورة الحقيقية والمضاعفة التي أصبح عليها الجيش العربي السوري من قدرة وحنكة ومهارات، بسبب انخراطه خلال أزيد من سنتين في حرب قاسية طاحنة ضد عصابات الإرهاب والإجرام التي تقاتل من أجل أن تموت (وهذه أخطر عقيدة مخيفة لكل جيوش العالم)، وهو ما شكل تدريبا ميدانيا حقيقيا ومتواصلا، الأمر الذي أكسبه جهوزية لا يتمتع بها اليوم أي جيش في المنطقة بما في ذلك الجيش الصهيوني.

رئيس البرلمان سعيد لاريجاني قال: “أن الأزمة السورية هدفها بالمحصلة إضعاف محور المقاومة” وأن إيران لم يغب عنها هذا الهدف وستواجهه بما يلزم من حسم. وهو ما يعني أن محور المقاومة يتصر على أن الغارة الصهيونية تعتبر “عدوانا” على محور المقاومة وليس “إعتداءا” على سورية، كما تروج لذلك بعض وسائل الإعلام المدفوعة الأجر، وبالتالي، فلا يمكن أن يمر من دون رد مناسب.

لكن الموقف الأخطر على الإطلاق، هو الذي عبر عنه وزير الخارجية الإيراني، والذي جاء فيه: “هناك رد ساحق سيزيل كل أنواع الظلم في المنطقة”. هذا التصريح قلب كل المعادلات، وجعل الجميع يراجع حساباته من جديد. لأن كلاما من هذا الحجم والمستوى الرسمي الذي صدر عنه، يعني أن الرد المقبل قادم في المدى المنظور، وسيركز أساسا على تحرير فلسطين من الظلم التاريخي الذي فرض عليها، وسيضع حدا نهائيا لتآمر الغرب وعربان الخليح. هذا ترجمة حقيقية لما كان قد قاله السيد حسن نصر الله ذات خطاب، بأن الحرب المقبلة مع إسرائيل، ستغير وجه المنطقة إلى الأبد.

وهنا لا بد من السؤال: هل ورط باراك حسين أوباما إسرائيل لتفجير المنطقة برمتها، ليتخلص من خبثها وتآمرها وينتقم منها بطريقة غير مباشرة بسبب الإنهيار الذي أوصلت إليه الولايات المتحدة على المستوى السياسي والإقتصادي والإنحسار على المستوى العسكري؟.. سؤال ستجيب عنه الأيام القليلة الماضية بعد الرد السوري.

موقف حزب الله

لم يصدر بعد موقف رسمي من حزب الله، لكن “غسان بن جدو” من قناة “الميادين”، نقل عن مصدر بالحزب لم يسميه، قوله: “ما وقع هو إعلان حرب والرد قادم قريبا جدا”. وهو ما يؤكد أن محور المقاومة قد اتخد قرارا حاسما ونهائيا بالرد. وفي رأي “بن جدو” أن حزب الله قد أعلن حالة الإستنفار القصوى، ولا يهتم لما يقوله الفرقاء في لبنان أو غيره. وأن الحزب يرى أن الرد هذه المرة لن يكون موضعيا فقط، بل ستكون حربا مفتوحة على كل الإحتمالات، لأن محور المقاومة ينظر إلي هذا الإعتداء باعتباره تهديدا وجوديا، فإما أن ينتصر محور المقاومة ويكون أو لا يكون. هذه هي المعادلة الجديدة وفق منطق حزب الله وحلفائه.

الموقف السوري

وبالنسبة لسورية، يعتبر هذا العدوان انتهاكا للقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة، ويضع حدا نهائيا لإتفاقية فك الإشتباك الموقعة مع إسرائيل عام 1974. وتعتبر دمشق أن العدوان عليها هو عدوان على كل المقاومة ويدخل في إطار مؤامرة دولية لتغيير المعادلة على الأرض، خصوصا بعد نجاح الجيش العربي السوري في نحقيق انتصارات سريعة وواضحة على الأرض، الأمر الذي أقلق معسكر العدوان الغربي، فأوعز لإسرائيل بالتدخل لمساندة عصابات الإجرام الإرهابية وإعادة خلط أوراق الصراع في المنطقة، قطعا للطريق أمام أية إمكانية للإستقرار أو الحل السياسي المرتقب. وهذا ما كانت قد خذحذرت منه روسيا واعتبرت أن إدارة أوباما تخدعها بالحديث عن الحل السياسي في الوزقت الذي تدفع فيه الأمور نحو الإنفجار العسكري.

