|
مشرف المنتدى العقائدي
|
رقم العضوية : 43999
|
الإنتساب : Oct 2009
|
المشاركات : 4,423
|
بمعدل : 0.80 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الجابري اليماني
المنتدى :
منتدى البحوث العقائدية والتأريخية
بتاريخ : 15-08-2011 الساعة : 09:25 PM
يمكن أن نضيف هنا في موضوعات الحلقة الأولى
أن قصة عبد الله بن سبأ قصة مكذوبة من اساسها..
وأنها موضوعة بقصد التغطية على حقيقة ما جرى
بل إنها غير عقلانية البتة
وقد انفرد بذكرها سيف بن عمر التميمي
وهو إخباري كذاب
إلا أنه ذكي وبليغ وأتى بما يحبه العامة المتدينون..
خلاصة رواية سيف بن عمر لقصة عبد الله بن سبأ
انه ذكر أن هذا الرجل بدأ حركته من المدينة ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام ثم مصر
وأمه استطاع بقدر قادر! على عجن القرن الأول كله!
بصحابته وتابعيه..
مل هؤلاء كانوا ألعوبة بيد عبد الله بن سبأ
وأنه جرهم إلى قتل عثمان
وإلى الفتنة الكبرى
وإلى افتراق المسلمين إلى اليوم!!
ولا ريب أن هذا غير معقول..
وأن ألأمم لا تتغير بفعل فرد
لا سلباً ولا إيجاباً..
حتى النبي الواحد لا يستطيع تغيير أمة ( فلذلك قد يأتي بعض الأنبياء ليس معهم أحد)
وحتى الشيطان في الجانب الآخر لا يستطيع بمفرده إضلال أمة ..
وعلى كل حال :
فعبد الله بن سبأ هذا - إن وجد- فليس له إلا وجود عادي.. كسائر الناس
وأما اسباب الفتنة او قتل عثمان فهي أسباب موضوعية سياسية واقتصادية واجتماعية وبلدانية وفكرية ..كاي حدث كبير يحدث في الدنيا... لا يقوم اي حدث على عامل واحد فكيف بفرد واحد؟
وأهم اسباب فتنة عثمان هو ولاته وحاشيته
الذين فصلوه عن بقية الأمة
وجعل مقدرات الدولة بين أيديهم في المال والإدارة
وتسلط هؤلاء الأمراء السفهاء على الناس
فطلب الثوار منه تغييرهم وإيقاف مظالمهم لكنه ضعف عن معالجة هذا الأمر
كاي رئيس أو ملك أو سلطان عبر التاريخ يضعف أمام الحاشية
ولعل عصرنا هذا يعرفنا على هذه الظروف أكثر
وربما الحالة المصرية شاهد حي على ذلك.
كل المصادر التي ذكرت ابن سبأ في الفتنة فإنما تنقل عن سيف بن عمر التميمي
وسامح الله الطبري فهو أول من نقل عنه
بعد أن كانت كتاباته مهجورة لأنها ( لا تساوي فلساً) على حد تعبير المحدث الكبير يحيى بن معين.
إذ كان يقول عن سيف بن عمر ( فلس خير منه)!
وكل من يهرب إلى عبد الله بن سبأ فإنما يساهم في نشر التخلف العقلي والعلمي
وفتنة عثمان فرصة كبرى لنكتسب شيئاً من الوعي بالتاريخ
فالوعي بالتاريخ - وإن كان ثقيلاً على النفس- إلا أنه من اكبر دواعي الإنتاج..
إنتاج الأفكار السياسية والاجتماعية التي تنهض بالمجتمع على المدى البعيد..
الأمم المحبة للراحة الفكرية والمغتبطة بالجهل لا تبني حضارة أبداً
ولا تستطيع أن تقف أمام الحضارات الأخرى..
بناء الحضارة يحتاج إلى قلوب قوية وعقول حمالة
فهل سنجدها في قلوب تبحث عن خرافة ابن سبأ؟
وتهرب من حقيقة فتنة عثمان؟
اتذهب جهود كل هذه الأموال والإنتاج والفرق العاملة على الدراما فيمحاولة جديدة لتزييف الوعي؟
الا يكفينا ما نحن فيه من زيف وسذاجة وتخلف وخوف من الحقيقة؟!
|
التعديل الأخير تم بواسطة الجابري اليماني ; 15-08-2011 الساعة 10:19 PM.
|
|
|
|
|