عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الجابري اليماني
الجابري اليماني
مشرف المنتدى العقائدي
رقم العضوية : 43999
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 4,425
بمعدل : 0.83 يوميا

الجابري اليماني غير متصل

 عرض البوم صور الجابري اليماني

  مشاركة رقم : 90  
كاتب الموضوع : الجابري اليماني المنتدى : منتدى البحوث العقائدية والتأريخية
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-08-2011 الساعة : 12:22 AM



المقطع الخامس: وفيها ثورة أهل مصر ومقتل عثمان ( وهو المقطع المشهور)-


تمهيد عن هذا المقطع المشهور:

وهذا المقطع له سياقات متقاربة لابن أبي شيبة وإسحاق والطبري، وقد اشتهر هذا المقطع دون بقية المقاطع لأن من عادة أهل الحديث أن يقطعوا الحديث حسب الأبواب، أو حسب الشيخ الراوي، فلذلك تجد نسخة لمحدث يفرقها الرواة عنه في الأبواب التي يختارونها في الفقه أو الأحداث أو التراجم، ومما أدى إلى شهرة هذا المقطع أيضاً في الأزمنة الأخيرة اختيار يوسف العش له في كتابه ( الدولة الأموية)، وإخفائه عن الناس بقية المقاطع إما جهلاً بها، أو تعمداً في التلبيس، رحمه الله وسامحه، وسأستعرض هنا سياقات ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه والطبري.

السياق الأول: سياق أبي بكر ابن أبي شيبة (235هـ) من طريق عفان:


في مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 687): عفان قال حدثني معتمر بن سليمان التيمي قال : سمعت أبي قال : حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الانصاري قال:
[ لقاء عثمان وفد المصريين خارج المدينة]
سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا، فاستقبلهم فكان في قرية خارجا من المدينة، أو كما قال : قال : فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه، قال : أراه قال : وكره أن يقدموا عليه المدينة، أو نحوا من ذلك .

[ القرآن في فتنة عثمان = الحمى وغيره]

فأتوه فقالوا : ادع بالمصحف، فدعا بالمصحف فقالوا : افتح السابعة، وكانوا يسمون سورة يونس السابعة، فقرأها حتى إذا أتى على هذه الآية: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل : آلله أذن لكم أم على الله تفترون) ، قالوا : أرأيت ما حميت من الحمى آلله أذن لك به أم على الله تفتري ؟ فقال : أمضه، أنزلت في كذا وكذا ، وأما الحمى فإن عمر حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى لما زاد من الإبل الصدقة، أمضه ، فجعلوا يأخذونه بالآية فيقول : أمضه، نزلت في كذا وكذا والذي يلي كلام عثمان يومئذ في سنك، يقول أبو نضرة : يقول لي ذلك أبو سعيد، قال أبو نضرة : وأنا في سنك يومئذ، قال : ولم يخرج وجهي - أو لم يستو وجهي - يومئذ، لا أدري لعله قال مرة أخرى : وأنا يومئذ في ثلاثين سنة.
[ اعتراف عثمان ببعض ما نقموه واستغفر وتاب، وأخذ المواثيق والشروط]
ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج، فعرفها فقال : استغفر الله وأتوب إليه، فقال لهم :
ما تريدون ؟ فأخذوا ميثاقه، قال : وأحسبه قال : وكتبوا عليه شرطا،
قال : وأخذ عليهم، أن لا يشقوا عصا ولا يفارقوا جماعة ما أقام لهم بشرطهم ( عند إسحاق: ماقام لهم بشرطهم] أو كما أخذوا عليه، فقال لهم : ما تريدون ؟
فقالوا : نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء، فإنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد (ص)، فرضوا، وأقبلوا معه إلى المدينة راضين.
[ خطبة عثمان وثنائه على الوفد وبدؤه بالتنفيذ وغضب الناس]
فقام فخطب فقال : والله إني ما رأيت وفد أهم خير لحوباتي من هذا الوفد الذين قدموا علي، وقال مرة أخرى : حسبت أنه قال : من هذا الوفد من أهل مصر .
ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضرع فليحتلب، ألا إنه لا مال لكم عندنا، إنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد (ص)، فغضب الناس وقالوا : هذا مكر بني أمية .

[ قصة الكتاب: وتعرض صاحب الكتاب لهم بالشتم وما أشبه]

ثم رجع الوفد المصريون راضين، فبينما هم في الطريق [ إذ ] براكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويسبهم، فقالوا له : إن لك لامرا ما شأنك ؟ قال : أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ففتشوه فإذا بكتاب على لسان عثمان، عليه خاتمه إلى عامل مصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم فأقبلوا حتى قدموا المدينة .