الموقف الإسرائيلي: العدوان رسالة ردع لإيران وحزب الله

وسط صمت رسمي إسرائيلي مريب، خرج وزير الحرب الصهيوني الأسبق، ورئيس حزب كاديما، “شاؤل موفاز”، ليقول: “إن الغارات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا هدفها منع تعاظم قوة حزب الله وردع إيران”. وهو ما دفع محللون إسرائيليون إلى التحذير من اللعب بالنار ومن عواقب دخول إسرائيل في الحرب الدائرة في سوريا واحتمال اندلاع حرب إقليمية.. وهذا هو المغزى السياسي العميق للتصريح الإيراني. كما قال ساسة صهاينة أن الهدف من العملية هو منع “حزب الله” من التدخل في الصراع الدائر في سورية، في إشارة منهم للصراع الدائر على مشارف مدينة القصير التي توشك أن تسقط في يد الجيش العربي السوري، باعتبارها آخر أكبر مخازن السلاح ومعاقل الإرهابيين، وما سينتج عن هذا النصر الكبير من قطع لطرق الإمداد بين لبنان وسورية.

آخر الأخبار تتحدث عن أن رئيس الحكومة الصهيونية “نتنياهو” ألغى زيارته المقررة إلى الصين، وعقد اجتماعا أمنيا موسعا ومغلقا، سيضل مفتوحا إلى أجل غير مسمى. الأنباء الواردة من إسرائيل تتحدث عن أن القيادة العسكرية استشعرت تحركا عسكريا في لبنان وسورية وإيران، وأن شيئا خطيرا سيحدث في المنطقة، وأن الأمر قد يخرج بالكامل من يدها، وأن الصواريخ نصبت وتم توجيهها للمدن الإسرائيلية، وكل المؤشرات تؤكد أن شيئا خطرا داهما يربص بها. في ذات الوقت، وضع الجيش في حالة تأهب قصوى، ونصبت بطاريات القبة الحديدة في محيط حيفا وعدد من المواقع الحساسة، وأغلق المجال الجوي فوق سماء حيفا وفي الشمال على الحدود مع لبنان، وأعطيت أوامر لتعزيز الأمن في السفارات والقنصليات والمصالح الصهيونية في العالم.. هذا معناه، أن الرد المنتظر سيكون بحجم الكارثة.. الديبلوماسية الإسرائيلية نشطت على الخط الدولي في محاولة للضغط على روسية لامتصاص الصدمة والضغط على محور المقاومة ليضبط نفسه.

المحلل العسكري في صحيفة (يديعوت أحرونوت) ألكس فيشمان، أشار الأحد إلى أن الغارات الإسرائيلية ضد سوريا لن تردعها وتشكل خطرا حيال احتمال نشوب حرب إقليمية. وأشار فيشمان إلى أنه “ليس الجميع في الإدارة الأميركية يحبون هذا الاستقلال (الإسرائيلي بشن هذه الغارات) وربما هذا هو السبب للتسريبات التي تدعي أن هذه غارات إسرائيلية قد جاءت من جانب موظفين أميركيين”. وهو ما يعتبر تحديا للرئيس أوباما الذي أعلن عن أن مصلحة أمريكا وأمنها القومي لا يسمحان ببعث جنود أمريكيين إلى سورية.

لكن محلل الشؤون العربية في (هآرتس) تسفي بارئيل، رأى أن الغارات الإسرائيلية في سوريا في الأيام الأخيرة تشير إلى وجود “مصلحة مشتركة لإسرائيل والمتمردين”، وأن “إسرائيل قد توسع عملياتها الجوية في سوريا من أجل منح مظلة لحماية المتمردين أيضا”. لكنه خلص إلى التحذير من أن “تدخلا إسرائيليا كهذا من شأنه أن يمنح الشرعية لتدخل من جانب إيران وحزب الله في القتال الدائر في سوريا وحتى أنه قد يؤدي إلى فتح جبهة أخرى من جهة لبنان”.

