عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الجابري اليماني
الجابري اليماني
مشرف المنتدى العقائدي
رقم العضوية : 43999
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 4,425
بمعدل : 0.83 يوميا

الجابري اليماني غير متصل

 عرض البوم صور الجابري اليماني

  مشاركة رقم : 41  
كاتب الموضوع : الجابري اليماني المنتدى : منتدى البحوث العقائدية والتأريخية
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-08-2011 الساعة : 09:23 PM



نقد مسلسل الحسن والحسين (5) الموقف العام للصحابة



الروايات العامة :
هذه الروايات تكشف أن كبار الصحابة كانوا أكثر حماساً من الثوار في الثورة
قيادات الرأي العام من كبار الصحابة وأمهات المؤمنين كاتنوا يحرضون الثوار على القدوم إلى المدينة
بعد أن توقفوا خارج المدينة..
للضغط على عثمان..
منها:

الرواية الأولى:

روى البلاذري (أنساب الأشراف – بنو عبد شمس ص 560): حدثني عمرو بن محمد عن قبيصة بن عقبة .... وقبله ابن سعد في الطبقات (3/ 65) أخبرنا قبيصة بن عقبة (هو السوائي ثقة من رجال الجماعة) عن سفيان (هو الثوري ثقة إمام من رجال الجماعة) عن أبي إسحاق (وهو السبيعي ثقة من رجال الجماعة) عن عمرو بن الأصم قال: (كنت فيمن أرسلوا من (جيش) ذي خشب، فقالوا لنا : سلوا أصحاب رسول الله واجعلوا علياً آخر من تسألونه أنقدم؟، قال: فسألناهم، فقالوا: أقدموا إلا علياً فإنه قال: لا آمركم فإن أبيتم فبيض سيفرخ).

ورواه البلاذري (ص 560) بسند آخر (حدثني أحمد بن هشام بن بهرام حدثنا وكيع عن الأعمش عن عبيد بن عمير ..) مختصراً ومقتصراً على قول علي (لا آمركم بالإقدام على عثمان فإن أبيتم فبيض سيفرخ)..

ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة (15/225) - بلفظ أطول من هذا قليلاً - عن وكيع حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن عمرو بن عبيد الخارفي قال : (كنت أحد النفر الذين قدموا فنزلوا بذي المروة فأرسلونا إلى نفر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه نسألهم : أنقدم أو نرجع؟ وقيل لنا: اجعلوا علياً آخر من تسألون، قال: فسألناهم فكلهم أمر بالقدوم ، فأتينا علياً فسألناه، فقال: سألتم أحداً قبلي؟ قلنا نعم: قال فما أمروكم به؟ قلنا: أمرونا بالقدوم، قال : لكني لا آمركم بيض فليفرخ)..

ورواه عمر بن شبة (3/1126) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير (الحميدي) حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن الأصم ..باللفظ نفسه.

ورواها عمر بن شبة (3/1126) حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن عبد الله لفظ آخر طويل فيها زيادات مهمة ولفظ الرواية: (أنه وزياداً مرا على أهل مصر بذي خشب- وهذا يعني أنه لم يكن منهم- فقال: أتريدون أن أبلغ عنكم أصحاب رسول الله وأزواجه؟ فأرسلوهما إلى المدينة إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه واستشاروهم في القدوم على عثمان وأمروهما أن يجعلا علياً من آخر من يأتيانه......فأما علي فقال لهما: هل أتيتما أحداً قبلي؟ قالا: نعم أزواج رسول الله وأصحابك ، قال: فما أمروهم؟ قالا: أمروهم بالقدوم، قال علي: لكني لا آمرهم
بالقدوم ، ولكن ليبعثوا إليه من مكانهم فليستعتبوه، فإن أعتبهم فهو الذي يريدون وإن أبوا إلا أن يقدموا فبيض فليفرخوه ...) اهـ.

