الموضوع: اخبار دولية
عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.73 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 102  
كاتب الموضوع : kumait المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-05-2013 الساعة : 11:48 AM




البعد العقائدي في خطاب نصرالله : لا تكرار لكربلاء «ولاسبي جديد للسيّدة زينب»


ابراهيم ناصرالدين


الفارق الجوهري والبسيط بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومن انتقد خطابه الاخير من القيادات اللبنانية، انه صريح يتحدث عن الوقائع كما هي، دون تجميل او مواربة،بينما الاخرون مصرون على كتابة سيناريوهات افلام «الخيال» غير العلمي، متمسكين بالفلكلور اللبناني العقيم المليء «بالملائكية» التي لم تعد تنطلي على احد خصوصا اذا كانت صادرة عن بعض المتورطين المباشرين في الازمة السورية منذ بدايتها قبل نحو عامين وعلى رأسهم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي لم يقدر احد على منافسته في السباق الى نيل جائزة الفيلم «الرديء» الا الشيخ احمد الاسير الذي اختار فيلما هوليوديا تم تصويره في ريف حلب اثناء زيارته «السياحية» الى تركيا قبل مدة،ليطل به «كمزحة» سمجة على الجمهور مستعرضا قدراته القتالية ،فيما «المجاهدون» في القصير وريفها ينتظرون قدوم «امبو» مسجد بلال بن رباح لفك الطوق عنهم،لكن ما يدركونه قبل غيرهم انه لن يأتي ابدا، واذا قرر ذلك فحين يصل لن يجد احد منهم هناك،وستوكل التشريفات ومراسم الاستقبال الى وحدات الجيش السوري المتمرسة في الاعداد للمناسبات السعيدة.

هذه الخفة في التعامل مع خطاب مفصلي لن تنجح برأي اوساط الاكثرية، في التعمية على حقيقتين اساسيتين وردتا في الخطاب، الاولى لها بعد عسكري وسياسي، والثانية تحمل بعدا دينيا عقائديا يحبذ الكثيرون القفز فوقها وعدم التوقف عندها رغم اهميتها، وفي هذا السياق يغيب عن منتقدي السيد نصرالله ان اولويته «الاخرة» وليس الدنيا، وهذا فارق شديد الاهمية لا يمكن تجاوزه، فاذا كان جعجع مثلا قادرعلى الرياء وتجاهل ما يحصل مع المسيحيين في سوريا بحسب الاوساط الاكثرية، وغير مكترث بخطف الكاهنين او تدمير الكنائس، واذا كان الحريري غير معني باستشهاد العلامة محمد سعيد البوطي، او بتدمير مقامات الصوفيين، اوبالتكفير العلني للمذاهب السنية غير الوهابية،فان السيد نصرالله لا يمكنه ان يتجاوز البعد الاخلاقي والديني في الحرب الدائرة في سوريا،وهو لا يمكنه ان يقف متفرجا على حملة الرعب التي مارستها الجماعات التكفيرية المسلحة ضد الشيعة هناك.

وتلفت تلك الاوساط الى ان الخلاف في اولويات الجيش السوري واولويات الحزب دفعته الى التدخل متأخرا في هذه الحرب، فبعد اشهر من بدء الازمة سمع السكان في حي السيدة زينب دعوات للجهاد من مئذنة الجامع تدعو للجهاد ضد النظام والعلويين والشيعة. وتم احراق احياء قريبة من المرقد، ووجد بعض السكان طلاء احمر يحذرهم بان الدور قادم عليهم، وعندها حصلت هجرة جماعية من الحي، والمفارقة ان «العصابات المسلحة» طالبتهم «بسخرية» بان يرحلوا ويأخذوا معهم مقام السيدة زينب، لانهم عندما يعودون لن يجدوه في مكانه. وفي نيسان 2012 اغتيل احد قادة الشيعة الدينيين امام حسينية قريبة من السيدة زينب، يدعى سيد نصر العلوي، وبعدها قتل عدد من الاشخاص والائمة في المنطقة.فهل هناك من يظن ان السيد نصرالله سيغض النظر عما يجري هناك او في ريف القصير، ليقف بعد حين مرددا الشعار العاشورائي «يا ليتنا كنا معكم لفزنا فوزا عظيما». من يظن ذلك لا يعرف الرجل ولا يدرك انه لن يسمح بان تتكرر واقعة كربلاء ولن يسمح ايضا بسبي جديد للسيدة زينب.