وكان لافتا حدا أن تشير (هآرتس) في هذا السياق إلى أقوال الكولونيل الأمريكي “لورانس ويلكرسون”، الذي تولى منصب مدير مكتب وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولين باول بين الأعوام 2002 – 2005، بأن إسرائيل هي التي استخدمت سلاحا كيميائيا في سوريا، في إطار عملية تضليل غايتها تجريم النظام السوري وجر المجتمع الدةلي لشن حرب لإسقاطه. وكان الكولونيل الأمريكي قد وصف هذه العملية بأنها “عَلم مزيف” وهو مصطلح مأخوذ من القتال البحري ويعني أن أحد جانبي القتال يتنكر بأنه الجانب الآخر من أجل تضليل عدوه أو الابتعاد عن تحمله مسؤولية عمليات عسكرية. ونقلت الصحيفة عن ويلكرسون تبريره لفرضيته هذه بالقول: “يحكم في إسرائيل نظام يفتقر للقدرات في المجال الجيو – استراتيجي والجيو – سياسي”. وأردف ويلكرسون: “قد شاهدنا أدلة مثيرة على ذلك عندما تعين على الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما أن يقول لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: أجر محادثة مع أنقرة، أيها الغبي، وأخرج نفسك من العزلة التي تتواجد فيها” في إشارة إلى اتصال نتنياهو مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان وتقديم اعتذار على مهاجمة أسطول الحرية التركي.

في انتظار الكارثة

أنباء غير مؤكدة تتحدث عن أن الرئيس السوري أمهل الرئيس بوتن 6 ساعات لموافاته بموقفه النهائي. لم يصدر بعد موقف رسمي عن سورية والصين، لكن الجميع منهمك في دراسة العدوان وأوجه الرد في جلسات أمنية مغلقة. هذه الليلة قد يظهر الخيط الأبيض من الأسود، ونسمع تصريحات رسمية روسية وصينية وسورية تفصح عن الموقف النهائي بشأن الرد المرتقب، وقد يأتي الرد قبل الموقف، عملا بمقولة “إضرب واشرح بعد ذلك”.

وفي انتظار ذلك، نحن الآن أمام حادثة لها هدفان: هدف ظاهر يقول أن الهجوم هو لمنع شحن صواريخ متطورة لحزب الله، وهو الهدف المخادع الذي تختبأ ورائه إسرائيل، وهناك هدف باطن كبير تسعى إسرائيل لتحقيقه من خلال تفجير المنطقة وتوريط أمريكا والغرب في الحرب على سورية وحزب الله وإيران وربما روسيا كذلك. لأن إسرائيل لا تستصيغ أن يبقى الرئيس الأسد في السلطة وتخرج سورية منتصرة ليبقى محور المقاومة قويا يهدد كيانها ووجودها ويفشل كل مخططاتها للسيطرة على مقدرات المنطقة.

لكن إن كان للعدوان الإسرائيلي الجديد على سورية من مزية، فإنه كشف للمضللين إعلاميا وكل من كان لا يزال لديه شك في حقيقة الحرب الكونية الدائرة اليوم في سورية، أن خيوط المؤامرة بدأت تنكشف علنا، ولم يعد الحديث لا عن ثورة ولا من يحزنون، فتدخلت إسرائيل مباشرة في الحرب على سورية بعد أن وصلت إلى قناعة مفادها، أن عصابات الإرهاب الصهيو – وهابية تقهقرت في معظم الجغرافية السورية، وفقدت عديد المواقع التي كانت تسيطر عليها.. وفشلت فيما كانت تسميه بمعركة الحسم في دمشق، لذا تحرك الحليف الصهيوني بطلب من أبناء عمومته عربان الخليج لينقد ماء وجوههم البئيسة الكالحة، ويبعث في قلوبهم المريضة المنافقة بصيص أمل يعيشون على وهمه قبل أن يبدأ العد العكسي لنهايتهم وانهيار نظمهم العميلة.. غير أن مكرهم ارتد عليهم وجائت النتائج عكسية تماما.. حيث يمكن القول اليوم أن هذا التدخل الإسرائيلي السافر في الصراع السوري، إنما سيعجل بانفحار المنطقة وسقوط أنظمة العهر والبورديل والخيانة، وسيرفع الظلم عن فلسطين وكل الشعوب المستضعفة في الوطن العربي.

هناك مؤشرات إيجابية تدل على أن الشارع العربي بدأ يتحرك بكثافة، رافضا هذا العدوان الغاشم على سورية، ومن شأن تنامي هذا الحراك وخروج المظاهرات في الوطن العربي والدول الأوروبية حيث يتحضر المجتمع المدني المناهض للحرب لمسيرات مليونية ضد العدوان الصهيوني، أن يقلب كل المعادلات السياسية والحسابات العسكرية، ويعطي لمحور المقاومة دعما معنويا قويا. لأن البوصلة هذه المرة هي فلسطين التي توحد الأمة، لا سورية التي كانت ضحية مؤامرة إعلامية وإرهابية وإقتصادية وعسكرية لأزيد من سنتين.

أتى أمر الله فلا تستعجلون…

خاص بانوراما الشرق الاوسط نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع
رد مع اقتباس