إسناد الرواية:

الرواية صحيحة الإسناد (بالمعنى العام أي قوية موثقة) كلهم ثقات وأما التابعي عمرو بن عبيد الخارفي فهو تابعي شاهد عيان وقد ذكره ابن حبان في الثقات وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل والبخاري في التاريخ الكبير ولم يذكروه بجرح وهو شاهد عيان وقد توبع من أحد رفاقه (عمرو بن عبد الله بن الأصم) وقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/242) ولم يذكر فيه جرحاً وهو من الرواة عن ابن مسعود في ذلك الوفد الذي أرسله الثوار من ذي خشب.
ويبقى هناك شك في أن عمرو بن عبيد هو عمرو بن الأصم لكن والد الأصم اسمه عبد الله ثم لو كانا واحداً فهو تابعي شاهد عيان لم يذكر بجرح وسكت عليه البخاري وابن أبي حاتم ومثل هذا يقبل حديثه لا سيما في الأخبار وإذا كان له شواهد (وستأتي).

متن الرواية:
1- وهؤلاء المرسلون (بفتح السين) أرسلهم الثوار من ذي خشب شمال المدينة ليسألوا رؤوس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أمهات المؤمنين (على الأقل) ولابد أن يكون في مقدمة هؤلاء علي وطلحة والزبير وعائشة وأمثالهم لأنهم قيادات الرأي في تلك الأيام.
2- فكلهم طلب من الثوار القدوم إلى المدينة للإنكار على عثمان إلا علياً لم يأمرهم بذلك.
3- وطلبهم قدوم الثوار دليل على أن الثوار في الجملة يقصدون الخير وأن رؤوسهم معروفة عند الصحابة وأن الصحابة يرون في قدومهم تحفيزاً لعثمان على تغيير سياساته المالية والسياسية فيما يخص الولاة وبيت المال والظلم الذي يجده الناس من مروان وابن أبي السرح وغيرهم من ولاة عثمان .

4- ويظهر أن هذه في القدمة الأولى لأن عثمان لما علم بهم أرسل إليهم علياً في جماعة من الصحابة ليعرف مطالبهم ويكونوا واسطة بينهم وبينه، فعرفوا مطالبهم وقدموها لعثمان ووعدهم عثمان ثم أثناء عودتهم إلى مصر جاء الكتاب المشئوم من مروان (كبير حاشية عثمان) يأمر والي مصر بقتل بعض رؤوس الوفد فعادوا وعرضوا الكتاب على الصحابة وهنا اكتمل السخط وتم حصار عثمان ومطالبته بالإعتزال أو تسليم مروان فكان الحصار إلى أن وقع قتل عثمان رضي الله عنه (من بعض الأعراب الذين أفسدوا جمال هذه المظاهرة التي تظهر كيفية المعارضة وأن الصحابة كانوا على تأييد إنكار المنكر ومحاسبة الحاكم وشدة مراقبة الأموال والولاة ) .

الرواية الثانية:

مارواه عمر بن شبة (..أنهم خرجوا غضباً لعثمان وتوبة مما صنعوا من خذلانه) (فتح الباري4/490 وقد ذكر الحافظ أنه سينقل من تاريخ البصرة لعمر بن شبة ما كان صحيحاً أو حسناً والكتاب مفقود واعتمادنا هنا على تصحيح ابن حجر).

الرواية الثالثة:ر
وى ابن عساكر ( ص220 من ترجمة عثمان) من طريق محمد بن إسماعيل (أظنه البخاري) عن سليمان بن حرب عن أبي هلال عن الحسن البصري قال: (عمل أمير المؤمنين عثمان ثنتي عشرة سنة لا ينكرون عليه من إمارته شيئاً حتى جاء فسقة فداهن والله في أمره أهل المدينة).

إسناد الرواية:
قوي إلى الحسن وهو شاهد عيان لكنه كان صغيراً.
متن الرواية:

قول الحسن السابق غير صحيح من حيث أنهم لم ينكروا على عثمان شيئاً طيلة خلافته فهذا يخالف ما تواتر في التواريخ وصحاح الأخبار، ولعل تصرف بعض الرواة في اللفظ فالرواة بصريون والبصرة كانت عثمانية، وهذه الرواية نموذج من الروايات العثمانية التي بقي التيار السلفي على حبها وتفضيلها ونشرها ، ولكن هذا لا يخدم الحقيقة، لأن التاريخ يحتاج بيان الخلل ولولا ذلك لما قال الله عز وجل عن الصحابة يوم أحد (قل هو من عند أنفسكم)، فالوقوف على الأخطاء منهج علمي بغض النظر عن مرتكب الخطأ وعذره.
لكن في متن الرواية (مداهنة أهل المدينة - وهم المهاجرون والأنصار- في أمر عثمان ) وهذا له شواهده من حيث وقوفهم في الجملة مع مطالب الثوار وإنكار بعض سياسيات عثمان.

