عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الجابري اليماني
الجابري اليماني
مشرف المنتدى العقائدي
رقم العضوية : 43999
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 4,425
بمعدل : 0.83 يوميا

الجابري اليماني غير متصل

 عرض البوم صور الجابري اليماني

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الجابري اليماني المنتدى : منتدى البحوث العقائدية والتأريخية
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-08-2011 الساعة : 09:44 PM



الرواية الثانية : رواية عباد بن عبد الله بن الزبير

ففي تاريخ الطبري [ جزء 2 - صفحة 663 ] -

حدثني جعفر قال حدثنا عمرو وعلي قالا حدثنا حسين عن أبيه عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني عن يحيى بن عباد عن ( صوابه: بن) عبدالله بن الزبير عن أبيه قال:
كتب أهل مصر بالسقيا أو بذي خشب إلى عثمان بكتاب فجاء به رجل منهم حتى دخل به عليه فلم يرد عليه شيئا فأمر به فأخرج من الدار
وكان أهل مصر الذين ساروا إلى عثمان ستمائة رجل على أربعة ألوية لها رؤوس أربعة مع كل رجل منهم لواء وكان جماع أمرهم جميعا إلى عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والى عبدالرحمن بن عديس التجيبي
فكان فيما كتبوا إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فاعلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فالله الله ثم الله الله فانك على دنيا فاستتم إليها معها آخرة ولا تلبس نصيبك من الآخرة فلا تسوغ لك الدنيا واعلم انا والله لله نغضب وفي الله نرضى وإنا لن نضع سيوفنا عن عواتقنا حتى تأتينا منك توبة مصرحة أو ضلالة مجلحة مبلجة فهذه مقالتنا لك وقضيتنا إليك والله عذيرنا منك والسلام
وكتب أهل المدينة إلى عثمان يدعونه إلى التوبة ويحتجون ويقسمون له بالله لا يمسكون عنه أبدا حتى يقتلوه أو يعطيهم ما يلزمه من حق الله
فلما خاف القتل شاور نصحاءه وأهل بيته فقال لهم :
قد صنع القوم ما قد رأيتم فما المخرج؟

فاشاروا عليه أن يرسل إلى علي ابن أبي طالب فيطلب إليه أن يردهم عنه ويعطيهم ما يريضيهم
ليطاولهم حتى يأتيه أمداد!

