عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية Nakheel_Aliraq
Nakheel_Aliraq
عضو برونزي
رقم العضوية : 628
الإنتساب : Nov 2006
المشاركات : 758
بمعدل : 0.12 يوميا

Nakheel_Aliraq غير متصل

 عرض البوم صور Nakheel_Aliraq

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : Nakheel_Aliraq المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-05-2007 الساعة : 04:24 PM



الدور الثاني : حرکة التکامل الفردي

وهو من الادوار المهمة التي يمكن أن نجد معالمها في شخصية الزهراءـ عليها السلام ـ بصورتها الكاملة، ونفهم من خلاله جانباً آخر من أدوار المرأة في الحياة الانسانية، هو دور التكامل الفردي في الحركة نحو الله سبحانه وتعالى.
لقد اراد الله تبارك وتعالى لهذا الانسان أن يتحرك باتجاه الكمالات المطلقة، التي يتصف بها الله سبحانه وتعالى. وبطبيعة الحال لا يمكن للانسان أن يصل إلى ذلك الكمال المطلق،

وإنما أُريد له أن يتحرك باتجاه ذلك الكمال، باتجاه العلم لأجل أن يكون في صراط العلم الالهي الكامل، وأُريد له أن يتحرك باتجاه الجود وفي طريق الاحسان والخير، وباتجاه كل ما يوصله للكمالات الالهية من خلال الخلوص في العبودية لله سبحانه وتعالى، كما يبيّن ذلك القرآن الكريم: ( وما أُمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة)(1).

هذا الامر هو الذي يعبر عن هذه المسيرة في حركة الانسان نحو التكامل، وعندما نأتي إلى الزهراءـ عليها السلام ـ نجد فيما نجد من صفاتها هذه الخصيصة، وهذا الامر الذي اكدت عليه الآيات الشريفة التي وردت في سورة الدهر، عندما تحدّثت عن أُولئك العباد الابرار الذين وصلوا إلى اعلى درجات التكامل، في حركة العبودية لله تعالى، والتقوى والارتباط بالله سبحانه وتعالى، فالزهراءـ عليها السلام ـ مثلت ايضاً المحور في هذه الحركة التي تحدث عنها القرآن الكريم.


هذا التحرك في طريق التكامل هو من الامور ذات العلاقة بدور المرأة في الحياة، فكما أن الرجل لابد له أن يتحول في حركته إلى عبد صالح مخلص في عبوديته لله سبحانه وتعالى، وأن يتصف بالدرجات الكمالية العالية من التقوى والصلاح والعلم والتواضع والصبر والاحسان والجود والبذل والعطاء،

إلى غير ذلك من الدرجات العالية التي دعا إليها الإسلام في مسيرة كمالات الانسان، وجهاد النفس والرقي نحو الله تعالى، كذلك أُريد للمرأة في أدوارها أن تسلك هذا الطريق وأن تتكامل في هذا الجانب ، لأن قابليتها في الرقي والكمال والوصول إلى الله تعالى قابلية كاملة، ومؤهلاتها في ذلك مؤهلات كاملة.


ولعل تركيز القرآن الكريم في هذا الجانب فيما يتعلق بالسيدة الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام، وكذلك بالنسبة إلى السيدة مريم ـ عليها السلام ـ عندما يخاطبها القرآن: ( يا مريم اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع الراكعين)(2)، رغم أنها ـ عليها السلام ـ كانت من القانتين والساجدين والراكعين وكذلك الحال مع السيدة آسية زوجة فرعون في إخلاصها وإقبالها على الله تعالى، وفي
_
___________________________
(1) البيّنة: 5.
(2) آل عمران: 43.
نظرتها إلى الحياة الآخرة، وطلبها في أن يبني الله لها بيتاً في الجنة، وينجيها من غرور السلطان وزخارف هذه الدنيا التي كانت تحيط بها من كل جانب ومكان، باعتبارها امرأة أعظم ملوك العالم فرعون الذي كان يملك الدنيا، مع كل ذلك تنازلت عن هذه الزخارف والبهارج وجميع اللذات وجعلت هدفها ينحصر في أن يكون لها بيت في الجنة وأن ينجيها الله من فرعون وعمله.


هذا الامر حينما يركز عليه القرآن الكريم، يركز عليه ليعطي للمرأة هذا الدور أي الاهتمام بهذا الجانب في حركتها الانسانية، إذ إن المرأة في حركتها الانسانية يمكنها ـ كما يمكن للرجل ـ أن تأخذ من شهوات هذه الدنيا وزينتها ما تشاء في الحدود الشرعية: ( قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيّبات من الرزق قل

هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصّل الآيات لقوم يعلمون)(1)، وهو امر أحله الله تبارك وتعالى لعباده من الرجال والنساء، ولكن الاستغراق في هذه اللذات وهذه الشهوات، والاستغراق في زينة الحياة الدنيا، بحيث يمثّل ذلك الهموم الاجتماعية العامة للوسط النسوي، هو مما لا يريده الله تعالى لهذه المرأة.

ومن الطبيعي أن نحفظ في حركة المرأة التوازن بين اشباع هذه الحاجات والرغبات، بما يحفظ للمجتمع حيويته وقدرته على الحركة، والحذر من السقوط في مستنقع هذه الشهوات والرغبات، والاستغراق في الزينات بحيث تتحول ـ في حالة السقوط ـ كل هذه القضايا إلى هموم في اوساطنا الاجتماعية والفردية واوساط المرأة.

ونجد في مجتمعاتنا الحاضرة ـ مع الاسف ـ الكثير من الرجال الذين وقعوا في هذا المستنقع، كما وقعت فيه الكثير من النساء بحيث صارت قضية الزينة والزخارف الدنيوية هي القضية الاولى التي تتحدث عنها النساء، وتتداولها المجتمعات الخاصة بهن مثلاً، أو ما يشبه ذلك من الاسراف في مجالس الاستقبال أو حفلات الزواج.


والشيء المهم الذي لابد أن ننتبه إليه، وتنتبه إليه المرأة في موضوع دورها الكبير في هذا المجال، هو أن النصوص الشريفة التي وردت تتحدث عن الزهراءـ عليها السلام ـ في حياتها الخاصة الفردية، وفي لبسها واكلها وشربها، وفي زهدها بهذه الامور والزينات، أُريد منها إعطاء هذا التوجيه الخاص في حركة المرأة ودورها في الحياة.
الدور الثالث : الدور السیاسي للمرأة

الدور السياسي
يتبع

توقيع : Nakheel_Aliraq


من مواضيع : Nakheel_Aliraq 0 فضل حديث الكساء
0 سورة قرآنية وفوائدها..
0 لمـــاذا حين نختلف نفترق !! وحين نفترق نندم !! --مقتبس
0 %%%%%% ((((( شئ عـــــــــــــــــــــــــــــادي ))))
0 لتكون انــــــــــساااان رائــــــع"•·
رد مع اقتباس