الرواية الرابعة:

معاتبة عثمان للصحابة لأنهم في نظره (أذاعوا السيئة وكتموا الحسنة ) تاريخ دمشق ص 243.
والرواية مرسلة وأما متنها فهي واضحة أن الصحابة (يعني رؤوسهم ) كانوا يذيعون بعض أخطاء عثمان ليس من باب نشر السيئات لكنهم يتذاكرون أخطاء عثمان وفشت في المدينة والأمصار.

وهذا يعني أن الصحابة وخاصة كبارهم هم أقرب لمطالب الثوار من عثمان وإلا لما عاتبهم، كما أن في الرواية أن عثمان يعترف بأنها صدرت منه أخطاء سمها (سيئات)
واعتمد على أنه له سابقة وفضل وله سياسات وأعمال يجب ألا يغفلوها (مثل جمع الناس على المصحف الإمام وتوسعة المسجد وإقامة الحد على الوليد...) وكأن الصحابة يرون أن هذه السوابق والأعمال الحسنة لا تسوغ السكوت عن بعض السياسات الرئيسة من تخصيص القرابة الأموية بالولايات والأموال واللين في محاسبتهم على ما يرتكبونه من مظالم في حق الناس.

فعثمان والصحابة المخالفون له (وهم قيادات الرأي منهم) كل حسن النية فيما يفعل وعثمان تأول فأخطأ وهم أنكروا هذا التأويل ورأوه منكرا.

الرواية الخامسة:

رواية الأحنف المشهورة فإن فيها لفظاً أخفاه بعض المؤلفين وأظهره ابن شبة في تاريخ المدينة (3/1112) في قصة مساءلة عثمان للصحابة عن فضائله وقولهم (نعم ولكنك بدلت) وكرروها عند كل فضيلة يذكرها له، وكان الصحابة الذين سألهم عثمان الثلاثة علي وطلحة والزبير ومعهم سعد بن أبي وقاص. قال الذهبي (فرؤوا أنهم لا يخلصهم مما وقعوا فيه من توانيهم في نصرة عثمان إلا أن يقوموا في الطلب بدمه والأخذ بثأره ممن قتله). (تاريخ الإسلام 3/483) .

الرواية السادسة:

رواية طويلة روها ابن شبة في تاريخ المدينة (4/1149): حدثنا سليمان بن أيوب (صدوق) حدثنا أبو عوانة (ثقة) عن المغيرة بن زياد الموصلي (صدوق) عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري:

وغيرها من الروايات التي تفيد معارضة كبار أهل الرأي من الصحابة ونقدهم لسياسة عثمان بل استقدانهم للثوار.


الخلاصة:
عثمان بن عفان صحابي جليل من المهاجرين والمنفقين في سبيل الله وصهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصاحب بئر رومة وصاحب جيش العسرة وو....الخ لكنه أخطأ في بعض السياسات من تولية الأقرباء من بني أمية الذين كانوا سبب رئيس من أسباب الفتنة. والله يغفر لعثمان بسابقته وإنفاقه وفضله. هذا رأي أكثر أهل السنة أما الغلاة من الشيعة الذين لا يعترفون لعثمان بفضيلة وغلاة السلفية الذين لا يقرون لعثمان بخطيئة فليسوا بشيء.


توقيع : الجابري اليماني
** إنـنـا للـمـوت عشّـــاق الحسين **




من مواضيع : الجابري اليماني 0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 7
0 الصحيح من واقعة الجمل
0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 6
0 محاولات قتل الامام علي (ع) من قبل السلطة المنقلبة واتباعهم
0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 5
رد مع اقتباس