عرض مشاركة واحدة

أبو مرتضى عليّ
المستبصرون
رقم العضوية : 15514
الإنتساب : Jan 2008
المشاركات : 360
بمعدل : 0.06 يوميا

أبو مرتضى عليّ غير متصل

 عرض البوم صور أبو مرتضى عليّ

  مشاركة رقم : 19  
كاتب الموضوع : أبو مرتضى عليّ المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-07-2011 الساعة : 09:28 PM


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على خير الخلق أبا القاسم محمّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين واللّعن الدّائم على أعدائهم من الأولين والآخرين وإلى قيام يوم الدّين ..

إخوة الإيمان والعقيدة :
سلام من الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته .
**يقول الحقّ تعالى :
(( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، و من ينقلب على عقبيه فلن يضَّر الله شيئًا وسيجزي الله الشاكرين ..))


* إخوان الظاهر ، وأعداء السرائر :
... إنَّ حادثة السقيفة وما كان فيها وما صدر عنها.. وما أنتجت بعد مخاض المجادلات والمشادات التي تخللتها .. لم تَعُد لها أيّ قيمة تاريخيّة ، بعد أن ديست فيها حرمة الصحبة ، وانتزعت بيعةٌ قد خُطّط لها من قبل وفاة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - .. فكانت مسرحيةٌ أعدَّ لها سلفا من قبل عمر ابن الخطاب ، فكان هو بطلها وصاحب الأمر والنهيّ فيها ، فأنجبت خلافة قيصرية باسم أبا بكر إبن أبي قحافة بعد أن مُهّدَ له الدّرب .. ثمّ إنتزعت له بيعة إنتزاعا ، وتلك كانت غايتهم ، وممن كان على رأيهم ..
.. وهكذا تُعتبرُ حادثة السقيفة لا قيمة لها في تاريخ الأمّة .. وما هي إلاّ كشحٌ من الحسد نسجته يد عمر بِوَبرِ البُغض لبني هاشم ، بدأ بأنكاثهِ منذ زمنٍ بعيد .. وذلك ما ستؤكّدهُ المناظرات بين عمر وإبن عبّاس (رض) مع أدلّتها الواضحة لمن عرف حكمة الله التّامة ، ومشيئته المُستمدّة من كرم عدالته ، وعرف نبيّهُ المصطفى (ص) واقتدى بهديه ، وألتزم بأمره ونهيّهِ .. ومن إبتغى الحقيقة من غير هذان المنهجان فلن يبلُغَ الغاية ، ولن يسلُك سُبُلَ النّجاة ، ولن يزيدهُ بحثُه إلاّ خُبالا وضلالا .. وإن عظُمت في نظره المصادر ، ووثّقت في ظنّه المسانيد ..
وقبل سرد الأدلّةُ الدّامغة في ما أدّعي .. فلا بأس أن نُعطي البحث حقّه في هذا التمهيد الموجز . والذي يُؤكّدُ لمن كان يؤمن بالله تعاله إسمهُ وعدله وحكمته التامة ، ونبوءة رسوله الأكرم (ص) ورأفته ورحمته على أمّته ..
يعلم عندها علم اليقين بأنّهما لم يتركا الأمّة هُمّلا بعد إنتهاء الرسالة المحمّديّة الخاتمة ، وانتقال صاحبها إلى الرفيق الأعلى.. بل كانت هناك مقامات حيث أنذر وحذّر ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) أمّته من مغبّة الضلالة و الإرتداد .. كما أعلمهم بما سيحدثُ من بعده من خلافات، وأنها ستفترق على ثلاث و سبعين فرقة ، فرقة ناجيـــة ، والباقون في النار ...

بل و أكثر من ذلك حيث أنبأهم بأنّ الخلاف يكون مباشرة مع غيابه عنهم (ص) ، كما بينت الآية الكريمة ذلك .. و قوله ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) مخاطبًا أصحابه : (( سيرتدّون بعده على أدبارهم القهقرى ، أو يردون عليه الحوض فيختلجون دونه بما أحدثوا بعده... و في بعض الأحاديث فيقال لي : أنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم [1]...
لذا لا يمكن لمن آمن بالله و رسوله أن يميل إعتقاده بأنه- صلى الله عليه و آله و سلّم- لم يكن يعلم بما سيجري بعده من خلافات فقد صرّح و لمّح و بيّن و ذلك كله حتى لا تكون حجّة لمحتجٍّ باجتهاد أو قياس أو ظنّ .. والمتتبّع لمواقف الإمام عليّ – عليه السّلام – تنجلي عنده الحقيقة الدامغة عن ما له من علم مسبّق قد أنبأه به الرسول الأعظم (ص) ، كما رسم له الطريق التي أمره باتباعها عندما تغدر به الأمّة من بعده .. فتدبّر في قوله (ع) ..))
... فو الله مازلت مدفوعًا عن حقّ مستأثر عليه منذ قبض رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) حتى يوم الناس هذا .. أو قوله في موضع آخر فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي فظننتهم عن الموت و أغضيت على القذى و شربت على الشجى و صبرت على أخذ الكظم و على أمرّ من طعم العلقم .. وما أبلغها حجّة إذ قال مخاطبا أبا بكر : (( فأن كنت بالقربى حججت خصيمهم فغيرك أولو بالنبيّ وأقـربُ وإن كنت بالشورى ملكت أمورهـم فكيف بهذا والمشيرون غُيَّـب )) , [ وقد نأتي بالمزيد..]

