عرض مشاركة واحدة

أبو مرتضى عليّ
المستبصرون
رقم العضوية : 15514
الإنتساب : Jan 2008
المشاركات : 360
بمعدل : 0.06 يوميا

أبو مرتضى عليّ غير متصل

 عرض البوم صور أبو مرتضى عليّ

  مشاركة رقم : 20  
كاتب الموضوع : أبو مرتضى عليّ المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-08-2011 الساعة : 09:57 PM


* من وضع نفسه مواضع التّهمة ، فلا يلومنّ إلاّ نفسه :
و لكن محاورات عبد الله ابن عباس مع عمر بن الخطاب أيّام خلافته توضح ما كان ملتبسًا و تكشف خفايا المستور على ما روى صاحب النهج و غيره من أصحاب السيرة والتاريخ .:
في مناظرات عدّة وقعت بينهما . وأختصرُ بعضها لمن يبتغي استجلاء الحقيقة من بين ركام الضلالة والافتراء، والتدليس ، وصولة السيف والنطع ..

1 - .. حيث يسأل عمر إبن عباس في إحدى مناظراته : يا إبن عبّاس ، أتدري ما منع الناس منكم ..؟
قال : لا يا أمير المؤمنين .
قال : لكني أدري .
قال : ما هو يا أمير المؤمنين ؟
قال
: كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة و الخلافة ، فتجحِفوا جِحْفًا ، فنظرت قريش لنفسها فاختارت و وفقت وأصابت .
فقال ابن عباس : أيُميط أمير المؤمنين عنّي غضبه فيسمع ؟
قال : قل ما تشاء .
قال
: أما قول أمير المؤمنين : إن قريشًا كرهت ، فإنّ الله تعالى قال لقوم : « ذَلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أَعْمَالَهُمْ » .
و أما قولك : ( إنّا كنّا نجحف ) ، فلو جحفنا بالخلافة جَحَفْنا بالقرابة ، و لكنّا قوم أخلاقنا مشتقة من خلق رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) والذي مدحهُ قال الله تعالى في قوله : « و إنّك لَعَلَى خلق عظيم » ، و قال له : « و اِخْفِض جناحك لِمَنِ اتبعكَ من المؤمنين » .
و أما قولك: « فإن قريشًا اختارت » ،فإنّ الله تعالى يقول : « و ربك يخلُقُ ما يشَاءُ و يختار ما كان لَهُمُ الخَيَرة » و قد علمت يا أمير المؤمنين أن الله اختار من خلقه لذلك من اختار ، فلو نظرت قريش من حيث نظر الله لها لوفقت و أصابت قريش .

فقال عمر : على رسلك يا بن عباس ، أبت قلوبكم يا بني هاشم إلا غشّا في أمر قريش لا يزول ، و حقدًا عليها لا يحول ...؟
فقال ابن عباس : مَهْلاً يا أمير المؤمنين ؟ لا تنسب هاشمًا إلى الغشّ ، فإن قلوبهم من قلب رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلّم )الذي طهره الله و زكّاه ، و هم أهل البيت الذين قال الله تعالى لهم : « إنما يريد الله ليُذهِبَ عنكم الرجسَ أهْل البيت و يُطهِّرَكم تطهيرًا » .
و أما قولك : (( حقدًا )) فكيف لا يحقد من غصب شيئه ، و يراه في يد غيره .

فقال عمر : أما أنت يا ابن عباس ، فقد بلغني عنك كلامٌ أكره أن أخبرك به ، فتزول منزلتك عندي .
قال : و ما هو يا أمير المؤمنين ؟ أخبرني به ، فإن يكُن باطلاً فمثلي أماط الباطلَ عن نفسه ، و إن يكُن حقًا فإنّ منزلتي لا تزولُ به .
قال : بلغني أنّك لا تزال تقول : أُخِذَ هذا الأمر منكم حسدًا و ظلمًا .
قال : أمّا قولك يا أمير المؤمنين : ( حسدا ) ، فقد حسد إبليس آدم ، فأخرجه من الجنّة ، فنحن بنو آدم المحسود .
و أما قولك : (( ظلمًا )) فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحق من هو .
ثم قال : يا أمير المؤمنين ، ألم تحتج العرب على العجم بحقّ رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) و احتجت قريش على سائر العرب بحقّ رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) ، فنحن أحقّ برسول الله من سائر قريش .

