عرض مشاركة واحدة

مرتضى علي الحلي
بــاحــث مهدوي
رقم العضوية : 65883
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 1,191
بمعدل : 0.24 يوميا

مرتضى علي الحلي غير متصل

 عرض البوم صور مرتضى علي الحلي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }
قديم بتاريخ : 02-02-2013 الساعة : 09:21 PM


{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }
=======================

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين

قال اللهَُ تعالى في محكم كتابه العزيز

{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }الحاقة12


إنَّ القرآن الكريم حينما يذكر حدثاً ما قد مضى وقته وانقضى أثره

إنّما يقصدُ بذلك التذكير الهادف والمُنتِج
كي ينفعل به المُخاطَب المُؤمن والمُتلقي الناضج .


ليتكون عنده مركباً معرفياً تتجلى هويته بذاتيَّة التذكر والإعتبار

بما يحدثُ خارج وداخل مساحة الذات الإنسانية
من أفعال واعمال واقوال تؤدي بالنتيجة الى الهلاك ونزول العذاب الإلهي .


وتندمج في هذا المركب المعرفي أيضا الخاصية العضوية
المادية والمعنوية

وهي : الأُذنُ الواعيّة:

والتي وظيفتها هو تقرير و فهم الحقائق من الخارج وإرسالها
الى العقل أو النفس

وحفظها لتترتب عليها فائدتها الفعليَّة
وهي التذكر والإعتبار والإتعاظ .


وهذه الآية الشريفة على وجازة ألفاظها
إلاّ أنَّها أشبعتْ معنىً قيمياً عظيما

فمثّلَت عين الفصاحة القرآنية
لتؤسِّس لإستكمال وتحسين سلوكيات الإنسان وجوديا

وتتجه به نحو الكمال والهداية والوصول الى المطلوب العَقدي
و التشريعي في الدنيا والآخرة .


ذلك كون القرآن الكريم قد طرح معارفه الربانية
كمادة نوعيَّة مُميَّزة
يتغذى منها الإنسان الواعِ معرفيا ومعنويا
ليتقوى بها في حياته الهادفه ذهنيا وسلوكيا

قال تعالى

{ لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال42



وعلى هذا الأصل المعرفي :ألأُذنُ الواعيّةٌ:
إذا توفرتْ في شخصية الإنسان خاصية التذكروالإعتبار
وتفعَّلَ الوعي الذاتي في ذهنيَّة الماهية البشرية

فإنه ستنفتح أبواب الهداية للإنسان
وسيقدر على استكمال نفسه بشريا وتغييرها حياتيا

وبالتالي سيتغيََّر الخارج من حوله
: كلٌ بحسبه وبقدر وجوده وإستطاعته :

قال تعالى

{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }الرعد11


تلك هي معادلة الله تعالى المنطقية والعقلانية
والتي تُرتكز على الطرف الذاتي في شخصية الإنسان
وتربط به حلول الخارج من حوله .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :




من مواضيع : مرتضى علي الحلي 0 مقولةُ التَقبُّل في القرآن الكريم ومقاييسها
0 و ماذا بَعدَ شَهري مُحرَّم و صَفر ؟
0 الرَسولُ الأكرمُ مُحَمَّدٌ (صلى اللهُ عليه وآله ) في مِسكِ الخِتام يَستَشهِدُ مسموما
0 ثمرات زيارة الأربعين الشريفة
0 رؤى المرجعيّة الدينيّة الشريفة في يوم الجمعة
رد مع اقتباس