اما في البعد العسكري للخطاب تضيف الاوساط نفسها، وسواء صدقت تلميحات المناهضين للسيد نصرالله او لم تصدق حول تسليط الضوء على قراءته الجملة التي تقول ان لسوريا اصدقاء حقيقيين، ولن يسمحوا بسقوطها، عن ورقة مكتوبة امامه، واوحوا بان النص متفق عليه مسبقا مع القيادة في طهران وحتى موسكو، فان هذا الامر لن يغير شيئا من المضمون الواضح لهذا التلميح،والخلاصة مما تقدم ان السيد نصرالله يعرف جيدا بعد مروحة الاتصالات التي اجراها في ايران ومع نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف في بيروت، ان احتمال التوصل لتسوية سياسية ضئيل في هذه المرحلة،واي تسوية لن تحصل من وجهة المعسكر الاخر بدون قيام الولايات المتحدة وحلفائها بتحرك سريع وحاسم لتعديل ميزان الحرب الذي مال خلال الاسابيع القليلة الماضية لصالح الجيش السوري.

ودون ذلك لن يدخل المعسكر الاخر في نقاش جدي للتسوية وتقول الاوساط، وهذا يرفع من احتمالات التدخل الخارجي خصوصا ان المعارضة السورية ابلغت القوى الغربية والاقليمية وكذلك الولايات المتحدة ان خطوة تزويدها بالسلاح لن تكون كافية لتعديل ميزان القوى العسكري بعد ان تبدلت المعطيات على الارض بشكل كبير، ووفقا للمعلومات نشطت الاتصالات بين تلك القوى لاقامة منطقة عازلة، ومنطقة حظر جوي، وجرى درس خيار الهجوم على الدفاعات الجوية السورية، ومراكز التجمع الرئيسية للجيش، ودون هذه الخطوات ابلغت المعارضة «اصدقائها» انها تتجه الى هزيمة محتمة خلال الاسابيع المقبلة. ومن هنا كانت توقيت اطلالة السيد نصرالله حاسم لابلاغ من يعنيهم الامر بأن الخطة الموضوعة لاستعادة المواقع الاستراتيجية في سوريا لن تتوقف ومن يفكر بتجاوز قواعد «اللعبة» الراهنة عليه ان يدرك ان «الاوراق» المستورة لدى الجانب الاخر ما زالت كثيرة ومنها تدخل الحرس الثوري الايراني في القتال .

وتلفت تلك الاوساط الى ان اولى ردود فعل المعسكر المناهض للسيد نصرالله كان اعادة فتح احد الملفات القديمة-الجديدة الضاغطة على حزب الله، واذا كانت لقاءات السفير الفرنسي في بيروت مع مسؤولي الحزب لم تنقطع ومستمرة قبل الخطاب وبعده، فان باريس تتعرض للضغوط مجددا لرفع الفيتو عن مسألة ادراج حزب الله على لائحة الارهاب الاوروبية،مع العلم ان فرنسا كانت تسعى مع قيادة الحزب مواربة، لعدم «احراجها» باعترافات علنية وواضحة بالتدخل في الازمة السورية،كي تستمر في الثبات على موقفها القائل ان لا خطوة في هذا السياق الا بأدلة مثبتة،لم تقدمها بلغاريا بعد حول تفجير «بورغاس»،كما لا توجد ادلة «صارخة» على تورط الحزب في مواجهة «الثورة»السورية.

لكن الساعات القليلة الماضية شهدت تحريكا جديا لهذا الملف بالاتكاء على ما قاله السيد نصرالله في خطابه الاخير والذي بدأت اطراف محلية واقليمية بتسويقه على انه دليل دامغ على هذا التورط، وبالتعاون مع بعض الدوائر الاوروبية والاميركية بدأت حملة اعلامية وديبلوماسية منظمة لتحويل هذه المسألة الى امر واقع يفترض ان يحسم قبل نهاية الشهر الجاري، موعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروربي، وهناك اكثر من خيار يتم تداوله لاقناع الفرنسيين الغارقين في «فوبيا» الخوف على وحداتهم المشاركة في قوات «اليونيفيل»، ومن الاقتراحات المقدمة فصل الجناح السياسي عن العسكري وادراج الاخير في لائحة الارهاب، او فرض عقوبات على اسماء محددة من قيادات الحزب العسكرية، واما الخروج بقرار جامع يدرج جبهة النصرة على لوائح الارهاب وفي نفس الوقت ادراج الحزب على اللائحة، والخيار الاخير هو الاكثر جاذبية لدى القوى اللبنانية المعارضة لحزب الله،كما تميل اليه واشنطن، لكن باريس لم «تهضمه» الى هذه اللحظة، ولا تزال تتهيب اتخاذ قرار مماثل، خصوصا بعد ان وضع السيد نصرالله الصراع الدائر في سوريا في اطار صراع «حياة»او «موت» بين معسكرين، وأي تعامل فرنسي سلبي مع الحزب في هذه المرحلة سيجعل من باريس رأس حربة في هذا الصراع الذي لا ترغب في نقله الى الجبهة اللبنانية من باب المواجهة المباشرة وغير المباشرة مع حزب الله .ويبقى السؤال حول ما اذا كانت باريس قادرة على مقاومة الضغوط، ام انها ستتخذ خطوة غير محسوبة وتضحي بمصالحها الاستراتيجية عبر خسارة «البيئة الحاضنة» لموقعها المتقدم في جنوب لبنان.


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع
رد مع اقتباس