وما دمنا نعتقد بأنه ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) مرسلٌ جاء بشيرًا و نذيرًا للعالمين إلى يوم يبعثون . فيكون من القصورٍ في التفكير، أو الافتراء المفضوح ، أن نُصدّق أو نعتقد بأنهُ ( صلى الله عليه و آله وسلّم ) ترك أمته بعده سدى من غير راع ، أو طريق واضح لمن يبتغي سبُل النجاة ..
و قد وجدناه ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) ما كان يترك المدينة المنورة إذا خرج لحرب أو غزوة من غير أمير يخلفه عليها .. فكيف نصدق عنه أنه أهمل أمر أمته العظيمة بعده إلى آخر الدهر ..لكن كلّ ما عندنا من أحداث ومواقف تاريخيّة ، فهي من نسج عقول وأقلام إرتضاها أصحاب الإستبداد الفكري والسياسي ...
.. و هكذا نجزمُ بأنّ الإستبداد الفكري كان قرينا للاستبداد السياسي ، وهم معًا يكون من نتاجهم الانحطاط و التخلف الذي يصيب الأمم و الشعوب المبتلية بهما . و أظنني غير مبالغ إذا قلت : بأنّ الأمة الإسلامية و منذ يوم وفاة رسول الله ( صلّى الله عليه و آله و سلّم ) قد ابتليت بالإستبداد بشكليه الفكري و السياسي . فمنيَ التاريخ الإسلامي بحالات شاذة نتيجة لذلك ، و ليس أدلّ عليها التناقضات و الاضطراب الموجود في أكثر أحاديث الوقائع التاريخيّة ، فضلاً عن الأحكام الشرعيّة ، كما طال الاختلاف خصوصيّات الحوادث و الأحكام ..

و كلّ متصفّح أو باحث في ثنايا السيرة أو التاريخ إلاّ و اصطدم بهذه الحقيقة المرّة .
و لا يمكن أن نُحمِّلَ ذلك على الغلط أو السهو و لا الغفلة في النقل أو الرواية .. بل كلّ ذلك كان عن وعيّ و دراسة من أرباب السياسيّة و النفوذ من يوم السقيفة حتّى يوم الناس هذا . وانظر لأشباه العلماء قديمًا و حديثًا ، و نزعتهم المنحرفة عن النقل النزيه و الأمانة التاريخيّة و كلّ ما تخطّ أقلامهم يكون مرتبط بالروح التي يحملونها فيختاروا كلّ منهم ما لا يفسد عليه رأيه ، و لا يصدّق إلاّ بما يجري على هواه ، كما ينقل إلاّ على الرجل الذي يتفق و مبادئه و إن كان وضاعًا كاذبًا ، و من لا يتفق مع ما يعتقده يكون صاحب بدعة وضلالة حتّى وإن كان ثيقة صدّوقا ..؟
.. وإذا أردنا أن نبحث في أوّل حادثة ذا بال وقعت بعد وفاة صاحب الرسالة (ص) مباشرة .. فهل تجد غير فلتة سقيفة بني ساعدة والتي أعدّت فصولها سلفا . وقد امتزجت مواقفُ أركانها بالاستبداد الفكري والسياسي .. مع ما صحبها من عنف لفظي وجسدي . وكان أشدّها منْ حامل لواءها عمر بن الخطاب بعد أن أطلق سهمهُ الأوّل على مبادرة الرسول الأكرم (ص) وتفضّله على أمّته بصكّ الهداية مدى الدهر ، لكن عمر أبى لها ذلك بدعوى فاجرة : (( حسبكم كتاب اللّه .. إنّ رسول الله يهجر..؟ )) , ونحن نسائل عمر ومن يُدافع على كفرياته : هل كان رسول الله (ص) قد هجر من قبل حينما يكون في حالات مرض ..؟.. وما السنن الشريفة التى نُقلت عنه حينها ..؟ - أعاذنا الله من الغواية - ...
والسهم الثاني جاء عن لسان صاحبه المغيرة بن شعبة حليف إبن هند بقول فاسق : وسّعوها في قريش لتتّسع .. حتّى يكون له ولأمثال نصيبا من فتاتها . وهكذا غُيِّب أهل البيت ( عليهم السّلام ) وكانت المؤامرة من أوضح الواضحات بعد أن إستأثروا بالأمر يوم السقيفة دون أن يؤذنوا أحدا من بني هاشم وأوليائهم ، وهم ثقلُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) وأعدال كتاب الله تعالى [2].. وما أن أفاؤوا إلى مواراة الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) .. بل لم يحضروا جنازته المقدّسة ولم يعلموا بها .؟ .. كما سنأكّد ذلك حتّى فاجئوا أولياءه و أحباءه بسهم الغدر الذي طفح على سرائرهم الحاقدة و ذلك لأخذ البيعة منهم قهرًا أو التحريق عليهم ...
وحتّى الفصل الثاني نستودعكم الله .
والسّلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيما

أخوكم أبو مرتضى عليّ

الفهرس
[1] صحيح مسلم ج 8 ص 107 .
[2] إشارة إلى أنّ أ÷ل البيت (ع) هم عدل الكتاب .. وقد أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وأحمد ..


توقيع : أبو مرتضى عليّ

** مـــــــا خسِــــــرَ والله مَنْ أتـــى بحقيقــةِ السّجــود ولَـــوْ في العمـــر مـــرّة ** المولى روح الله - قدّسَ سرّه -
من مواضيع : أبو مرتضى عليّ 0 دعوة للقيام لله (اقدم وثيقة تاريخية تؤرخ لنضال الامام الخميني "ع")
0 أنيابُ الثعلب دالة على شره
0 هكذا هذى أسير الهوى اللبناني .؟
0 أنا لن أبوح لك بوجع الغربة ..!!!
0 حسيــــن .. لك الله ما أجلّك ..؟
رد مع اقتباس