[ لقاؤهم علياً، وإنكاره أن يكون كتب إليهم، وخروجه من المدينة]

فأتوا عليا فقالوا : ألم تر إلى عدو الله، أمر فينا بكذا وكذا، والله قد أحل دمه قم معنا إليه،
فقال : لا والله، لا أقوم معكم، قالوا : فلم كتبت إلينا؟
قال : لا والله ما كتبت إليكم كتابا قط!
قال : فنظر بعضهم إلى بعض،
ثم قال بعضهم لبعض : ألهذا تقاتلون أو لهذا تغضبون؟
وانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية - أو قرية له –
[لقاؤهم عثمان في المدينة]
فانطلقوا حتى دخلوا على عثمان فقالوا : كتبت فينا بكذا وكذا؟
فقال : إنما هما إثنتان : أن تقيموا علي رجلين من المسلمين أو يميني : بالله الذي لا إله إلا هو، ما كتبت ولا أمليت، وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل وقد ينقش الخاتم على الخاتم.
فقالوا له : قد والله أحل الله دمك، ونقض ( نقضت) العهد والميثاق.
[ الحصر والمناشدة، وقولهم : اللهم نعم!]
قال : فحصروه في القصر.
فأشرف عليهم فقال : السلام عليكم، قال : فما أسمع أحدا رد السلام إلا أن يرد رجل في نفسه، فقال : أنشدكم بالله، هل علمتم أني اشتريت رومة بمالي لاستعذب بها، فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين، فقيل : نعم، فقال : فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر، قال : أنشدكم بالله، هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الارض فزدته في المسجد، قيل : نعم، قال : فهل علمتم أحدا من الناس منع أن يصلي فيه، قيل : نعم، قال : فأنشدكم بالله هل سمعتم نبي الله عليه السلام - فذكر كذا وكذا شيئا من شأنه، وذكر أرى كتابة المفصل.

[ فشو النهي عن عثمان، والأشتر ينهى عنه]

قال : ففشا النهي، وجعل الناس يقولون : مهلا عن أمير المؤمنين، وفشا النهي وقام الاشتر، فلا أدري يومئذ أم يوما آخر، فقال : لعله قد مكر به وبكم، قال : فوطئه الناس حتى لقي كذا وكذا.

[ مناشدة أخرى]

ثم إنه أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم الموعظة.

[ عثمان يفتح الباب ويأمر بالكف]

ثم فتح الباب ووضع المصحف بين يديه.

[ مدرج سليمان التيمي ... عن الحسن البصري: في فعل محمد بن أبي بكر]

قال : فحدثنا الحسن : أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته، فقال له عثمان : لقد أخذت مني مأخذا - أو قعدت مني مقعدا - ما كان أبو بكر ليأخذه - أو ليقعده قال : فخرج وتركه-

[عودة لحديث أبي سعيد = في قصة مقتل عثمان]

قال : وفي حديث أبي سعيد : فدخل عليه رجل فقال : بيني وبينك كتاب الله، فخرج وتركه، ودخل عليه رجل يقال له (الموت الاسود) فخنقه وخنقه ثم خرج، فقال : والله ما رأيت شيئا قط هو ألين من حلقه، والله لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل نفس الجان تردد في جسده، ثم دخل عليه آخر، فقال بيني وبينك كتاب الله والمصحف بين يديه، فأهوى إليه بالسيف فاتقاه بيده فقطعها فلا أدري أبانها، أو قطعها فلم يبنها، فقال : أما والله إنها لأول كف خطت المفصل.

[مدرج من غير رواية أبي سعيد = آية : فسيكفيكهم الله]

وحدثت في غير حديث أبي سعيد : فدخل عليه التجيبي فأشعره بمشقص، فانتضح الدم على هذه الآية * (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم) * وإنها في المصحف ما حكت .

[عودة لحديث أبي سعيد = دور ابنة الفرافصة: وتسميتهم أعداء الله]

وأخذت بنت القرافصة - في حديث أبي سعيد - حليها فوضعته في حجرها، وذلك قبل أن يقتل، فلما أشعر أو قتل تجافت - أو تفاجت - عليه، فقال بعضهم : قاتلها الله ما أعظم عجيزتها، فعرفت أن أعداء الله لم يريدوا إلى الدنيا اهـ.

التعليق:

الرواية بصرية صحيحة السند على منهجهم، وهي رواية عثمانية الهوى، لم تعترف إلا بالقليل، وختمت بالتشنيع على الثوار، وتسميتهم أعداء الله..الخ. ولكن لا يهمنا الرأي وإنما الرواية.. أعني لا يهمنا راي الراوي وإنما ما روى..

والإسناد باختصار :

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ( وهو ثقة وهو من شيوخ البخاري ومسلم، وأكثر عنه مسلم في صحيحه) ورواه أبو بكر عن عفان بن مسلم ( وهو بصري ثقة من رجال الشيخين)، ورواه عفان عن معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي البصري وهو ثقة من رجال الشيخين، عن ابيه وهو ثقة من رجال الشيخين، عن أبي نضرة واسمه المنذر بن مالك بن قطعة العبدي وهو ثقة من رجال الشيخين، عن أبي سعيد مولى ابي أسيد الساعدي، وهو ثقة في الجملة، ولكنه ليس من رجال الشيخين، وقد ذكره بعضهم في الصحابة، فهو تابعي من كبار التابعين من حيث العمر، ويستحق أن نتوسع فيه قليلاً، فلذلك أفردناه بترجمة.
يتبع سياق إسحاق بن راهويه ..


توقيع : الجابري اليماني
** إنـنـا للـمـوت عشّـــاق الحسين **




من مواضيع : الجابري اليماني 0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 7
0 الصحيح من واقعة الجمل
0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 6
0 محاولات قتل الامام علي (ع) من قبل السلطة المنقلبة واتباعهم
0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 5
رد مع اقتباس