فقال إن القوم لن يقبلوا التعليل وهي محملي عهدا وقد كان مني في قدمتهم الاولى ما كان فمتى أعطهم ذلك يسألوني الوفاء به!
فقال مروان بن الحكم يا أمير المؤمنين مقاربتهم حتى تقوى أمثل من مكاثرتهم على القرب فأعطهم ما سألوك وطاولهم ما طاولوك فإنما هم بغوا عليك فلا عهد لهم!
فأرسل إلى علي فدعاه فلما جاءه قال:
يا أبا حسن إنه قد كان من الناس ما قد رأيت وكان مني ما قد علمت ولست آمنهم على قتلى فارددهم عني فان لهم الله عز وجل أن أعتبهم من كل ما يكرهون وأن أعطيهم الحق من نفسي ومن غيرى وإن كان في ذلك سفك دمي
فقال له علي : الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلك وإني لأرى قوما لا يرضون إلا بالرضى وقد كنت أعطيتهم في قدمتهم الأولى عهدا من الله لترجعن عن جميع ما نقموا فرددتهم عنك ثم لم تف لهم بشئ من ذلك فلا تغرني هذه المرة من شئ فإني معطيهم عليك الحق
قال نعم فأعطهم فوالله لأفين لهم
فخرج علي إلى الناس فقال أيها الناس إنكم إنما طلبتم الحق فقد أعطيتموه إن عثمان قد زعم أنه منصفكم من نفسه ومن غيره وراجع عن جميع ما تكرهون فاقبلوا منه ووكدوا عليه
قال الناس قد قبلنا فاستوثق منه لنا فإنا والله لا نرضى بقول دون فعل فقال لهم على ذلك لكم
ثم دخل عليه فأخبره الخبر
فقال عثمان اضرب بيني وبينهم أجلا يكون لي فيه مهلة فاني لا أقدر على رد ما كرهوا في يوم واحد!
قال له علي ما حضر بالمدينة فلا أجل فيه وما غاب فأجله وصول أمرك
قال نعم ولكن أجلني فيما بالمدينة ثلاثة أيام!
قال علي نعم
فخرج إلى الناس فأخبرهم بذلك
وكتب بينهم وبين عثمان كتابا أجله فيه ثلاثا على أن يرد كل مظلمة ويعزل كل عامل كرهوه!
ثم أخذ عليه في الكتاب أعظم ما أخذ الله على أحد من خلقه من عهد وميثاق! وأشهد عليه ناسا من وجوه المهاجرين والانصار! فكف المسلمون عنه ورجعوا إلى أن يفي لهم بما أعطاهم من نفسه
فجعل يتأهب للقتال ويستعد بالسلاح وقد كان اتخذ جندا عظيما من رقيق الخمس!!
فلما مضت الايام الثلاثة وهو على حاله لم يغير شيئا مما كرهوه ولم يعزل عاملا ثار به الناس!
وخرج عمرو بن حزم الانصاري حتى أتى المصريين وهم بذي خشب فأخبرهم الخبر!
وسار معهم حتى قدموا المدينة
فأرسلوا إلى عثمان ألم نفارقك على أنك زعمت أنك تائب من أحداثك وراجع عما كرهنا منك وأعطيتنا على ذلك عهد الله وميثاقه؟؟
قال بلى أنا على ذلك !
قال فما هذا الكتاب الذي وجدنا مع رسولك وكتبت به إلى عاملك؟
قال ما فعلت ولا لي علم بما تقولون!
قالوا بريدك على جملك وكتاب كاتبك عليه خاتمك؟
قال أما الجمل فمسروق وقد يشبه الخط الخط وأما الخاتم فانتقش عليه!
قالوا فإنا لا نعجل عليك وإن كنا قد اتهمناك اعزل عنا عمالك الفساق واستعمل علينا من لا يتهم على دمائنا وأموالنا واردد علينا مظالمنا
قال عثمان ما أراني إذا في شئ إن كنت أستعمل من هويتم وأعزل من كرهتم الامر إذا أمركم!!
قالوا والله لتفعلن أو لتعزلن أو لتقتلن فانظر لنفسك أو دع!
فأبى عليهم وقال لم أكن لأخلع سربالاً سربلنيه الله فحصروه أربعين ليلة وطلحة يصلى بالناس اهـ
قلت:
ثم وجدته في تاريخ الطبري - (ج 3 / ص 402) الرواية فيها الوهم نفسه ( إنما هو يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه .. يعني عباداً)
حدثني جعفر قال حدثنا عمرو وعلي قالا حدثنا حسين عن أبيه عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني عن يحيى بن عباد عن عبدالله بن الزبير عن أبيه قال كتب أهل مصر بالسقيا أو بذي خشب إلى عثمان بكتاب فجاء به رجل منهم حتى دخل به عليه فلم يرد عليه شيئا فأمر به فأخرج من الدار وكان أهل مصر الذين ساروا إلى عثمان ستمائة رجل على أربعة ألوية لها رؤوس أربعة مع كل رجل منهم لواء وكان جماع.... الخ الرواية بطولها.

التعليق على الرواية:

الرواية حسنة السند والمتن.. وهي تكشف ملابسات الوفد المصري ودور مروان واستجابة عثمان ودور طلحة، ووجود صحابة هم قواد الثورة ( عمرو بن بديل وابن عديس) فقد ذكرت الرواية أن جماع أمرهم إليهم وفيهم ابن الحمق ولم تذكره الرواة هنا، والذي خرج إليهم وأخبرهم بأن عثمان لم ينفذ وأرجعهم على المدينة صحابي أيضاً وهو عمرو بن حزم الأنصاري ( بل هو رضواني مشهور)..
وهذه الرواية لو تم الاعتناء بها لا سيما وانها من رواية إمام أهل المغازي محمد بن إسحاق.
وسترون فيها من الفوائد ما لا تحتاجون إلى أن ننبهكم عليه.. وهي رواية ثمينة جداً
فإن استطعتم أن تحفظوها فاحفظوها...
لا سيما وأن بيت عبد الله بن الزبير كان مع عثمان ..


توقيع : الجابري اليماني
** إنـنـا للـمـوت عشّـــاق الحسين **




من مواضيع : الجابري اليماني 0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 7
0 الصحيح من واقعة الجمل
0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 6
0 محاولات قتل الامام علي (ع) من قبل السلطة المنقلبة واتباعهم
0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 5
رد مع اقتباس