فقال له عمر : قم الآن فارجع إلى منزلك ، فقام ، فلمّا ولّى هتف به عمر : أيها المنصرف ، إنّي على ما كان منك لراع حقك .
فالتفت ابن عباس فقال : إنّ لي عليك يا أمير المؤمنين و على كلّ المسلمين حقًا برسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) ، فمن حفظه فحقّ نفسه حفِظ ، و مَنْ أضاعه فحق نفسه أضاع ، ثم مضى .
فقال عمر لجلسائه : واهًا لابن عباس ، ما رأيته لاحى أحدًا قطّ إلاّ خصمه . [3]


* هذه الكلمة عن ابن عباس تدلّ على أنه من المتسالم عليه عندهم أن الخلافة قد ثبتت بالنص على الإمام علي ( عليه السلام ) و أنها بأمر الله و اختياره و لو لم يكن ذلك لأعترض عليه الخليفة .
2 - وفي محاورة أخرى تحجّج عمر بصغر الإمام عليّ (ع) وحداثة سنّهِ ، وحبّه لبني عبد المطلب .. ولكن ابن عبّاس – رض – لم يُملهُ حتّى ألقنهُ الحجّة البالغة ..فقال له : (( والله ما استصغره الله حين آمر أن يأخذ سورة براءة من أبي بكر..))
3 - وأمّا دعوى حبّ الإمام (ع) لبني عبد المطلب .. فكذلك قالها لعثمان بعد أن إتّهمه بحبّ بني أميّة ، إلاّ أنّه ومع ذلك مهّد له طريق الخلافة [ وقد نشرح ذلك في القادم من البحث] ..و نراهُ تارة أخرى يتحسّر عن وفاة سالم مولى أبي حذيفة بُغية تولّيه الخلافة من بعده .. أو سعد ابن أبي وقّاص .؟ فأين مقام من ذكرهم عمر من مقام عليّ (عليه السلام ) ..؟ فهل لكم من فتوى لذلك .. ؟
إن يحسدوك على علاك فإنّمــــــا ***** مُتسافلُ الدرجات يحسدُ من عـلا

4 - وفي رابعة .. قال عمر لإبن عباس : (( ... لقد كان لرسول الله في أمره ذروٌ منَ القول لا يُثبتُ حجّة ، ولا يقطعُ عذر ، ولقد كان يربع في أمره وقتا ما ، ولقد أراد في مرضه أن يُصرّح باسمه ، فمنعتُه من ذلك ، إشفاقا وحيطة عن الإسلام . ولا وربّ هذه البنيّة لا تجتمعُ عليه قريش أبدا ..؟ ولو ولّيها لانتقضت عليه العرب من أقطارها .. فعلم رسول الله (ص) ما في نفسي ، فأمسك وأبى الله إمضاء إلاّ ما حتم ..؟ )) [4] ..


[3] الطبري في تاريخه ج 5 ص31 والإبن الأثير ج 3 وشرح النهج ج 2 ص 18 .
[4] شرح النهج ج 12 ص 20 و21 كشف اليقين للحلّي ص 462 .

وحتّى لقاء السلام في البدء والختام
أبو مرتضى عليّ


توقيع : أبو مرتضى عليّ

** مـــــــا خسِــــــرَ والله مَنْ أتـــى بحقيقــةِ السّجــود ولَـــوْ في العمـــر مـــرّة ** المولى روح الله - قدّسَ سرّه -
من مواضيع : أبو مرتضى عليّ 0 دعوة للقيام لله (اقدم وثيقة تاريخية تؤرخ لنضال الامام الخميني "ع")
0 أنيابُ الثعلب دالة على شره
0 هكذا هذى أسير الهوى اللبناني .؟
0 أنا لن أبوح لك بوجع الغربة ..!!!
0 حسيــــن .. لك الله ما أجلّك ..؟
رد مع اقتباس